أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الله خطوري - بَلْدَةُ (الْفَحْص) .. تِلْكَ آلْقِيَامَةُ آلْمُنْتَظَرَة















المزيد.....

بَلْدَةُ (الْفَحْص) .. تِلْكَ آلْقِيَامَةُ آلْمُنْتَظَرَة


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 23:11
المحور: حقوق الانسان
    


يَا نسيمَ آلبحر البليل
الذي ضَل هناااك هَناهُ ،
لا، لسْتَ أبهى من فَحْصِنا (١)
حَلَّ شغافي هواهُ

يا حُبَيْبَةَ آلزُّلاَلِ وآلْعَطَاء
يَا مُوَيْجَةَ آلْجبَالِ والبحار والعثار
يَا صَفَاءَ فَحْصِنَا آلذَّائبَ
فينا لَيْلَ نَهَار
لنْ أَرْسُوَ أنا المخبولُ إلا
في مواجعكِ القفار
سأجْثُو في لياليكِ الزرقاء
طائرا جائرا جيمَ الجنون،
وأغْفُو سُوَيْعَة حَالما ثائرا
في وجه المدَى كَيْ أرَاني وأراكِ

يسألونكَ عن بلدتك .. ما تكون .. قُلْ لهم .. تلك الأفعى هناك تراها من بعيد ممتدة ملتوية في ثنايا الأحراش .. طريقي مسلكي بين شعاب فجاج آلوهاد إلى حِضن تباريحها آلرحيبة .. قُلْ لهم .. علاقتي بها، رغم العواطف الجياشة، استمرتْ متقطعة لا أزورها إلا عبر فترات متباعدة من سنين طفولتي الأولى .. لم تكن ظروف عمل رب الأسرة تسمح بأكثر من ذلك نظرا لبعد الشُّقَّة بين الجبل وباقي بلاد المعمور التي شغلته وسلبته أزهى زهرات عمره في أعمال لم تكن لتنتهي أبدا من سربيس لسربيس (٢) حتى خرج من حياته في حياته بخفي حنين كمُنْبَتٍّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى .. وتلك حكاية أخرى .. قل لهم .. رغم كل آلمطبات وآلتبعات، ظل أبي يبذل جهد حرصه لتوطيد علاقتنا بها، وإنِ آقتصرتْ على زيارات صيفية في عطلة المدرسة الكبيرة، لنغدوَ مع توالي المُدد فحصيين (٣) مع وقف التنفيذ بفصل واحد دون خريف دون شتاء دون ربيع دون باقي المواسم والفصول .. قل لهم .. قليلة هي المرات التي دخلناها ملمومين بعد أن نكون قد شربنا المُرّ من عَنت رحلات متسلسلة من .. إلى .. عبر .. حتى نصلَ مشارف تُربة جذور الجدود _ كما يحلو لوالدي أن يقول في ساعات حُبوره المنتشية بفرح لقاء أوشك أن يغدو من المستحيلات لعسره وصعوبة تحقيقه _ لتبقى الزيارات دوريةً متباعدة متقطعة حتى وقع ما وقع إبان عطلة مبتسرة قُرِّر لي فيها ما قُـرِّر دون أفهم أو أفقه شيئا مما يُحاك أو يحدث لي في ظروف ملتبسة لم أستطع لحد كتابة خربشات هذه الحروف فك مغالقها .. قل لهم .. لقد بُترَتْ علاقتي بها خُرمْتْ منذ ذلك الوقت منذ طفولتي لم أضع قدمي في طريق يوصل إلى أحوازها أو يحوم حول أنحائها ولو من بعيد البعيد .. سافرَتْ بيَ الدُّنى، لوحتْ بعُمري مقاليعُها كحصوات تالفة في الأجواء كان صِبانا الفحْصِي (٣) يضعها في حِضن خيوط مبرومة تصنعها أيدينا من الدوم نفرقعها في الهواء .. طقْ طقْ .. لا لنصطاد ما يطير وإنما لنمتحن قوتنا في إيصال القذائف إلى أبعد مدى ممكن، فنشعر بالزهو بقدرتنا على الفعل؛ ويمكن القول إن مقلاع الزمن فعل فعله البالغ بي، لقد أسقطني في براثنه، فنأى عُمري منذ تلك اللحظات الخاطفة عن رَسْمٍ مُنِيفٍ خَطَّتْهُ آلأنواء وآلدهور، عن قصر شاهق من الأحلام بناه خيالي فويق جبل بلدتي آلسامي تحيطه الأسحار بنجوم وبدور .. آه .. قل لهم .. يشهد الله كَمْ أخلصْتُ لذكراي رغم عذاب آلبينِ وتباريح الفراق .. قل لهم بلدتي سريرتي حشاشتي ضميري إنه الضمائر كلها في ضمير واحد .. قل لهم .. ها أنذا الآن هنا مازلت أصدح دمتَ حيا يا فحصنا (٣) الجبار في مهامه الإعصار يا فحصيَ (٣) آلأثير .. زُلاليٌّ هواك في تعاقب الأحقاب كلها تلك التي خلتْ رحلتْ آبتعدتْ عن آخر لقاء لي بـِــ .. آه .. قل لهم كفى كفى .. كفى ...
بلدة ( الفحص ) ستظل فكرة قبل تكون قرية صغيرة نائية من أتربة وحجارة مَرْو وعيون من أمواه ورُطب من فاكهة يانعة وغير يانعة وأعشاب بر وأشجار موحشة وأغراس .. وإذا أردتَ أن تنتصر على العالم بكامله، فآنتصر على نفسك .. يقول فيدور دوستويفسكي .. إذًا، ليُنَمِ كل منا نفسه .. لنبذل جهدا خاصا آستثنائيا نوعيا في تنمية ذاتية عقلانية فعالة.لنجتهد آجتهادنا آلخاص في سبيل تحقيق آجتهاد عام شامل يستفيد فيه بعضنا من بعض بعد نكونَ قد قطعنا أشواطا واسعة في تحسين ظروف عيشنا كأفراد في حياة لا تؤمن نواميسها الأزلية بالاستكانة المقيتة والاتكال البذيء والكدية والانتظارية السخيفة والاعتماد على الغير آعتمادا مَرَضيا لا يزيد العيش المشترك إلا أدرانا تثقل كاهل المشاة والسعاة حتى إذا جمعتنا فرص لقاءاااتنا ولمّاتنا فيما يجمعنا من أمكنة وفضاءات حميمية ظهرت على السطح أشلاء عُقد تضبح بالسعار واليعار تهدد بالخراب والبوار مما يضيع علينا الكثير من الأوقات الثمينة نستهلكها في ثرثرااات لغو كلام لا يقدم خيرا لا يساعد في إنتاج إنسان فرد نوعي نصبو إلى خلق ملامحه في طريق مستقبل أطفال لنا نتمناهم متميزين متفردين مستقلين بشخصياتهم المتزنة ينفعون أنفسهم أولا وعوائلهم ثانيا وبلدتهم ثالثا والبقية تأتي سلسبيلا رقراقا كما ترقرق أمواه عيوننا وزلالات عُرَيْشااات رذاذ أوديتنا الفحصية (٣) المعطاء بتراثها البسيط التليد العتيق .. الفحص والجوار كما باقي بلدات أعالي أطلس صغيره متوسطه وكبيره لا يحتاج لفاشلين ولا لمشاريع فشلة تتعثر تترنح في حياتها الذاتية الفردية وتهفو تأمل ترميم جراحات الفشل بآدعاء فرية تتشدق بتنمية البلد، والتنمية براء من زعم الزاعمين .. البلدة لا تحتاج لمن ينميها بطرق عرجاء لأن الأعرج لا يمكن أن يساعد أي أحد على الحبو أو المشي أو الركض أو النط على الحبال وفاقد الشيء لا يعطيه .. طورْ نفسك بنفسك يا جبلي يا أطلسي يا مازغي يا عربي يا قاطن بلدات المغرب العميق .. لا تتكل على طبيعة المداشر والدواوير والأرياف كي تطورك؛ لأن عملية التطوير والتنمية تستدعي أن يكون المتحمسون لها أقوياء نفسيا متزنين عاطفيا مستقرين آقتصاديا لا أن يكونوا نتائج وخيمة على أنفسهم والمحيطين بهم لأسباب أنتجوها هم أنفسهم طيلة مسار حياتهم العامرة بالأفعال الغلط وردود الافعال المغالطة .. كن قويا، يا أنت، يقوى بك
(فحصُك ) (٣)، تقوى بك بلدتك .. لا تك ضعيفا هينا كي لا تؤثر سلبا على التراب على الجذور على الأصول على الفروع ومن وما يرتبط بها .. لنكن في مستوى المرحلة الحساسة التي نعيشها حاليا، مرحلة الاستثناء تستوجب التسلح بالمعارف والعلوم البحتة والإنسانية من أجل توظيفها في مجال تطوير البلدات، كل في ميدانه الخاص به .. الطبيب ينفع ريفَه بطبه عندما يوظف بحوثا ميدانية تنطلق من آكتشاف أنواع الأمراض التي تنتشر في الأرياف ومقاربتها بالعلاجات الممكنة والتي يمكن أن تكون خلال بحوث جديدة تصف ما تراه أمامها من نبات وأعشاب وأشجار في براري الجبل .. المدرس المعلم يكون باحثا في تراث قريته وإلا ما فائدة أن يكرر ما قاله الآخرون عن فنون التعلمات النفسية الديداكتيكية التربوية المنتشرة بين الناس .. بلداتنا في الأحواز والهوامش وأقاصي البقاع أيقونات رموز في رؤوسنا قبل تكون ترابا حجرا أو غرس أشجار .. أبدا لن نساعد الطوفان (٤).. ماهموني غير الرجال الى ضاعو الحيوط الى رابو كلها يبني دارو (٥) .. مُضغة فحصُنا من فلذة من هيام عشق في موق أعيننا، يحتاج منا مقاربات صادقة عقلانية رصينة تاريخية لغوية سردية وصفية .. خذوا التراب خذوا المكان وما فضل من المكان خذوا الثمار بأشجارها خذوا العيون خذوا ما خلف الخلف خذوا ما فوق الأتربة زربوا فدادين الوهم شيدوا معاقل الفرقة والملكية الخاصة ارسموا الحدود اطردونا إن شئتم من أنسام هواء تتوهمونه ملكا لكم مشاعا لوحدكم، افعلوا ما شئتم لن تستطيعوا قتل أو آغتيال أو استئصال (الفحص) الرمز الفكرة من قلوب عاشقين جننهم عشق بلدات أعماق آلعناد، وإنْ شط بهم البون والفراق وبعدت المسافات .. انتبهوا، يا سادة، لقراكم النائية عن العواصم الإدارية والاقتصادية والعلمية والثقافية والسياحية .. من فضلكم أيها الأطر الؤهلة والمهندسون التقنيون ماذا تنتظرون لتقدموا خططا هندسية ترسم كيفية الحفاظ على العمران الأصيل معززة بتقنيات الدعم الحديثة حفاظا على كرامة الإنسان في أحوال المعيش كلها .. أيها المجندون والعاملون في المقاطعات والعمالات والادارت الخاصة والعامة الممرضون الممرضات الحرفيون الصنايعة التجار أصحاب المشاريع الطلاب في الجامعات التلاميذ في المدارس كلكم كلنا معنيون ابنوا ذواتكم عضوا على قراكم بالنواجد تجدونها في لحظة تهرمون تنتظركم مادة أيديها ترحب بكم وقت تغلق في وجوهكم كل الأبواب إلا باب جذور أتربة الأصول تظل مفتوحة أبد الأبد لَمْ .. لا .. لن تنغلق .. هي لحظة آستثناء .. نعم .. لكن، تعلمنا تستحثنا بذل مزيد جهد لتجاوز عثراتنا، فلنتقدم لنكن كأطيار الفنيق من رميم رمادها تنفض أجنحة المحال وتنطلق .. لِمَ لا نفعلها نحن الآن هنا ..

