أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - فيها فاكهةٌ وحبٌّ ورَيْحَان














المزيد.....

فيها فاكهةٌ وحبٌّ ورَيْحَان


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7613 - 2023 / 5 / 16 - 14:39
المحور: الادب والفن
    


_دهاليزُ الجِنان:
قُبَيْلَ الفجر، كنا نستغل لطافة الجو المنعش كي نملأ ما خَويَ من الجـِفان والقلال وإيسطيلن إيملالن بالماء البارد، نُودِعها أمكنة مظللَّة قبل يهجمَ حَرُور ضحيات تَطول لا يريد أن ينتهي قيظُها الصيفي أبدا.وبين ذاك وذا، كانت رحبة الجامع تستوعبنا جميعا في حِضنِ كُتاب تعليمي عتيق (تاخَرْبيشْتْ) أو تحت ظل زيتونات عملاقة تتابع أعينُنا الصغيرة بعجب كيف يتسنى لحافظٍ الآيات الانتقالَ بسلاسة لافتة من تلاوة الفاتحة بالحمد لله رب العالمين سهلةً واضحة طيعة إلى ما لا يُفْهَمُ من حروف تتلاقى في كلمات يُجْهَرُ بها بثقة نَتمنّى الوصول إليها في يوم من الأيام.في بداية الأعمار كنا نكتفي بصغار آلآيات وقصار السُّوَر نحفظها تباعا من "سَبّح آسم ربك" إلى المعوذتين نترنم بالنبرات والفواصل المتناغمة المتشابهة .. في حلقات منظمة أو في جلسات آعتباطية، دَأبنا نفترش فوق التراب الكستنائي بُسُطَ حصير دوم وحلفاء لا نتواني في قلع أهداب أحشائها نلهو بها أو نناوش بها آذان النائمين الساهين منتظرين بفارغ صبر قدوم أفياء الأصيل تُبشرنا بقرب آنتهاء مجمعنا اليومي الحافل بجوقة تناغي ززْز اليعاسيب في أحراشها وجْجْجْ وَرْجِيجْ يَسُّوفغْ وُولْ نَّسْ يكاد ينفطر قلبه من شدة ترجيج أجنحة رجيفة بين ثنايا أعراش تكاد تصَّاعَدُ رمادا من شدة أُوار آب .. إيه.. كان ذلك في رمضان ...
وبين استراحات سارة مفرحة (تَحْريرتْ إيمحطرنْ أورْ يشنعَّاتْ ربي إيني قَبْحَنْ) تجود بها صُدف عابري آلسبيل من إيمسبريدنْ الطريق، وبين مواعيد الصلاة وقراءة حزب الراتب بُعيد العصر مباشرة، وبين خروج ودخول، وبين فترات تقتنصُها شطارتُنا خلسة أو توطؤا مُعْلَنًا أو غيرَ معلن من فقيهنا سيدي الطالب، وبين لحظات تطول أو تقصر حسب الظروف المتاحة نلهو فيها في الخلاء بدعوى الذهاب إلى حيث لا يمكن لأحد رفقة أحد، وبين تمارض نحتال به على العائلة وعلى أنفسنا، وبين ألف حيلة وحيلة ... تقتنصُ آبتسامتُنا الثعلبية الصغيرة اللحظات العِذاب كما تُقْتَنَصُ آلفَراشات آلحِسَان، نرافق المياومين في الحصاد والدارسين في بيادر صخب رَّرَّرَّاااوْ رَّرّراااوْ، ونزق آلرعاة في برارٍ معقوفة وجُرف مصفوفة وأودية تشرشرُ بين ضفافها أمواه الخير؛ وفي بساتين الغدق الرغيد فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلُ ذَاتُ أَكْمَامِ وَحَبُّ ذُو عَصْف وَريْحَان نمضي نتسلل ننسرب نحدو حُداء العاشقين المياومين في شغف آلحياة نشدو وإياهم أغاني آلبُزاة العشاق الرُّمَاة في دهاليز الجِنان ..

_بساتين:
ولنا في شعابنا بساتينُ وأجراسٌ ولنا فيها أسماء وحَيَوَاتٌ وحُبٌّ وأحلام ولحظات مارقة وخيالات ...

_ليمونات آلصباح:
آآآح نعمد إلى بساتين آلقَراح نقطع نعناعًا أخضرَ برائحة نفاذة تَزيدها شمسُ آبَ مرارةً فواحة وحِدّة لذيذة ومزازة كشبق ليمونات آلصباح

_تينات:
وفي طريقي آلخسيف لا أجدُ إلا بقايا تينات على قارعة الخريف...

_عراجين:
بضعُ عراجنَ يَنُسْنَ في دثار أفنانهن غير آبهات بمَن مِنْ بعيد يعبر آلطريق ..

_تُفاح:
منذ آلتفاحة إياها وآلبيولوجيا تفسد كل شيء .. كل شيء .. قال وهو يعاين ركام آلتفاح تشحنه آلحاويات تلقي به في مطارح خارج آلمدينة ...

