أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - ميديا الغرب، الأكاذيب ذاتها والعمى ذاته عن الحقائق والوقائع















المزيد.....

ميديا الغرب، الأكاذيب ذاتها والعمى ذاته عن الحقائق والوقائع


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 15:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


اجرى جوناثان كوك، صحفي استقصاء بريطاني، في مقال نشره في 25 نوفمبر /تشرين ثاني، مقارنة بين أحداث النكبة الأولى في فلسطين حيث طمست ميديا الغرب وقائعها، وتعيد الكرّة أكاذيب وخدع في حرب غزة الجارية حاليا، ليخلص الى القول ان"إسرائيل تدرك ان الفلسطينيين ماضون لمواصلة البقاء شوكة في خاصرتها ، تذكرة بأن إسرائيل ليست دولة عادية؛ وأن النضال الجاري لتعديل عقود من ممارسات إسرائيل في نزع أملاك الفلسطينيين ومعاملتهم بوحشية سوف يغدو قضية أخلاقية مائزة لدى الجمهور في الغرب، مثلما كان ذات مرة الكفاح ضد الأبارتهايد في جنوب إفريقيا".
جوناثان كوك أقام بالناصرة عشرين عاما ثم عاد الى المملكة المتحدة عام 2021. أصدر ثلاثة مؤلفات حول (النزاع) الإسرائيلي الفلسطيني : "الدم والدين :تمزيق القناع عن الدولة اليهودية"، "إسرائيل وصدام الحضارات : العراق، إيران والخطة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط" و "فلسطين تتوارى : تجارب إسرائيل في تيئيس البشر":
تقوم إسرائيل بتنفيذ التطهير العرقي في غزة ، ومع ذلك، وكما حدث أثناء النكبة الأولى، تهيمن اكاذيب إسرائيل وخدعها علي ميديا الغرب وروايته السياسية .
التاريخ يعيد نفسه، وكل سياسي او صحفي بالميديا الرئيسية يتظاهر بعدم القدرة على رؤية ما يبدو امام الاعين. هناك رفض جماعي وقصدي لربط النقاط بغزة ، حتى عندما تشير في نفس الاتجاه فقط.
واصلت إسرائيل نمطا ثابتا من السلوك منذ إنشائها قبل 75 عاما –تماما، مثلما يوجد نمط لا تتغير استجابة قوى الغرب بمقولة "لا نرى شرا ، لا نسمع شرا".

في العام 1948 في أحداث أطلق علييها الفلسطينيون "نكبة" تم تطهير 80 بالمائة من الشعب الفلسطيني من وطنهم في ما اطلق عليها دولة إسرائيل.

مثلما استقر رأي الفلسطينيين في ذلك الحين- وفيما اكد مؤرخون إسرائيليون بعد ذلك، إثر اطلاعهم على وثائق لأرشيف- كذب قادة إسرائيل حين قالوا ان الفلسطينيين هربوا من تلقاء انفسهم ، بناء على أوامر الدول العربية المجاورة.
وكما اكتشف المؤرخون أيضا، كذب قادة إسرائيل، إذ ادعوا انهم طلبوا ، اولا ببقاء 900000 فلسطيني كانوا لا يزالون داخل حدود دولتهم، وبعد ذلك طلبوا من 750000 أجبروا على الرحيل، بالعودة الى الديار.
الأصح ان الأرشيفات أظهرت ان جنود الدولة الجديدة قد نفذوا مجازر رهيبة لكي يطردوا السكان الفلسطينيين خارج وطنهم .اطلق على عملية التطهير العرقي بكاملها خطة دالت.
فيما بعد كذب القادة الإسرائيليون بالتقليل من عدد التجمعات الزراعية الفلسطينية التي دمروها: اكثر من 500 قرية مسحتها الجرافات الإسرائيلية والمهندسون العسكريون من على وجه الأرض ؛ للمفارقة ، عرفت العملية في الأوساط الشعبية الإسرائيلية " جعل الصحراء تزهر".
بصورة خارجة عن المألوف، فإن العلماء والصحفيين والسياسيين ذوي السمعة الحسنة- كل من يهيمن على النقاش الرئيس – قد تجاهلوا جميع البينات المؤكدة لخداع الإسرائيليين وكذبهم طوال عقود، حتى بعد ان أيد المؤرخون الجدد والوثائق الأرشيفية الرواية الفلسطينية عن النكبة .
اتبعت استراتيجيات مختلفة لحجب الحقيقة ؛ واصل مراقبون بارزون اعتماد نقاط في أحاديث إسرائيليين تبين كذبهم ؛ وأخرون رفعوا أيديهم زاعمين ان الحقيقة لا يمكن تقريرها بصورة دقيقة.

