أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - شعب وقضية محور النضال الأممي ضد العنصرية ومن أجل التحرر الإنساني والديمقراطية والعدالة















المزيد.....

شعب وقضية محور النضال الأممي ضد العنصرية ومن أجل التحرر الإنساني والديمقراطية والعدالة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7809 - 2023 / 11 / 28 - 13:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


إبادة سياسية وإبادة عرق نهج إسرائيل ممتد منذ العام 1947

أيا كانت منطويات الصور الإخبارية ومشاهد الجريمة الإسرائيلة التي نقلها الصحفيون الشجعان من غزة، فيجب ان لا تقابل بالدهشة؛ فعقيدة إسرائيل العسكرية هي "الانتصار" عن طريق الإبادة الجماعية. المنابر الإعلامية العربية التي رددت فشل الجيش الإسرائيلي تجهل ، كما يبدو غاياته –الإبادة الجماعية والثقافية والتهجير . حقق جيش الاحتلال بعد 7اكتوبر شوطا كبيرا في هذا المجال . والذين تحدثوا عن " فشل استخباري برأوا جيش الاحتلال من ثلاث جرائم : اولاها انه اختلق حكاية المستشفيات ولم يتلقاها من مخابرت ؛ والثانية تعمده تفجير الصدامات المسلحة واستدراج الجانب الفلسطيني اليها ، والغاية لا تحتاج الى توضيح؛ اما الثالثة فهي ان تفضيل الصدامات المسلحة يستهدف الإبادة السياسية في الوسط الفلسطيني.
كشف باحثون أميركيون استقصائيون عن المضمر في إخراج المشافي من الخدمة في غزة ؛ كريس هيدجز صحفي استقصاء أميركي، يتعمق في كشف خبايا السياسات الامبريالية لبلده ولحلفائها بالقول: "إسرائيل تقوم بحرب إبادة جنس ؛ وفي حرب الجنس فالسكان وكل ما يحفظ حياة السكان يتم مسحه من على وجه الأرض... أطفال المدارس في إسرائيل يغنون ، كما هو مسجل على فيديو،’سوف نجتث كل فرد‘ في غزة". كل من يتكفل بالقتل الجماعي يكذب كي يتمظهر بالنبالة، ولو امام جمهوره على الأقل، كما يقول هيدجز، "ويخدع الضحايا كي يصدقوا أنهم ليسوا جميعا عرضة للإفناء ولكي يقفوا خارج الحلبة ولا يتدخلون". تلك كانت مخططات النازيين تجاه اليهود والشعوب الأخرى أثناء المحرقة.
اما "الإبادة السياسية" فمفهوم صاغه عالم الاجنماع التقدمي في إسرائيل، باروخ كيميرلينغ؛ ويتجلى إفقارا للحياة السياسية بتفريغها من الأنشطة الثقافيية ومن الحراك الشعبي، وبهذا يعزل الكفاح المسلح. فهذا يتطلب نبعا متدفقا من الجماهير الشجاعة والمستعدة للتحدي والتضحية ، والى جماهير واعية ومنظمة ، مدركة لأعطاب النظام الذي تكافحه وللتظام البديل. ما لم تظهر الجماهير الشجاعة والإقدام وروح التضحية توجهها ثقافة وطنية فإن الكفاح المسلح يسهل التغلب عليه وحتى اجتثاثه.
إنكار تام للحقوق الوطنية
توعُدُ نتنياهو باستئناف حرب الإبادة دليل ازدرائه احتجاجات مسئولي الدول مع إدانة الملايين في شوارع المدن كافة، مطمئناًّ للحماية الأميركية؛ في ذات الوقت يتنكر رئيس الدولة في جلد حمل ويشكو "مستغرب، بل مصدوم مما صدر عن رؤساء دول الاتحاد الأوروبي"! يحاول نتنياهو كسب الوقت بانتظار فوز الجمهوريين لرئاسة الولايات المتحدة؛ فنزعاته الفاشية بارزة وجرى الترويج لها في مختلف قطاعات امجتمع والدولة بالولايات المتحدة . إزدراء الحقوق المشروعة والقانون الدولية وحقوق الإنسان وكذلك الرأي العام محليا و عالميا هي من سمات النازيين والفاشيين. الولايات المتحدة ، بمختلف إداراتها ، دعمت مواقف إسرائيل في الحرب وفي المفاوضات ومكنتها من إنجاز ما ترمي اليه. ففي مباحثات كامب ديفيد مع السادات أصر بيغن على إنكار حق الفلسطينيين في تقرير المصير؛ وضع نُصب عينيه حق إسرائيل المطلق والكامل في "أرض إسرائيل". أقر للفلسطينيين حكما ذاتيا على الشعب وليس الأرض. وسار على نهجه شامير وشارون ونتنياهو. تمسك الليكوديون ورثة جابوتينسكي بجدارِه الحديدي، يأتمون ببيغن؛ تطابق موقف رابين مع الليكوديين، كاشفا بذلك الحد الأقصى المطروح من جانب الصهيونية تدعمها الوساطة الأميركية. وفي الحديث الراهن عن دولة فلسطينية سوف تتبين الخدع المكائد سعيا لإفراغ المفاهيم من المضمون الحقيقي . وبعد اتفاق أوسلو ، أورد رابين في خطابا القاه بالكنيست في أكتوبر 1995،أي قبل أقل شهر من اغتياله،التزم بطرح بيغن " ’كيان‘ للفلسطينيين سيكون ’ أقل من دولة‘".
