أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مَارِسِ آلْجُنُونَ قَبْلَ يُمَارسَكَ آلْجُنُونُ















المزيد.....

مَارِسِ آلْجُنُونَ قَبْلَ يُمَارسَكَ آلْجُنُونُ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7582 - 2023 / 4 / 15 - 22:23
المحور: الادب والفن
    


●حالة (أنا) :
عبثا أناور أعاندُ .. مُهترئ أنا مُوغْ فِيفون .. مُتَيَبِّسٌ مُسَهَّدُ .. لا عواطف في الداخل لا إحساس في الخارج .. جاف .. قميئ مثل باقي القطيع الذي ينبجس يزحف يتدحرج محموما أحمق من مسام هات الحروف المائلة المملة التي جعلت تسرع تقفو آثار آلغابرين الملعونين يسبقها لهاثها إلى حافة آلزوال ...
وصلتُ في خَبب مُتَعَثِرًا في حيرتي إلى ما وراء رتل الواقفين المنتظرين خلف زريبة آلحياة .. ساهمين متوجسين كانوا بلا ظلال غارقين فيما يشبه قلقا من شيء ما غير معلوم .. رَنَوْتُ إلى آلحُلَكِ تُطوقها آلحُلَكُ .. تذكرتُ النهارات آلفائتة ومُتع أضوائها التي لم تُعَشْ .. رأيتُني أقنصُ شفق شموس بحبال من كتان تصنعها فراشات رعونتي آلطائشة، فقررتُ أن أضحك كيفما آتفق دون سبب هههه أتحرك في طريق غير لاحب جذلانَ ما بين فراغات صفوف آلمتوجسين، بحُرّيّة معتوه أسيح بفوضى لا أرقب وراء ولا أنتظر أَماما بلا يمين أتحرك بلا شمال بلا ندم أو إحباط أو نكوص أو آنتكاس بلا هروب سأكُونني ..

●مُناورات (أنا) :
أُنَاوِرُهَا آلْحَيَاةَ أُعَاكِسُ تَكْتَكَاتِهَا آلسَّخِيفَةَ أَقْتَحِمُ مَهَامِه آلأعمارِ هههه صَاخِبًا لاغِبًا لاغِيًا أُقَهْقِهُ عَابِثًا غَيْرَ مُبَالٍ بِشَفِيرِ آلسَّأَمِ بِزُؤامِ دِمَنِ آلْهَرَمِ ... وكُنا _ جماعة آلمخبولين _ نضحك بالجملة من سأمنا من تشابهاتنا من حياة الاستنساخ التي نغرق فيها تباعا، نضحك رغم كل ما وقع ويقع، نضحك ونضحك مثل أنواء آلسحاب مثل حبيبات الرذاذ مثل خطرات آلأحلام مثل ضُحى الشموس آلرافلات في كبد آلسَّحَر .. نهارُنا فَتْقٌ حَريقٌ أعْسَرُ والليل يُضنيه مزيد من آلليلِ وآلسَّمَاءُ حَوْرَاءُ وَآلْحُلْمُ شعاعٌ أَخْضَرُ ...

●لا مبالاة (أنا) :
عندما تجأر آلأباليسُ في سعير هواديس الجحيمـ متذمرين يتلاومون، عندما يهيم آلشعراء في جوفي الذي بلا قاع بلا قرار في القرار ينوسون يجيئون يذهبون يلغطون يذرعون حنايايَ آلحانقة بلا آستئذان يهمسون بلا طَرْق للأبواب يتوغلون من كل حدب ينسلون يصخبون بالجِد باللغو ينبسون يقولون ما يفعلون لا يفعلون، أمارس آلجنون لا أبالي .. عندما يضحك المطر هههااا يسخر من هواجسي من غرارتي من عته عطالتي، أمارس آلجنون لا أبالي .. عندما تشرق شموس مجرات بعيدة تشقشق نراجس فصول آليناعة يمرع آلربيع آلمحتشمُ تُزهر فراشات الأقاحي في لُحيظات حشرجات آحتضار نزيفي آلأخير،عندما تلمع النجوم آلرجيفة تنير دروبَ العاشقين إلا دربيَ الكابي يظل كسيفا معتما بلا أنوار بلا ظلال بلا نَعَمٍ في لا .. أمارس آلجنون .. لا أبالي ...

