أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عبد الله خطوري - إِعْدَامٌ















المزيد.....

إِعْدَامٌ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7620 - 2023 / 5 / 23 - 22:16
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


أولا/متون :
●همزة مكسورة / الطفل والجنيرال :
(...وفي ذات يوم قذف طفل صغير من أبناء رقيق الأرض حجرا اثناء لهوه فأصاب مخلب الكلب الاثير على نفس الجنيرال.فسأل الناس من حوله .. يا ناس ! لِمَ يعرج كلبي المفضل ؟ فأنبؤوه أن الصبي قذف حجرا أصاب به مخلبه.فما كان من الجنيرال الا ان صعد بصره في الطفل من رأسه الى قدمه وقال .. اذا فقد أقدمت على هذه الفعلة .. وصاح بمن حوله .. احملوه .. فحملوه واخذوه من أمه وسجنوه طوال الليل ... وفي بكرة اليوم التالي، أتى الجنيرال ممتطيا جواده تحف به كلابه واعوانه وخدمه ومرافقيه في الصيد .. وجميعهم يمتطون الجياد ويطوفون به بشكل آستعراض كأنهم مقبلون على الصيد. ووقفت الأم خائفة امام الجميع .. وجيء بالطفل .. وكان اليوم مهولا قارسا تعاقد فيه ضباب الخريف.وأمر الجنيرال بتعرية الطفل .. فعُري حتى أصبح كيوم ولدته أمه وأخذ يرتجف وقد عقد الفزع لسانه فلا يجرؤ على البكاء .. وصاح: الجنيرال:"احملوه على الركض " ويصيح الفتيان به .. "اركض .. اركض يا هذا!!" .. ويعدو الطفل ويغري الجنيرال به كلابه كلها .. فتندفع خلفه .. وتلحق به وتمزقه إربا إربا أمام عيني أمه) (١)

●عين مُسَكنة / إهانة :
إن قَطْعَ رأسِ المعدومِ يتم في لحظة. يُضْجَعُ المحكومُ عليه،فيهوي على رأسه نَصْـلُ آلة يسمونها مقصـلة نصل ثقيل قوي .. يفصل الرأسَ عن الجسم فورا. ولكن الشيء الأليم الفظيع إنما هو الإعدادات .. قراءة قرار الحكم بالاعدام، إلباس المحكوم عليه، ايثاقه بالحبال، إصعاده الى الصقالة .. تلك هي البرهة الرهيبة والجمهور يحتشد .. لقد كان المحكوم عليه في ذلك اليوم، رجلا يبدو عليه أنه لا يهاب ولا يخاف، رجلا ذكيا، قوي الجسم، ليس شابا صغيرا بل هو ناضج السن، حين اعتلى الصقالة كان يبكي، وكان شاحب اللون كورقة .. ما الذي يحدث للنفس في تلك الدقيقة؟ ما هذه التشنجات التي تصير اليها؟ هذه إهانة للنفس، ليس الا .. إن الآلام والجروح والوجع الجسمي، والألم الذي هو أشد الآلام قوة قد لا يكون ألم الجروح، بل الألم الذي ينشأ عن يقين المرء من أنه بعد ساعة ثم بعد عشر دقائق ثم بعد نصف دقيقة، ثم الآن فورا، ستترك روحُه جسدها .. وحين يضع رأسه تحت المقصلة البتَّارة، وحين يسمع انزلاقها فوقه، في ربع الثانية ذاك، ذاك إنما يشعر المرء بالخوف الأكبر ... (٢)