تمسكت الولايات المتحدة بالموقف الليكودي في دورات التفاوض كافة، حيث فرضت نفسها "وسيطا". مارست الخداع والتضليل والتزوير في جميع المفاوضات، كي تفرض الشروط المانعة لخرق مبدأ بيغن.
خلص المؤرخ الفلسطيني رشيد الخالدي في كتابه "حرب المائة عام على فلسطين": "منذ كامب ديفيد 1978 وما بعدها لم تكن هندسة المفاوضات بفترتها الانتقالية الخداعة المرنة وتأخير الدولة الفلسطينية مفروضة من طرف اسرائيل وحدها بشكل اساسي، حتى لو كان إطارها قد حلم به بيغن وأكمله خلفاؤه من كلا الكتلتين السيا سيتين في إسرائيل؛ قدمت الولايات المتحدة الأميركية الضغوط والقوة وراء الإصرارعلى الفلسطينيين بأن هذه هي طريقة التفاوض الوحيدة الممكنة والتي تؤدي الى نتيجة واحدة ممكنة. لم تكن الولايات المتحدة مجرد مساعد بل كانت شريكة لإسرائيل. "[293]
ولدى التوجه الى اوسلو افتقرت الشخصيات الفلسطينية المرسلة الى "الخبرات اللغوية أو القانونية او الخبرات الأخرى اللازمة للفهم الدقيق بما كان يفعله الإسرائيليون"285]. " لم يكن ممكنا وضع الفلسطينيين في قيود أوسلو المجنونة دون تواطؤ أمريكا"[293]؛ اعترفت المنظمة بدولة إسرائيل مقابل اعتراف بالشعب الفلسطيني وممثله الشرعي." لم تلتزم اسرائيل بدولة فلسطينية ولم تلتزم حتى السماح بخلق تلك الدولة ...كان ذلك خطأ تاريخيا مدويا، كانت له نتائجه الكارثية على الشعب الفلسطيني."[284] . "الاحتلال سيستمر مثلما هو الآن"[287]. وها نحن نرى ونكابد.
من سلبيات اتفاق اوسلو الأخرى انخداع غالبية المراقبين ببريق أوسلو ، سواء في إسرائيل وفي الولايات المتحدة وأوروبا ، وبشكل خاص الصهاينة الليبراليين. خداع أو تخادع نظرا لامتناع إسرائيل بعد أوسلو عن إبداء موقف متسامح او ودي تجاه الفلسطينيين ؛ انخرطت في حملة استيطان مكثف تحت مظلة التسوية السلمية ، واعتقلت وقتلت بالجملة والمفرق.
نذر الهزيمة في اتفاق اوسلو أفصحت عن وجهها في تشدد الإسرائيليين في التضييق على الضفة والقطاع. استصدرت سلطة الاحتلال قانونا يبيح للجندي او المستوطن إطلاق النار والقتل اذا ما "ظن" خطرا يتهدده. مئات بل آلاف الفلسطينيين صرعهم رصاص الجنود والمستوطنين دون مساءلة، والقانون لم يزل يسري يبيح قتل الفلسطينيين كهواية صيد في رحلة ممتعة.
بعيد اوسلو كنت ترى رتل السيارات يسير بطيئا على الطرقات لا يجسر على تجاوز سيارة عسكرية تمضي الهوينا لغرض فرض الإرادة- تبديد مخلفات الانتفاضة بالنفوس. فرض الجيش الإسرائيلي في أيلول / سبتمبر 2002حصارا على المقاطعة، مقر قيادة عرفات في رام الله، وجعلته سجينا مقطوعا عن العالم مدة سنتين حتى اغتياله.