●(أنا) كما تراها (أنا) :
أنا دماغي مْغَلْغَلْ فَ دْماغو غارق ف جروف من حروف وريحان مخربق بعقل مقلوب شاخَدْ ف حْماقو حيران مْزَاجُو ضاحَكْ ف صْخابو باكي فرحان غير متوازن تيهانو مقلوب طالع مرا هابط تَالَفْ زعفان لوخرين ف حالهم هاكاك دايرين ومستاعد يا نفسي نضرب الهوا براسي ف عْرَا وحيطانْ باش كل واحد يدخل سوق تخمامو يتفاجى لقليب العيان وشكون خلاك...
كذا نهمس لأنفسنا نُهَوِن عنها ما يصيبها من سُم زواحف عقارب حمر وسود وسَلح هوام ولمم نراضيها نواسيها ونخفف عنها لواعجها في نظام آجتماعي هجين متشابك يختلط الحابل فيه بالنابل دون تعكس وظائفنا فيه ما يدور بدواخلنا من مشاعر وخواطر وأحلام ونزوعات ورغبات، رغم أننا نقضي وقتا غير هين داخل دوالب أعمال يومية ترهقنا أتعابها الوكداء دون فائدة، إما لكون هذه المهام لا تولي آهتماما لميولاتنا أو أننا لم نُخلق أصلا لها آلتقينا بها صدفة أو كرها في إحدى منعطفات طريق آلحياة مع أناس نكرات مثلنا عابري سبيل لا يحدسون حواسنا؛ وفي كلا آلحالتين، هناك خلل كبير بين "أنا" كما يراها آلآخرون و "أنا" كما تراها "أنا"..

●سماجة آلحياة :
ولما قررتَ أخيرا أنْ تخرجَ يا هُوووهُ سالكًا سُبل حياة سلكها قبلكَ كثيرون، ألفيتَ نفسك وحيدًا تتخبط في أمشاج ليست تعنيكَ من قريب أو بعيد .. عبثا حاولتَ التراجع إلى حيث كنتَ في مقامك الأول، لم تسعفك قواك؛ ومنذ لحظتك تلك، وأنتَ منتكس تعيش آنحدارا يقفوه آنحدار بدون جدوى تبذل جهدك تشهق تزفر تتقلبُ .. حتى وقع الذي نعرفه جميعُنا ..هيه.. الحكاية إياها التي نعيشوها سويةً بالوراثة مستسلمين لسماجتها تحكي تفاصيلَها دمانا آلمهروقةُ على إسفلت أرصفة آلوجود آلمعتمة لأطفالنا يحكونها بدورهم لأطفالهم دون كلل أو ملل ..هوووف.. ما أحلا آلحياة...

●ثقل الجاذبية :
لكن تأنيب النفس عتاب الذات لن يُجديَ شيئا ذا بال ما لَمْ تستطع الانفلات من الحصار الساكن دواخلك .. اصغ، يا صاح، جئتَ مفردا ستمضي مفردا تُدفن مفردا؛فغص بأناة في أناكَ بصخب بجنون تعاني نعم لكن لا تبالِ .. عليكَ رميَ ثقل الجاذبية عُرْضَ الهواء وتحلق بأجنحة خفاف لتجرب خفة الكائن الممكنة وتستطيع الجؤار دون خشية خدش جرح أحد .. جرح ..!!.. وليكنْ .. فمَنْ قال إن ممارسة الحياة فعل تخدير وتهوية للأجواء الحارقة .. لا، إنها مبضع راشق يفتق لا يرتق يخدش ينبش لا يرتاح أبدا إلاَّ بالبوح المطلق ..آه.. لو نستطيع تجربة مثل هذا البوح في تواريخ حيواتنا الضئيلة والكبيرة والأكبر المترعة بألف لغم ولغم ..آه.. لو نستطيع كلنا عيش ذواتنا كما تشمها أنساغنا كما نعرفها كما عشناها كما سمعناها كما حُكِيَتْ لَنَا كما أحسسنا بها كما نرومها نسعى إليها نحلم بها .. كَمَا كَمَا كَمَا.. كمااااا .. ليت ليت ليت...

