أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - إسرائيل صناعة الامبريالية وقوتها الضاربة بالمنطقة















المزيد.....



إسرائيل صناعة الامبريالية وقوتها الضاربة بالمنطقة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7822 - 2023 / 12 / 11 - 15:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


إ
لهاث خلف السراب

بايدن، الرجل صاحب القول المأثور "لا يشترط في الصهيوني أن يكون يهوديا"، يفشي، بالتزامه بحرب الإبادة والتهجير، ان الامبريالية يجب ان تكون صهيونية بالضرورة والحتم . وضمن هذه العلاقة العضوية لم تأخذ إدارة بايدن بالاعتبار، إن لم تزدر ، صراخ قادة الدول العربية والإسلامية في مؤتمرهم المنعقد رفضا لعدوان إسرائيل بالهمجية والشراسة اللتين بدات الحرب بهما واستمرت. رغم الموقف المستهجن للإدارة الأميركية من حرب الإبادة والتهجير وجد وزير خارجية الولايات المتحدة الطريق سالكة امامه كي يطوف بالأقطار العربية مؤيدا عدوان إسرائيل وطالبا من الأنظمة إعلان شجبها لحماس كتأييد مضمر لحرب الإبادة والتهجير، ولكي يشيع ان الصراع لم يبدأ إلا بهجوم 7اكتوبر. بعض الأنظمة العربية أو معظمها عبرت في حضرة الوزير الأميركي عن ادانة هجوم حماس، دون ان تنتزع منه إدانه لعدوان الإبادة بالجمله أو سحب الأمر العسكري بتهجير سكان غزة الى سيناء. يحق التساؤل هل حقا تقوم علاقة صداقة واحترام متبادل بين الولايات المتحدة والأصدقاء من الأنظمة الأبوية العربية؟
يراوح الرئيس الأميركي عند "حل الدولتين ولكن..!!" ويشيع بروباغاندا حل الدولتين، بينما لا تتوقف حكومة نتنياهو عن رفضها لدولة فلسطينية غربي النهر. في الحقيقة، لم يحترم حكام إسرائيل على امتداد تاريخ دولتهم استقلال وسيادة الدول العربية. إسرائيل لم تحترم استقلال وسيادة لبنان المجاورة ، وانتهكت سيادة سوريا واقترفت الجرائم داخل العراق ومصر، وكذا ليبيا وتونس ومزقت السودان ولا تزال تعيث فسادا في اقطار المنطقة كافة، واول اهتمامااتها مع الدول المطبعة إبرام اتفاقات تعاون امني، يستجاب لها بأريحية . فكيف ينتظر منها ان تحترم سيادة دولة فلسطينية ضعيفة غير مكتملة السيادة، و"منزوعة السلاح"؟ حقيقة الأمر ان حكام إسرائيل لحدوا توأم دولتهم، الدولة الفلسطينية ، ويتربصون لشطب اسم فلسطين من المعاجم.
الاجتماعات المتلاحقة التي أجراها وزير خارجية الولايات المتحدة في رحلاته المكوكية تكرر على لسان الوزير ما طرح بصدد ياسر عرفات كمقدمة لاغتياله برضى اولي الأمر: " حماس يستحيل التعامل معها..." ، ويظل الحل معطلا الى ان يتم الخلاص من حماس، ويبلع المتواطئون السنتهم مع عارهم. وهذ يعيد للذاكرة مأساة ياسر عرفات:
يستحيل التعامل معه؛ اعتبره الرئيس بوش مشكلة وليس حلا ، عقدة تظل تعطل الحل الى ان يزول عن المسرح . قاطعت الأنظمة جميعا الرئيس الفلسطيني، وتم اغتياله في عتمة العزلة . في ذلك الحين، وقد اجتاح جيش الاحتلال أراضي السلطة بالضفة، وفك اشتباك الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة، صرح دوي فايسغلاس، مستشار أرييل شارون رئيس الوزراء، للصحافة الإسرائيلية، ونقل التصريحات البروفيسور نوعام تشومسكي: أن هدف فك الارتباط بغزة قصد منه " تجميد عملية السلام "، وذلك لكي "نمنع إقامة دولة فلسطينية"، ولتأكيد ان "الدبلوماسية قد أبعدت نهائيا من جدول أعمالنا ". بلع المتواطئون على حياة ياسر عرفات المقلب وكتموا عارهم! والأمرّ ان الأنظمة الأبوية وثقافتها لا تعرف النقد الذاتي ولا المراجعة النقدية، حتى ولا تقر بأخطاء! " العرب لا يقرأون"، رددها موشيه دايان كلما ذُكَر بأن خططه العسكرية مسبوقة .
بدأت تبرز مظاهر حوارات تبحث "ما بعد حماس" و عبور متاهة ما بعد خراب القطاع، بديلا لوقف الحرب و ووقف تقتيل الاطفال وهدم البيوت على ساكنيها . كان دور الولايات المتحدة ولم يزل حرف النقاشات الدائرة عن القضية الأساس – إنهاء الاحتلال.
