أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - خسارة الولايات المتحدة من حرب غزة















المزيد.....

خسارة الولايات المتحدة من حرب غزة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7805 - 2023 / 11 / 24 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الممرات التجارية مجال صراع سياسي - اقتصادي

يرى فيجاي براشاد ان حرب غزة، بهمجية مشعليها وفجورهم غير المسبوق ، قد اودت بمشروع الممر الذي عولت عليه الولايات المتحدة إفشال طريق الحرير الذي ترعاه الصين. يقول براشاد ان مشاريع ممرات كثيرة بادرت اليها الولايات المتحدة وفششلت في التنفيذ . الكاتب مؤرخ يركز اهتمامه على البلدان النامية ويدير مؤسسة ا[حاث للقارات الثلاث؛ آخر مؤلفاته صدر في آب 2022 بالاشتراك مع نوعام تشومسكي بعنوان "الانسحاب: العراق ، ليبيا ، أفغانستان وهشاشة السلطة الأميركية".


في 9 سبتمبر / أيلول 2023 ، أثناء مؤتمر في نيودلهي ، وقعت مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي على مذكرة تفاهم لإنشاء الممر الاقتصادي الهند-الشرق الأوسط – اوروبا. ثلاث دول فقط الهند، العربية السعودية والإمارات ستكون جزءً مباشرا في هذا الممر، يبدا من الهند ويمر بالخليج وينتهي باليونان.الدول الأوروبية (فرنسا وألمانيا وإيطاليا ) وكذلك الاتحاد الأوروبي منضمة لهذا المشروع لأنها توقعت ان الممر الاقتصادي سيكون طريقا تجارية تنقل سلعها عبره الى الهند، وتنقل السلع الهندية الى بلدانهم بتكاليف مخفضة ، كما يأملون.
الولايات المتحدة التي كانت من بين المبادرين لتشكيل الممر دفعت به كوسيلة لعزل الصين وإيران ، الى جانب تعجيل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعربية السعودية ، وتعميق الروابط مع الهند التي ، كما يبدو، ضعفت نتيجة امتناع الهند عن الانضمام الى الولايات المتحدة في السياسة تجاه روسيا.

غيرت حرب إسرائيل على غزة المعادلة بكاملها وجمدت الممر الاقتصادي؛ بات الآن غير مفهوم ان تدخل العربية السعودية ودولة الإمارات في مثل هذا المشروع مع إسرائيل. الرأي العام في العالم العربي ساخن لدرجة الاحمرار بسخط متوتر تجاه القصف العشوائي الذي تمارسه إسرائيل والخسائر الكارثية في الأرواح بين المدنيين. والبلدان في الإقليم -مثل الأردن وتركيا - ذات العلاقة مع إسرائيل بدت مضطرة الى إغلاظ الكلام مع إسرائيل. على المدي القصير على الأقل ، من المستحيل تصور تنفيذ مشروع الممر الاقتصادي.

محور آسيا

قبل سنتين من إعلان المشروع دشنت الصين " مشروعها " حزام واحد ، طريق واحد"، او مبادرة الحزام والطريق[بي آر آي] وقامت الولايات المتحدة بوضع خطة ممر تجاري ممول من قبل القطاع الخاص، يربط الهند بأوروبا ويمتن الروابط بين واشنطون ونيودلهي. في العام 2011 القت وزيرة خارجية الولايات المتحدة، هيلاري كينتون، خطابا بمدينة تشينايا بالهند، حيث تحدثت عن إنشاء طريق حرير جديدة تنطلق من الهند عبر باكستان وأسيا الوسطى . من شان هذه "الشبكة الدولية وشبكة الروابط الاقتصادية والترانزيت" الجديدة ان تكون الأداة التي تستخدمها الولايات المتحدة لإنشاء منبر متعدد الحكومات و "منطقة تجارة حرة"، ستكون الولايات المتحدة أحد أعضائها ( بنفس الأسلوب الذي تعد الولايات المتحدة جزءًأ من التعاون آسيا الباسيفيك - آبيك). كانت طريق الحرير الجديدة جزءًا من "محور آسيا " الأوسع ، كما طرحها الرئيس أوباما.. هذا "المحور" كان مقررا له ان يكبح بروز الصين ويمنع انتشار نفوذها في آسيا. يفهم من سياسة كلينتون الخارجية (" ربط أميركا بالباسيفيكي" 11اكتوبر / تشرين أول 2011) ان طريق الحرير الجديدة هذه لم تكن مناهضة للصين.على كل حال ، جاء كلام ال "محور"جنبا لجنب مفهوم الولايات المتحدة العسكري معركة الجو البحر الجديدة ، الذي صمم حول الصراع المباشر بين الولايات المتحدة والصين. ( مفهوم تشكل في دراسة أجراها البنتاغون عام 1999 اطلق عليها الاسم " آسيا 2025" التي لاحظت ان "التهديد يكمن في آسيا").
انقضت سنتان وصدر عن حكومة الصين انها سوف تشيد بنية تحتية ضخمة ومشروعا تجاريا يدعى " حزام واحد طريق واحدة"، والذي سيطلق عليه لاحقا مبادرة الحزام والطريق(بي آر آي) ز وخلال السنوات العشر التالية 2013-2023 ، بلغ الاساثمار في مبادرة الحزام والطريق 1.04 تريليون دولار وزعت على اكثر من 148 بلدا ( ثلاثة أرباع بلدان العالم). خلال هذه الفترة القصيرة تركت مبادرة الحزام والطريق علامة هائلة على العالم ، خاصة على البلدان الأفقر في أفريقيا وآسيا واميركا اللاتينية ، حيث المبادرة وفرت استثمارات لتشييد بنية تحتية وبناء صناعة.