●بيضة آلعقر :
هو ذاك .. أقْفِزْ فوقَ آلممّرات وآلمَسافاتِ آلسخيفةِ تَسَلَّلْ عبر الحواجز .. كُنْ شديدَ البلاهة جريئَ آلحركات غير المتوقعة لا تترك لعقلك فرصة يستفرد فيها بمجالك الحيوي .. اجعلِ آلجَسَدَ يختلطُ بظل الأحلام اغطسْ وإياهُ هناك خلف كل هذا آلوبال من آلمتاريس آلقميئة وآلأسلاك آلشائكة تطوق رتابتُها حَياتَك التي بلا حياة .. امْرُقْ كالسهم كالشرارةِ لا تبالِ حُمْ حول آلشموس وآلكواكب وآلنجوم وآلمجرات لا يطالك آلمَصيرُ ولا عَته آلأقدار.أركضْ نطّ اغطسْ في آلعُباب في آلزُّلال انتشِ ارقصْ اصرخْ مارسِ آلجنون اهْذِ كزُورْبَا يُعانقُ العـَراءَ سَنْتُورُهُ الحَنُونُ .. الحُمَّى في القلب سَتَسْتَعِرُ، ستشتعلُ بها ولها.. ستنتشرُ أفْنَانُها آلوارفاتُ كمشاعلَ باردةٍ مَحمومة موشومة بحُبِّ آلقَصْفِ والعيونِ آلحَوَرِ .. كثلوج الأقطاب ستنْصَهرُ حيث البطاريقُ تَرْتَعُ في آلمساحات آلبيضاء بلا سَنَدِ .. ستحترقُ كَفنيقٍ ينهكه آلصمتُ يدومُ منتفضا لا يهون .. اسْكبْ لونك آلهبابَ في آلألوانِ كلها ادمجِ الأوقات ببعضها سِخْ مُستحضرا غيْبَ الغد في الحاضر الذي لا سرَّ له ..لا سرَّ لك .. لا عُمْقَ .. لا قرارَ .. لا غموضَ .. لكنك مُـصِرٌ دائما ستظل صاعدا كالعواء كالرُّواء كالعطاء مُسْتَنْطِقا عُنْفوانك آلجارفَ ادفعْهُ حارقا مُحترِقًا في تشابك الغياهبِ الخرساءِ الساكنة غورَ الدماء .. لا دماء لدَيك إلا جؤارك آلصاخب اسْكبْهُ في عقم الأيام المُحْمِقَاتِ عَلَّها تُعَانِقُ ظلالا من جنونك وغيب ظنونك .. عَلَك تمْسِك حبلَ آلحيوات آلخاليات القادمات آلمُنْسَلِتَ تقودُه في الزحامِ وصلف آلأنام.. وفي منعطفٍ واحدِ تلتقي بمن يشبهك.. هل تلتقي ..؟؟.. هل سنلتقي نضُمُّ الصوتَ للصوت نُكَسِّر آلسَّوْطَ نُحَطِّم آلمحدود من الأزمنة نطيرُ كالعناديلِ كالحَساسينِ لا تأْبَهُ بالخريفِ ولا بفصول الفواجعِ .. سنمْرُقُ، إذا آلتقينا، نُمَزِّقُ الأكفانَ عن الأفواه نحرقُ متاريسَ الحناجر نخترق الصُّفُوفَ كَيْ لا يبقى في حَنَايانا آمْـتِقَاعُ تَرَبُّصِ آلمنون ولا في الوجوهِ غُضُون الشجون .. سنقفزُ كلُّنا فوق القَبْلِ والبَعْد والتّو وعيش اللحظة نتخطى أعمار المسافاتِ الخائبات .. فوق سراط الصَّمْت العَقُور نطيرُ كالسهم نطيشُ كالشرارِ كالشعاعِ كأطياف المَنارِ سننسلتُ .. نصيرُ رُواءً كقَعْقَعَاتِ الصُّقُورِ صريرِ طيورِ الباز وصفيرِ الحَدآت ..و.. لتشهدْ يا هوووهُ هاتِ الطرقات آلمُحَلَّاتِ بالقار البَوارِ .. سنضربُ آلمُطْلَقَ بآلمُطْلَق نزلزلُ تاريخ آلحدود نسَفِّهُ أخْفافَ آلخوفِ والعار والزمنِ العصيبِ .. ستَتكَسَّرُ آلنِّصَالُ على النّصالِ نسْخرُ من الأدْرانِ وحُكْمِ الأقنانِ .. سنجعلُ اللواعجَ تَتَضَوَّرُ من كَمَدٍ وتشربُ من سُؤْرِ اليعاسيبِ .. سنرْسُمُ صورةَ الكَراسي المجَوَّفَةِ للقِرَدَةِ وبناتِ عِرْسَان وأصحاب الأعتاب آلشريفة أُمَنَاءِ الأسرار .. سنرْكُضُ نضربُ أعناقَ آلرؤوسِ المُنَكَّسَةِ أزْلامَ الحِصار .. وإذا أصابَ العُيونَ الحَوَصُ نفْقؤُها بأيدينا بأعيننا بجوارحنا نزيحُ الْقَرنِيةَ نلْقِي بها بعيدا كَيْ تَرى أكثرَ من مداها وتراكم وتراهم وتراني وتراك وترانا ثُمَّ مستنفرين نحفرُ لَحْدنا ببقايا عظامنا ننبش الأتربة نزيحُ آلخشاش دقيق آلحصوات نعَمِّقُ آلحَفْرَ نرشُّهُ بماءِ الزهْرِ والحِنَّاءِ وعِطْرَ حَباب رذاذ أتربة قرى آلنمل نترقَّبُ مُرورَ السَّيلِ العَرمِ ونيتنا في أكبادنا..عازما ستكون سأكون مُصَمّمين نكْسِرُ بيْضَةَ آلبُومِ المشؤومة المتناسلة في زمن آلخصاء، بيضةَ العَقْر التي باضَها تارخُنَا المُحْتَضِرُ .. ونسكر ساعتها أوووه بكُسوفنا القادم ونعيش...

