أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مُكَابَدَة














المزيد.....

مُكَابَدَة


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7737 - 2023 / 9 / 17 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


بعد جهد جهيد بذلته حَبة آلحصى، استطاعت بلوغ قمة الوهدة ذات شتاء .. رَنَتْ الى تلابيب البطاح تكسوها ندف ثلوج همستْ ما أجملني لو غدوتُ حُبَيبةً من بَرَد، وما كادت تنهي خواطرها حتى باغتتها إحداهن ويحك ما أسمج ما تقولين إن الأنواء تذيبنا لا تتعجلي لا عمر لنا .. انتكست برهة خمنت ليتني أكون إحدى تلك القطرات؛ فردت عليها رُذيذة هَوَتْ على عجل تعسا لك أختاه إن الحَرور أيام الصر يقهرنا .. انتفضَتْ حَبة الحصى صائحة لأكُنْ حَرًّا لافحا حارقا جبارا لهيبا في سماء صمائم البلدات .. ضحكت زفرة الشمس من أحلام يقظتها يا سخفك فيقي من غفوتك إن أشعتنا لَتَتَعَذَّبُ تسيح تنحسر من هول أدعية مستغيثين طالبي عودة الروح لعيون عهدوها جاريات تا الله لا عمر لنا فتريثي .. فكرَتْ حبة الحصى لِمَ لا أكون أنا ..!؟.. ثم كَفَّتْ عن النظر الى قاع الوادي أين تتمايل مسالك العابرين وتنفرج فجاج الراجلين .. رَفَعَتْ وجهَها الى السماء، فإذا بها قمة أخرى أكثر علوا تمد إليها ذراعين مديدتين تدعوها .. ماذا تنتظرين .. ودون تردد شمرت عن ساقيها انتحَتْ جنبا تنفسَتْ بعمق ثم بخطوات ثابتة وئيدة جعلتْ ترتقي تخوض غمارَ شعاب بلا شعاب عساها تبلغ يوما شعفة قمة آلمُحال ...
فعلا، من الكائنات مَنْ تبذل جهدا جبارا كي تكون عادية في حياة عادية (١) بقِيَم عادية (٢)، مجرد كينونة تعيش بَساطةَ مَعيشٍ بفطرة شفيفة بسليقة سليمة من شوائب آلسبيل .. بكد .. نعم .. لكن، دون منغصات دون كثرة تفكير أو مقارعة طواحين مُحال .. باغي السترة والتيقار (٣) .. ينهض في غسق الفجر يُشَمر عن ساعديِ آلعَرَق والمكابدة يظل منهكا حتى مغيب شموس نهارات مديدة بَخيلة في الحقول في آلمروج في آلفجاج في شعفات آلجبال في آلبراري في آلنجود في آلبطاح في آلسهول في آلثكنات في الطرانْشِيات (٤) في آلثغور في آلفلوات في آلصحاري في آلبِحَار وأسواق آلتماسيح لاكْريييه (٥) سوق الجملة أسواق العرق المهدور يجدُّ رغم آلأيام آلعجاف في العَرصات في البساتين في آلمجاري حُمّى آلأفرنة طرقات آلسعي المحدودبة المتشعبة طالعا بعربة يدوية مهترئة تجرها دواب منهكة أو منحدرا بكروسة يتيمة مترنحة تضبط توازنها يدان مجدورتان هابطا ملتويا تراه بين الممكن والمحال يعاني لا يبالي شاهقا في الدروب والأزقة زافرا .. ياااارب .. في بلدات أعماق العناد ... عن بائع البطيخ والدلاح (٦) وسمك السردين جافيل (٧) المغشوش عن طالبي خردة لافيرايْ (٨) والخبز اليابس المكروم والنخالة وحليب الصباح وألبان الجُمعات عن جوابي آلآفاق عن "الزبالين" عن الساعين في آلمطارح وآلمستنقعات الى الأرزاق عن هؤلاء وأمثالهم عن آبائنا وأمهاتنا عنا نحن كيف كنا كيف صرنا الآن هنا في كل زمان ومكان أريدُ أنْ أحكي بعض خطرات مناحاتي .. فاللهم فآشهد ها قد بلغت من أنباء آلمشهد ما قد أبصرت .. (٩)

☆إشارات :
١_"لا أحد يعرفُ أن البعض يبذلون مجهوداً جبارا لكي يكونوا مجردَ أشخاص عاديين" ألبير كامو
٢_في مذكراتها، سألت انديرا غاندي والدها "جواهر لال نهرو" : ماذا يحدث في الحرب ؟ رد والدها : ينهار التعليم والاقتصاد .. قالت : وماذا يحدث بعد آنهيار التعليم والاقتصاد ..؟.. أجابها والدها : تنهار الأخلاق .. قالت : وماذا يحدث أيضا لو آنهارت الأخلاق..!؟..رد عليها : وما الذي يبقيك في بلد انهارت أخلاقه ؟
٣_باغي السترة والتيقار : يرجو سترا بعيدا عن منغصات المنغصين
٤_طرانشيات : ( tranchées ) كلمة فرنسية من لفظة التي تعني الخنادق، وهي مثال لأعمال الضنك العسيرة التي يكابدها المكابدون
٥_لاكريييه : la criée سوق المزاد وتطلق في الاستعمال الدارج المغربي على أسواق الجملة
٦_الدلاح : البطيخ الأحمر
٧_جافيل : مسحوق غسيل
٨_لافيرايْ : Ferraille خردة
٩_(يا وطني فاشهد
ها قد بلغت
من أنباء المشهد
ما قد أبصرت)
•عبدالله راجع من قصيدة (أعلنت عليكم هذا الحب)



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَا تْقُولْ عْلَاشْ مُوتْ واقَفْ
- وَلَازَالَ آلْمُنْتَظِرُونَ يَنْتَظِرُونَ
- زِلْزَاااال
- هَلْ ..
- كَانَتْ تُحِبُّ آلتُّرَابَ
- يَقْضُونَ ... لكن لا ينقرضون
- زَلَازِلُ آلْقِطَاف
- حُلْمُ لَقْلَاق
- راسكولنيكوف
- آلُ يَغْنَانَ
- كَانُوا سُعَدَاء
- أَنْيَابُ آلْبَرّ
- تَاجْنُوفْتْ / عاصفة
- كُنُوزُ عَلي بابا
- اِنْقِراضُ آلْأَجَمَاتِ
- عَطَبُ آلنَّوَارِسِ
- طيور غابات آيَتْ وَرايَنْ
- طَيْفُ فَانْ كُوخْ
- آبْرِيدْنَّغْ
- صُبْحٌ ضُحًى وَمَسَاء


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مُكَابَدَة