الولايات المتحدة لا تسمح بهزيمة مشروع الصهيونية أو حتى انتكاسته . المفروض من معارضيه بالمنطقة ان يفرقوا منذ البداية بين حماس كحركة تحرر وطني وحركة تتصدى لحرب إبادة العرق وتهجيره ، وبين الإخوان المسلمين؛ حيث يفرض الواجب الإنساني ، ولا نقول القومي، تحكيم المشاعر الإنسانية حيال تقتيل اطفال غزة وجموعها وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها؛ تلك المشاعر استولت على ضمائر كل من رئيس وزراء أسبانيا وبلجيكا، وأمين عام المنظمة الدولية وعدد من رؤساء الدول في إفريقيا واميركا اللاتينية؛ اما الأنظمة العربية ، وكما صرح الوزير الأميركي فقد نفست منذ اللقاء الأول مع الوزير الأميركي عن ضيقها من حماس وخشيتها من انتصارها ، الأمر الذي عزز توجه الإدارة الأميركية للبناء على قاعدة "الخلاص من حماس" إنقاذ العدوان الصهيوني ومشروعه الاقتلاعي من الانتكاسة. تلهف مضمر فضحه المحامي الدولي جون ويتبيك، إذ قال:
"حكومة إسرائيل اختارت بوضوح ولم تزل ماضية بهمة باتجاه حل نهائي فحواه إبادة الجنس وتطهير عرقي على نطاق جماعي"؛ وعليه فإن تردد الغرب بين الحلين المحددين الممكنين، إنما هو " تفضيل في الحقيقة الحل النهائي الذي تعمل من اجله إسرائيل".

حضارة المجازرالامبريالية

رأى هيرتزل ان الدولة اليهودية يتشكل " قلعة امامية للحضارة الأوروبية" . وقد خبرت شعوب أسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية حضارة الأوروبييت على شكل مجازر بتوقيع "التفوق العرقي للبيض". وهكذا تجسد النهج الصهيوني – الامبريالي في سياسات إسرائيل منذ وعد بلفور. إسرائيل تعرف صانعيها وتدرك موقعها في الاصطفاف الدولي. كانت مجموعة دول الغرب الامبريالية قد أقرت عام 1922، في مؤتمر سان ريمو الانتداب البريطاني، كي تنفذ وعد بلفور . وكتب رشيد الخالدي في مؤلفه "حرب المائة عام على فلسطين:" ترجع جذور ما اطلق عليه علماء الاجتماع الإسرائيلي مصطلح ’الإبادة السياسية‘ للشعب الفلسطيني موجودة بكل وضوح وجلاء في مقدمة صك الانتداب. اضمن طريقة لاستئصال حقوق شعب وحرمانه من أرضه هي إنكارارتباطه التاريخي بها... في الحقيقة فإن كلمة ’عربي‘ او ’ فلسطيني‘ لم ترد فيه (صك الانتداب) مثلما هي الحالة في وعد بلفور."
بالجينات الموروثة ركلت إسرائيل بازدراء القانون الدولي منذ يومه الأول. سجل الكاتب البريطاني ، توماس سواريز، بالتفصيل مظاهر ازدراء دولة إسرائيل للقانون الدولي، وذلك في مؤلفه " دولة الإرهاب كيف قامت إسرائيل الحديثة على الإرهاب". مادة الكتاب ، كما يقول المؤلف، مستمدة من " الوثائق التي رفعت عنها السرية في الأرشيف الوطني لبريطانيا العظمى(في مدينة كيو ) في المقام الأول ..." وبصدد الصهيونية فقد "استُخدِمت وثائق المنظمات الإرهابية نفسها كلما أمكن ذلك، والوثائق المترجمة كاليوميات وسجلات الوكالة اليهودية وكتابات الباحثين الإسرائيليين لذين دققوا في الأرشيفات الصهيونية ..."(25) .
توجب الأمانة للعلم التحفظ على كلمة "الحديثة" بعنوان الكتاب، إذ لم تثبت الحفريات الأثرية قيام دولة لليهود بفلسطين من قبل. مؤلف سواريز صدر مترجما الى العربية ضمن سلسلة عالم المعرفة في مايو 2018. مادة الكتاب موزعة في ثلاثة اقسام وتسعة فصول.اورد في الفصل السابع "التقسيم : ‘إجراء مؤقت"، إشارة من المؤلف ان قبول الصهاينة بالتقسيم أضمر نية الاستيلاء على فلسطين كاملة:
"في اليوم السابق لتصويت الأمم المتحدة على قرار التقسيم عززت وكالة المخابرات المركزية تحذيراتها السابقة: يأمل حتى الصهاينة المحافظون أكثر من غيرهم الحصول على النقب كاملا وعلى الجليل الغربي ومدينة القدس، ومن ثم فلسطين كلها؛ أما المتطرفون فلا يطالبون بفلسطين كلها فقط، بل بشرقي الأردن ايضا"[277] والمتطرفون هم فريق جابوتينسكي سلف الليكوديين الحاليين.