●قصور العقل :
ما نفْعُ آلعقل ما نفْعُ آلقلب ما نفْعُ آلنفعِ ما نفْعُ آلشيبِ وآلهَرَمِ إنْ لم تستطعْ يومًا إفلاتَ هذا آللسان من عقاله آلقميئٍ يقول كل شيء يجول بآلخاطر تُنهي آلمعادلة وتنتهي .. قال أبو العلاء آلمُعَرَّى بفتح آلراء وجماعة المخبولين قُبيل كتابتهم رسائلهم في الجحيمـ ..

●فطرة الجنون :
الجنون حالة فطرية تولدُ معنا للِي بْغَا بْغَا وللِي كْرَهْ كْرَهْ .. هي مُعْطَى طبيعي جدا في تكوين كينونة هذا المجهول المُرَكَّبُ المسمى: إنسانا .. لكن الأعراف وما تواضعت عليه المجتمعات والقوانين والموروثات والسياسات والمصالح الاقتصادية للأفراد وغيرالأفراد والمستغلين لم يكن ليخدم صالحهم هذا الجنون الطبيعي الفطري السليقي في جوهر كينونة الانسان لأن الجنون بهذا المفهوم يغدو ابتكارا ونزوعا إيجابيا نحو الخرق والانزياح والتمرد على ما تم تحريفه من هذه السليقة التي وُلِدَ بها الكائن المفكر .. وباسم العقل والعلم ووو ... راح ذوو النفوذ يدافعون عن مصالحهم ضد هذا الصوت الجائر بالحقيقة الصافية دون مواربة..انه بحر الجنون اللجي الهادئ المضطرب بمفهومه في كتاب فوكو وغيره...
أرى أن هناك فرقا بين الجنون والحمق، وهو ما أشار اليه "ميشيل فوكو" عندما تحدث عن التحول من "الجنون" الى "الحمق" أي حيثيات وظروف تحول الجُنون من جنون محض صاف شفاف لا شائبة هلوسة تشوبه إلى مرضٍ عقلي؛وبالتالي، وتحت شعارات مختلفة ومزيفة لعل أولها الادعاء بضرورة شفاء هؤلاء المجانين، أُنْشِئَتْ مارستانات الأمراض العقلية والنفسية ووو .. وأودع فيها حتى العلماء والمفكرين والأدباء والفلاسفة ممن أصروا على عدم الرضوخ لأوهام "الحقيقة" المتعارف عليها والتي وُضِعَتْ أساسا من طرف قلة مسيطرة لمصلحتها أولا وأخيرا ضد حاجات الأغلبية الساحقة من الكائنات البشرية، وكل من اعترض وناقش وأتى ببدائل مغايرة يُودَعُ في كهوف أقبية هذه السجون المرستانات حيث الإكراه البدني والتعذيب الجسدي والنفسي يُمارس بشتى الأصناف قصد تطويع هوس الجنون وتحويله الى حمق أو إرغامه على الرضوخ والاستسلام بتبني عقلية "القطيع" التي يسهل التحكم فيها وقيادتها وفق رغبات ذوي النفوذ والمصالح، وهذا ما يحدث بالضبط في مجتمعاتنا، حيث يُعْمَدُ الى قتل وغصب هذه الخَصيصة في الانسان منذ ولادته، فيودعُ الأطفال بين حيطان المدارس مرغمين وجدران الرياض صاغرين سنوات وسنوات يبكون يختنقون مقيدين تحت رحمة بطش قيود سياسات طويلة الأمد تعمل جهد استطاعتها قتل فطرة الجنون الحي لدى الطفل القائمة على الدهشة وعيش اللحظة والتفاعل الروحي مع الطبيعة والكون والكائنات دون وساطات يفرضها المتدخلون باسم العقل والنضج والعلم.ولعل من معاني العقل في لغتنا العربية ما يُعمق من دلالة ما أرمي اليه .. إذْ أن "العقل" هو الرباطُ الذي تُرْبَطُ به الأشياء وفي الحديث الشريف: (اعقلها وتوكل) أي اربطها.فالعقل بهذا المعنى اللغوي المحض رباط هنا وقيد لسليقة الانسان وتحكم في جنونه وآنطلاقته الفطرية وتحويله إلى مرض "حمق" من أجل تسويغ اقصائه عن المجتمع ونفيه خارج مصالح ذوي النفوذ...
