أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة اليونانية (15): أرسطو














المزيد.....

الفلسفة اليونانية (15): أرسطو


إلياس شتواني

الحوار المتمدن-العدد: 7771 - 2023 / 10 / 21 - 22:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولد أرسطو في ستاجيرا (384-322 ق. م) في شبه جزيرة ثريس و هو ينحدر من عائلة غنية كانت تتوارث مهنة الطب لأجيال طويلة. إرتحل أرسطو إلى أثينا و إنضم إلى أكاديمية أفلاطون و قضى بها عشرين سنة، بدأ فيها تلميذا ثم أصبح معلما و باحثا. في الأعوام (343-342 ق. م)، إستدعاه فيليب المقدوني ليدرس إبنه الإسكندر العظيم و ظل يعلمه حتى إستلم الإسكندر مقاليد الحكم و بدأ زحفه نحو آسيا.

تعلم أرسطو المثالية من أفلاطون لكنه كان واقعيا بطبعه. رفض أرسطو وجود أفكار خارج نطاق الأشياء الفردية و أكد على أن المعرفة توجد في المفاهيم العامة، أي أن الوجود فردي و المعرفة عامة. و رفض أرسطو أيضا ثنائية أفلاطون التي تقسم الوجود إلى عالمين، أي عالم الفكرة و عالم الأشياء. فقد نادى هذا الفيلسوف بثنائية جديدة تميز بين الوجود و المعرفة، و قسم بناءا على هذا التصور البحث العلمي إلى شقين: العلم حول المعرفة، و الميتافيزياء حول علم الوجود الفردي.

بالنسبة لأرسطو، العقل وحده لا يكفي للمعرفة. فهو يعتقد بأن مهمة الحس في المعرفة لا تقل أهمية عن مهمة العقل. لا توجد مفاهيم فطرية في الذهن البشري فهو لوح مصقول (Tabula Rasa)، تتسجل فيه الكتابة و المفاهيم بعد الإدراك فقط. مهمة العقل تأتي بعد ذلك في تقسيم العوامل العامة و التجريدات المفاهيمية. فالمعرفة العقلية هي الهدف بينما المعرفة الحسية هي المنطلق و الأساس.

قسم أرسطو الفلسفة إلى قسمين كبيرين: الفلسفة النظرية و الفلسفة العملية. و قد قسم الفلسفة العملية بدورها إلى قسمين: علم الأخلاق و السياسة، و قسمها أيضا إلى أقسام ثانوية مثل الإقتصاد و الشعر. أما الفلسفة النظرية فقد قسمها إلى ثلاثة أقسام: الفيزياء، الرياضيات، و الفلسفة الأولى. كانت هذه الأخيرة العلم الأكثر عمومية في نظر أرسطو، و قد أطلق عليها الفلسفة الأولى أو ببساطة الفلسفة. ثم أطلق عليها إسم الميتافيزياء. شكل هذا القسم الجوهر الحقيقي لفلسفة أرسطو و قرر أسس الفروع الأخرى من العلوم حول الله و الطبيعة و الروح.

أكد أرسطو على أن الوجود المستقل، أو ما أطلق عليه الجوهر (Substance)، هو الأشياء المحددة فقط. الوجود هو مجموعة أشياء و مجموعة نوعيات و كميات (Quantums). أطلق أرسطو إسم الشكل على الخواص النوعية و العامة للأشياء و أطلق على ما تبقى إسم المادة. الجوهر هو الشكل و المادة (Hylemorphism). الجوهر ليس هو المادة و لا الفكرة و لكن كل منهما يمثل تكوينا للجوهر. لكن في نفس الوقت، يعتبر أرسطو أن الشكل أهم من المادة لأن الشيء الذي يخلق منه الجوهر و الشيء الذي يبقى بعد فناء الجوهر.

في نظر أرسطو، يمكن تفسير خواص الأشياء من أربعة أوجه أو أسس:
1. الشكل (جوهري)
2. المادة (كيفية)
3. العلة (ديناميكية)
4. الغاية (غائية)
الأساسان الأولان هما مكونات الشيء. أما في ما يخص الشقين الأخيرين، فكل ما يحدث هو نتيجة لحتمية و ليس لأي غاية ما، لكن الشكل، في نفس الوقت، هو قوة تعمل بغاية. هذا هو أوضح تصور لثنائية أرسطو عن الشكل فهو من جانب عنصر مفهومي، و من جانب أخر عنصر حركي نشط.

