أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - غريب في مدينة أليفة 6














المزيد.....

غريب في مدينة أليفة 6


علوان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7313 - 2022 / 7 / 18 - 04:00
المحور: الادب والفن
    


_ ماذا تفعل هنا في بغداد ؟ فاجأني كلامه الحاد حضوره أمامي الذي عمق غربتي وسؤاله الذي أشعرني بالتطفل على مدينة كنت أعد نفسي حجرا ً من حجارة بيوتها القديمة .
_ أنا هنا أبحث عن معنى ما لحياتي ..
ضحك ساخرا ً من إجابتي هو الذي يراني ساذجا ً كما كنت وقت صباي وهو الذي كنت أراه حكيما ً وصديق طفولة ٍ ساذجة أيضا ً .
أنا في بغداد جئت لأشهد زوال جمالها هي قسوة مني ربما كمثل من يزور شخصا ً يحبه في لحظات إحتضاره . جئت لألقي النظرة الأخيرة على الشمس وقت الغسق أحفظ في ذاكرتي المشهد الجميل والجليل لشمس ٍ تغرق ويبتلعها السراب . حينما تموت إنتحارا ً أو قتلا ً امرأة في مقتبل شبابها لأنها أحبت ولا تعد شهيدة ً بل عارا ً على القبيلة هذا يعني أن الحب مهدد بالموت وحين يموت الحب في مدينة وتذبح امرأة عاشقة هذا أوان موتها وزوالها أيضا ً . بغداد تـُذبح ُ كل يوم . تـُذبح ُ بغداد مع كل امرأة تـُهتك ُ إنسانيتها تـُذل ُ وتـُعنف ُ وتموت بصمت ٍ وسرية في بعض الأحيان . بغداد ولدت من قصيدة . لولا ألف ليلة ٍ وليلة وقصص الحب التي سحرت العالم ما كانت بغداد . بحثت كثيرا ً عن النساء المنسلات من ليل القصص السائرات كالطيف بثياب ٍ حريرية ٍ وجمال ٍ يسحر الخيال . تحتاج بغداد لشهرزاد جديدة تحكي حكاية موت أبطال الحكايات في الواقع وكيف يموت الحب في مدينة ٍ ولدت من الخيال . حين يتربص القتلة بالعشاق ويكون الموت مصير كل عاشقة لا أمل لبغداد أن تنهض من رمادها ما لم تحدث ثورة يقودها العشاق بإسم الحب . ثورة تزيل الأزبال وتزرع بدلها الورد تنظف الشوارع من صور السياسين وتضع بدلها صور القديسات ضحايا جرائم الحب وشهداء تشرين . تحتاج بغداد إلى ثورة من أجل الرغيف والحب والكتاب والورد أيضا ً . لماذ تختفي الإبتسامة عن وجوه الناس في بغداد ؟ في الشارع وأنا أترصد الوجوه إنتابني إحساس بأن الأفران تعد أرغفة الدموع بدلا ً من الخبز . أرقب الوجوه وأتفرس في ملامح السائرين الذاهلين عن أنفسهم علني أقتنص لحظة فرح ٍ عابرة أو بصيص فرح أو حتى نصف إبتسامة . وراء كل تجعيدة على وجه ٍ نضر ٍ قصة وحكاية تبعث على الحزن . كل قصيدة تـُكتب ُ في بغداد وأغنية في حنجرة مطرب مكتوبة بدمع وتؤدى كهديل ونواح حمامة ٍ على وشك الذبح . حتى المطر في بغداد يبعث على الحزن نحن شعب مازوخي ندلل الحزن ونزينه نغزل له من ضوء الشمس ثوبا ً ذهبيا ً في الأعياد ونكسوه بالسواد في كل الأيام . بحثت في بغداد عن ساحة ٍ كبيرة وفارغة تصلح للرقص . دعوة للصبايا والشبان يخرجون من بيوتهم نهارا ً متحدين ميلشيات الموت وقوانين القبيلة وفتاوى عمامة سوداء يشاركون في رقصة جماعية ترقص معهم بغداد حجارتها وشوارعها وقلوب أهليها . رقصة فرح يخرج من أفئدة تواقة لكسر الجدران أرواح تبحث عن بعضها تتعانق خارج الأسوار .



#علوان_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريب في مدينة أليفة 5
- غريب في مدينة أليفة 4 صياغة جديدة للقصة نفسها
- غريب في مدينة أليفة 4
- غريب في مدينة أليفة 3
- غريب في مدينة أليفة 2
- غريب في مدينة أليفة 1
- غريب في مدينة أليفة
- نوم الأحلام
- عاشق وجريمة
- البحر وأنا
- أكتب وأمحو
- الوردة والمرأة
- امرأة الخيال
- جريمة غامضة
- مهندسة ومجنونة
- دمعة على الرصيف
- القرية المهجورة
- مظفر النواب القصيدة والمسرح
- حلمت بأني نهر
- عراق يجوع


المزيد.....




- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...
- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - غريب في مدينة أليفة 6