أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة اليونانية (12): أنتسينيس و الكلبيون














المزيد.....

الفلسفة اليونانية (12): أنتسينيس و الكلبيون


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7768 - 2023 / 10 / 18 - 21:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعتبر أنتسينيس الأثيني هو مؤسس المدرسة الكلبية (Cynicism). و هذا الإسم مأخوذ من من أكاديمية سينوسارجس حيث كان أنتسينيس يقوم بالتدريس. كان في البداية تلميذا لجورجياس ثم أرسطو، و قد أخذ الكثير عن أستاذه الأخير. كان أنتسينيس ينتمي للبروليتاريا الأثينية و كان مدافعا عن موقف و أيديولوجيا هذه الطبقة. كان أنتسينيس عدوا لأفلاطون حيث كان كل أحد منهما يرى في نفسه الوريث الشرعي و المفسر النجيب لفلسفة سقراط.

المفاهيم

تبنى أنتسينيس طرح سقراط بأن أهم شيء في الحياة هو الفضيلة. نادى أنتسينيس بفلسفة مغايرة عن المعرفة و معارضة للفهم السقراطي، حيث أكد على أن المعرفة هي الإدراك و أن المعرفة هي الأفكار الصحيحة المرتبطة بالتفسير. كان أنتسينيس يمثل التصور الحسي للمعرفة كما أنه تبنى الفهم المادي للطبيعة. تمثلت أهمية الكلبيين في بساطة مفاهيمهم، حيث قالوا بالوجود الوحيد للأشياء المحددة، و أن الأشياء الأخرى توجد في الكلام لا في الواقع. يوجد فقط إنسان محدد و لكن لا توجد الإنسانية في حد ذاتها. فمن من قمة العبث محاولة تعريف الأشياء، يمكن فقط تسجيلها.

كان علم الأخلاق أيضا نقطة وصْل لفلسفة سقراط، حيث الخير الأسمى و الهدف المشترك يكمن في الفضيلة وحدها. كل شيء ما عدا الفضيلة غير ضروري لأنها وحدها تكفي للسعادة. ترجع أصول هذه الفكرة للظروف الإقتصادية و الإجتماعية التي كانت تحيط بالكلبيين، فهم ينحدرون من البروليتاريا المنعدمة و المحرومة من كل أشكال الملكية و المناصب الرفيعة. كان أنتسينيس إبنا لعبيدين لا يملكون حق المواطنة، فكان كل ما يملكه هو الدفاع عن الفضيلة و إدانة الخير الخارجي. الخير لا يعطي و لا يضمن السعادة لأننا بكل بساطة لا نملك الخير، و حتى ولو سلكنا طريق الخير و المتعة، فلن نجد الإحساس الحقيقي و الدفين للسعادة. طرحهم عموما لم يكن يستند لتأملات أو مقولات نظرية و إنما إستند على الظروف الإجتماعية و الحياتية المعاصرة لهم.

حرية الإنسان و إستقلاله يرتبطان حصرا بمفهوم الفضيلة. فعدم الإكتراث للفضائل الأخرى هو صميم الحكمة و المثال الحي. يمكن القول أن الكلبيين كانوا أول ثوريين في التاريخ، إذ أنهم وقفوا ضد أشكال الدولة و التنظيمات الإجتماعية و إعتبروها زيادة و نتاجا لا داعي له. فكل ما يهم هو الفضيلة الواحدة، لا الحسب و النسب و الثروة. نادى الكلبيون بالمساواة بين جميع البشر، بما في ذلك مساواة النساء و العبيد. كما أنهم لم يعترفوا بالحدود السياسية و أكدوا على أهمية المواطنة العالمية الواحدة.

المدرسة الكلبية

كان ديوجينوس السينوبي المتوفي عام (323 ق. م) تلميذا لأنتسينيس. كان ديوجينوس ينحدر من أصول غنية و من عائلة تتمتع بالوجاهة و المنزلة الإجتماعية، و لكنه تخلى عن كل ذلك لاقتناعه بالأفكار الكلبية. عاب ديوجينوس على أنتسينيس عدم تطبيق النظرية الكلبية، و قد أخذ هذا الأول في تطبيقها. رفض ديوجينوس كل ما تعلق بالثقافة و الملكية و المادية. فقد إختار حياة البروليتاريا و الظروف الهامشية الصعبة، و بدا بمظهر الغريب و المتشرد. هاجم ديوجينوس الحضارة و التمدين بحدة و رأى فيهما خطورة و تهديدا على الفضيلة و الأخلاق الإنسانية. و من هنا اقترن مفهوم الكلبية على كل الأفكار و المواقف المعادية للمؤسسات والثقافة و المجتمع.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة اليونانية (11): سقراط
- الفلسفة اليونانية (10): بروتاجوراس و السفسطائيون
- الفلسفة اليونانية (9): فيثاغوراث
- الفلسفة اليونانية (8): ديمقريطس
- الفلسفة اليونانية (7): أناكساجوراس
- الفلسفة اليونانية (6): امبادوقلس
- الفلسفة اليونانية (5): زينون الايلي
- الفلسفة اليونانية (4): بارمنيدس
- الفلسفة اليونانية (2): انكسماندرس و انكسمينس
- الفلسفة اليونانية (3): هيراقليطس
- الفلسفة اليونانية (1): طاليس
- ما ألقى الشيطان في أمنيتي
- الكتاب الذي سيجعلك ملحدا
- الضياع في مسائل الإجماع
- الإمبراطور الوثني قسطنطين و المسيحية
- اللكعاء
- عن الأخلاق
- ثورة الكلاب الصعاليك ضد كلب جائر
- أنا رب الأرباب، أين ملوك و أرباب الأرض؟!
- تحدثت الحكمة فقالت


المزيد.....




- بعد صفقة إيرباص.. فلاي دبي: شراء 75 طائرة بوينغ بقيمة 13 ملي ...
- الناتو يستعرض قوة غواصاته في مناورة تدريبية.. شاهد قدراتها ا ...
- مقبرة في باريس تُقيم يانصيبًا لمنح مواقع للقبور
- حشود تهتف -عار- على عملاء فيدراليين بأمريكا.. والسلطات تستخد ...
- مستشارة ترامب تنشر فيديو سؤال صحفي سعودي بلقاء محمد بن سلمان ...
- تحقيق يكشف: هنا يُرسم مستقبل قطاع غزة.. -بعيدًا عن أهله-
- هل ينتصر البنك الدولي لحق أهالي وادي القمر في الحياة؟!
- رونالدو يشارك في عشاء البيت الأبيض برفقة ولي العهد السعودي
- كريستيانو رونالدو يحضر عشاء البيت الأبيض باستضافة ترامب وولي ...
- خطة أميركية -مزدوجة- في فنزويلا: عمليات سرّية محتملة.. ومفاو ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة اليونانية (12): أنتسينيس و الكلبيون