وكذلك في بريطانيا " تكشف تقارير المخابرات البريطانية يعود تاريخها الى منتصف ديسمبر ان البريطانيين انفسهم اعترفوا ، بعد وقت قصير من التصويت على التقسيم بأن وعد الأمم المتحدة بإنشاء دولة فلسطينية كان من قبيل الخداع. فقد حذر تقرير سري من ’ الاستيلاء غير القانوني على الأرض في فلسطين من قبل اليهود لإقامة مستوطنات جديدة‘على أرض خصصت لفلسطين" . وقال تقرير بريطاني آخر بصراحة ، ولم يمض اسبوعان على القرار 181، ان الدولة الفلسطينية الموعودة لن تظهرالى الوجود وانه ’لايبدو ان دولة عربية فلسطينية سيكون لها كيان‘"[278]. تقارير المخابرات ترفع للساسة في سدة السلطة ؛ وهؤلاء علموا وتواطاوا وساعدوا على تنفيذ المضمر في البرنامج الصهيوني. لم تحرك الولايات المتحدة وبريطانيا ساكنا لمنع تجاوزات الميليشيا الصهيونية الى ان شطبت على قرار التقسيدم و تقررت الحدود "المؤقتة" للدولة حسب قدرة الميليشيات على فرض الوقائع على الأرض. استند الصهاينة والساسة الغربيون الى حكايات التوراة لتي أثبتت الحفريات الأثرية انها ملفقة ولا تستند الى أساس علمي.
من كوارث السباق المسعور على استكشاف فلسطين بين البريطانيين والفرنسين والألمان والأمريكان وغيرهم من قوى الامبريالية العالمية، أنهم كانوا يُسقطون أسماء توراتية على مناطق فلسطينية قبل الشروع بالتنقيب، واعتبروا أن تاريخ هذه المواقع تاريخ إسرائيلي استنادا على تسليم تام بصدقية حدوث قصص التوراة في فلسطين، فتلبست هذه الاسقاطات كل ما هو فلسطيني بشكل يصعب التخلص منه. مثلا ، اطلق كاتروود رسام الخرائط من المسيحيين الأصوليين،عام 1838، اسم جبل الهيكل على تلة الأقصى. ولما صدر كتاب توماس طومسون عام 1992 يثبت بالوقائع العلمية ان حكايات التوراة لفقها مدونوها بعد قرون من عهد موسى، اضطهد وفصل من وظيفته الأكاديمية . ونفس الاضطهاد يواجه كل من ينكر مزاعم الرواية الصهيونية.
أورد سواريز في مؤلفه " مذكرة داخلية في وزارة الخارجية الأميركية قبل انتهاء الانتداب باثني عشر يوما ، ان اليهود سيكونون المعتدين، لكنهم سيدعون انهم لا يفعلون شيئا سوى الدفاع عن أنفسهم. واذا ما قدمت مساعدة عربية يهرعون الى مجلس الأمن بدعوى ان دولتهم تتعرض للاعتداء المسلح . وسوف تستخدم كل وسيلة ممكنة للتغطية على حقيقة ان اعتداءهم المسلح على العرب في الداخل هو سبب الهجوم المضاد من الجانب العربي."[299]
يتتبع الباحث البريطاني اعمال الإرهاب من جانب المنظمات الإ رهابية اليهودية، انطلقت مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية وغطت عام 1946 بأكمله . تحت العنوان "سباق نحو التعصب" تتبع المؤلف سباق منظمات الإرهاب – الهاغاناه، ليهي والأرغون في تنفيذ عمليات اغتيال وتخريب وإرسال طرود ملغمة. في 22حزيران/يونيو 1946 نفذت الهاغاناه تفجير جناح فندق الملك داوود بلقدس، وطلب بن غوريون من ميناحيم بيغن اعلان مسئولية الإرغون كي لا تذهب الاتهامات للوكالة اليهودية . اعتبر التفجير اضخم العمليات ، وأسفر عن مصرع 91 منهم 41 فلسطينيا و28 بريطانيا و17 يهوديا ، وأفراد من جنسيات اجنبية. جاء في سردية الأحداث، "في 24 يوليو أصدرت منظمة الإرغون، بعد الاستنكار الدولي، بيانا تلوم فيه البريطانيين على الهجوم الذي تعرض له الفندق وتعبر عن أسفها على وجود يهود بين القتلى، وادعت انها اجرت اتصالات تلفونية مع الفندق من أجل إخلائه..." وفي مقابلة اجراها المؤلف مع احد الناجين قال ان "ادعاء الإرغون يتناقض مع توقيت الانفجاربحيث يصادف الوقت الذي يكون فيه الفندق في اشد الاوقات ازدحاما"(170)
اعلن الإرهابيون هدنة مع حلول موسم قطف الحمضيات، وبمناسبة افتتاح المؤتمر الصهيوني في بازل في 9 ديسمبر1946؛" لكن الجماعات الإرهابية لم تكن بلا عمل. فقد ذكرت المخابرات البريطانية ان’اليهود خلال الهدوء النسبي هذه حولوا انتباههم الى العرب واليهود غير المحبوبين‘؛ فبعد يومين من انعقاد المؤتمر اختطفت منظمة الهاغاناه طفلين وقتلت المختار الذي حاول مساعدتهما في قرية سلمة، تلك القرية التي سوتها الجيوش الصهيونية بالأرض ومحتها من الوجود. وجاء العنوان الرئيس بصحيفة نيويورك تايمز حينئذ" الفلسطينيون العرب يقررون البدء بإضراب عام احتجاجا على إرهاب الصهاينة"(198). لم تكن الصحيفة على ولائها الحالي للصهيونية وللدولة العميقة بالولايات المتحدة.
