البائعة الجميلة

علوان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7579 - 2023 / 4 / 12 - 04:47
المحور: الادب والفن
    

في شارع مين مدينة الكاهون الكلدانية ثمة سوبر ماركت إسمه هارفست , هناك فتاة عراقية تقف خلف الكاونتر أشتري منها سندويجة كص مع إبتسامة تظل معي النهار بطوله كأنها تميمة تصون القلب من التلف . مرات يستبد بي الجوع فأهرع إليها أتناول منها إبتسامتها مع سندويجة الكص وأجلس تحت شجرة في البارك أتلذذ بقضم ما جادت بها يداها من حلم ٍ آكله بشهية المحروم من الطعام . الحق يقال كنت أذهب إلى السوبر ماركت كالمنوم تأخذني قدماي إليه كالغريق منجذب لقاع البحر , مأخوذا ً بالجمال العراقي المتوهج وأنوثتها الطاغية والأخطر فيها تلك الإبتسامة تحلق بي كالبساط السحري نحو ممالك ومدن سحرية ٍ مغلقة ضائعة بين النجوم . أقول لها كم أنت ِ جميلة يشرق وجهها عن تلك الإبتسامة التي فيها شفاء للناس وهم لا يعلمون . إقترحت عليها أن تضع رسما ً رمزيا ً لكل من يتطلع في وجهها وضريبة كبيرة لمن يحدق طويلا ً وفي نيته نهب كنوزها في وضح النهار . أمس أشتريت منها إبتسامتها حملتها معي في نزهتي وحين تعبت جلست في مقهى بحري هناك أخرجت كنزي الصغير ورحت أتأمله كمن عثر على جوهرة نادرة وظل يقلبها بين يديه بعينين دهشتين وقلب ٍ يخفق خشية ً من المجهول . أردت أن أكتب شيئا ً يليق بجمالها لم أجد أجمل من إبتسامتها قصيدة رسمها الخيال . هذا الصباح اللطيف فر َّ من إبتسامتها . الهواء له نكهة فاكهة قُطفت للتو وفي الشارع رجل يصرخ مطالبا ً بحقه من الجمال والورد والنبيذ والموسيقى . الشمس تشرق من إبتسامات النساء الجميلة . من ضحكهن نبتكر الموسيقى ومن دمعة امرأة ٍ عاشقة نبتت شجرة التفاح وعلى قدهن يذرف الهواء ياسمين الصباح .

#علوان_حسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل