أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - وَأَسْمَعْتَ عُوَاءَكَ مَنْ بِهِ صَمَمُ














المزيد.....

وَأَسْمَعْتَ عُوَاءَكَ مَنْ بِهِ صَمَمُ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7601 - 2023 / 5 / 4 - 16:49
المحور: الادب والفن
    


(كفى يا أخواني هذا آلأنين
ورافقوا الصوت باللحن السعيد
فشعلة السعادة لاتطفئها السنون
يا لسعادةِ من آستطاع كسب صديق
هؤلاء الذين من أحبوا مخلصين
ليأتوا إلينا سعداء
أما الذين بخلوا بقلوبهم
اليوم عنا يعميهم البكاء
لنعش كالطبيعة مبتهجين
ولنسرع الخطى عبر الطريق
كالجنود البواسل الظافرين .
ففوق هذا النجم المتألق
إلـه الخلق أجمعين .) (١)

القصيدة كئيبة، والشاعر تعسٌ شقي في المساء لم ينور وجهَه نور صباح (٢)، وفي ليالي الشتاء المعتمة تنق ضفادع، بينما تغيب اللوعة في دهاليز مقفرة ضيقة تملأها سراديب مفرغة من سراب ربيع مقفر لا شيء يميزه لا شيء يعمرها غير خواء بلاسم آلأرواح .. هل القصائد حقا نكبة العقل الذي فقد ثقته بالوجود وبالعدم؟ هل الكلمات لا جدوى من همساتها من بحاتها في عالم لا جدوى منه لا نفع له لا فائدة فيه؟ هل ترانيم القصائد مجرد فقاعات صماء تختفي بالسرعة التي تعن بها ؟ أليس ثمة أمل في ذي الحياة ؟ أهناك حياة في آلحياة .. ؟!.. كذلك شَدَوْتَ انتشيتَ يا "بيتهوفن" (٢) غَنيْتَ وفي أذنيْكَ المُصمتتيْن صَوتُ حُداء حَنونٍ لقُنبرة وشحرور صغير .. لكنهم صعدوا إليكَ .. أتوا بكَ على أعين الناس وصلف العَسَس إلى منصات مقاصلهم .. أبناء آوى وبَناتُ دناؤوس الخمسين اللائي قتلنَ عرسانهن ساعة ذروة الوصال ..و.. أعدموكَ وسط صرخات تهتف تولولُ أَنْ سُحْقا للحياة وصَمَمِ المماتِ .. فكيف لي أنْ أفهمَ ما يجري وليس الفتى حجرا تمضي الحوادث في أحلامه وهو غير مَلموم ..؟؟.. عَينايَ إذْ تَريَاكَ مُنتفظا ساخطا متبرما، تسبلان جفونهما في حياء وحسرة، تجمعان قواهما كي لا تعيدا البُكَاء.ترنحتِ اليوم أفئدةٌ، ومن فوق الأكتاف الشامخة هَوَتْ رؤوسٌ مُثقلةٌ بآلاف الفجوات والحُفَرِ.. وهناك .. عبر ذاك الطريق، ظهرتْ من بعيد، عبر الشموع الباهتة، فوق النجم السعيد الذي هوى، فوق المدى، فوق الصدى، فوق آلنوى .. مخلوقاتٌ معلقةٌ في الفراغ، رؤوسهن طلع الشياطين.. جاءتْ بنبإ كُنّا عنه لاهُون .. جاؤوا بمُطْفِئَةِ الرّضْفِ .. بذات الرّعد والصّليل .. من ظلمات هاديسَ جَـأرَتْ أصواتهن تُبشر بقدوم موسم المقابر ومشانق الإعدام ... وظللتَ يا صديقي الصاخب صاخبا وكفى .. تتزلزلُ بنوتاتك الجبالُ وكفى .. وكفيتَ الناس، كل الناس خيرَكَ وشركَ مُعتزلا تترنم بأهازيج رعود ما قبل التاريخ جاثما بحبكَ في سويداء قلوب المجانين، باكيا دموعا حَـرّى كدموع التائهين المُخَلّعِينَ من الشواعر والشعراء مُسْمِعًا عُوَاءَكَ الأخيرَ مَنْ بِهِ صَمَمُ بنَبرات ثكلى كعَبَرات آليتامى مُتلئلئة آنبجستْ مُتَوجِّسَةٌ متوهجة حارقة شغافا شديدة آلرهافة عَلاها على حين غرة صَلَفُ المَشيب ...

