أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - لَا لِقَاءَ بَيْنَ آلْمُتَوَازِيَات














المزيد.....

لَا لِقَاءَ بَيْنَ آلْمُتَوَازِيَات


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7743 - 2023 / 9 / 23 - 09:59
المحور: الادب والفن
    


تستوقفنا في أعمال " عبدالله العروي " الروائية شخصيتان أساسيتان هما :
_( شُعَيْب ) ودلالة الاسم هنا تحمل أكثر من إشارة الى حالة " شعب " في هيئة مُصغّرة مُحتَقَرَة _ ربما _ نظرا لِمَا يعيشه هذا الكيان الملتبس من تخلف وأمية وتدهور في أحوال آلمعيش على جميع المستويات ..
_وشخصية ( إدريس ) الذي ما سُمّي إدريسا إلا لكثرة ما كان يدرس " الصحائف " .. إذن نحن أمام ثنائية : مثقف دارس و " شعب " ظل على حالته البدائية دون تغيير .. إن المصير الذي انتهى إليه " شُعَيب " في رواية ( الغربة ) يتحمل قسطا من المسؤولية فيها صديقه " إدريس " الذي كان يمثل بالنسبة له حبل نجاة من وضعه " البدائي " .. هكذا تقول الرواية .. وهذا ما يوضح سر اللهفة الكبيرة التي كان ينتظر بها شعيب عودة صديقه من غربته الاختيارية التي أجبر عليه لظروف التخلف التي جمعتهما في موطنهما الأصل .. إنهما معا ينحدران من بلدة واحدة، غير أن " إدريس " أتيح له أن يتمّ تعليمه، فسافر إلى فرنسا لاستكمال دروسه هناك، بينما ظل " شُعيب " غارقا داخل وطن يتحرك بتؤدة مهيضة الجناح دون يبذلَ جهدا ما لتغيير حالته الثقافية والمعنوية _ أما المادية فستعرف "تحسنا " ملحوظا لدى هذا النوع من الشعب كما توضحه رواية ( الفريق ) التي سيكتبها فيما بعد عبدالله العروي _ .. ولم تكن مهمة " إدريس " إنقاذ " شعيب " فقط بعد عودته، بل كان عليه كذلك أن يغير المدينة التي بقيتْ ساكنة كما كانت هي الأخرى .. قال " شعيب " وهو ينتظر عودة صديقه : " انظر إلى هذه المدينة، ماذا جَـدّ فيها منذ خمس سنوات، سيأتي غدا ويجدها كما تركها نائمَــة تافهَــة .. " .. وهذا فعلا ما أكده إدريس : " أجدُها كما تركتُها أول الأمر في حين أن جميعَ الخُطَبِ تقولُ إننا نعيشُ فترة حسّاسـة في تاريخ بلادنا.. " .. إن " شُعيب " ــ وهنا _ نحويا _ أبني الكلمةَ التي تحيل عليه دون أعربَها مادامت الروايتان تقدمانه كائنت جامدا غير متحرك على أية حال _ مجرد إنسان آلتزم هيئة بساطته الأولى منتظرا ل " مثقف " سيأتي بثقافة جديدة من وراء البحر لينقذه من براثن التخلف دون أَنْ يقومَ بأي فعل أو ردة فعل اتجاهه ... غير أن "إدريس " بعد عودته يعجز عن حل المشاكل التي وجدها في الانتظار ليبقى " شعيب " شعيبا كما كان دائما رغم ما بذله من مجهود في ماضيه من ممارسَة تحفيظ الأطفال القرآن، ومشاركة في المقاومة المسلحة ضد الاستعمار .. " .. والآن ها هو مع زوجة لا يعرف كيف يعيش معها في مهنة حقيرة.كان سجينا وأصبح كاتبا في السجن .. " .. ألاَ تُذَكِّرُنَا هذه الحال التي قدمها العروي في روايتيْه بُعَيْدَ الاستقلال بما نعيشه حاليا بعد ذلك الاستقلال بسنين خلت .. ما الذي تغير في العلاقة .. إنْ كانت هناك علاقة أصلا .. ؟؟ .. المدعو " شعبا " في واد والمسمى " مثقفا " في واد آخر .. لا لقاء بين المتوازيات التي تختلف خطوطها ومعالمها وهوياتها وكينوناتها آختلافا جذريا .. في روايتيْ العَروي آستسلم " شُعيب " للكتب الصفراء وأحلام اليقظة والشعوذة وتقليد التقليد في نكوص وآنحسار فظيعين بينما انكفأ " إدريس " على ذاته ولما لم يستطع التأقلم ومحيطه القديم عاد أدراجه الى " غربه " من حيث أتى .. ليتم الطلاق بين الكينونتين .. طلاق صعب لكنه تحصيل حاصل لِمَا هو كائن في الواقع بأمانة وصدق .. ليبقى الحال على ما هو عليه الى إشعار آخر ... (٢)