●دال مفتوحة / وأهْوى بآلسيف على آلرقبة :
رفع المارد سيفه عاليا، شهقت العيون، انكمش العصفور برعب كأنما هبت موجة عاتية لإقتلاعه فآستماتت أظافره في أسلاك الهاتف هوى السيف فاختلط الحابل بالنابل والأسمر بالأحمر والبارد بالساخن شخب الدم ولكن لم يتدحرج الرأس.أغمض مندوب الأمير عينيه وآرتسم فزع لا يطاق على وجه أحمد شاهي لقد أصاب نصل السيف أعلى الكتف .. صرخ اليامي من أعماق جمجمته بصوت مثل صرير الأسنان وبدا مثل ديك ذبحوا منه الوريد فهاجت حلاوة روحه وآنطلق يبحث عن عزاء .. قفز في الهواء فشدته القيود والسلاسل، ارتمى على الأرض يرتعش مثل جناح الديك في آخر أنفاس هاج المارد مثل موجة عاتية شدد الحراس من تماسكهم حول الحلقة ومنعوا الناس من التدافع .. هتف أبو شنان بكل مافي أعماقه من قهر : أنا فدى عيونك يا يامي .. أنا فداك.انتفخت عروق المارد وأوداجه وفتحتا أنفه وهو ينظر إلى الجثة، ودفعة واحدة رفع السيف عاليا وأهوى به على الرقبة.فاختلط الحابل بالنابل والمحسوس بالمجرد والأحمر بالتراب والزيدي بحذاء الإمام والمستر بطلال مداح وأبو شنان بغضب الرب...) (٣) ....

●صائت طويل ناتج عن إشباع فتحة الدال / اللحظة الأخيرة :
(في الساعة الخامسة صباحا وبينما كانت ماري أنطوانيت ماتزال تتابع الكتابة .. ابتدأت طبول النداء تقرع في قطاعات باريس الثمانية والأربعيين.وفي الساعة السابعة كانت القوى المسلحة وقوى المُشاة بأجمعها على أهبة الاستعداد.وسُدّتِ الطرق الرئيسة والجسور بمدافع على أهبة الانطلاق. وفيما تمركزت قوى الفرسان متجمعة في صفيْن متقابليْن .. كانت شراذم من الحرس تجتاز المدينة طُولاً وعرضا مشرعة السلاح.ولقد عُبئت كل هذه القوى العسكرية لمجابهة آمرأة وحيدة ماكانت لترغب بشيء سوى الموت !! إن القـوة أحيانا تخاف من ضحيتها أكثر مما تخافها الضحية) (٤)

●ميم مُنَوَّنة بتنوين رَفع / ليس بالآمال يمكن إيقاف عقوبة الإعدام:
(إن آمال منظمة العفو الدولية أكبر من أي وقت مضى في أن هذه العقوبة المقيتة يمكن أن تصبح من الماضي وستصبح كذلك.) (٥)

ثانيا / مقاربة :
الإعدام جحود لمبدإ إنسانية الإنسان، قَصْلٌ لما لا نملك حقا في آنتزاعه مادمنا لَم نزرع روحا لم نغرس حياة لم نبذر نَسَمَةً من آلنسمات .. الإعدام هدر للكرامة تعسف وشطط في آستعمال السلطة بآسم القانون .. الإعدام لا ميزة لا فضل لا مَزية لا فرق في طُرُقه وأنواعه وأساليبه .. هو إعدام وكفى .. تتساوى في تَقْنينه الدول "المتقدمة" و"المتخلفة" .. لا فرق بين تنفيذ العقوبة وبين بذاءة همجية بدائية البشرية ووحشية تعالقاتها الفردية والجماعية .. الإعدام فعل إرادة قتل مع سبق عزم وإصرار وتخطيط وتقنين بآسم الدولة في ردهات سجون أوكلاهوما أو في حارة العبيد أين يمتزج الرق والبؤس والحاجة أو في ساحات العموم بُعَيْد ضحيات آلجُمعات أو خلف أسوار الثكنات وأقبية السجون دهاليز المنافي .. الإعدام سلب لإرادة الحياة بَتْرٌ لوتيرة مسارها تعددتِ الوسائل عبر التاريخ والغاية واحدة .. (المشانق، المقاصل، الرمي بالرصاص، الرجم، قطع الرؤوس، الغاز، الحرق، الحقن المميتة، الصعق بالكهرباء، إعدامات جماعية، إعدامات فردية، الإيهام بتنفيذ الإعدام، الرمي من شاهق بناية أو برج أو طائرة الخ ... ) .. الإعدام بشتى تجلياته هو مواجهة بئيسة لفعل آرتكاب الجريمة بِرَد فعل مماثل من الطينة نفسها بالوحشية ذاتها لكن مدججة بترسانة من التشدقات بقوانين وتشريعات تسعى يائسة _ حسب زعمها _ إلى ردع الناس عن آرتكاب الجرائم، الشيء الذي لا يتحقق في كثير من الحالات مما يدخل العملية برمتها الى خانة السلوكات الوحشية العبثية التي لا جدوى منها غير ترسيخ مزيد من الكراهية والغل والحقد والضغائن، خصوصا وأن كثيرا من الحالات التي تم تنفيذ حكم الإعدام فيها ثبتت فيما بعد براءتها مما نسب اليها ظلما وشططا وعدوانا، ثم إن أغلب المتضررين من هذه الآفة القانونية هي الفئات غير المحظوظة في أصولها وأعراقها وآنتماءاتها ومعيشها ومستواها الاجتماعي إذْ سرعان ما يتم في حقهم تنفيذ الأحكام بطريقة لا تحترم الكثير من مبادئ حقوق الإنسان في المحاكمة القانونية المتأنية العادلة مما يضع الظاهرة برمتها موضع تساؤل وشكوك ورفض وآستنكار .. فإلى متى .. !؟..

