أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة اليونانية (6): امبادوقلس














المزيد.....

الفلسفة اليونانية (6): امبادوقلس


إلياس شتواني

الحوار المتمدن-العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 12:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ينحدر امبادوقلس من مدينة أقريقنت (قيرجنت حاليا) التي تقع في صقلية. عاش في الفترة ما بين 490-430 ق. م. كان هذا الفيلسوف طبيبا و كاهنا و شاعرا و فيلسوفا كما اشتهر بقيامه بأعمال خارقة. كان ينظر لنفسه ككائن روحي سامي قريب من الآلهة، فكان تميزه الخارق مجرد معجزات تقنية يقوم بها نتيجة معرفته بالعلوم الطبيعية. مات امبادوقلس في المنفى و أصبح بعد موته شخصية أسطورية.

حاول امبادوقلس أن يوحد الفلسفة الايلية بالمدرسة الأيونية. لا يمكن لأي شيء أن ينشأ من غير موجود، و من غير المعقول أن يفنى ما هو موجود. وظف امبادوقلس هذا الطرح فقط بالنسبة للمكونات البسيطة للأشياء و اعتبر الأشياء المركبة فانية و غير ثابتة. فثبات المكونات لا يتنافى مع تغيير الأشياء، لأن المكونات ثابتة يمكن أن ترتبط و تنفصل. تتشكل المكونات الواحدة تلو الأخرى و تتحول إلى أشياء متعددة التكوين. يوجد فقط ما هو مختلط و تبادل ما هو مختلط.

التعددية Pluralism

أخذ امبادوقلس بالمفهوم الكلاسيكي بوجود أربعة مكونات، أي أربع أنواع من المادة. نادى امبادوقلس بأربعة حالات للمادة، الماء و النار و الهواء و الأرض ثم سمى هذه الحالات "جذور كل شيء". حاول هذا "الكيميائي" البسيط أن يشرح العلاقة بين العناصر و الأجسام و إعتبر الإختلاف بين الأجسام إختلاف كمي و تركيبي. كان إستدلاله بسيطا لكن بمنهج كيميائي محض.

نظرية القوة

ربط امبادوقلس بين مفهومي "الحب" و "التنافر" و إعتبر هاتين القوتين كصورة أصلية للعالم. فالقوة التي تكون لها الغلبة في لحظة ما هي التي تحدد صورة العالم. في نظره، ينقسم تاريخ العالم إلى أربعة أطوار:

1. الحالة الأولية حيث لم تشتغل بعد أي من القوتين و تكون العناصر في حالة ثبات.
2. الحالة التي يعمل فيها التنافر.
3. حالة الإختلاط بين العناصر و الفوضى.
4. الحالة التي يعمل فيها الحب و الذي يربط فيها الأشياء ببعضها البعض و يؤدي إلى حالة الإتلاف الأولى. و هكذا يسير العالم بهذا النظام.

البيولوجيا و السيكولوجيا

كان يعتقد امبادوقلس أن نشوء الكائنات العضوية يتم نتاجا للصدفة و لكن هنالك العديد من الصدف التي لم تحدث. إعتقد أيضا أن الكائنات الأقل كمالا تنشأ قبل الكائنات الأكمل. أما مفهومه عن الحب فقد وظفه أيضا لتفسير عملية الحس و التي تمثل تطبيقا لمفهومه الفلسفي العام. كان يقول بأن الحس يتم نتيجة لنشاط "الحب"، بمعنى أن الشيء ينجذب و و يتحد مع شبيهه و يعرفه. فبالحب نرى الحب و بالكراهية نرى الكراهية.هذا الحس الإدراكي شمل أيضا التفريق بين العناصر الذكية و الغبية، حيث أن تفسير التمظهرات الفيسيولوجية يعزى أيضا إلى صراع قوتي الحب و التنافر داخل الإنسان نفسه.

كان امبادوقلس عالما للطبيعة أكثر منه ميتافيزقيا، و قد ترك جملة من الأفكار السديدة في مجال الكيمياء و البيولوجيا و علم النفس الفيسيولوجي. تطورت أفكاره، كما سنرى في المقالات القادمة، عن طريق مفاهيم أناكساجوراس و مفاهيم المدرسة الذرية.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة اليونانية (5): زينون الايلي
- الفلسفة اليونانية (4): بارمنيدس
- الفلسفة اليونانية (2): انكسماندرس و انكسمينس
- الفلسفة اليونانية (3): هيراقليطس
- الفلسفة اليونانية (1): طاليس
- ما ألقى الشيطان في أمنيتي
- الكتاب الذي سيجعلك ملحدا
- الضياع في مسائل الإجماع
- الإمبراطور الوثني قسطنطين و المسيحية
- اللكعاء
- عن الأخلاق
- ثورة الكلاب الصعاليك ضد كلب جائر
- أنا رب الأرباب، أين ملوك و أرباب الأرض؟!
- تحدثت الحكمة فقالت
- عن الحب
- هل القرآن فعلا كتاب مبين و ميسر لجميع البشر؟
- أليس رحمت ربك ببعيد
- المدرسة الشكية أو البيرونية: مقدمة قصيرة
- تفسير إبن بغل لآية البغال
- قال الله: رحمِك اللهُ يا آدمُ


المزيد.....




- تدفقت -حمم باردة-.. عمود من الرماد يتصاعد من بركان إندونيسي ...
- ستولتنبرغ: لا جدوى من إعادة إعمار أوكرانيا من دون تحقيقها ال ...
- زاخاروفا: أوكرانيا أداة في يد الناتو والحلف غير مهتم بمستقبل ...
- بعد القبض على طالبين آخرين.. ارتفاع عدد داعمي فلسطين المقبوض ...
- لماذا قرر بوتين إعفاء وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من منصب ...
- -مسلم انتراكتيف-.. تثير الجدل بألمانيا بعد رفع شعار -الخلافة ...
- الكرملين: شويغو سيشرف على هيئة التعاون العسكري التقني لكنه ل ...
- محامي ترامب السابق يعترف بأنه ارتكب الكذب لصالحه
- زيلينسكي يشن حملة تغييرات في جهاز الاستخبارات الخارجية الأوك ...
- تحذير للأهالي.. عواقب مشاهدة الأطفال للتلفاز أثناء تناول الط ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة اليونانية (6): امبادوقلس