☆إشارات :
١_قصيدة للشاعر فرِدريش شيللر Friedrich Schiller
٢_إشارة إلى قصيدة:(الحزن)لصلاح عبدالصبور التي جاء فيها:
يا صاحبي، إني حزين
طلع الصباح،فما ابتسمت،
ولم ينر وجهي الصباح
وخرجت من جوف المدينة
أطلب الرزق المتاح
وغمست في ماء القناعة
خبز ايامي الكفاف
ورجعت بعد الظهر في جيبي قروشْ
فشربت شاياً في الطريق
ورتقت نعلي
ولعبت بالنرد الموزع بين كفي والصديق
قل ساعة او ساعتين
قل عشرة او عشرتين
وضحكت من اسطورة حمقاء رددها الصديق
ودموع شحاذ صفيق
وأتى المساء
في غرفتي دلف المساء
والحزن يولد في المساء لأنه حزن ضرير
حزن طويل كالطريق من الجحيم الى الجحيم
حزن صموتْ
والصمت لا يعني الرضاء بأن أمنية تموت
وبأن أياماً تفوت
وبأن مرفقنا وَهَنْ
وبأن ريحاً من عَفَنْ
مس الحياة، فأصبحت وجميع ما فيها مقيت
حزن تمدد في المدينه
كاللص في جوف السكينه
كالأفعوان بلا فحيح
الحزن قد قهر القلاع جميعها وسبى الكنوز
وأقام حكاماً طغاه
الحزن قد سمل العيون
الحزن قد عقد الجباه
ليقيم حكاماً طغاه
يا تَعْسَها من كِلْمة قد قالها يوماً صديق
مغرى بتزويق الكلام
كنا نسيرْ
كفي لكفيه عناق
والحزن يفترش الطريق
قال الصديق:يا صاحبي!...
ما نحن إلا نفضة رعناء من ريح سموم
أو منية حمقاء...
أو أن اسمينا ببرج النحس كانا، ياصديق
وجفلت فابتسم الصديق
ومشى به خدر رفيق
ورأيت عينيه تألقتا كمصباح قديم
ومضى يقول:
«سنعيش رغم الحزن، نقهره، ونضع في الصباح
أفراحنا البيضاء،افراح الذين لهم صباح»
ورنا إليَّ...
ولم تكن بشراه مما قد يصدقه الحزينْ
يا صاحبي!
زوِّق حديثك،كل شيء قد خلا من كل ذوق
أما أنا، فلقد عرفت نهاية الحدر العميق
الحزن يفترش الطريق...

٣_لحن بيتهوفن قصيدة من قصائد شيللر التي تتغنى ببهجة الحياة، فى سيمفونية ناقصة عنونها: "إلى السعادة"، وفيها يمجد الرغبة الفطرية الإنسانية الجارفة نحو السعادة، رغم المعاناة والآلام التى تكبل وتكدر صفو آنطلاقة روح الإنسان.



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَلِلْمُفَقَّرِينَ وَاسِعُ آلنَّظَرِ
- مُتَشَائِلًا تَرْتِقُ قهوتي فُسَيْفِسَاءَ آلْأَحْلَام
- عطسة تشرفياكوف
- اَلْأَمَازِيغِيّ
- أَجْطِيطْ إينُو
- وَداعًا سَأغادرُ نَحْوِي
- سُنُونُوَةُ نِيسَانَ
- هامش حول الإحساس بالزمن
- إِيدَامِّنْ نْتَقْبيلْتْ / دماء آلْقَبِيلَة
- لعبة آلقطْعان التي تعيش
- هِيَ أشْياء تحدثُ وكفى
- زُحَلُ وطَائرُ آلْعَسَلِ
- عيد شهيد
- لَمَّا تَمُوتُ آلْأُمْنِيَّااااتُ
- كورونيات
- أَغِيلَاسْ
- لَا خيارَ لَدَيْنَا
- طُفُولَةٌ بِلَا عَرِين
- مَوْتُ أَبِي آلْخَيْزُرَانِ
- مَارِسِ آلْجُنُونَ قَبْلَ يُمَارسَكَ آلْجُنُونُ


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - وَأَسْمَعْتَ عُوَاءَكَ مَنْ بِهِ صَمَمُ