"لم ينقطع العنف ضد المدنيين اليهود ’غير المتعاونين‘، إذ سجلت اربع محاولات اغتيال مدنيين يهود في مدى عشرة ايام من شهر ديسمبر-1947"(198). في 16 اغسطس "فجرت منظمة ليهي مطحنة طحين بقنبلة في تل ابيب لأن صاحبها رفض التبرع"
وضع المؤلف العنوان "حامية محاصرة" للفصل السادس، " اعترف المسئولون البريطانيون، سرا، بأن الإدارة المدنية في فلسطين كانت بمنزلة حامية محاصرة". سرد المؤلف العمليات الإرهابية طوال العام 1947، منقولة عن المصادر التي ذكرها، وذلك قبل صدور قرار التقسيم وكمقدمة له؛ الإرهابيون سيطروا نهائيا على الأمور ولاحقوا خصومهم بأعمال القتل والخطف وتوجيه الرسائل الملغمة وتنظيم الهجمات المسلحة.
صدور قرار التقسيم ، بهدف إنجاز التطهير العرقيي بواسطة " العنف الوحشي" حسب تعبير بن غوريون. لم تكن قد تشكلت حركة حماس ولا مقاومة مسلحة فلسطينية.
الوحوش الكاسرة تهيج وتطارد الفرائس حين يعضها الجوع. وقد شوهد ليث وزرافة على حافة بركة ماء؛ بينما النهم الصهيوني لقتل الفلسطينيين يهيج الحقد الصهيوني على مدار الساعة . " التسابق في الإرهاب بين العصابات الإرهابية اصبح سباقا باتجاه التعصب...تشن هجمات بالغة الفظاعة على القرويين العرب، ولم يكن التمييز فيها قيد انملة بين طفل او امرأة عندما تلوح الفرصة لللقتل."[280] صورة مصغرة لما يحدث اليوم بالنظر لمحدودية فعل السلاح آنذاك.
مباشرة بعد صدور قرار التقسيم " القيت القنابل عللى بيوت العرب ومقاهيهم وصفوف ركاب حافلاتهم، وعلى إحدى دور السينما... بدا أن أغلبية الفلسطينيين استسلموا للديناميات الجديدة ، وأرادوا المضي في حياتهم... كان المتوقع ان تهدأ الاضطرابات لولا ان المستوطنين زادوا من تحرشاتهم ". [275] جرى إلقاء قنابل في مدن حيفا ويافا والقدس ومساء 18 كانون أول " هاجم ارهابيو البالماخ بقيادة ييغئال الون، قرية الخصاص ، التي تعد من اجمل قرى فلسطين ويقطنها عرب مسلمون ومسيحيون ونسفوا المنازل على رؤوس اصحابها وهم نيام.... سوغت منظمة الهاغاناه الهجوم بقولها انه دفاع عن النفس!"(279)
القيت قنبلة من سيارة مسرعة على باب العمود بالقدس؛ وفي اليوم التالي، 29 كانون اول/ديسمبر، " القيت قنبلة ثانية على باب دمشق(العمود). وصفت صحيفة نيويورك تايمز هذا الهجوم بقولها ’ان قنبلة أطلقتها منظمة الإرغون الإرهابية اليهودية من سيارة اجرة مسرعة هذا اليوم؛ قتلت احد عشر عربيا وشرطيين بريطانيين، وجرحت ما لا يقل عن اثنين وثلاثين عربيا، عند باب دمشق‘ وكان كثير منهم من النساء والأطفال، وقد توفي عدد آخر من الجرحى فيما بعد".[282]
هذه وغيرها اعمال استفزازية بقصد استدراج العرب الى الصدام المسلح. " كانت حيفا هادئة حتى 30 ديسمبر...عندما شنت الإرغون هجوما بالقنبلة الطائرة ضد ما يقرب من مائة من العمال العرب. كان هدف الهجوم شبيها بالهجومين السابقين، وهو استثارة الأعمال الانتقامية ، كما قالت هاشومير هتصعير من دون مواربة "[282].
فرض الصهاينة بالإرهاب انفسهم ممثلين لليهود، بل التماهي مع اليهود تهيئة لنظام شمولي متزمت يرفض الرأي الآخر ويقابله بالعنف؛ باتت معارضة الصهيونية أوحتى انتقادها عداءًأ لليهود. وفي الولايات المتحدة احتدمت المعارك ضد الخارجين على النهج الشمولي للصهيونية، لم توفر حتى إيهودا ماغنيس بمكانته العلمية رئيسا للجامعة العبرية.
فصل مخضب بالدماء، نجح الصهاينة باستدراج العرب الى صدام مسلح غير متكافئ اختتم بصيحة نصر للإرهابيين. في تقرير لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) يلقي المسئولية على إسرائيل، إذ يتنبأ بمنطقة اضطرابات مستدامة : "ان صيحة النصر الإسرائيلية قد اكتملت، ولكتها لم تقدم حلا لشيء. ولو عُينت حدود للدولة مهما كانت، وضمنتها الدول الكبرى ، فلربما عاد السلام الى المنطقة . اما الآن فلدينا على العكس، دولة منتصرة لا تحدها حدود، ان الشرق الأدنى مقبل على اضطراب عميق تثيره إسرائيل قد يمتد على مدى عقود...".