ومع ذلك، أعلن آخرون انه حتى لو حدثت أشياء سيئة يوجد ما يكفي لإلقاء اللوم على الطرفين وانه، مهما يكن ، فمن الرائع ان يجد الشعب اليهودي ملجأً ( حتى لو دفع الفلسطينيون الثمن، وليس الأوربيون، أعداء السامية ومقترفو إبادة الجنس). تلك الدفاعات بدأت تتداعى مع وصول السوشيال ميديا والعالم الرقمي ، حيث المعلومات يمكن ترويجها بسهولة أعظم. النخب الأوروبية حاولت على عجل قفل كل نقاش نقدي للظروف التي ولدت فيها دولة إسرائيل ، ودمغت ذلك النقاش باللاسامية.

الحيز في غزة يتقلص على الدوام

كل ذلك يشكل السياق لتفهمم المعطيات الراهنة " للتيار الرئيس "حول ما يحدث في غزة . فنحن شهود ذات الانفصام بين الأحداث الحقيقية وتدبيج الدولة العميقة رواية إعفاء إسرائيل، باستثناء حدوث الخدع و"الإضاءة الغازية" ( في علم النفس نمط من الإساءة النفسية الخطيرة، يقوم على التلاعب بالعقول، من خلال زعزعة ثقة شخص ما بنفسه)، في هذه الأيام والجمهور بمقدوره أن يرى بنفسه الوقائع المرعبة تتكشف اما م عينيه في الزمن الواقعي. لسنا بحاجة الى مؤرخين يبلغوننا ماذا يجري في غزة ؛ فهي احداث حية تبث على التلفزيون( او على أقل تقدير الرؤية الأشد تعقيما ) . لنستعيد الوقائع المعلومة.
دعا المسئولون في إسرائيل الى اجتثاث غزة مكانا يستطيع الفلسطينيون العيش فيه ، وقالوا ان جميع الفلسطينيين معتبرون أهدافا مشروعة للقنابل والنيران الإسرائيلية.
صدرت الأوامر للفلسطينيين بالانتقال من النصف الشمالي للقطاع ؛ هاجمت إسرائيل المستشفيات، وآخر ملاذات للفلسطينيين بالشمال. قطاع غزة من اكثر الأماكن في العالم اكتظاظا بالسكان؛ غير ان الفلسطينيين أجبروا بالنصف الشمالي من القطاع، حيث تعرضوا ل" حصار كامل" حرمهم الطعام والماء والطاقة ؛ حذرت الأمم المتحدة من ان المدنيين في غزة يواجهون " الاحتمال المباشر" لمجاعة.
أصدرت إسرائيل حاليا الأوامر للفلسطينيين الرحيل عن القسم الأكبرمن مدينة خانيونس أكبرمدن جنوبي القطاع؛ بالتدريج يجبر الفلسطينيون على الإسراع بالانتقال الى الممر الضيق في رفح، المحاذي للحدود مع مصر . يجري حشر 2.3 مليونا من البشر في حيز يضيق على الدوام.
أغلبية أهالي القطاع لم يتبق لهم بيوت يعودون اليها ، حتى لو تركتهم إسرائيل يتجهون الى الشمال؛ المدارس والجامعات والمخابز والجوامع والكنائس هدم معظمها ؛ مساحات كبيرة في غزة غدت أرضا قفرا.
منذ سنوات أعدت إسرائيل الخطط لطرد الفلسطينيين من غزة ، عبر الحدود الى صحراء سيناء المصرية.

