أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - الكتاب الذي سيجعلك ملحدا















المزيد.....

الكتاب الذي سيجعلك ملحدا


إلياس شتواني

الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 01:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"بابل و الكتاب المقدس" لفريدريك ديليتش تنقيب عن أسرار الحضارة البابلية القديمة و علاقتها بالكتاب اليهودي المقدس. الكتاب يبحث في شخوص و أحداث ذلك العهد القديم و ما يساوره من تساؤلات و غموض. يعد الكتاب من أهم مراجع نقد التوراة المبني على الإكتشافات الأثرية و الأركيولوجية في الشرق القديم. الكاتب عالم آثار ألماني مرموق كان له دور كبير في الكشف الأثري عن الكثير من حضارة بلاد الرافدين، و لازال له تأثير جلي على أجيال من الباحثين الآثاريين و اللاهوتيين في أوروبا و العالم.

صارغون الأول أو "موسى"

ملك من الملوك البابليين الأكاديين الأوليين. تدور حول هذا الملك الأسطورة الشهيرة التي تحكي عن والده الذي توفى قبل ميلاده، و إهمال عمّه لأمه الأرملة، و مولده تحت ظروف عسيرة:
"قد ولدتني سرا في أزوبيران Azupiran عند نهر الفرات، ثم وضعتني في صندوق مصنوع من القصب و بعد أن أغلقته بالقار سلمتني للنهر الذي حملني بتياره إلى أكّي الطيب القلب معه و ربّاني ابنا له، ثم أصبحت بستانيا عنده، هناك وقعت عشتار ابنة رب السماوات في حبي و جعلتني ملكا على البشر." ص 15-16

حمورابي أو "أَمْرَافَل"

من أهم نتائج التنقيب الأثري في منطقة دجلة و الفرات العثور على آثار دولة دستورية متحضرة جدا. بعد إنتصار حمورابي على العيلاميين، و ربط شمال البلاد بجنوبها في دولة واحدة عاصمتها بابل، بدأ الملك يصب إهتمامه على وضع قاعدة قانونية و سنها على جميع الأقطار. هذا الدستور يعرف بعقيدة حمورابي. هذه العقيدة تشتمل على الحقوق المدنية بكل فروعها و شكلياتها. فهي تنظم العلاقة بين السيد و العبد أو الأجير، و صاحب الأرض و مستأجرها. هناك قوانين أخرى تتعلق بتنظيم العلاقات الإجتماعية و التجارية و الصيد البحري. كان الجانب القضائي موجودا أيضا بحيث أن المحكمة العليا في بابل هي التي كانت معنية بالقضايا الخلافية المعقدة، و كان كل رجل لائق للتجنيد مجبرا على الخدمة العسكرية.
دولة حمورابي كانت متطورة جدا لدرجة أن البريد كان منظما بدقة عالية كما أن البنية التحتية من شوارع و جسور و قنوات كانت في حالة جيدة. أما من حيث الجانب الإنتاجي، فكانت بابل قوة إقتصادية و فلاحية كبيرة نتجت عنها طفرة هائلة في العلوم و الأدب و الفنون.

مصدر التوراة

عندما إقتحمت قبائل بني إسرائيل بلاد كنعان، كانت هذه الأخيرة تحت السيطرة البابلية الكاملة. عاش بنو إسرائيل لسنوات طويلة كصعاليك و قطاع طرق، ينهبون و يغيرون على القبائل و الحواضر. لم يكن لهم عقيدة و لا دستور حياة. و دفعة واحدة ندرك مصدر قوانينهم و تشريعاتهم. إذ أن صيغة القوانين مثل "إن فعل فلان كذا و كذا يجب عليه كذا و كذا..." مأخوذة من البابليين. زد على ذلك أن البابليين هم أيضا كانوا في يوم السبت يستريحون من أجل مهادنة الآلهة و التقرب إليها. الأعجب من ذلك أن حتى الملوك البابليين العشر قد تبناهم و إستنسخهم العهد القديم بالأوصاف و التفاصيل بينهم و بين الأجداد العشر قبل الطوفان. ليس هذا فقط، بل تأثر العبرانيىون أيضا بالمفاهيم الأخلاقية لبابل، فقول الحق و العدل و الوفاء واجب مقدس بالنسبة للبابليين، و مخالفتها خطيئة و جريمة. إعتبر البابليون أن مصيرهم مرتبط حصرا بالآلهة و أن معاناة البشر، خصوصا فيما يتعلق بالمرض و الموت، عقابا لارتكاب الخطايا في الحياة و بعد الموت. لكن الغريب في الأمر هو أن التصور البابلي عن العالم السفلي أهون مما نجده مدونا في العهد القديم. فعلى اللوح الثاني عشر من ملحمة كلكامش، نقرأ عن جنة و مأوى للأتقياء:
"حيث يضجعون على الأرائك و يشربون الماء النقي". ص 44
أما بقية الشيئول، أي العالم السفلي، فيدخله الأشرار و هو مكان مليء بالتراب لا ماء فيه، و حتى و إن وجد فإنه ماء عكر و دنس.

