أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبد الله خطوري - طَبْلُ أُوسْكَار














المزيد.....

طَبْلُ أُوسْكَار


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 19:16
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


(ابتداء من عيدي ميلادي الثالث سوف لن أنمو قيد أنملة)ولأن آلعالم لم يعد يكفيه، ابتاع طبل صفيح وراح يقصف فيه أحاسيسه .. هي رواية الألماني غنتر غراس ( الطبل) أو (طبلُ الصفيح) تتحدث عن طفل (أوسكار) قرر ذات لحظة أنْ لا ينموَ أو يكبرَ ولو قيد أنملة احتجاجا على الأوضاع المُزرية التي يلاحظها في مجتمع الكبار، ابتداء من أمه وعائلته ومدرسته ومجتمعه إلى أكبر مدى يمكن أن يصلَ إليه الرفض والاحتجاج .. العالم كله موبوء مقرف مذموم، وعبثا تحاول السليقة والفطرة السليمتين التعايش وأجواءه الملوثة؛ فما العمل؟ لم يَثُرْ علنا، لم يظهر تمرده جهارا بقوة أو سلطة أو مظاهرة، فلاَ حول ولاقوة له على ذلك .. لَمْ يرتكب جرما، لم ينقلب على أوضاع مرفوضة، فطبيعته السوية لا تسمح .. لمْ ينتحرْ، فرغم كل شيء فمازال ثمة أمل لفعْلٍ ما في عالم مصمت جامد لا يؤمن لا يعترف لا يقر بأفكار وآراء الأطفال .. لم يدخلْ مستشفى المجانين، فالحياة المحاطة به كله مرستان للرعونة للعتو للعَته والحمق والحمقى لكن بمواصفات مجتمع مَدني مترع بمظاهر سُلط النفاق والكذب والمجاملات وقواعد التعامل السخيفة...
لقد توقف عن المُضي قُدُما والزمن أوْ لمْ يشأ أنْ يَدَعَ للزمن فرصةً وطريقا لأنْ يلجَ روحَه ويغيرها ويؤثر فيها سلبا ويكبرَ كما يحصل مع الآخرين .. فليمضِ الزمنُ الى حيث يشاء إلى حال سبيله إلى حيث قُدر له أن يمضيَ، وليفعلْ ما يشاء؛ أما الطفولة الثاوية في جوهره في أصالته في طبيعته في فطرته، فقد قررت أن تظلّ مكانها لا تبرح صفاءها الداخلي الأثيرَ وليكن بعد ذلك ما يكون...
إن اللحظات العظيمة في الرواية الحديثة ومنها الرواية الألمانية، هي لحظات رُؤيَـاااا مباغثة ساطعة لامعة يكاد شعاعها يعشي الأبصار ويحيي البصائر ب "حلقات من نور" على غرار حُبَيْبَات "فيرجينيا وولف"، هذه الحُبيبات الدقيقة تُهيئُ الانسان تجعله قادرا على مواجهة لحظة "الكشف" على طريقة "التجلي" في المقاربة الصوفية الإسلامية التي آشتغل بها الكثير من متصوفينا والتي وظفها بآمتياز كاتبنا "جمال الغيطاني" في تجلياته ... إن لحظات الكشف هذه تُعَري العالم تظهره على حقيقته دون مساحيق في الطريق؛فأم أوسكار مفرغة من معنى الأمومة تمارس الزنى علنا، والأب مرهق منشغل بتفاصيل الأعمال، والمدرسة علبةٌ من علب التنميط وتشييئ الإنسان وتغيير طبائعه من أجل خدمة سياسة حاكمة متسلطة مسيطرة لا إنسانية و و و .. الطفل الصغير الكبير الناشئ المترعرع الناضج يرى ذلك كله يعاينه ينتقده يرفضه ويدينه .. وأمام هذه العوالم التي تحكمها قوانين وأعراف غير إنسانية، أخلاقها وطبيعتها مقلوبة رأسا على عقب، وأمام أرض ملآى بالأحقاد والصراعات وتشابكات الشر ومنغصات البغض ودرائن الضغينة وفضاعات الفتك والقتل والشذوذ ووو ... يمسي الوجود في أمس الحاجة إلى إعادة قلب كل هذه المسوخات، فنكون أمام وضعية "قلْب القلْب" من أجل آستعادة الطبيعة الأولى للانسان، لذلك يقرر حدسُ الطفل "أوسكار" أن يظل طفلا متماهيا وغرارته لاعبا لاهيا بطبل صفيح كوسيلة جُـؤار رافض في وجه عالم لا يؤمن بالجُؤار...(ابتداء من عيدي ميلادي الثالث سوف لن أنمو قيد أنملة) .. هكذا قال قرر قدر ونفذ القرار بعزم وإصرار طفولييْن عَنيديْن يستحقان منا مزيدا من التأمل والتمحيص، نحن الذين ضاع منا رواء طفولتنا، لنستعيد بعضا من نضارة البدايات التي خلناها خَلَتْ وهي لم لن تخلو أبدا ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى آلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى
- اَلزَّطْمَا
- ضُبَاح
- عَنِ آلْهِرَرَةِ وأشياء أخرى
- خَرَجَ وَلَمْ يَعُدْ
- رَذاذُ نِيسَانَ
- اَلْحُوذِيُّ وَآلْحِصَانُ
- ذُهَان
- تَادَوْلَى(العودة)
- عَطَبُ آلْوُجُودِ في قصيدة بَكيتُ عَلَى أَحِبّةٍ بَكوا عَلَي ...
- سلااااام
- ديستوبيا الحاضر
- قَلَانِسُ نِيسَانَ
- وَجَدْتُهَا
- رَحِيقُ آلْجِبَالِ
- تِيفْسَا
- قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ
- حُرَّةٌ هِيَ أمِّي هُناكَ
- يا رُوحَهَا
- مَرَاقِي آلْمَمَاتِ


المزيد.....




- إجلاء مئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخيمات في ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخي ...
- وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت
- نائب مصري يحذر من خطورة الضغوط الشديدة على بلاده لإدخال النا ...
- الأمم المتحدة: فرار ألف لاجئ من مخيم إثيوبي لفقدان الأمن
- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...
- قرابة 1000 لاجئ سوداني يفرون من مخيم للأمم المتحدة في إثيوبي ...
- جامعة كولومبيا تكشف تفاصيل حول المحتجين المعتقلين بعد اقتحام ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبد الله خطوري - طَبْلُ أُوسْكَار