وضعت إسرائيل حواجز ونقاط تفتيش على الطرق، وفرضت القيود على السفر عبر إسرائيل ، وتعقدت فرص الحصول على عمل داخل إسرائيل. فرضت القيود على السفر من الضفة الى القدس وكان تأثير الإغلاق مدمرا على اقتصاد المدينة. دام تعطيل فرص العمل ردحا من زمن الى ان اصدر نتنياهو اقتراح "السلام الاقتصادي" وفتحت الحدود للراغبين في العمل داخل إسرائيل ؛ لكن بشرط المحافظة على أمن الاحتلال! في الوقت الراهن بات مستحيلا العبور داخل إسرائيل .
يضيف هيدجز : "إن إعادة الاستيطان في قطاع غزة ، على كل حال ، خطة اكبر لتهويد المنطقة كلها – من النهر الى البحر . في هذه اللحظة بالذات –وتحت غطاء عنف إسرائيل بالقطاع- تقوم جماعات تنتمي الى النازيين الجدد بطرد الفلسطينيين من التلال شرقي رام الله ، ومن غور الأردن ومن التلال جنوبي الخليل بالضفة الغربية" ، بعد إنجاز الخطة بالقطاع ينقلبون الى الضفة.
مكائد في غزة
إسرائيل تحصد حصيلة مكائدها في غزة. فقد فتحت مجالات النشاط الاجتماعي والسياسي للإخوان المسلمين؛ لم يتخل الاحتلال عن مساعي شرذمة المقاومة. إضافة للتفريق بين الضفة والقطاع ، عمدت الاحتلال الى زرع الفرقة داخل القطاع؛ فأخذ يقدم الدعم للإخوان المسلمين. في تصريح أدلى به ريتشارد سيلت صرح لوكالة يونايتد بريس في 24شباط/ فبراير2001 أن "اسرائيل قدمت مساعدة كبيرة لحماس"؛ وتصريحات أخرى من ضباط خدموا في غزة. للحقيقة لم يكن الدعم الإسرائيلي هو العامل الرئيس في صعود حماس؛ فالجماهير المرتبطة بالعصر الوسيط تستجيب تلقائيا للنداءات المعمدة بالتراث، وتلتف بسرعة حول الشخصيات ذات التوجه الديني. شجع السادات التيار الديني على العودة للنشاط السياسي ومكنه من الحصول على الدولارات النفطية لتقديم خدمات اجتماعية للجمهور، في وقت قلصت حكومات الليبرالية الجديدة مخصصات الخدمات الاجتماعية بالموازنة العامة، خاصة التعليم والصحة. كل هذه العوامل تدركها جيدا سلطات الاحتلال.
ركزت حركة حماس على سلبيات أوسلو ، واستثمرت في دعايتها الفساد الذي انتشر على نطاق واسع في أجهزة السلطة الفلسطينية بقيادة فتح. والحقيقة ان سخط الجمهور على فتح تحول مباشرة الى تأييد عارم لحماس؛ لم يكن اليسار مؤهلا لجذب واستيعاب الخارجين على السلطة الفلسطينية ، وهذا ما تبين في انتخابات المجلس الوطتي عام 2007. اتخذت إدارة بوش الابن فوز حماس الانتخابي المخطط له بانتخابات حرة نزيهة، فاقدمت على فرض الحصار المشدد على القطاع؛ أقامت حاجزا بين جناحي الوطن الفلسطيني، حرض بوش علانية على انقلاب يقوده محمد دحلان ، ما استفز حماس على المبادرة وحسمت الأمر لصالحها بالقطاع؛ وهذا ما ارتضته الولايات المتحدة وإسرائيل. بمسوغ حصار حماس ، حوصر الشعب الفلسطيني في غزة وقطعت الصلة مع الضفة. بدءاً من عام 2007. اتبع الحصار بموجات متكررة من العدوان قصف مدن القطاع بالصواريخ والقنابل، استهدفت كل موجة تدمير ما بناه الغزيون بين عدوان وعدوان ، وذلك تحت مسمى "جز العشب".
