أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - موت قطة متشردة














المزيد.....

موت قطة متشردة


علوان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7358 - 2022 / 9 / 1 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


الجموع تتقاطر أفرادا ً وجماعات يعبرون الجسر منتشين بخمرة ٍ وهم التفوق والإنتصار بعثتها في نفوسهم اليائسة كلمات رجل الدين الذي ورث الزعامة من موت أبيه التراجيدي في حادث ٍ مأساوي ترك أثره عميقا ً في قلوب مقلديه . كنت مارا ً في الشارع بمحض الصدفة لا تأثير لتلك الخمرة المغشوشة علي ّ ولا وهم لدي ّ بإنتصار ٍ موهوم حمدا ً لله أنا الخاسر دوما ً حين ينتصر الزعيم على خصومه الذي وعدني بكل شيء ولم أقبض منه سوى كلمات ٍ جميلة ٍ وهباء . أنا وقطة متشردة كنا بمحض الصدفة في الطريق لا ناقة لنا ولا جمل بهذا الضجيج . كنت حذرا ً كعادتي حين أسير من سيارة متهورة أو قدم رجل ٍ شارد الذهن لكن القطة الحذرة دوما ً سهت عن نفسها فداستها أقدام الرجال البائسين وهم يطاردون وهما ً تجلى لهم في جلوس أحدهم على كرسي الرئيس والتجوال في قصره الفخم ولا بأس من السباحة في حوض الإستحمام الفاخر المكسو بالسيراميك والشعور ولو للحظات بإنتصاره على بؤس وتفاهة حياته الفارغة من المعنى . الزعيم المتقلب المزاج كل يوم ٍ هو في شأن . تارة ً يهبط عليه وحي يلقي على مسامعه الغامض من الكلام فيخرج إلى الناس يأمرهم بالخروج من بيوتهم والهتاف بإسقاط حكومة من صنع يديه , وتارة يقول للناس عودوا لبيوتكم أو لا داهموا قصر الحاكم يقول مع نفسه ببضع كلمات أرسلها إليه أو قصقوصة صغيرة يخلع السيد الرئيس سرواله ويخرج من قصره بثيابه الداخلية . لم أسمع أو أر َ من قبل بزعيم ٍ يسقي جمهوره خمرة ً مغشوشة ً يتصرف على أثرها هذا الجمهور كمن سلبت منه حواسه وعقله وتحول إلى قطيع خراف ٍ يساق إلى مجزرة . كنت أسمع أنين القطة قبل إحتضارها . المحزن أن الجموع المتدافعة لم تمنحني فرصة إنقاذها أو على الأقل منع جسدها الصغير من أن يتناثر مهروسا ً بين الأقدام . تملصت من الجميع وسرت في الشارع وحدي يتبعني أنين القطة وهدير أصوات السائرين . مخلوق لطيف بعينيه الرائعتين ونظراته الآسرة يموت بلا مبالاة لا أدري في تلك اللحظة من مات أنا أم القطة المتشردة ؟



#علوان_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يكترث ؟
- شاعر تقتله كلماته
- تظاهرة
- الوردة والعصفور
- تلك هي المعجزة
- لماذا صمت الجميع ؟
- غريب في مدينة أليفة 10
- غريب في مدينة أليفة 9
- غريب في مدينة أليفة 8
- غريب في مدينة أليفة 7
- غريب في مدينة أليفة 6
- غريب في مدينة أليفة 5
- غريب في مدينة أليفة 4 صياغة جديدة للقصة نفسها
- غريب في مدينة أليفة 4
- غريب في مدينة أليفة 3
- غريب في مدينة أليفة 2
- غريب في مدينة أليفة 1
- غريب في مدينة أليفة
- نوم الأحلام
- عاشق وجريمة


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - موت قطة متشردة