_برتقال:
عَيْنـَايَ في وَهَجِ آلظَّهِيرَةِ بُرْتُقَالٌ أدْهَمُ
تَقْتـَـاتُ شَهْقَتَــهُ آلأَخِيــرَةَ غَيْمَــةٌ
رَاحَتْ تُكَفـِّنُ بآلبَياضِ
مَزَازَةً عَسَلِيةً و تُبَشِّرُ
أَفْيـَــاؤُهـَـا و تُبَاشِــــرُ،
عَيْنـَايَ في وَهَجِ آلظَّهِيـرَةِ مُزْنَــةٌ
تـَـرْوَى مِنَ آلنَّــوْمِ آلْحَلِيــــمِ
دِثـَارَهـَـا وغِرَاسَهَـا فَتُسَنْبِــلُ
شُطْـــآنُهَا زَرْعًا بَهِيًّا رَائِقَا
أشْطاؤُهُ دَهْمَـــاءُ مِثْلُ ظَهِيرَةٍ،
حَبَّاتُهَــــا مِنْ بُرْتُقـالٍ
يَـقْـبَـــلُ
وَ يُقَبـِّــــــلُ

_خَمْسُ خَـوْخَاتٍ :
خَمْسُ خَوْخَاتٍ رُمْنَ قارعةَ آلطريقِ،
هُناكَ بعيدا عنْ شَجَـرِ آلوَرْدِ
حـذاءَ آلرّصيفِ آلسَّحيـقِ ...
خَ، مْ، سُ،،، آهٍ نُـخِـرْنَ قُبَيْلَ آلأوانِ،
طُـمِسْنَ بـوَطْءٍ يَدُوسُ بِلاَ أَوْطُــبٍ...
خَمْسٌ مِنْ شُقَارَى آلحَريقِ
ضَلَلْنَ آلطريقَ
بعيدًا عن آلْفَنَنِ آلأخْضَرِ...
كَسَرَتْ قَارُورَتُهُنَّ آلْعُلَبُ،
شَتَّتْ بَزْرَهُنَّ آلْـحِدَأُ،،،
زَلِـــقَ آلغَـارُ،،،،،
سَاخَتْ طُيُوبُ أكاليلِهِ،
هَــارَ آلأفُقُ
في قُمامة عيدٍ سعيدٍ،
شُحِنْنَ، هناكَ بعيدًا عنْ شَجَـرٍ
كان سَـرْوًا ونَخْـلًا
وصَوْتَ يَـرَاعِ أَقَـاحٍ
يَخُبُّ بلاَ عَنَتِ،
كان دَوَّارَ شَمْسٍ،
بَنَفْسَجُهُ سَوْسَنُ آلبَلَحِ لا يَمِيــدْ...
خَمْسُ خاماتٍ ناتئاتٍ
ظَلِـلْـنْ عُصارةَ حَــيْــنٍ
يُــلاَكُ على عَــجَـلٍ،
كُلَّ يومٍ وحينٍ،
بعيدًا عن آلجِـذْرِ آلأخْضَــرِ...
خَمْسٌ خُــوِّخَتْ، عُفِسَتْ
ثمَّ فَـاحَ آلهَسيسُ أُجَـاجًا يَمِيسُ،،،
لا أنيسَ وَفِــيٌّ،
يَحْمِي ثمارَ بياضِ سَوادِ فضاءٍ،
تُـشْـرَعُ أبوابُــهُ للوافدينَ تباعا،
تُبَــاعُ، تُعَـلَّـبُ ،
تُشْحَـنُ آهاتُــهَا في
قُمامةِ عيدٍ بعيد...

_عناقيد شتاينباك:
بعد ذلك، تضجروا من رؤية عربته تُجَرْجِرُ حمولَتها المنهوكة عبر الأزقة والشوارع، فقرروا ما قرروا خلسة كما كانوا يفعلون دائما؛ لكن عندما هموا بمعاودة فعلتهم في تلك الليلة الليلاء، هبطت على رؤوسهم عناقيد الأوباش كطير أبابيل من كل حدب وصوب تنبجس دفاقة تنير عيونهم شموعا من سجيل.

_رُمان:
كَحُبَيْبَاتِ رُمَّانٍ كُنَّ بآﻷمْسِ جُلَّنَارًا في آلجِنانِ أحْبَبْتُني ..

_جَنة:
نَسِيَتْ، فِي غَمْرَةِ أَدْرَاجِ حَمْأَةِ آلْمَمات،
أَنْ تلْفِظَ جنتُنَا أَنْفَاسَها فَتَوَلّتِ آلحياة ذَلِكَ ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تِيقَّااااادْ
- سَقَر
- أُلَاقِي آلمَنَايَا كالِحَاتٍ وَلَا أُلاقي آلهَوَانَا
- تِيرْجِينْ نَتْنِيمَارْ أَجْأَرُ بِها وكفى
- رَأَى مَا رَأَى تَلَا مَا تَلَا
- مَاتيلدْ دُو لَامُولْ تطبعُ قبلةً على شفاهنا ثم نموت
- سَرَااااب
- الآنَ .. أضْحَكُ صامِتا أضْحَكُ صاخِبا
- اَلْأَبْلَهُ
- وفي لحظة خاطفة كنتُ وُلِدْتُ
- رائحة زنخة لمازوط يحترق
- وَأَسْمَعْتَ عُوَاءَكَ مَنْ بِهِ صَمَمُ
- وَلِلْمُفَقَّرِينَ وَاسِعُ آلنَّظَرِ
- مُتَشَائِلًا تَرْتِقُ قهوتي فُسَيْفِسَاءَ آلْأَحْلَام
- عطسة تشرفياكوف
- اَلْأَمَازِيغِيّ
- أَجْطِيطْ إينُو
- وَداعًا سَأغادرُ نَحْوِي
- سُنُونُوَةُ نِيسَانَ
- هامش حول الإحساس بالزمن


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - فيها فاكهةٌ وحبٌّ ورَيْحَان