أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - وَأُخْرَيَااااتٌ مَازِلْنَ عَلَى بَالِي















المزيد.....

وَأُخْرَيَااااتٌ مَازِلْنَ عَلَى بَالِي


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7753 - 2023 / 10 / 3 - 16:46
المحور: الادب والفن
    


شيئا فشيئا غدا الجو أكثر دكنة.الشمس خبت.النجوم تتلألأ تباعا.الأشجار تتمطى تتدلى تتهادى رغم سكونها الظاهر.المياه لازالت تشرشر غير عابئة بليل أو بعتمة مسالك في طريقها الدائب تشقه بإصرار كما آعتادت لا تغير مسارا إلا إذا آعترضها عارض أو حائل يجبرها على الانحراف أو الدوران.جوقة الصراصير والضفادع وآلغيالم بدأت جولة الليل في الجنينات المجاورة، والله أكبر الغروب بالكاد تُسمع من مكان ما لم أره ...

_أتيسَكْرينْ نَلْفَرْكْ آمْتَا يامْتَا..
آيا صيَّادْ أورْ يَنْوي خْ لْفَلْطَا..(١)

صدحتِ الصادحات .. أغمضتُ عيني، وقبل أن أسمع نداء أحدهم يصيح بآسمها يستعجلها تلحق بالدار، أبصرتُ بينهن خْديجَا .. أرهفتُ السمع .. أكيد .. إنها هي .. سحنتها رغم الغبش حدستُها؛ حفيفها ليس غريبا عني، رأيته في مكان ما في زمان ما لست أدري متى لست أذكر أين لست أدرك كيف ...

_لَحْمَامْ الطايَرْ ياللِّي طايَرْ في السْما..
قولو لَحبيبي واش هاذ الغيبة عْليَّا..
إلَى ما جاني ما نكحلْ ما نلبسْ كسوة..
نبقى بوهالي خارجة مَنْ بالي الدنيا..(٢)

راح صوتها الرخيم يشدو وشاديات يرفرفن بأجنحة الفَرَاش يتراشقن برذيذات حَباب قطرات متناثرة في المرج الأخضر على مقربة من رحبة عرس (شاتْ) (٣) حذاء الطاحونة حيث بقيتُ مقعيا فوق إحدى الصخور العملاقة أتابعُ ما يحدث بحِلْم وأناة...

_آما نْييغْ إيزِّينا إيكَرْهيي ..
آطيطْ آتَاعْدَافْتِينو تْعَادَايي .. ههه .. (٤)

يتضاحكن بخفوت وحبور كغواني جزيرة العذارى في حكايات الكنانيش التي حُرِمْتُ من متابعة قراءتها .. هااا هي عوالم حجلان تيسَكْرينْ حْرُوردينْ (٥) تحبو حثيثا يناغيها سحر حساسين وحُسن حبارى أمامي وحور آرام فَرْحى تتجلى عيانا دون إذن أو ترخيص أو آختلاس .. لا نَصَبَ لا لغبَ لا حَرور لا حَرد .. تلك بُحْبوحتي التي أحلم أُحَاصَرَ في حِضن تباريحها لا أبرحها أبدا .. لستُ أدري كيف تذكرت عند رؤية (خْدِيجَا) وآلأخريات (مريمَ) خالتي وهي تغتسل في عُيَيْنةٌ تَاحْفُورْتْ .. كانت سعيدة .. تُوخْتْ لَبْدَا تْهُوكَّا غَرْ العينْ نودَوَّارْ تَاوي يجْ وُوسطيلْ أوقصديرْ تَايْميتيدْ زي تلعينت سْوَادّا نتميزكيدا إيني تْزَلاّعيتْ دَكُوبريدْ ولاّ تَسّاسْوَا آزيلي دَالنعناع لِيدّي وُوجْرُو دي تبحيرت نْ وخام، تَسّيريدْ إيطارنْ داخنفوفْ ديفاسن تمَشّطْ آشربوبْ .. إيني تَدْوَلْ غر وَمانْ أتّيمادْ عاوَدْ .. أتْشَل نهار أوماطال تكلينتْينيتْ دي تَسْرافْتْ يينْ خافَسْ تَاسيرْتْ تقيمْ دينْ تعيشْ أكدْ تلفْسَا آم تَجْرَسْتْ أمْ صْمَايَمْ أمْ تيفسَا جَارْ رْكينْ نلحْوايَجْ أيْ تَسْكَنْفَا أيْ دْجَّانْ، أتَقِّيمْ غَرْ تَلْويزْتْ خْيَجْ أُوصَفاحْ تْغَزَّا دَكْ حَبَّان، تْفُوسْتْ تيرْجيجي تُورارْ سُوشالْ دُوبنغُورْ سْلَوْراقْ نْ تَجُّوزْتْ، أتَّكَرْ غَرْ تَاغْزَرْتْ أَدينْ تْشَلْ شْوَايْ، غِيرْ آتِينِي ميدَّنْ إيني تْفَجَّعْ زي الصْدَاعْ تَرْوَلْ زَكْسَنْ (٦) ..آآه.. ما أحلاكِـ جُنَينَتي .. آآآه ما أحلاكِ مريم خْدِيجا واللائي مازلن على بالي ما أحلاكن جمييييعا ...

☆إشارات وترجمات :
١_أهزوجة أمازيغية تتغنى بها الفتيات في المناسبات ..
_أتيسَكْرينْ نَلْفَرْكْ آمْتَا يامْتَا : يا حجلات آلبراري المحروسات آلمتشابهات
_آيا صيَّادْ أورْ يَنْوي خْ لْفَلْطَا : إياكن القناصَ الوديعَ آلمسالمَ
بطبيعة الحال هنا سياق مجازي على سبيل الاستعارة التصريحية شبهت الفتيات العذارى بسمانات البراري يرتعن بحرية بلا وجل ولا رقيب في مجالاتهن المحروسة
٢_أهزوجة بلسان مغربي دارج تتغنى بها العذارى في مجامعهن ومسامراتهن .. وهي بلسان نون نسوة جمعية أو تاء تأنيث متكلمة لا تجد حرجا للإفصاح عن عواطفها آتجاه الرجل، فكأننا أمام غزل مقلوب بصيغة أنثوية لا صيغة ذكورية كما درجت عادة الغزل المتوارث في مجمله.
_لَحْمَامْ الطايَرْ ياللِّي طايَرْ في السْما : أيها الحمام الطائر في السماء
_قولو لَحبيبي واش هاذ الغيبة عْلِيَّا : قلن لحبيبي لِمَ أطلتَ الغياب
_إلَى ما جاني ما نكحلْ ما نلبسْ كسوة : أخبرنَه أني آعتزلت زينة الحياة في غيابه
_نبقى بوهالي خارجة مَنْ بالي الدنيا : حتى غدوت تائهة مثل معتوه مل الحياة
٣_حفل العرس الذي يكون في رحاب ذوي العريس الزوج يسمى عند قبائل آيت وراين (إيسْلانْ)، وذاك الذي يكون في رحاب أهل العروس يطلقون عليه (شَاتْ)
٤_تستمر أهزوجة الفتيات بغزل أنثوي موجه الى رجل متغزل به في صورة متمنع تلومه الشادية على موقفه منها بلوم وعتاب خفيفين، ليتضح بالملموس انقلاب الغزل رأس على عقب، فعوض أن يلوم الرجل المرأة عن تمنعها ورفضها وصاله فإن العكس ما يحدث في هذا المقول الزجلي الأنثوي، ونظيره في العربية قليل نصادفه عند الأندلسيات مثلا كما كان الشأن مع الشاعرة ولادة بنة آلمستكفي أما ما أنجزه عمر بن أبي ربيعة فإن المتكلم بلسان المرأة يظل رجلا في نهاية الأمر ...
_آما نْييغْ إيزِّينا إيكَرْهيي .. : لمَ تكرهني يا جميلي
_آطيطْ آتَاعْدَافْتِينو تْعَادَايي : لا ألومك بقدر ما ألوم عينيَّ قنصَتْ هواك وعادتني
٥_تيسكرين حْروردين : سمانات برار يرفلن في الشعاب ..
والكلام بداية أهزوجة شعبية جرت العادة تعليمها للأطفال، وهي على الشكل التالي : تيسكرين حروردين مْرُوردينْ
آلَى غْزَرْ طُوطا يَشْتْ
تَقِيمْ يَشْت تقارتَقِيمْ يَشْت تَقَّارْ :
ها عمي عبدالله اوبن علا
كَسْ حِيحي
كَسْ مِيمي
كَسْ فوسَا ويتيلين ...
_آغْزَرْ : الوادي
_طوطا يَشْتْ : سقطت إحداهن في قاع الوادي
_تَقِيمْ يَشْت تقار : وظلت الأخرى تصدح
_كَسْ فوسا ويتيلينْ : ليزح ذو اليد يدَه
وهذه الأهزوجة مثل نظيرات لها تعبق برائحة الكنايات والاستعارات، فالقول المازيغي يبدو أنه كان مولعا بالتوريات لعدة آعتبارت نفسية واجتماعية لا مجال للخوض فيها هنا ...
٦_مقطع سردي يصف عادات شخصية (مريم) بفطرة أنثى لم تعمر كثيرا لتعرف كيف يتلوث الإنسان كيف يصيبه العطب _ تُوخْتْ لَبْدَا تْهُوكَّا غَرْ العينْ نودَوَّارْ : معتادة كانت على الهبوط الى عين البلدة
_ تَاوي : تحمل
_ يجْ وُوسطيلْ أوقصديرْ : صطل قصدير
_ تَايْميتيدْ زي تلعينت : تملأه من مياه العين
_ سْوَادّا نتميزكيدا : تحت الجامع
_ إيني تْزَلاّعيتْ دَكُوبريدْ : تهرقه في الطريق
_ ولاّ تَسّاسْوَا آزيلي دَالنعناع : او تسقي به النعناع والداليات
_ لِيدّي وُوجْرُو دي تبحيرت نْ وخام : وطحالب حجارة الوادي في البستان
_ تَسّيريدْ إيطارنْ : تغسل رجليها مرارا
_ داخنفوفْ : ومحياها
_ ديفاسن : ويديها
_ تمَشّطْ آشربوبْ : تمشط شعرها الغزير
_ إيني تَدْوَلْ غر وَمانْ أتّيمادْ عاوَدْ : لتعود الى العين تملأ صطلها من جديد
_ أتْشَل نهار أوماطال : تظل كذلك طيلة النهار
_ تكلينتْينيتْ : شقية كانت
_ دي تَسْرافْتْ يينْ خافَسْ تَاسيرْتْ : موراة عن الأعين حجبوها في الظلام
_ تقيمْ دينْ تعيشْ : تظل هناك دائما
_ أكدْ تلفْسَا : مع الأفاعي
_ آم تَجْرَسْتْ أمْ صْمَايَمْ أمْ تيفسَا : كقر الشتار كصر المصيف كأيام الربيع
_ جَارْ رْكينْ نلحْوايَجْ أيْ تَسْكَنْفَا أيْ دْجَّانْ : بين ركام المتاع تغفو تنام تصحو
_ أتَقِّيمْ غَرْ تَلْويزْتْ خْيَجْ أُوصَفاحْ تْغَزَّا دَكْ حَبَّان : على صفاح تقعي تحت فيء لوزة تعض تمضغ حبات القمح
_ تْفُوسْتْ تيرْجيجي : بأنامل مرتعشة
_ تُورارْ سُوشالْ دُوبنغُورْ سْلَوْراقْ نْ تَجُّوزْتْ : تلعب بالتراب والرغام والأفنان
_ أتَّكَرْ غَرْ تَاغْزَرْتْ أَدينْ تْشَلْ شْوَايْ : ثم تنهض الى الجدول ترتع هناك هنيهات
_ غِيرْ آتِينِي ميدَّنْ إيني تْفَجَّعْ زي الصْدَاعْ تَرْوَلْ زَكْسَنْ : لا يكدر صفو عزلتها غير مرور عابرين تفر لمجرد إحساسها بتواجدهم الى معزلها بعيدا عن جلبة الأنام