حاولت الولايات المتحدة ، وقد شعرت بخطئها نتيجة النمو الذي احرزته مبادرة الحزام والطريق ، ان تضع سدا بوجهها من خلال أدوات مختلفة: أميركا كريس لاميركا اللاتينية و شركة تحدي الميلينيوم لجنوب آسيا. تبين ضعف هاتين المحاولتين ان كليهما استند الى التمويل من قطاع خاص غير متحمس للمشروع.

مضاعفات الممر الاقتصادي عبر الخليج

حتى قبل ان يبدأ قصف غزة بالقنابل الإسرائيلية واجه الممر عددا من التحديات الخطيرة.
اولا ، بدت محاولة عزل الصين وهمًا ،لان الميناء اليوناني الرئيس بالممر –بيرايوس-تديره الشركة الصينية للنقل عبر المحيط، وان موانئ دبي لديها استثمارات ضخمة من الميناء الصيني زينغبو -زاوشان والميناء البحري زيجيانغ. العربية السعودية والإمارات باتتا عضوين في بريكس ، وكلا البلدين شريكان بمنظمة شانغهاي التعاونية.
وثانيا، مشروع الممر بأكمله يتوقف على تمويل القطاع الخاص؛ مجموعة أداني – التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع رئيس وزراء الهند / ماريندا مودي وباتت تحت الأضواء بسبب ممارسات فساد –وهي تمتلك ميناء موندرا ( غواجارات بالهند) وميناء حيفا (إسرائيل) وتسعى لتكون لها حصة بميناء بيرايوس. بعبارة اخرى يزود الممرالغطاء الجغرسياسي لاستثمارات أداني من اليونان حتى كوجارات
وثالثا ، الممر البحري بين حيفا وبيرايوس يعبر مياها متنازعا عليها بين تركيا واليونان. هذا "النزاع حول بحر إيجه" استفز حكومة تركيا لتهدد بالحرب على اليونان إن هي مضت مع المخططات.
رابعا، المشروع بأكمله يتوقف على " التطبيع" بين العربية السعودية وإسرائيل، وهو امتداد للاتفاقات الابراهيمية بمشاركة البحرين والمغرب والإمارات والولايات المتحدة تحدوها الرغبة في امور عدة منها "تحديث البنية التحتية "و "إدخال تطوير دروب ينخفض فيها الكربون"من خلال "مشاركة مشاريع خاصة". كانت هذه مقدمات الممر. لا التطبيع مع السعودية ولا عملية مجموعة التحالف الإبراهيمي بين الإمارات وإسرائيل تبدو ممكنة في هذا المناخ .ان قصف إسرائيل لقطاع غزة قد جمد هذه العملية.
مشاريع سابقة خططت لها الهند للطرق التجارية ، مثل الممر الدولي شمال –جنوب ( مع الهند وإيران وروسيا) وممر تنمية آسيا – إفريقيا ( تقوده الهند واليابان) لم تخرج عن الورق، وذلك لعدة أسباب . هذان المشروعان ، على الأقل، جديران بقابلية التنفيذ؛ والممر عبر الخليج سوف يلاقي نفس مصيرهما ، الى حد ما بسبب جريمة إسرائيل في غزة، ولكن أيضا بسبب خيال واشنطون بانها تستطيع " إلحاق الهزيمة" بالصين في حرب اقتصادية .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية الفلسطينية تحلق بالفضاءات-5
- نحن سبارتاكوس
- من بين الأنقاض المضرجة بالدم تحلق الرواية الفلسطينية بالفضاء ...
- ميثاق نوريمبيرغ والحرب في غزة
- من بين الأنقاض المضرجةبالدم نحلق الرواية الفلسطينية في الفضا ...
- الجذور البريطانية للنزاع الدائر بفلسطين
- من بين الأنقاض المضرجة بالدماء تحلق الرواية الفلسطينية في ال ...
- وقبل هجمة 7أكتوبر ارتكبت إسرائيل المجازر
- من بين الأنقاض المضرجة بالدم تحلق الرواية الفلسطينية في الفض ...
- الإبادة السياسية في فلسطين
- هل انت ماض نحو إبادة الجنس ، االسيد الرئيس؟!
- هجوم 7أكتوبر استلهم إرهابا تواصل عبر عقود خلت
- للمجازر في فلسطين لغاها
- شطب القانون الدولي الإنساني لمنفعة إسرائيل ودول الغرب
- العدوان على غزة تحت المجهر.. منمنمات متطايرة
- جولة من الحرب ضد شعب فلسطين
- ممارسة غير حضارية ضد المسيحيين أفرادا ومؤسسات
- يجب التوقف عن استخدام المحرقة النازية لتبرير الأبارتهايد الإ ...
- في المجتمع تسيطر أفكار الطبقة الحاكمة وإيديولوجيتها
- الأبارتهيد الإسرائيلي يحمل جينات كولنيالية الغرب ويحظى بدعمه ...


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - خسارة الولايات المتحدة من حرب غزة