-الطوفان

قسم البابليون تاريخهم إلى مرحلتين رئيسيتين:
مرحلة قبل الطوفان و مرحلة ما بعده. الحقيقة خلف هذا التقسيم هي أن الأراضي البابلية عرفت العديد من الطوفانات الرهيبة و السيول الجارفة. فغالب الظن أن إعصارا هائلا قد أدى إلى حدوث الطوفان بالكيفية الموصوفة في الرواية البابلية المكتوبة على اللوح الحادي عشر من ملحمة "كلكامش" الذي عثر عليه في مكتبة "سردنبال" في مدينة نينوى. يعود تاريخ هذا اللوح إلى الألف الثاني قبل الميلاد.

-زيوسودرا أو "نوح"

تتطابق هذه الرواية و قصة الطوفان التوراتية. إذ يأمر "إيّا" إله أعماق المياه "زيوسودرا" ببناء سفينة بقياسات معينة و طليها بالقار ثم بنقل كل أسرته ويترك كل شئ آخر. بعد دخولهم تطفو السفينة على الأمواج الشامخة حتى تستوي على جبل اسمه "نصير" ثم يلي النص الهام:
"و عندما حل اليوم السابع أتيت بحمامة و أطلقتها في السماء. طارت الحمامة بعيدا و ما لبثتت أن عادت إلي. لم مستقرا فأبت." ص 37
تنتهي القصة بإطلاق "السنونو" و عودته حتى رأى الغراب أن الماء قد إنحسر فلم يعد إلى السفينة. يخرج زيوسودرا بعد ذلك من الفلك و على قمة الجبل يقدم القربان إلى الآلهة.

-ملحمة التكوين
"في البدء كانت تيامات و لم يكن شئ"

وفقا لهذه الرواية البابلية كانت في البداية المياه المظلمة و الفوضوية المسماة "تيامات". و لما قررت الآلهة تنظيم الكون، وقفت تيامات، الأفعى ذات الرؤوس السبعة، معادية و متحدية للآلهة. الإله "مردوخ"، إله النور و الشمس، وحده من كان مستعدا للحرب بشرط أن تكون له المنزلة العليا بين الآلهة. قامت الحرب بين الطرفين. حرب شباك و دروع و مركبات و أحصنة، كل هذا و الآلهة تشاهد مردوخ بإعجاب كبير. إندفع الجيشان و حمى الوطيس. مردوخ و تيامات يتصارعان. أطلق مردوخ رمحه على تيامات و مزق قلبها. ثم شق جثة تيامات نصفين. رفع النصف الأول و شكل منه السماء، و من نصفها الثاني شكل الأرض، فكانت قبة السماء حاجزا بين المياه العليا و السفلى، و زيّن السماء بالقمر و الشمس و النجوم و خلق النباتات و الكائنات الحية، و أخيرا خلق الزوجين الأولين بمزيج من الطين و الدم الإلهي.

خلاصة المبحث

الإله "يهوه" نتاج عملية تطورية و تراكمات ميثولوجية و ثقافية و حضارية. دين "يهوه" العبراني الذي وحّد عن طريقه "موسى" القبائل الإسرائيلية، هذا بإعتبار السردية التوراتية ككتاب تاريخ غير موثوق، لازال موسوما بعدة سقطات و نقائص. فلا يزال يُتصور هذا الإله بصفة و بإسقاط بشرييين محضين، و بشرائع و قرابين و دموية همجية كانت سائدة في العصور الغابرة، وبشريعة غير عملية لم تمنع "الشعب المختار" نفسه من الإرتداد و الإشراك في عدة مناسبات. بل الأهم من ذلك أن هذا الكتاب الميثولوجي يعدّ مرجعا عقائديا للمسيحية و الإسلام في تبني "أصلية" المرويات و المعتقدات "السماوية" من ملاحم و خوارق الأنبياء و الملوك، و من تفسير خرافي للوجود و الحياة.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضياع في مسائل الإجماع
- الإمبراطور الوثني قسطنطين و المسيحية
- اللكعاء
- عن الأخلاق
- ثورة الكلاب الصعاليك ضد كلب جائر
- أنا رب الأرباب، أين ملوك و أرباب الأرض؟!
- تحدثت الحكمة فقالت
- عن الحب
- هل القرآن فعلا كتاب مبين و ميسر لجميع البشر؟
- أليس رحمت ربك ببعيد
- المدرسة الشكية أو البيرونية: مقدمة قصيرة
- تفسير إبن بغل لآية البغال
- قال الله: رحمِك اللهُ يا آدمُ
- عزائي لكم أحبائي
- عذراء العشق المسجون
- السيد القدير
- شيطان يغالبني
- أحرقيني
- لقمان أو أحيقار الحكيم: دراسة موجزة لأصل القصة
- أنت كبقيتهم


المزيد.....




- سوناك يدعو لحماية الطلاب اليهود بالجامعات ووقف معاداة السامي ...
- هل يتسبّب -الإسلاميون- الأتراك في إنهاء حقبة أردوغان؟!
- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - الكتاب الذي سيجعلك ملحدا