مصير مشترك
وقد كان، "الاضظراب العميق تثثيره إسرائيل " غدا في لغة الميديا الامبريالية " دفاع إسرائيل عن النفس" او "ضمان امن إسرائيل". شاركت الامبريالية إسرائيل في جميع حملاتها المسلحة لقضم المزيد من الأرض؛ وكان عدوان حزيران 1967 مرحلة لاستكمال التهجير ولكن بواسطة الحصار في "أكبر سجن بالدنيا ". هكذ، بحق، أطلق سواريز "القرار المؤقت" على تقسيم فلسطين في 29 نوفمبر / تشرين ثاني 1947.
في العام 1967 شاركت إدارة جونسون عمليا في عدوان حزيران الذي مهد لها السيطرة على مقدرات المنطقة بدون منافس. كانت إسرائيل القوة الضاربة وجيشها اداة عدوان للامبريالية . حلمَ عبد الناصر بإنهاء النفوذ الأميركي بالمنطقة لتحريرها التام من السيطرة الأجنبية ، وتبدد الحلم في حزيران 1967 بالعدوان الأميركي- الإسرائيلي.
وإثر حرب العبور عام 1973 نظمت الولايات المتحدة جسرا جويا زود إسرائيل بالأسلحة والمعدات ، حتى النفط؛ كما قدمت لإسرائيل خرائط التقطتها الأقمار الصناعية تبين الثغرة بي الجيشين المصريين الثاني والثالث، عبر منها شارون الى الضفة الغربية من القناة. تصميم على تضييع انتصار العبور على جيش مصر.
وفي عدوان إسرائيل على لبنان عام 1982 ساندت الدبلوماسية الأميركية المعتدين بحيث أنجزوا أهداف العدوان كاملة بإبعاد منظمة التحرير عن حدود إسرائيل بدون قيد اوشرط.
وفي العام 1991 أدخلت الولايات المتحدة منظمة التحرير ، وهي تغرق في أعمق ازماتها، في مفاوضات انتهت باتفاق اوسلو ، الذي كان سرابا في بيداء السياسة.
وفي العام 2001 شملت الولايات المتحدة المقاومة الفلسطينية بنظام الإرهاب الدولي بينما مكنت إسرائيل ، وقد استباحت كامل أراضي فلسطين وشرعت في تهويد الضفة، من ادعاء دور الضحية.
مسلسل من المواقف أفضى الى استباحة قطاع غزة وإهراق الدماء بغزارة ، شلال الدم وهدم المساكن على رؤوس أصحابها بدعم اميركي صريح . متاهة لاحدود لها لم يجرب الشعب الفلسطيني وقواه الحية الدخول في تحالفات وائتلافات إقليمية ودولية ، بحيث تتجلى الاختلافات على جانبي المتراس إيديولوجية وليست طائفية او عرقية.
انطلقت صيحة غوتيرش لوقف شلال الدم مظهر إحباط حيال العجز عن وقف مشاهد حرب إبادة للمدنيين، يطلب تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة. لم يجسر على إدانة التقتيل والتدمير بالجملة، ولم يذكر الجناة بالتحديد؛ إنما قصر حدوده عند دعم معنوي يدين المجازر والمآسي المقبلة. للحقيقة ليس باستطاعة مجلس الأمن إيقاف الحرب إلا إذا تعطل الفيتو كي " يعتمد قرار تحت الفصل السابع وطلب من إسرائيل بالاسم، وقف الأعمال العدائية كافة فورا، وإلا فالمجلس سينعقد مرة أخرى لفرض رزمة من العقوبات القاسية، كما فعل مع العراق في القرار 660 في 2 أغسطس 1990، الذي طالب بالانسحاب فورا، وعندما لم ينسحب اعتمد مجلس الأمن القرار 661 يوم 6 أغسطس وفرض رزمة عقوبات قاسية دمرت العراق من الداخل قبل أن تدمره قوات’عملية حرية العراق‘ 2003"، والكلام للمحاضر في القانون الدولي ، الدكتور عبد الحميد صيام، وهو نفس ما دعا اليه جون ويتبيك. .
ديف ليندورف كاتب أميركي ومخرج أفلام وثائقية، عقد مقارنة بين إسرائيل والنازية، فكتب مؤخرا في مقالة ،" لدى مواجهة أقل مقاومة من قرية صغيرة كان النازيون يدمرون المدن ويحرقونها ، بعد قتل كل إنسان فيها –رجلا أو امرأة أو طفلا – كعقوبات جماعية. وانه لأمر شديد الفظاعة ان نسمع من وزير الحرب الإسرائيلي غالانت يستعمل لغة الصدى، حين احاطت القوات النازية بالأسوار معسكر غيتو وارصو واحتجزت داخله حوالي نصف مليون يهودي وبولوني ثم حرقهم وإنهت المجزرة بقنابل ومدفعية حارقة تقذف على الضحايا". وأضاف ليندورف، " إسرائيل لن تصغي الى مجرد الكلام ينطلق من أفواه الرؤساء الأميركيين يتلعثمون بصدد جرائم الحرب الإسرائيلية. لن يصغوا إلا حين توقف عنهم المساعدات الحربية ، ولن يحدث ذلك إلا حين يطالب به الأميركيون.