الى جانب الغاية الاسترتيجية لاحتلال المزيد من الأرض الفلسطينية، ارتأت إسرائيل ان استدراج المقاومة الفلسطينية الى الصدام المسلح يفضي الى " الإبادة السياسية" في الوسط الفلسطيني. عزوف عن الحراك الشعبي، اعتمادا على الفدائي " المخلص" وتصعيد المقاومة الشعبية. تستدرج إسرائيل الى الصدام المسلح فتمارس إرهابا جماعيا يتعذر حياله تنظيم مظاهرات او حتى الدفاع عن الإرض من حملات الاغتصاب. في غمار العنف يعزف الجمهور عن طلب الثقافة السياسية والفكرية. عمليا قطعت الذاكرة الوطنية، وتم نسيان التحركات الجاهيرية والأ نشطة الاجتماعية التي مهدت لانتفاضة 1987. نستطيع في ضوء فرادة المشروع الصهيوني تفهم لماذا يصر على استدراج الطرف الفلسطيني الى الصدام المسلح، ومن ثم خطورة الانجرار بعفوية مع استفزازات إسرائيل.
قضايا جوهرية لم تؤخذ بالحسبان
قبل عام 1982 أدرك كثيرون في قيادة منظمة التحرير ان الوقت قد حان لإنهاء الكفاح المسلح. في مؤلفه" حرب المائة عام على فلسطين"، أورد رشيد الخالدي وكان وثيق الصلة بالمقاومة، وعمل مستشارا لها أثناء مباحثات مدريد، وجرت مباحثات أوسلو دون علمه وعلم الفريق الفلسطيني المفاوض، "طلب القادة من المفكر الاسترتيجي الباكستاني، إقبال احمد، تقييم استراتيجيتهم العسكرية". كان صديقا لإدوارد سعيد ولكثير من المتقفين الفلسطينيين، ومؤيدا للكفاح المسلح في العالم الثالث. فضّل قبل إعطاء الراي القيام بجوبة على مواقع المقاومين في جنوب لبنان. "وجه انتقادات شديدة للطريقة غير الفعالة والضارة غالبا التي طبقت فيها منظمة التحرير هذه الاستراتيجية... لم يرحب قادة منظمة التحرير بانتقاد أحمد". وعلى غير عادته " تساءل فيما اذا كان الكفاح المسلح أسلوب العمل الصحيح ضد إسرائيل، العدو المحدد لمنظمة التحرير الفلسطينية، وطرح المناقشة في ضوء مسار التاريخ اليهودي خاصة في القرن العشرين؛ فإن استخدام القوة سيؤدي فقط الى تقوية شعور عام مسبق لدى الإسرائيليين بأنهم ضحايا، وسيؤدي الى توحيد المجتمع الإسرائيلي ويدعم اقوى الميول المقاتلة في الصهيونية ويعزز دعمها الخارجي [259]، وعلق الخالدي،"تحليل أحمد أدرك بذكاء الطبيعة الفريدة للمشروع الاستعماري الصهيوني" [260].
تأكيدا لما تقدم توصل معهد "اكورد" ، مؤسسة اجتماعية - اكاديمية تعمل في كنف "الجامعة العبرية"، الى ان "نسبة دعم اليهود لاستعمال العنف ضد العرب قد ارتفعت بدرجة حادة جدا بعد السابع من اكتوبر. توصل الباحثون في استطلاعهم الاخير، وكذلك استنتجوا ان "الصدمة الجماعية التي أصابت المواطنين اليهود سوف تبقى بمثابة العامل الاساسي في هندسة شكل العلاقات بين المجموعتين(اليهود والعرب) لسنين عديدة".
يبعث هذا التقييم تجربة في هذا المضمار سردها الدكتور هشام شرابي. حال سماعة بنشاط المقاومة المسلحة الفلسطينية اخذ إجازة من الجامعة، وانتقل الى حيث تنشط المقاومة الفلسطينية؛ هنا ادرك ان "قضية الوطن متشابكة مع مجمل قضايا التحرر في العالم، و ان الفلسطيني لا يمثل تحرير فلسطين وحسب ، وإنما يمثل أيضا وموضوعيا ، إرادة التحرير الإنساني الشامل ، وإن لم يستوعب ذلك كل فلسطيني.. رويدا رويدا ادركت ان الثورة ليست امرا سهلا ، وأنها لا تحدث لمجرد إيماننا بضرورة حصولها ، وبدأت اعي ان التحول الاجتماعي في غاية الصعوبة".
لكن بالامكان تهيئة شروطه.
الثورة المسلحة تنضج ظروفها بجماهير اكتسبت الوعي وباتت سيدة واقعها مستعدة للتضحية وتتحدى أساليب السلطة القائمة ، وتستشرف أفق النظام البديل. يتطابق استنتاج شرابي مع ما خلص اليه ماركس، "الناس يصنعون تاريخهم بأيديهم.. لكنهم لا يصنعونه كما يحلو لهم؛ إنهم لا يصنعونه في ظل ظروف يختارونها بأنفسهم، بل في ظل ظروف قائمة بالفعل، ظروف ورثوها ونقلوها عن الماضي". دعا شرابي قيادة المقاومة الى الانتظار وتهيئة الظروف لحمل السلاح؛ لكن لم تقبل نصيحته. التعسف بتجاهل الظرف الملموس مخاطرة جسيمة العواقب.