رفض أرسطو حركية الأرض و أكد على أن الوجود المستقل غير متحرك و غير متغير. لا يمكن لأي شيء أن يحرك الوجود لأن العلة الأولى لا يمكن أن تتحرك لوحدها لأنها عندئذ ستكون وجودا. يوضح لنا هذا العالم الناقص و الفاني و غير المستقل، و جود عالم حتمي كامل و مطلق. هذا الوجود المطلق الذي يحرك العالم هو ما يطلق عليه الجميع الله. و هكذا إنتهى علم الكون و فلسفة الوجود عند أرسطو إلى اللاهوت. و قد أطلق على هذا الإستدلال إسم البرهان الكوني أو الكسمولوجي. لم يكن الله هو باني العالم أو خالقه، و هذه نقطة فاصلة، بل هو علته الأولى و هدفه الأوله و موجد حركته.

يعمل الله بطريقة ثابتة و عليه فالحركة و الأشياء هي ثابتة أيضا. و هذه الحركة هي حركة النجوم السماوية أو المجال الخارجي للعالم فقط. فقط في هذا المجال تعمل العلة الأولى بشكل مباشر. كل مجال "ما فوق القمر" يعتبر نتاجا للنشاطات الإلهية. أما المجال الأرضي فيتميز بحركة عادية، مادته تتكون من عناصر الحياة الأربعة.

إختلف مفهوم الروح عند أرسطو عن مما سبقه. فالروح هي شكل، أي طاقة للأجسام العضوية لا يمكن أن يوجد أحدهما بدون الآخر. لكن العقل، على عكس الروح، يتعرف ذاتيا على نفسه و يعتبر المسبب الأول لنشاطاته. يوجد نوعين من العقل: العقل السلبي و العقل الإيجابي. العقل السلبي يقوم بالدور الإستقبالي للمعرفة، أي هو المحرك، و يقوم الإيجابي بالمهام الذاتية. و عليه، إستنتج أرسطو، أن الروح في الإنسان تقوم بدور الله في الكون.

فيما يتعلق بالأخلاق، أخذ أرسطو القواعد الأخلاقية من الطبيعة الواقعية للإنسان. فيمكن إيجاد الخير عن طريق الأهداف الواقعية لا عن طريق المقولات و التجريدات. الإيدايمونا، أو الخير الأسمى، هي الهدف الأول و الأخير في فلسفة أرسطو. كمال الفرد هو أعلى و أسمى ما يمكن أن يحققه الإنسان. كمال الفرد و سعادته يشمل "الوسطية" و الإعتدال في كل جوانب الحياة الإنسانية. و على هذا الطرح عرف أرسطو الفضيلة بأنها المسلك الذي يلتزم بالتوسط.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة اليونانية (14): أفلاطون
- الفلسفة اليونانية (13): أرستيب و القورنائيون
- الفلسفة اليونانية (12): أنتسينيس و الكلبيون
- الفلسفة اليونانية (11): سقراط
- الفلسفة اليونانية (10): بروتاجوراس و السفسطائيون
- الفلسفة اليونانية (9): فيثاغوراث
- الفلسفة اليونانية (8): ديمقريطس
- الفلسفة اليونانية (7): أناكساجوراس
- الفلسفة اليونانية (6): امبادوقلس
- الفلسفة اليونانية (5): زينون الايلي
- الفلسفة اليونانية (4): بارمنيدس
- الفلسفة اليونانية (2): انكسماندرس و انكسمينس
- الفلسفة اليونانية (3): هيراقليطس
- الفلسفة اليونانية (1): طاليس
- ما ألقى الشيطان في أمنيتي
- الكتاب الذي سيجعلك ملحدا
- الضياع في مسائل الإجماع
- الإمبراطور الوثني قسطنطين و المسيحية
- اللكعاء
- عن الأخلاق


المزيد.....




- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- إسرائيل تتأهل إلى نهائي مسابقة يوروفيجن الأوروبية رغم احتجاج ...
- شاهد: فاجعة في سان بطرسبرغ.. حافلة تسقط من جسر إلى نهر وتخلف ...
- المساعدات الأوروبية للبنان .. -رشوة- لصد الهجرة قد تُحدث الع ...
- بوتين يوقع مرسوما بتعيين ميخائيل ميشوستين رئيسا للحكومة الرو ...
- -صليات من الكاتيوشا وهجومات بأسلحة متنوعة-.. -حزب الله- اللب ...
- بالفيديو.. -القسام- تستهدف جنود وآليات الجيش الإسرائيلي شرقي ...
- سوريا..تصفية إرهابي من -داعش- حاول تفجير نفسه والقبض على آخر ...
- حماس: في ضوء رفض نتنياهو ورقة الوسطاء والهجوم على رفح سيتم إ ...
- كتائب القسام تقصف مجددا مدينة بئر السبع بعدد من الصواريخ


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة اليونانية (15): أرسطو