☆إشارات :
١_الاقتباسات من رواية عبدالله العروي " الغربة " .. صفحات : 38 + 39 + 40 + 41 + 42 + 43 مطبعة : دار النشر المغربية _ الدار البيضاء .. عام :1971.
٢_في رواية ( أوراق ) السيرة الذهنية للكاتب يموت ( إدريس ) تاركا إرثه اليتيم المتمثل في مجموعة من الأوراق كان قد سودها أثناء إقامته الدراسية بباريس، فيأخذ ( شعيب ) على عاتقه مسؤولية نشرها ليطلع عليها القراء وليبرر ما في ذمته من مسؤولية اتجاه صديقه ربما ... الكتابة الإبداعية لدى العروي تعلن صراحة أو ضمنا موت المثقف وانحسار دوره الذي يجب أن يتحمله في بلده المتخلف تاركا المجال لشعب أعزل من أسلحة العقل والوعي والتفكير في معركة يخوضها جميع المعنين دون أمل ولو ضئيل في النجاة من الخسارة



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَشُمُّ أَسْمَعُ أَلْمُسُ وأرَى
- بَلْدَةُ (الْفَحْص) .. تِلْكَ آلْقِيَامَةُ آلْمُنْتَظَرَة
- آهَاااوَااا..ذاكَ آلصوتُ آلقادمُ مِنَ آلجنوب
- هِمَمٌ تَطْفَحُ بِآلْمُمْكِنِ وَآلْمُحَالِ
- مُكَابَدَة
- مَا تْقُولْ عْلَاشْ مُوتْ واقَفْ
- وَلَازَالَ آلْمُنْتَظِرُونَ يَنْتَظِرُونَ
- زِلْزَاااال
- هَلْ ..
- كَانَتْ تُحِبُّ آلتُّرَابَ
- يَقْضُونَ ... لكن لا ينقرضون
- زَلَازِلُ آلْقِطَاف
- حُلْمُ لَقْلَاق
- راسكولنيكوف
- آلُ يَغْنَانَ
- كَانُوا سُعَدَاء
- أَنْيَابُ آلْبَرّ
- تَاجْنُوفْتْ / عاصفة
- كُنُوزُ عَلي بابا
- اِنْقِراضُ آلْأَجَمَاتِ


المزيد.....




- آراء متباينة حول الإعلان الترويجي لفيلم -الست- المرصع بالنجو ...
- -أفلام ميوز-.. ميلانيا ترامب تطلق شركة إنتاج قبل إصدار فيلم ...
- -الزمن تحت الخرسانة- المخيم كعدسة لقراءة المشروع الاستيطاني ...
- الاحتلال يخسر -الفضاء الأزرق-.. وصعود الرواية الفلسطينية يثي ...
- الثقافة: الفيلم المرشح للأوسكار
- إسبانيا: اعتقال الراهبة لورا غارسيا بتهمة تهريب الأعمال الفن ...
- الأمير مولاي رشيد: مهرجان الفيلم بمراكش منصة للحوار وإبراز ا ...
- كهوف الحرب وذاكرة الظلمات اليابانية الغارقة -تحت الأرض- في ق ...
- وفاة الممثلة الجزائرية بيونة عن 73 عاما
- إيران تحظر دخول غابات مدرجة على قائمة التراث العالمي بعد أن ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - لَا لِقَاءَ بَيْنَ آلْمُتَوَازِيَات