لكن بإمكان من تتوفر لديهم الثقة بطاقات الشعب الثورية ، ومعرفة أساليب تفعيلها .. بإمكانهم تهيئة الظروف المواتية للنشاط الثوري المغير للواقع، مهمة تتطلب تنشيط السياسة في اوساط الجماهير: إشاعة الوعي والتنظيم في نشاط الجماهير؛ الارتباط بقضية اجتماعية يخفف وطأة الشدائد ويمنح الأمل في تحقيق الغايات المستقبلية، وتعبئة الطاقات من أجلها. في هذا السياق تبرز اهمية الطروحات اللينينية حول جدل الوعي والتنظيم، الوعي بأقصى قدر من الشمولية والعمق بالواقع الموضوعي المتشكل . "ما لم يتكفل اليسار بقضيتي الوعي والتنظيم" يقول لينين، " فلن تتحقق مقاومة جماعية في إطار حركة ذات إرادة موحدة." حقا التنظيم يضاعف القوة الثورية للجماهير المنطلقة ، والتنظيم والانضباط عنصران حيويان وأساسيان في كل نشاط ثوري ينشد التغيير الاجتماعي. أيا كان شكل النضال فإن تحريك الجماهير وتصليب إرادتها على المجابهة شرط لا بد منه لمواجهة ناجحة للاحتلال .
ونقل الخالدي، تقييم ناحوم أدموني ، رئيس الموساد ، "سببت الانتفاضة (1987) لنا ضررا سياسيا أكثر بكثير، وآذت سمعتنا أكثر من كل ما نجحت منظمة التحرير الفلسطينية في عمله منذ وجودها". علق الخالدي، " منحت الانتفاضة هدية لا تقدر بثمن، ومخزونا من الثروة الأخلاقية والسياسية. كشفت الثورة الشعبية محدودية الاحتلال العسكري، وأتلفت موقف إسرائيل الدولي وحسنت موقف الفلسطينيين... يمكن القول ان الانتفاضة كان لها تأثير أكثر إيجابية على الرأي العام العالمي من كل جهود منظمة التحريرغير المجدية في الكفاح المسلح" [258]. تم تبديد الأثر والتأثير.
حرب الإبادة في غزة عرفت العالم بحقيقة القضية بالمنطقة نتجنب مفردة "الصراع" لأنه يدور بين متنكافئين بالقوة وبالحق. أكسب الرواية الفلسطينية تعاطف شعبيا وتضامنا قويا ينبغي المحافظة على المكاسب وعدن التلاعب بها ، كي يتم البناء عليها جبهة اممية تناهض العنصرية وتكافح الهيمنة الامبريالية من أجل التحرر والديمقراطية والعدالة.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الإنسانية في تهدئة مؤقتة بين حربين لإبادة الجنس؟
- خسارة الولايات المتحدة من حرب غزة
- الرواية الفلسطينية تحلق بالفضاءات-5
- نحن سبارتاكوس
- من بين الأنقاض المضرجة بالدم تحلق الرواية الفلسطينية بالفضاء ...
- ميثاق نوريمبيرغ والحرب في غزة
- من بين الأنقاض المضرجةبالدم نحلق الرواية الفلسطينية في الفضا ...
- الجذور البريطانية للنزاع الدائر بفلسطين
- من بين الأنقاض المضرجة بالدماء تحلق الرواية الفلسطينية في ال ...
- وقبل هجمة 7أكتوبر ارتكبت إسرائيل المجازر
- من بين الأنقاض المضرجة بالدم تحلق الرواية الفلسطينية في الفض ...
- الإبادة السياسية في فلسطين
- هل انت ماض نحو إبادة الجنس ، االسيد الرئيس؟!
- هجوم 7أكتوبر استلهم إرهابا تواصل عبر عقود خلت
- للمجازر في فلسطين لغاها
- شطب القانون الدولي الإنساني لمنفعة إسرائيل ودول الغرب
- العدوان على غزة تحت المجهر.. منمنمات متطايرة
- جولة من الحرب ضد شعب فلسطين
- ممارسة غير حضارية ضد المسيحيين أفرادا ومؤسسات
- يجب التوقف عن استخدام المحرقة النازية لتبرير الأبارتهايد الإ ...


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - شعب وقضية محور النضال الأممي ضد العنصرية ومن أجل التحرر الإنساني والديمقراطية والعدالة