أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - فِطَام














المزيد.....

فِطَام


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7768 - 2023 / 10 / 18 - 18:31
المحور: الادب والفن
    


هو طفل تَاهَ عنه آلجناح .. هو براءة عصفور تَسْبحُ في أَقَاح .. العالم دخان، وآلناس هُمُ آلناس في كل زمان في كل مكان .. أضْغَاثٌ تُزاح ... سمعَـتِ العينُ الصوتَ المُناديَ يتكرر مرارا ولم تأبهْ .. كان آلحلْمُ أكبرَ من كل جائر ومُعَـادٍ .. ألوان ترفرف في آلضياء في آلظلال في آلرُّواء في آلعطاء في آلهضاب في آلوهاد في آلسحابِ في آلسماء .. آه .. خالتي الجميلة .. نعم .. إنه لكِ .. فرخ صغير أصفرُ أخضرُ بلون عينيكِ بالكاد يطير هنيهات هنا هناك ينتظرُ .. حلَّ هكذا بيَدي، فَخَطَرَ ببالي ما خَطرَ .. هو لها .. هكذا للتو فكرتُ خمنتُ قررتُ .. هو لكِ .. ومع توالي نداء .. آآآوْرَى .. هبطتُ متريثا من سماواتي آلعُلا، بحرص حذر وطـأت درجات السلم آلخشبي وكُلّي فرح وحبور بما قمتُ وسأقوم به …

_مايَنْ تَكّدْ دَكْ أوسطيحْ ..؟؟.. ياكْ نيغاشْ إيلْ تَّالي دينْ ؟؟ (ماذا تفعل في السطح ؟ ألمْ أقل لك لا تصعد هناك؟)

لم أنبسْ بشيء …

_ الله يحرقْ حَسّكْ …

أرْدَفَتْ بغضب ...

كانت يدي خلف ظهري، أترقبُ متوجسا حائرا …

_تَقِيمَتْ غير شَكْ أوتْجِي تَمُوشلُوْتْ .. أنَـشَلْ لَبْدَا نَتْـعَايَنِيشْ .. مَاتّا لَمُّودَا ؟ مَاتَّـا إيمُوعْذارْ ؟ ياالله غيمْ أغيمِينَّشْ ..
(وحدك ظللتَ دون غذاء، أنظل ننتظرك دائما ؟ ما هذه العادات القبيحة، اجلس مكانك لا تبرحه ... )

كانت تصرخ جدتي .. كانوا ينهون ما يأكلون ساهمين يصمتون؛ وإذا بالفرخ الصغير، بالوافد الجديد، بسِري الكبير، مفاجأتي الموعودة، ينبجس من يَدَيَّ صائتا مصوتا هائما في أجواء المطبخ وردهة الجلوس، يطفر في شبه تحليق إلى (أزقاق)، فأتبعُه مطارِدا معانِدا متعثرا لاهثا حتى تمكنْتُ من بدنه الضئيل الضامر وقد ناله تعب شديد بين ثنايا فجوات الحطب (إيكَشُّوطَنْ) المنضود قرب زريبة آلماعز (آسَنْسُو نَطْغَاطَّنْ) ...

_آرَى يِيتْ ..!!.. / أعْطيني إيّـاه ...

قالتْ صرامتُها الآمرة ..

فناولتُه إياها مكرها مذعنا مستسلما في خنوع، وما كان منها إلا .. ويااالهول للمفاجأة .. يا للصدمة القاصمة .. نعم .. لقد ألقَتْ به حيا في حمأة أتون الفرن المتقد .. كان منذ ثواني فقط يتنفس، يعلو صدره الصغير ينخفض يعب من الحياة في خمائل من سناء بديعة العطاء .. لقد أحْرَقَتْه ببرودة دم أو بردة فعل عنيفة أو بغضب أو .. أو .. أو ... النتيجة واحدة في نهاية المطاف … عُصَيْفِير صغير في مَحرقة .. لقد قَتَلَتْه .. نعم .. إنه الحريق مرة أخرى وأخرى .. أغْمَضْتُ عَيْنَيَّ .. لا لم يكن كابوسًا .. لم يكن حُلْمًا مفزعا .. كان حقيقة مروعة .. خرجتُ من الدار مهرولا في آنحدار أخبُّ في عثار في منعرجات آلشعاب .. مررتُ حذاء (العين) وصهريج (لابَرْوَالْ) ومعصرة الزيتون (تاسِيرْتْ) القديمة والجديدة، تركت الحقول ورائي .. صعدتُ تلةً تشرف مباشرة على حافة بُحيرة (تامْدَا) وحفرة البيرْ ووادي (المَشْرَعْ) قبالة هضبة (بولَرْباحْ) .. وكطائر قشيب ملتاع أفردتُ الجناح وطفقتُ أصرخ في جؤار وغضب … آآآآآآ … هْ ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذِئْبُ آلْوِهَاد
- زَحِيييير
- لِيغَارَا لِيغَارَا
- يَمَّا .. مَمِّي .. مَاااايْمِي
- صَرْعَةُ قَتْلِ آلْأَبِ
- إِغْوَاء
- آوِيدْ آمَانْ آوِيدْ آمَانْ أَدَسْوَغْ
- الْبَارَحْ كُنْتِي سَارَحْ وَالْيُومْ رَاكْ مَسْرُوحْ
- حتى لا نَنْسَى حتى لا نُنْسَى
- لَمَّنْ نَشْكِي حَالِي
- سَالَّاسْ Sallas
- نَتَمَلْمَلُ بِلَا مَعْنَى
- فِينْ غَادِي بِيَا خُويَا
- مَا هَمُّونِي غِيرْ الرجالْ إِلى ضَاعُو
- وَأُخْرَيَااااتٌ مَازِلْنَ عَلَى بَالِي
- لَا فَااااائِدَة
- عَبْرَ مَعَارِجِ آلْغُيُومِ يَحْلُمُ بِآلطَّيَرَان
- أقْطَعُ بيَدي دابرَ كُلَّ مَنْ يُبْكِي الأمَّهاااات
- باركاااا...
- اَلْمَوْتُ لَيْسَ حَلًّا وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ


المزيد.....




- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...
- متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة عبر قناة Tr ...
- تطوير -النبي دانيال-.. قبلة حياة لمجمع الأديان ومحراب الثقاف ...
- مشهد خطف الأنظار.. قطة تتبختر على المسرح خلال عرض أوركسترا ف ...
- موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر
- ليست للقطط فقط.. لقطات طريفة ومضحكة من مسابقة التصوير الكومي ...
- تَابع مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة المؤسس عثمان الجزء ...
- مصر.. إحالة 5 من مطربي المهرجانات الشعبية للمحاكمة
- بوتين: روسيا تحمل الثقافة الأوروبية التقليدية
- مصادر تفنّد للجزيرة الرواية الإسرائيلية لتبرير مجزرة النصيرا ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - فِطَام