الفلسفة اليونانية (13): أرستيب و القورنائيون

إلياس شتواني
باحث وشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 7769 - 2023 / 10 / 19 - 20:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

كان أرستيب القورنائي مؤسسا لهذه الفلسفة و التي أخدت إسمها من موطنه. كان أرستيب يعيش حياة الغنى و الرفاهية و المشاهير. أظهرته الحكايات و المرويات بمظهر الإنتهازي و الوصولي. كان تلميذا لسقراط إلا أن أفكاره كانت تميل إلى الجانب السفسطائي و كانت قريبة من أفكار أفلاطون نوعا ما. كانت حياته شبيهة بحياة هذا الأخير و التي كانت مليئة بالرقي و الفخامة و الوجاهة.

تبنى أرستيب الموقف العملي (Practicalism)، حيث القضايا العملية هي أكثر أهمية من القضايا النظرية. حافظ القورنائيون على نسبية و ذاتية المعرفة و أكدوا على عدم الثقة فيها. تكتسب المعرفة عن طريق الحواس، فنحن نعرف حالاتنا، لا الأشياء التي تستوجب هذه الحالات. تتمثل أهمية القورنائيون في الجانب الأخلاقي. إذ أنهم كانوا أول من صاغوا فلسفة عملية لمفهوم اللذة. نحن نسعى للذة دائما و نتفادى الألم و المتاعب. فاللذة هي الخير الوحيد و الألم هو الشر الوحيد. و قد كان أرستيب أكبر ممثل حقيقي لفلسفلة اللذة في تاريخ علم الأخلاق كله.

يمكن صياغة فلسفى اللذة عند أرستيب في الجوانب التالية:
1. المتعة هي الخير الوحيد.
2. هذه المتعة هي جزئية و لحظية.
3. هذه المتعة هي هدف الحياة. السعادة تتمثل في مجموعة متع جزئية. يجب أن نأخذ المتعة حيثما تأتي.
4. للمتعة طبيعة جسدية.
5. المتعة حالة إيجابية.
6. تختلف المتعة من حيث الكثافة لا من حيث النوع. كل المتع متساوية. تختلف المتع فقط في الآنية و طول المدى.

خلقت هذه الأفكار الجديدة للمدرسة القورنائية أساسا لمفهوم جديد للذة. ساهمت هذه الأفكار في تأسيس المدرسة الأبيقورية بعد حوالي مئة عام. و أصبحت الأبيقورية إمتدادا للقورنائية، تماما مثل ما أصبحت الرواقية إمتدادا للمدرسة الكلبية كما سنرى في المقالات المقبلة.

#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل