إلياس شتواني
الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 00:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
علم الأخلاق هو علم دراسة حاصل الأفكار و العادات الإنسانية المتراكمة و التي تسمى بالسلوك الإنساني المطلق. هذا العلم يدرس أيضا المثل الأخلاقية التي تميز الشخصية الإنسانية و مركزيتها في الوجود. يرتبط علم الأخلاق عموما بمفهومي الخير و الشر، فكل ما كان صالحا لغاية أو غرض أو كان في ذاته قيّما أو مرغوبا فيه لبلوغ غاية إنسانية يسمى خيرا، و كل ما يهدف إلى عكس ذلك يسمى شرا. هذا ببساطة شديدة تعريف علم الأخلاق و الفرق الجوهري بين الخير و الشر.
دستور الأحكام الأدبية
يتميز موضوع علم الأخلاق بالبحث عن الغاية القصوى التي تتجه إليها كل حياتنا، أو بما يعرف إصطلاحا "بالخير الأسمى". إنقسمت المذاهب الأخلاقية إلى ثلاث مدارس عامة:
1. المذهب الإفتطاري: يرى أصحاب هذا المذهب أن كل الأفعال في ذاتها هي مصدر و محل الحكم الأخلاقي، بدون النظر إلى عواقبها أو الغاية المراد الوصول إليها و تحقيقها. الفطرة الإنسانية و الضمير هما المصدرين الأساسين لصياغة الحكم الأخلاقي. فقول الصدق و الأمانة واجبين أخلاقيين ليس لأنهما ضروريين للحياة بل لأنهما يمثلان الحق في ذاته.
2. الهيدونية أو اللذية: يرى أصحاب هذا الرأي أن مصدر الأحكام الأخلاقية تابع و رهين بالغرض و الهدف الذي نرمي إليه. فاللذة هي الخير الأسمى و الهدف الأسمى الذي يرغب فيه معظم البشر. المبدأ يسير و واضح: كل ما أحدث لذة فهو حق. يعتقد أهل هذا المذهب أن خيرية أي فعل إنساني يرجع إلى أساس لذي محض، فهو يعود بالخير إلى:
- الفاعل أو الفرد ذاته: و هو ما يعرف باللذية الذاتية أو الفردية.
- أو الغير: و هو ما يعرف باللذية العامة أو النفعية.
3. المذهب الكمالي أو النشوئي: يؤكد أصحاب هذا المذهب على أن الغرض الأسمى الذي ترمي إليه الأخلاق الإنسانية هو الكمال، أي الإرتقاء بالنفس إلى أسمى المراتب الإنسانية. فالإنسان هو مصدر الأحكام الأخلاقية و هو هدفها. القوانين الأخلاق هي نفسها الفضائل الإنسانية، حيث أن كل منهما يكمل الآخر. فعلى الإنسان أن يبلغ الدرجات العليا من الرضا و الراحة، فهو في كل السيرورة يجدد و يكمل نفسه.
قضية الأخلاق مسألة نسبية، لا يمكن الجزم فيها بشكل مطلق. لكن يبقى المذهب النفعي الأكثر عملية و الأكثر قابلية للتطبيق. كل ما يربطنا بالقانون الأخلاقي هو رابطة إلزامية. قد يكون هذا الإلزام ناتج عن القانون الأخلاقي نفسه أو القانون المدني الذي لا ينفك يتغير. لكن تبقى تساؤلات هامة تطرح نفسها:
- هل القانون الأخلاقي أعم و أصلح و أشمل من القانون المدني؟
- من هي الجهة المنوط بها تشريع و تنفيذ الأحكام و القوانين الأخلاقية؟ هل هو القانون المدني أم الضمير و الوجدان؟
- لماذا لا يفرض القانون المدني إذا كان أسمى و أرقى الواجبات الأخلاقية و الفضائل مثل الإحسان و التعفف و الأمانة و الصدق و الشجاعة؟
#إلياس_شتواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