في "سفينة الحمقى" العنوان الأول للجزء الأول من كتاب ميشيل فوكو رؤية لأصل العالم التي تكمن في جنون من مختلف الأنواع، بدءا بما هو أنطولوجي وانتهاءً بما هو سيكولوجي. لكن التركيز في كتاب «تاريخ الجنون» وقع على طبيعة الخطاب السلطوي الهادف إلى إدعاء الاصلاح والعناية والاهتمام بضحايا المرض العقلي .. هنا يلاحظ أن القرن السابع عشر في فرنسا انطوى على قرارات تبدو للوهلة الأولى إنسانية، إلا أنها من حيث الماهية والجوهر في غاية الفظاعة والبشاعة، فقد صدر مرسوم مَلكي ينصّ على أن الملك أمر بتشييد أبنية على هيئة مستشفيات مصحات وبيوت عجزة، مُهمة القائمين عليها العناية بفقراء باريس ذكورا وإناثا، أيا تكن خطورة مرضهم من دون أن يُسألوا عن أصلهم أو عن عمرهم أو قابليتهم للشفاء أو عدم قابليتهم .. إن فتحَ مثل هذا الباب باسم فعل الخير والرعاية الاجتماعية سيخلطُ أوراقا كثيرة و سيزج بالكثيرين لغيابات الأقبية باسم الرعاية الانسانية للحاكمين التي يستوجب شكرها والامتنان لمعروفها في الوقت الذي تتعمد في هذه "الرعاية" تطبيق أقسى عقوبات الترويض والاقصاء والتحكم والإخضاع في حق كل المُخالفين في الرأي والجائرين بالرفض .. أليس مثل هذا أو قريب منه يحدث الآن هنا في مجتمعاتنا العربية وبلافتات شعارات مُغرية ومرجعيات مختلفة يراوغ أصحاب النفوذ والمصالح بها كلَّ المُخالفين لهم في سياسات توجهاتهم الاستغلالية؟؟

●حالة (أنا) مرة أخرى:
مازال (أنا) رغم كل شيء يعشق آلأشجار يَشْربُ آلقهوة يأكلُ آلنقانق يقرأ الجَرْنان يضحك بجنون .. مممم.. لا، لم ينقرض بعد ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طَبْلُ أُوسْكَار
- وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى آلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى
- اَلزَّطْمَا
- ضُبَاح
- عَنِ آلْهِرَرَةِ وأشياء أخرى
- خَرَجَ وَلَمْ يَعُدْ
- رَذاذُ نِيسَانَ
- اَلْحُوذِيُّ وَآلْحِصَانُ
- ذُهَان
- تَادَوْلَى(العودة)
- عَطَبُ آلْوُجُودِ في قصيدة بَكيتُ عَلَى أَحِبّةٍ بَكوا عَلَي ...
- سلااااام
- ديستوبيا الحاضر
- قَلَانِسُ نِيسَانَ
- وَجَدْتُهَا
- رَحِيقُ آلْجِبَالِ
- تِيفْسَا
- قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ
- حُرَّةٌ هِيَ أمِّي هُناكَ
- يا رُوحَهَا


المزيد.....




- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مَارِسِ آلْجُنُونَ قَبْلَ يُمَارسَكَ آلْجُنُونُ