"إذن، كي لا نضيع الوقت في الاحتجاج ضد مجرمي الحرب، لنحمل قادتنا على وقف المساعدات وبسرعة وإلا فسيدمغون أيضا مجرمي حرب".
بوضوح عبر البروفيسور ريتشارد فولك في تقريره لعام 2014، بصدد انتهاك حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة الفلسطينية ، بأن "تواصل توسيع المستوطنات واستمرار تشييد جدار الفصل ضمن السياسات والممارسات عبر الاحتلال المستدام، البالغة حد نظام الأبارتهايد والعزل العنصري، بحيث يتضح بجلاء الضم الفعلي للأراضي المحتلة وإنكار حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني".
مواطنه الأكاديمي هنري غيروكس، وكأنه يتمثل الحالة الفلسطينة، قدم للسيطرة السياسية للفاشية بهيمنتها: "قبل ان تمسك الفاشية بكامل السلطة في بلد ما يجب اولا ان تكون موضع قبول الناس كنظام ’وطني‘ للحكم ، تمثل إرادة أغلبية الشعب؛ ولهذا السبب تضحّي الفاشية بالأقليات أولا... قبل ان تحصل على السلطة الكافية لإخضاع الأمة ذاتها ... من المهم لنا كمربين ملاحظة ان المرحلة الراهنة يميزها بروز آلات ثلم الخيال تنتج الجهل المصنوع وتنشر الأكاذيب على مستوى غير مسبوق، تمنح السلطوية حياة جديدة".
ونحن في خضم الجهل المصنوع والإرهاب المستفحل على مستوى غير مسبوق لفرض الحل الفاشي للمشكل الفلسطيني؛ حيث يستعر الإرهاب ضد الجماعات والجامعات التي تكشف فاشية الجريمة في غزة. ترسم هذه الجريمة المصير المشترك للصهيوينة والامبريالية في المسار الذي تمضي فيه المشكلة الفلسطينية.
اتجاه للمسار عبر عنه إيلان بابيه في رسالة الى أصد قائه داخل إسرائيل يحلم بحل يواكب اطرد النفوذ الامبريالية من المنطقهومعه نفوذ الصهيونية على إسرائيل . شرق أوسط متطهر من الامبريالية والصهيونية ، تستقر فيه إنسانية القيم عبر أفق مفتوح على خلاص المنطقة والبشرية جمعاء: " فلسطين منزوعة الصهيونية ومحررة وديمقراطية من النهر إلى البحر؛ فلسطين ترحب بعودة اللاجئين وتبني مجتمعاً لا يميز على أساس الثقافة أو الدين أو العرق.
"ستعمل هذه الدولة الجديدة على تصحيح شرور الماضي، قدر الإمكان، من حيث عدم المساواة الاقتصادية، وسرقة الممتلكات، وإنكار الحقوق. وهذا يمكن أن يبشر بفجر جديد للشرق الأوسط بأكمله.













استوقفتني الجملة التي أوردها الكاتب على لسان رئيس صندوق اكتشاف فلسطين ورئيس أساقفة يورك، عند افتتاح الجمعية في 1865: " إن هذا البلد فلسطين عائد لكم ولي، إنه لنا أساسا. فقد مُنحت فلسطين إلى أبي إسرائيل بالعبارات التالية: " هيا امش في الأرض طولا وعرضا، لأنني سأعطيك إياها"! ونحن عازمون على المشي عبر فلسطين، بالطول والعرض، لأن تلك الأرض مُنحت لنا. إنها الأرض التي تأتي أنباء خلاصنا منها. إنها الأرض التي نتوجه إليها بوصفها منبعا لجميع آمالنا
إ عثرْتُ على الشبكة العنكبوتية أثناء ردة غولدستون مقابلة مع الدكتور إيلان بابيه ، صاحب مؤلف التطهير العرقي في فلسطين، أجراها مثقف يترأس اللجنة التحضيرية لجلسة محكمة برتراند راسل في كيب تاون. قال بابيه على الفلسطينيين ان لايثقوا بصهيوني يقدم نفسه نصيرا لهم . الأهم من ذلك ان التحضيرات اكتملت وعقدت الجلسة وقدم جون دوغارد خبير الأبارتهايد من جنوب إفريقيا ورقته التي تدمغ ما يجري في فلسطين بالتمييز العرقي على غرار الأبارتهايد في جنوب إفريقيا ؛ وصدر بيان بذلك عن المحكمة دون ان يتطرق لذلك أي منبر إعلامي عربي. عقدت الجلسة الأولى للمحكمة في إسبانيا والثانية في لندن والثالثة في كيب تاون والرابعة في نيويورك ، وتوجت بجلسة مداولات في نتائج الجلسات صدر عنها بيان ختامي يدمغ السياسات الإسرائيلية بالأبارتهايد ولم يسمع به الجمهور الفلسطيني والعربي على الإطلاق.
، تطرق ألان دونو الى دور التفزيون في إنتاج التفاهة وتعميمها ؛ فنقل عن الفيلسوف الألماني، جونتر أنديرس، أن في التلفزيون منذ البداية جهازا " ضارا بعلاقات المجتمع مع الواقع"[285]، اداة لتزييف الواقع وطمس الحقيقة، أداة فصل أفراد الجماعة وعزلهم عن بعضهم البعض"[269].. كذلك الأمر مع جميع منابر الميديا الرئيسة في عالم الرأسمال.