عمى الميديا

حاولت إسرائيل بعد التطهير العرقي الذي اجرته عامي 1948 و1967 إدارة أمور الفلسطينيين الباقين من خلال نموذج الأبارتهايد التقليدي، حشر المواطنين في معازل، مثلما فعل أسلافها مع بقايا "المحليين" الناجين من حرب الإبادة.
كل حذر من جانب إسرائيل استخلصته من المناخ السياسي المختلف الذي توجب عليها العمل خلاله: بات القانون الدولي اكثر مركزية بعد الحرب العالمية الثانية، مع تعريفات واضحة لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
بتصميم يسيئ الغرب تشخيص عملية إسرائيل، نزع الملكية وحشر الفلسطينيين الباقين داخل معازل، ويصورنها "صراعا" لأنهم يرفضون الخضوع بهدوء لنموذج غيتو الأبارتهايد.
والآن تحطم تماما مقترب إسرائيل في إدارة الفلسطينيين – لسببين:
الأول ، استعان الفلسطينيون بتقاني جديدة فبات من الصعب وضعهم تحت المراقبة ، واجتذبوا الدعم الشعبي المتسع أبدا – وبين الجمهور في الغرب ، وهذا أكثر إشكالية.
واستطاع الفلسطينيون أيضا رفع قضيتهم الى المنابر الدولية ، حتى أنهم كسبوا الاعتراف بهم دولة من قبل أغلبية دول المنظمة الدولية ؛ بات بالامكان حتى تعديل مكانتهم لدى مؤسسات الغرب الأممية الشرعية ، مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الادولية.
نتيجة لما تقدم بات أصعب فأصعب إخضاع الفلسطينيين – أو حفظ "الهدوء" مثلما تفضل تسميته الدول العميقة في الغرب.
وثانيا، في 7 أكتوبر برهنت حماس ان المقاومة الفلسطينية لايمكن احتواؤها حتى تحت الحصار المدعم بالمسيّرات، وبنظام قبة حديدية معترضة تحمي إسرائيل من صواريخهم الانتقامية؛ في مثل هذه الظروف أظهر الفلسطينيون انهم يبحثون عن أساليب مباغتة وخلاقة لتحطيم جدران السجن وإخراج مظلوميتهم الى الأضواء.
في الحقيقة ، إذا ما أخذنا بالاعتبار بلادة شعور الغرب إزاء مكابدة الفلسطينيين ، من المحتمل ان تستخلص الفصائل الكفاحية ان الفظائع التي تستولي على العناوين البارزة – تعكس مقاربة إسرائيل التاريخية للفلسطينيين- هي الأسلوب الأوحد لجذب الاهتمام .
تدرك إسرائيل ان الفلسطينيين ماضون لمواصلة البقاء شوكة في خاصرتها ، تذكرة بأن إسرائيل ليست دولة عادية؛ وأن النضال الجاري لتعديل عقود من ممارسات إسرائيل في نزع أملاك الفلسطينيين ومعاملتهم بوحشية سوف يغدو قضية أخلاقية مائزة لدى الجمهور في الغرب، مثلما كان ذات مرة الكفاح ضد الأبارتهايد في جنوب إفريقيا.
لذا فإسرائيل اغتنمت فرصة اللحظة كي " تتم المهمة"؛ المصير النهائي بات بوضوح في مرمى البصر، مثلما ، في الحقيقة، كانت طوال اكثر من سبعة عقود. الجريمة تتكشف خطوة فخطوة ، وتتسارع الخطوات ؛ ومع هذا فكبار الصحفيين والسياسيين بالغرب ، شأن أسلافهم يواصلون العمى عن كل ما يجري .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الاحتلال لا تقتصر على القتل بالقذائف
- الحرب التي فضحت عوامل النكبة الأولى
- حرب إبادة البشر وإبادة المرافق التي تخدم البشر
- حلا ن للمشكلة الفلسطينية
- شعب وقضية محور النضال الأممي ضد العنصرية ومن أجل التحرر الإن ...
- أين الإنسانية في تهدئة مؤقتة بين حربين لإبادة الجنس؟
- خسارة الولايات المتحدة من حرب غزة
- الرواية الفلسطينية تحلق بالفضاءات-5
- نحن سبارتاكوس
- من بين الأنقاض المضرجة بالدم تحلق الرواية الفلسطينية بالفضاء ...
- ميثاق نوريمبيرغ والحرب في غزة
- من بين الأنقاض المضرجةبالدم نحلق الرواية الفلسطينية في الفضا ...
- الجذور البريطانية للنزاع الدائر بفلسطين
- من بين الأنقاض المضرجة بالدماء تحلق الرواية الفلسطينية في ال ...
- وقبل هجمة 7أكتوبر ارتكبت إسرائيل المجازر
- من بين الأنقاض المضرجة بالدم تحلق الرواية الفلسطينية في الفض ...
- الإبادة السياسية في فلسطين
- هل انت ماض نحو إبادة الجنس ، االسيد الرئيس؟!
- هجوم 7أكتوبر استلهم إرهابا تواصل عبر عقود خلت
- للمجازر في فلسطين لغاها


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - ميديا الغرب، الأكاذيب ذاتها والعمى ذاته عن الحقائق والوقائع