أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد علي مقلد - فواز طرابلسي: في نقد الأمين العام














المزيد.....

فواز طرابلسي: في نقد الأمين العام


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7880 - 2024 / 2 / 7 - 11:36
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



ربما كان فواز طرابلسي من الأكثر انكباباً على الكتابة عن اليسار من موقعه كقيادي في الحركة الوطنية اللبنانية، والأهم كأكاديمي كتب عن اليسار وعن تاريخ لبنان. غير أن طغيان السياسي الذي فيه جعل منسوب موضوعيته الأكاديمية يتضاءل.
كتابه "صورة الفتى بالأحمر"، نوع من سيرة ذاتية، أما كتابه "زمن اليسار الجديد" الذي أراده مراجعة أو قراءة نقدية، فلم يكن سوى استعادة للمنطلقات الفكرية والسياسية التي تربينا عليها في اليسار الماركسي، والتي استخدمها كمعايير للحكم على ثلاث قضايا مترابطة، الربيع العربي والديمقراطية والدولة، وهذا واضح داخل كتابه "الديمقراطية ثورة"
الأساس الأول إلغاء دور العامل السياسي في تطور بلداننا والتمترس خلف دور الاقتصاد والصراع الطبقي والتفاوت الاجتماعي وهو دور ليس موضع شك من أحد. غير أن تفسير كل شيء بالاقتصاد وتغييب السياسة هو أفضل الوسائل لتمويه استبداد الأنظمة.
الثاني إعطاء الأولوية للعامل الخارجي على العوامل الداخلية ما وفر للأنظمة مبرراً دائماً للتعبئة ضد العدو المتمثل بالاستعمار والصهيونية ولممارسة الاستبداد ضد الشعوب. في موضوع الاستعمار بات معروفاً أن البلدان العربية الثلاث الأفريقية التي كانت مستعمرة نالت استقلالها في القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية، مصر في 1920، تونس في 1956،الجزائر في 1963، وأن أنظمة المشرق العربي ناضلت ضد استعمار غير موجود إلا في فلسطين. أما المواجهة مع الصهيونية فقد انجلى غبارها في الحرب على غزة.
الثالث هو الموقف الطبقي من الدولة، ومفاده أن الدولة باطلة إن لم تكن الطبقة العاملة في قيادتها. الدولة البرجوازية ملعونة. حتى إنجازاتها، ومنها الديمقراطية "منتج محلي ليس للتصدير". هذا فهم للرأسمالية مخالف لأفكار ماركس القائلة إن البرجوازية طبقة ثورية في التاريخ، إذ أزاحت الإقطاع والنبلاء والإكليروس من سدة السياسة. بلادنا فشلت في تحقيق ذلك لا لأن المركز لم يصدّر منتوجه، بل لأن الأطراف استوردته ناقصاً. أخذت من الرأسمالية الصناعات والعلم وحافظت على الاستبداد السياسي.
الديمقراطية قبل أن تكون أكثرية وأقلية، هي اعتراف بالآخر، بالتنوع والتعدد. هي على علاتها، وعلى كونها مساومة بين رأس المال والعمل، تبقى أفضل تسوية مؤقتة توصلت إليها البشرية بينهما لمنع تحويل الصراع الطبقي إلى حرب، وخصوصاً إلى حروب أهلية. وهي على علاتها صناعة برجوازية، مثلها مثل الدولة الحديثة.
إذا كان "برنارد لويس وبشار الأسد وحركات الإسلام السياسي" يلتقون، بحسب فواز، على أن شعوبنا غير جاهزة للديمقراطية، ويمكن أن نضيف على اللائحة كل الحكام ولا سيما في الجمهوريات الوراثية، فلماذا تحميل لويس ومن يمثل وتبرئة أنفسنا من استبدال الديمقراطية بالشورى أو قوانين الطوارئ أو تعليق الدساتير؟
عدم اعتراف فواز بفضل البرجوازية في قيام الدولة جعله يرتكب الخطأ الشائع بين الجميع في قراءة تاريخ لبنان، والخطأ الشائع بين شرائح يسارية في قراءة الربيع العربي. بين حرب 1975 الأهلية وحروب القرن الماضي في عامي 1840 و1860فوارق لا تحصى. إذا لم تكن الدولة حداً فاصلاً بين حضارتين وبين تاريخين فماذا ستكون؟
من أعراض التفسير بالاقتصاد واستبعاد السياسة اعتبار الربيع العربي انتفاضة لا ثورة، حتى باتت الثورة السياسية تهمة و"تعددت المحاولات لتنزيه الربيع عن المصالح والعوامل الاقتصادية والاجتماعية والفوارق الطبقية"، فيما البرنامج الوحيد المشترك بين ثورات الربيع العربي هو إقامة أنظمة دستورية. وحدها الثورة في لبنان طالبت بإسقاط المنظومة لا بإسقاط النظام وبتطبيق الدستور الموجود.
مراجعة فواز اليسارية كاد جديدها ينحصر في دور الأمين العام، وهو نقد في غير محله.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الياس عطالله: نقد التجربة
- التلفزيونات والمصارف والثورة
- الحرب مباراة في القتل
- حزب الله والخيارات المصيرية
- خيانة وطنية في الترسيم البحري هل سيكررونها في البرّي؟
- كريم مروة بين السياسي والمثقف
- الشقاء العربي والأحزاب القومية(4)
- ضحايا أم تضحيات؟
- هل هناك حل ديني للشقاء العربي(3)
- هل هناك استبداد ديني؟
- -شقاء العرب- هل ينفع العلاج اليساري ؟
- شقاء العرب أم خروجهم من التاريخ؟
- -اللحظة القومية العربية- في لبنان(2)
- -حماس- واللحظة القومية(1)
- بعد اليسارية والقومية ما مصير أحزاب الإسلام السياسي؟
- ألا تكفي فضائح التيار ؟ ماذا ينتظر الثنائي؟
- من الرابح في حرب التراشق السياسي؟ بين الممانعة وخصومها في لب ...
- نقاش مع منهج تفكير الممانعة
- خارطة طريق إلى الحل في غزة
- إذا انطفأت في غزة هل ستندلع في لبنان؟


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد علي مقلد - فواز طرابلسي: في نقد الأمين العام