الأول ورد في كتاب الدكتور إدوارد سعيد "خارج المكان"[ الفصل التاسع صفحة267] يقول المثقف الفلسطيني الراحل، الذي دعا لندوة في لندن في مطلع أيلول 1993، "كان غرضي إثارة مجموعة من الموضوعات المشتركة التي من شانها دفع مسيرتنا إلى الأمام نحو تحقيق حقنا كشعب في تقرير المصير.توافدنا من كل أصقاع العالم الفلسطيني ... على ان المؤتمر انتهى إلى خيبة امل مروعة: التكرار اللامتناهي لحجج مألوفة وعجزنا عن تحديد هدف جمعي والرغبة الظاهرة في أن لا نصغي إلا لأصواتنا. باختصار لم ينجم عنه شيء خلا الشعور الاستباقي المخيف بالإخفاق الفلسطيني اللاحق في أوسلو." وضاعف من خيبة المثقف الراحل إبلاغه عن طريق الهاتف في إحدى استراحات الندوة أنه مصاب بسرطان الدم الليمفاوي المزمن.
أشار البروفيسور الأميركي ، تشومسكي، في إحدى حواراته إلى زيارة شارون الاستفزازية لساحة المسجد الأقصى ، والتي أشعلت شرارة الصدام المسلح على أرض فلسطين، وحولت المظاهرات الفلسطينية إلى صدام مسلح غير متكافئ مع رابع أقوى جيوش العالم في ظرف تميز باشتداد اوار الحرب ضد الإرهاب.
" إثر تفجيرات 11/9 ، والتي تؤكد ان الموساد الإسرائيلي كان على علم مسبق بها وبالعناصر التي تعد لها. تمخضت الصدامات المسلحة عن ثلاث نتائج كانت في ذهن شارون وهو يزور ساحة الأقصى، ويشعل الصدام المسلح: تعاظم نفوذ اليمين داخل إسرائيل وتعاظم نفوذ حماس في الوسط الفلسطيني وكذلك دمغ المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي بالإرهاب."
صك التعبير في سياق مقال حول عدوان إسرائيل على لبنان عام 2006. أيد النفر المكنى " يسار ولكن" الحرب حين اندلعت وفي أواخر العدوان طالبوا بوقف الحرب. تساءل افنيري:" ما هو المنطق الذي يكمن وراء هذا الموقف؟" يطرح في السياق تفسيرات اعتبرها سطحية؛ ثم انتقل الى الحقيقة: اليسار "عانى من تناقض داخلي؛ الحركة الصهيونية قومية اشتراكية... هاشومير هتصعير الذي اصبح يحمل الاسم ميريتس، حمل شعارا رسميا يقول :‘من أجل الصهيونية والاشتراكية وأخوة الشعوب’. لم يكن ترتيب كلماته عشوائيا، بل معبرا عن الأولويات الحقيقية...اهم إنجازات الحزب ‘ اليساري’كان الاستيطان على الأراضي التي تم شراؤها بعد طرد الفلاحين الذين اعتنوا بها وفلحوهالأجيال. وبعد إنشاء دولة إسرائيل تمركزت كيبوتسات ‘هاشومير هتسعير’ على اراضي المهجرين والأراضي التي تمت مصادرتها من مواطني إسرائيل العرب... وهكذا الكثير من الصهيونية والقليل من أخوة الشعوب. هذا هو مصدر انفصام شخصية ‘اليسار، ولكن’"
ثم نقل السلطان، وقد غدا ملكا متوجا على معظم الجزيرة ، الولاء لأميركا إثر لقاء مع الرئيس الأميركي روزفيلت في أواخر الحرب العالمية الثانيةهذه العلاقة نموذج بلوره الباحث هشام شرابي في كتابه "البنية الأبوية إشكالية التخلف في المجتمع العربي"، في ما أسماه "النظام الأبوي المحدّث" . التعبير الجديد يختزل نظام ما قبل الرأسمالية "دلالة على توفر عامل خارجي يؤثر في تطور داخلي ، فيدفعه الى التحول. فما ان تنطلق عملية التحديث حتى يتشوه التطور الذاتي الداخلي ، فيتخذ شكلا لم يكتمل نضوجه... هجانة اجتماعية تستعصي على التقدم والتحديث ولا تتقبل العلم". تلك هي سمات الأنظمة العربية التي استقرت حوالي القرن ولا تقبل التغير إلا بقوة اجتماعية تطيح بها. هي عدو لدود للوحدة القومية وللتقدم.

انهيار النظام الأبوي المستحدث يضع مسألة إقامة نظام الحداثة في المجتمع العربي مهمة ممكنة عمليا. بهذا المفهوم لا يعود التحرر ، أي التحول اليمقراطي،عملية تحديث دفعة واحدة، بل محصلة سياق طويل من التبدل والتغيير اللذين يتولدان في عدة مجالات اساسية: في البنية التحتية الماجية (التنمية الاقتصادية على خط عقلاني)،وفي المؤسسات الاجتماعية (مثلاتركيب الأسرة الأبوية)، وفي الممارسة السياسية.