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لَا فَااااائِدَة
- عَبْرَ مَعَارِجِ آلْغُيُومِ يَحْلُمُ بِآلطَّيَرَان
- أقْطَعُ بيَدي دابرَ كُلَّ مَنْ يُبْكِي الأمَّهاااات
- باركاااا...
- اَلْمَوْتُ لَيْسَ حَلًّا وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ
- حِنَّاءُ آلْمَوْتَى
- خَاطِرَة عَشْرِينْ
- لَقَدْ كَانَتْ سَعِيييييدَة
- مُنَاجَاة
- لَا لِقَاءَ بَيْنَ آلْمُتَوَازِيَات
- أَشُمُّ أَسْمَعُ أَلْمُسُ وأرَى
- بَلْدَةُ (الْفَحْص) .. تِلْكَ آلْقِيَامَةُ آلْمُنْتَظَرَة
- آهَاااوَااا..ذاكَ آلصوتُ آلقادمُ مِنَ آلجنوب
- هِمَمٌ تَطْفَحُ بِآلْمُمْكِنِ وَآلْمُحَالِ
- مُكَابَدَة
- مَا تْقُولْ عْلَاشْ مُوتْ واقَفْ
- وَلَازَالَ آلْمُنْتَظِرُونَ يَنْتَظِرُونَ
- زِلْزَاااال
- هَلْ ..
- كَانَتْ تُحِبُّ آلتُّرَابَ


المزيد.....




- معرض الدوحة الدولي للكتاب.. أجنحة ومخطوطات تحتفي بثقافات عُم ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- -نغم يمني في الدوحة-.. 12 مقطوعة تراثية بأسلوب أوركسترالي
- من حارات جدة إلى قمم الأعمال.. رحلة محمد يوسف ناغي في -شاي ب ...
- أم كلثوم بتقنية الهولوغرام في مهرجان موازين بمشاركة نجوم الغ ...
- انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
- أمسية -الارتحال والوداع في الشعر العربي- بمعرض الدوحة للكتاب ...
- “استمتع بمشاهدة كل جديد وحصري” تردد قناة روتانا سينما الجديد ...
- “بطوط هيطير العقول” نزل دلوقتي تردد قناة بطوط الجديد 2024 لم ...
- نائب وزير الثقافة اليمني: إيران الظهر والسند والحاضن لكل حرك ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - وَأُخْرَيَااااتٌ مَازِلْنَ عَلَى بَالِي