علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7413 - 2022 / 10 / 26 - 06:33
المحور:
الادب والفن
تنقرض العصافير قريبا ً
سألني جاري الأمريكي ونحن نهم برمي أكياس الزبالة :
_ هل تأكل العصافير ؟ أجبته من فوري :
_ لم أصطدها لأكلها .. قال : _ لم أقل بأنك أصطدتها , عنيت لو وجدتها جاهزة على طبق ٍ هل سوف تأكلها أم لا ؟ قلت : _ يعتمد على الظروف لو كنت جائعا ً وضيفا ً وقدم لي كطعام ٍ
لم أستطع رفضه آكله بكل تأكيد , ثم سألته بدوري
_ هل تأكل النهر ؟
ضحك من أعماق قلبه , أجاب : _ لم يسبق لي أن أصطدت نهرا ً لآكله ..
_ أعني هل تذهب إلى النهر تصطاد سمكا ً ؟
_ نعم , الصيد هوايتي المفضلة ..
_ لكن لماذا تسأل بإستنكار عن أكل العصافير ؟
_ قرأت خبرا ً يقول بأن العصافير سوف تنقرض قريبا ً من سوريا , الناس هناك تلتهم العصافير دونما رحمة ..
_ وهل تركتم لهم شيئا ً يؤكل ؟
_ لسنا مسؤولين عن مصائر الناس على كوكب الأرض ؟
_ بل مسؤولون . لو جاع طفل في آخر بقعة على الأرض أنت وأنا والجميع مسؤول عن إطعامه ..
_ تتحدث وكأنك مبشر رسولي من الفاتيكان ..
_ لا بل أتحدث كإنسان يشعر ويتألم ولا يود للعصافير أن تنقرض في سوريا أو في أي بقعة على الأرض ..
_ بدلا ً من العصافير يذهبوا يصطادوا السمك من الأنهار ..
_ حتى الأنهار جففوها , جيران السوء إستأثروا بحصة الناس من الماء , حين تنقرض العصافير سوف يصطاد الناس هناك السواح الأمريكيين والأوربيين ! كلام يعقبه ضحك ..
_ لا أحد يود رؤية الخراب هناك . أنا متأكد بأن لا يذهب إلى سوريا سياحة ً من الأمريكيين والأوربيين .. لماذا لم يرسل لهم الله المن والسلوى أليسوا مؤمنين بكتابه ورسله وأنبيائه ؟
_ المن والسلوى لبني أسرائيل . السوريون لهم الطغاة والقتلة ..
_ فاتني سؤالك هل أنت سوري الجنسية ؟
_ لا أنا عراقي سجين في سوريا ..
_ لم أفهم ماذا تقول ؟
_ دعني أستوعب الموضوع أولا ً ثم أخبرك ..
_ دمت بخير ..
_ دمت بخير ..
#علوان_حسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