من هذه الوجهة فانه لا تعود ثمة ضرورة لربط الفرد بعملية الاستيلاء على السلطة عبر الثورة التقليدية .فأهم إنجازات التحليل البنيوي تكمن في تبيانها ان السلطة لا تنوجد في اشكالها المرئية والتقليدية وحسب ، بل انها قائمة ضمنا ومنتشرة في شبكة علاقات تنمحي فيها الفاعلية الذاتية وتتجسد في انماط فكر وممارسات اجتماعية محددة. لهذا نقول (مع فوكو) ان الإطاحة بنظام مستبد رجعي لا يضمن بحد ذاته إنجاز الحرية والعدالة؛ فأحد أهم شروط التحرر هو تدمير تصور الحرية القديم الذي اخذت به الأبوية المستحدثة، وما زلنا ناخذ به بوعي او بدون وعي.
ان النموذج الذي تقدمه الثورة الصينية او الثورة الفييتنامية او الكوبية او الجزائرية لم يعد ينطبق على اوضاع المرحلة الحالية . في النظريات الثورية والتفسيرات التي اعتمدتها الحركات الثورية لم تعد صالحة لتحليل أوضاع نهاية القرن العشرين (والأحرى القرن الواحد والعشرين).
ان تحقيق الديمقراطية على النمط الليبرالي اقرب الى الوهم ناهيك عن إنجاز الثورة الشاملة وإحداث الثورة الاشتراكية .وبكلمة فانه يتوجب إعادة النظر في مفاهيم الديمقراطية السياسية والوحدة والعدالة الاجتماعية ، وصياغتها من ؛ جديد وفقا لمعطيات الواقع المستجد في المجتمع العربي والعالمي ككل.
ما يهمنا سلامة المجتمع العربي واستمراريته في الوجود . والخطر الداهم من مصادر خارجية ومن الداخل، من التفكك العربي والانهيار الداخلي والحروب الأهلية التي يمكن وقوعها في عدة بلدان عربية . العمل الجذري يضطلع بالمهمة الصعبة التي تقتضي معالجة الإمكانات العملية القابلة للتحقق والموجودة ضمن الوضع القائم ومؤسساته التي من خلالها يمكن تطوير الوضع القائم وليس من الرؤى الطوباوية وأحلامها المثالية.


ولكن هناك بديل. وكان هناك دائماً شيء واحد في الواقع:
ليس من السهل دائماً التمسك ببوصلتك الأخلاقية، ولكن إذا كانت تشير الى الشمال – نحو إنهاء الاستعمار والتحرير – فمن المرجح أن ترشدك عبر ضباب الدعاية السامة والسياسات المنافقة واللاإنسانية، والتي غالباً ما تُرتكب باسم “قيمنا الغربية المشتركة”.

كتبها إيلان بابيه لمجلة كرونيكل فلسطين في 10 أكتوبر 2023
وكتبَ سموتريتش أن “الإرهاب ينبع من الأمل في إضعافنا”، وبالتالي “أي حل يجب أن يقوم على بتر الطموح لتحقيق الأمل القومي العربي بين الأردن والبحر.. هذا الأمر سيستغرق وقتاً، لأننا عزّزنا بحماقتنا الوهم لدى العرب بأنهم سيتمكّنون من إقامة دولة لهم هنا”.

كتبت أييليت شاكيد الشخصية السياسية في إسرائيل ، عام 2015، ان اطفال فلسطين "أفاعي صغيرة". وفي موقع على فيسبوك نقلت عنه واشنطون بوست ، أعلنت شاكيد الحرب على جميع الفلسطينيين ودعت لقتل " امهات شهداء فلسطين".




.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون الدولي يدين إدارة بايدن شريكا بجريمة الإبادة والتطهي ...
- ميديا الغرب، الأكاذيب ذاتها والعمى ذاته عن الحقائق والوقائع
- جرائم الاحتلال لا تقتصر على القتل بالقذائف
- الحرب التي فضحت عوامل النكبة الأولى
- حرب إبادة البشر وإبادة المرافق التي تخدم البشر
- حلا ن للمشكلة الفلسطينية
- شعب وقضية محور النضال الأممي ضد العنصرية ومن أجل التحرر الإن ...
- أين الإنسانية في تهدئة مؤقتة بين حربين لإبادة الجنس؟
- خسارة الولايات المتحدة من حرب غزة
- الرواية الفلسطينية تحلق بالفضاءات-5
- نحن سبارتاكوس
- من بين الأنقاض المضرجة بالدم تحلق الرواية الفلسطينية بالفضاء ...
- ميثاق نوريمبيرغ والحرب في غزة
- من بين الأنقاض المضرجةبالدم نحلق الرواية الفلسطينية في الفضا ...
- الجذور البريطانية للنزاع الدائر بفلسطين
- من بين الأنقاض المضرجة بالدماء تحلق الرواية الفلسطينية في ال ...
- وقبل هجمة 7أكتوبر ارتكبت إسرائيل المجازر
- من بين الأنقاض المضرجة بالدم تحلق الرواية الفلسطينية في الفض ...
- الإبادة السياسية في فلسطين
- هل انت ماض نحو إبادة الجنس ، االسيد الرئيس؟!


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - إسرائيل صناعة الامبريالية وقوتها الضاربة بالمنطقة