☆إحالات :
١_من كلام شخصية (ايفان الكسندروفيش) من رواية (الاخوة كرامزوف) الجزء الثاني، صفحة 358
دوستويفسكي

٢_ رواية "الأبله" دوستويفسكي
ترجمة "سامي الدروبي"
مراجعة .. أبو بكر يوسف
المجلد الأول / صفحة 51 _ 52
طبعة دار "رادوغا" عام 1985
الاتحاد السوفياتي

٣_ رواية : نجران تحت الصفر ليحيى يخلف / الفصل الأول .. صدرت فى بيروت عام 1967 وأعيد طبعها عدة مرات حسبما أكد المؤلف "لليوم السابع"، وتتناول الرواية واقع العلاقات العربية فى زمن الثورة اليمنية التى اندلعت ضد الإمام الذى كان يحكم اليمن، قبل سقوطه، ويرصد يخلف فى الرواية عبر شخصية "أبوشنان" مشاهد الذل والعبودية فى شبه الجزيرة العربية، وتحديدا فى مدينة نجران فى زمن كتابة الرواية حيث صَور يخلف فى الرواية أعضاء جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وعدد من المناضلين السابقين وحرس الأمير، وقافلة "خصيانه" وغيرها من الصور التى آستطاع تصويرها أثناء عمله مدرسًا فى هذه المدينة.

٤_رواية"ماري أنطوانت"ستيفان زفيج...
_ترجمة نقولا قربان ونديم مرعشلي...
_صفحة 402 .. طبعةأولى عام 1960/ دار العلم للملايين بيروت

٥_أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُلُّ تلكَ آللقاءات إشارات فآستعدْ
- رقصة آلسموراي آلأخيرة
- كأنها لَمْ تَغْنَ بالأمْسِ جِنانُنا
- آفُلُّوسْ نِيكْرَنْ آكَدْ إيخَمَّنْ اُورْ يَكُّورْ آنِي
- عناقيدُ شتينباك
- ثم، من غير سلام ينصرفون
- فيها فاكهةٌ وحبٌّ ورَيْحَان
- تِيقَّااااادْ
- سَقَر
- أُلَاقِي آلمَنَايَا كالِحَاتٍ وَلَا أُلاقي آلهَوَانَا
- تِيرْجِينْ نَتْنِيمَارْ أَجْأَرُ بِها وكفى
- رَأَى مَا رَأَى تَلَا مَا تَلَا
- مَاتيلدْ دُو لَامُولْ تطبعُ قبلةً على شفاهنا ثم نموت
- سَرَااااب
- الآنَ .. أضْحَكُ صامِتا أضْحَكُ صاخِبا
- اَلْأَبْلَهُ
- وفي لحظة خاطفة كنتُ وُلِدْتُ
- رائحة زنخة لمازوط يحترق
- وَأَسْمَعْتَ عُوَاءَكَ مَنْ بِهِ صَمَمُ
- وَلِلْمُفَقَّرِينَ وَاسِعُ آلنَّظَرِ


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عبد الله خطوري - إِعْدَامٌ