أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - باركاااا...














المزيد.....

باركاااا...


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7749 - 2023 / 9 / 29 - 17:16
المحور: الادب والفن
    


يدخل قاعَةً معتمةً آسمُها : السينما .. يحدق جحوظُ عَيْنَيْه آلظلام، يلمح إزارا أبيضَ، يتأمل شحوبه الباهت والأضواء تنعكس على صفحته مختلفة باردة ساطعة خافتة تُبرز أشكالا وصورا تتحرك بأصوات نزقة جهيرة هامسة ومجلجلة .. في البداية، كان يتابع تتابعَ اللقطات بفضول محاولا إيجاد علاقة ما بين مشهد ومشهد، لكن مع توالي الصور التي تتحرك قبالة مقلتيْه بدأ النعاس يدب في شرايينه، فلم يكن منه إلا أن آستسلم للغفوة بكل عفوية .. استغرقه ذلك وَقْتٌ مَرَّ خاطفا لم يشعر إلا وجلبة أرجل تنفَضُّ من حوله تترك القاعة التي آسمها السينما .. سَالِينَاااا.. (٢) قال أحدهم سمح لنفسه بالوقوف مباشرة فوق رأسه كأنه يحصي أنفاسه المتلاحقة في سكينة ودَعة .. ماذا ؟؟ .. استفهم ببلادة .. سَالَا الشغل .. استرسل الذي يحصي آلأنفاسَ .. فَضِّينَا كَمَّلْنَا .. كُولشِي مْشَى بْقيتْ غيرْ نْتَا وحْنَا وشي قطوط كَحْلينْ يْقَلَّبُو على طْيَارْ وحْنَاشْ وغيرانْ (٣) .. ضحك في قرارته ولم يضحك أمام الواقف فوق رأسه يحصي الأنفاس .. نظر يمينا .. لا أحد .. رنا يسارا .. لا أحد .. كلهم ذهبوا .. منذ لُحَيظات فقط كانت القاعة المسماة سينما مَحْفَلا غاصا باللغط والجلبة وصداع الزريعة وخشخشة شقيقة القَوقَاو في الأفواه وفرقعة العلك تلاك بين أضراس تمضغ عجائن مطاط مزركش بألوان فاقعة دون كلل .. تذكر طريق الزفت الطاعن في السواد .. أووف .. تذكر مُومِسَ أوتُو سْتُوبْ (٤) الصفيقة .. نَتَا مَاشي راجَلْ (٥) .. قالت وآنصرفت .. تذكر موسيقى بينْكْ فلويد .. Money, get away
Money, it s a crime ..
تذكر غمغمةَ بُوبْ ديلانْ في عرس مغربي بمكناس، وحده كان يحفه صمت مريب .. تذكر هيللة عيسَاوَى في حضرة ضريح شايْ الله وبيهْ (٦) .. تذكر جعجعةَ بْلُوز زنوج كَشَطَ هونُهُمُ المتناسلُ تقاسيمَ كينونة كونطاكينطي (٧) فقدت سلالتُه بوصلةَ جينات عزة الأدغال .. تذكر شَفْرَة الإعدام تقصل ما تزال بآبئَ بونويل مجروحة في ليال من غسَقٍ غَنّى فيها قمر أزرقُ وحيدا بلا نديم أو سمير .. تذكر قطَّ إدغار آلان بُّو الأعورَ مُولْ سَبْعْ رْوَاحْ ضاحكًا يتلف في دهاليز أقبية قوطية معتمة .. تذكر لعلعةَ سحيق حاملات الحطب في جيدهن حبال من رحم يَلدْنَ ما لا يُولَدُ من فلذات يعقلنها على الله يكملن الرحيل .. زمن البُزاة والفهود الطافحة بتوق الطيران في مهامه الفيافي وَلّى سيد فْلُويْد مُذْ سكنتِ الغابات خوازيق الحديد وزمهرير الصديد .. لا أمل .. كلهم رحلوا .. نفق مَنْ نفق، صٍيدَ مَنْ صِيدَ والبقية مرهونة يشاهدها البلهاء من وراء القضبان في آنتظار فناء جديد .. تْسَالينا (٢) بَـااارَكَـا (١) ...

☆إشارات :
١_بَارَكَا : كفى يكفي
٢_سَالِينَا : أنهينا العمل
_تْسالينا : انتهينا متنا
٣_فَضِّينَا كَمَّلْنَا : لقد فرغنا من العمل
_كُولشِي مْشَى : الكل انصرف الى حال سبيله
_بْقيتْ غيرْ نْتَا وحْنَا : لم يبق غيرك وإيانا
_وشي قطوط كَحْلينْ : وبعض الهررة السود
_يْقَلَّبُو على طْيَارْ وحْنَاشْ وغيرانْ : تبحث عن أطيار وزواحف وغيران
٤_اوتو ستوب : auto stop اسْتِيقَاف صَاحِب سَيَّارَة ما عَلَى الطُّرُق الْعَامَّة للنقل المجاني أو بمقابل
٥_ نَتَا مَاشي راجَلْ : أنتَ لستَ رجلا
٦_هيللة عيسَاوَى : ( الله الله ) تهلل بها فرقة متصوفة مغربية تمجد مشيئته
_في حضرة ضريح شايْ الله وبيهْ : ضريح ولي صالح تؤم مقامه فرقة متصوفة (عيساوى) عبر مواسم معينة تبجل إرادته تتوسط بها الى مشيئة الله العليا
٧_كونطاكينطي : الشخصية الرئيسة في رواية (جذور) لأليكس هيلي
٨_لويس بونويل Luis Buñuel مخرج اسباني سريالي من أفلامه (الكلب الأندلسي)



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلْمَوْتُ لَيْسَ حَلًّا وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ
- حِنَّاءُ آلْمَوْتَى
- خَاطِرَة عَشْرِينْ
- لَقَدْ كَانَتْ سَعِيييييدَة
- مُنَاجَاة
- لَا لِقَاءَ بَيْنَ آلْمُتَوَازِيَات
- أَشُمُّ أَسْمَعُ أَلْمُسُ وأرَى
- بَلْدَةُ (الْفَحْص) .. تِلْكَ آلْقِيَامَةُ آلْمُنْتَظَرَة
- آهَاااوَااا..ذاكَ آلصوتُ آلقادمُ مِنَ آلجنوب
- هِمَمٌ تَطْفَحُ بِآلْمُمْكِنِ وَآلْمُحَالِ
- مُكَابَدَة
- مَا تْقُولْ عْلَاشْ مُوتْ واقَفْ
- وَلَازَالَ آلْمُنْتَظِرُونَ يَنْتَظِرُونَ
- زِلْزَاااال
- هَلْ ..
- كَانَتْ تُحِبُّ آلتُّرَابَ
- يَقْضُونَ ... لكن لا ينقرضون
- زَلَازِلُ آلْقِطَاف
- حُلْمُ لَقْلَاق
- راسكولنيكوف


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - باركاااا...