أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - غريب في مدينة أليفة 8














المزيد.....

غريب في مدينة أليفة 8


علوان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7322 - 2022 / 7 / 27 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


ريب في مدينة أليفة 8
في حديقة مهجورة وتحت شجرة جرداء لمحته بثياب مهلهلة جالسا وبيده غليون من النوع الإنكليزي القديم الفاخر يدخن الافيون أرتبك قليلا حينما رآني لكنه اطمأن فيما بعد حينما تفرس بوجهي شعر لحظتها ان بيننا آصرة من نوع ما غامضة لكنها حقيقية . جلست قربه صامتا هو الآخر لم يقل شيئا لكنه بلفتة لطيفة منه ناولني الغليون ورحنا ندخن معا صامتين .
- هل تعرف خضير ميري أو سمعت بهذا الاسم من قبل ؟
بادرني بالسؤال وهو يسحب نفسا عميقا ويحبسه في صدره طويلا يود ان لا يتسرب شيء منه ..
- خضير ميري نعم أعرفه كان صديقا لي ..
- حدسي قال لي بانك تعرفه عرفت هذا من نظراتك القلقة ..
- أين ومتى التقيت بخضير ميري وكيف ؟
- كان معي نزيلا في مشفى الامراض العقلية المعروف بإسم الشماعية هو يقرأ شعره لمخلوقات تعيش حياتها الداخلية بسرية كاملة لا يود أحد اقتحام مملكته وفضح أسرارها لان له فيها العالم الذي إليه ينتمي ولولاه لكان شخصا عاديا يشبه باقي الناس الأسوياء ..
- وماذا كنت تفعل أنت مثلا ؟
- أنا كنت أتحدث مع الملائكة وقتها ..
- ملائكة من الذكور أم الإناث ؟
- من الإناث طبعا هل تريد مني العودة لعالم الذكور الذي هربت منه ؟
- وبأي لغة كنت تتحدث مع الملائكة ؟
- كما تتحدث الفراشة مع الزهور والنسيم مع الشجرة ..
- باللغة البيضاء يعني لغة الشعراء الغامضة تعني ؟
- نعم بلغة الشعراء التي غموضها يزيدها وضوحا ..
- يقال بان ثمة علاقة ما بين الجنون والشعر ما رأيك ؟
- أسمع الشاعر والمجنون ينطلقان من منطقة واحدة معتمة وسرية وهي أقرب للأحلام منها إلى الواقع لذلك تبدو لغة الشعر غامضة لانها من نسيج الأحلام ..
- وهل للافيون تأثيرا سحريا على الشاعر ليقول ما لم يقله أحد غيره ؟
- نعم قليلا الافيون يحررك من الأغلال يوقظ شياطين الشعر من سباتها يتعرى الشاعر من ثيابه ليعود طفلا يقول ما يشاء له الشعر ..
- الشعراء يحبون الخضرة والماء ووجوه الحسان الجميلة لكني أراك تجلس تحت شجرة جرداء في حديقة تبدو مهجورة لا زهور فيها ولا نساء يسكرك ضحكهن وحضورهن الفاتن ؟
- هذه بغداد يا صديقي حديقة مهجورة تقطف فيها الزهور آن تتورد . سيف مسرور وعمامة الحجاج وفتاوى ابن تيمية تحكمها لا مكان فيها لعصفور يغني ولا لشاعر يقول ما يريد كما ترى الأشجار تشكو العطش والغيمة صارت بعيدة لا تقترب من أرضها اما النساء الجميلات حلم كل امرأة أن تسافر وتعيش بعيدا ماذا تبقى للشعراء غير المقاهي والبارات وحدائق مهجورة مثل مدينة هجرها ساكنوها ؟
- لكنه الانتحار مدينة تحتضر والشعراء يتعاطون الافيون صدقني لا أود ان ألقي عليك موعظة لكن ما تفعله يعد نوعا من الانتحار . أكسر هذه القوقعة وأخرج إلى الشارع تستنشق الهواء النظيف . تحدث مع الناس بلغة واضحة بسيطة حدثهم عن أحلامك وعن أحلامهم عن أطفال سوف يولدون بلا مستقبل وعن وطن يضيع من بين أيديهم قل لهم الحقيقة أن بحرا من الذهب ملكهم وحدهم يسرقه حفنة لصوص . لا تمنحوا فرصة للصوص يعبثون بمستقبل أولادكم .أيقظ جذوة تشرين فيهم لعل نار الثورة تتقد من جديد أو خذ غصن شجرة واغرسه علم الآخرين ان يغرسوا الشجر لأن الغمام لا يقترب من الأرض اليابسة ..



#علوان_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريب في مدينة أليفة 7
- غريب في مدينة أليفة 6
- غريب في مدينة أليفة 5
- غريب في مدينة أليفة 4 صياغة جديدة للقصة نفسها
- غريب في مدينة أليفة 4
- غريب في مدينة أليفة 3
- غريب في مدينة أليفة 2
- غريب في مدينة أليفة 1
- غريب في مدينة أليفة
- نوم الأحلام
- عاشق وجريمة
- البحر وأنا
- أكتب وأمحو
- الوردة والمرأة
- امرأة الخيال
- جريمة غامضة
- مهندسة ومجنونة
- دمعة على الرصيف
- القرية المهجورة
- مظفر النواب القصيدة والمسرح


المزيد.....




- من أجل قاعة رقص ترامب.. هدم دار السينما التاريخية في البيت ا ...
- شاهد/ذهبية ثالثة لإيران في فنون القتال المختلطة للسيدات
- معرض النيابة العامة الدولي للكتائب بطرابلس يناقش الثقافة كجس ...
- شاهد.. فيلم نادر عن -أبو البرنامج الصاروخي الإيراني-
- تمثال من الخبز طوله متران.. فنان يحوّل ظاهرةً على الإنترنت إ ...
- مسك الختام.. أناقة المشاهير في حفل اختتام مهرجان الجونة السي ...
- ايران تحرز ميداليتين ذهبيتين في الفنون القتالية ببطولة آسيا ...
- فلسفة الذكاء الاصطناعي.. الوعي بين الفكرة والآلة
- أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في -الجونة السينمائ ...
- حيدر التميمي عن الاستشراق والترجمة في فهم الفكر العقدي الإسل ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - غريب في مدينة أليفة 8