مُثْقَلا بِآلْهُمومِ ،
أَقَمْتُ صَلاَتي
مُعِيدا نَشيدَ آلْجِبالِ
صَئِيَّ آلْجَدَاجِدِ في
هََضَبَاتِكَ يا فَحْصَنَا،،، (٣)

لنْ يكونَ تُرابُكَ لَحْدا لَنا،
سَيَكُونُ غَدا لِمَعَازِفِ أَحْداقِنَا،،
سَيَكُونُ قِيَامتَنَا آلمُنْتَظَرَهْ !!

☆إشارات :
١_(الفحص): اسم قريتي الصغيرة أين نشأ والدي ووالدتي في جبال الأعالي هناك في الأطلس المتوسط
٢_سربيس : الخدمة العسكرية
٣_فحصيين:نسبة إلى بلدة(الفحص)
٤_أبدا لن نساعد الطوفان : تناص وعنوان ديوان المرحوم (أحمد بركات) الموسوم ب ( أبدا لن أساعد الزلزال )
٥_ماهموني غير الرجال الى ضاعو الحيوط الى رابو كلها يبني دارو :مطلع أغنية لمجموعة ( ناس الغيوان )



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آهَاااوَااا..ذاكَ آلصوتُ آلقادمُ مِنَ آلجنوب
- هِمَمٌ تَطْفَحُ بِآلْمُمْكِنِ وَآلْمُحَالِ
- مُكَابَدَة
- مَا تْقُولْ عْلَاشْ مُوتْ واقَفْ
- وَلَازَالَ آلْمُنْتَظِرُونَ يَنْتَظِرُونَ
- زِلْزَاااال
- هَلْ ..
- كَانَتْ تُحِبُّ آلتُّرَابَ
- يَقْضُونَ ... لكن لا ينقرضون
- زَلَازِلُ آلْقِطَاف
- حُلْمُ لَقْلَاق
- راسكولنيكوف
- آلُ يَغْنَانَ
- كَانُوا سُعَدَاء
- أَنْيَابُ آلْبَرّ
- تَاجْنُوفْتْ / عاصفة
- كُنُوزُ عَلي بابا
- اِنْقِراضُ آلْأَجَمَاتِ
- عَطَبُ آلنَّوَارِسِ
- طيور غابات آيَتْ وَرايَنْ


المزيد.....




- انطلاق جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن منح فلسطين الع ...
- مفوض الأونروا: إسرائيليون أضرموا النار مرتين بمحيط مقرنا في ...
- قصف إسرائيلي على جنوب لبنان يودي بعنصر إغاثة في -حركة أمل- و ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 110 آلاف فلسطيني من رفح وسط انخف ...
- كشف انتهاكات وتعذيب معتقلين فلسطينيين بمركز اعتقال سري بالنق ...
- -الأونروا-: نحو 110 آلاف شخص فروا من رفح نتيجة القصف الإسرائ ...
- اليونيسف تتوقع نفاد المخزونات الغذائية جنوب غزة خلال أيام
- الخارجية الفلسطينية: دولتنا تستوفي شروط قبول عضوية الدول في ...
- الأمم المتحدة تعلن عن -مستويات طوارئ غير مسبوقة- في غزة
- إسرائيليون يشعلون النار في محيط مجمع الأمم المتحدة بالقدس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الله خطوري - بَلْدَةُ (الْفَحْص) .. تِلْكَ آلْقِيَامَةُ آلْمُنْتَظَرَة