أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - رَذاذُ نِيسَانَ















المزيد.....

رَذاذُ نِيسَانَ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


●موت شتاء :
ويأتي شتاءٌ ويأتي ربيع بألف رذاذ بألف عَويل، ولَيْسَ حِذاءَ مَنَائِرِنَا غَيرنَا في آلمُحَالْ

●موت ورقة :
وُرَيْقَةٌ من وُرَيْقَات دم خريف باهت كاب شاحب.سَقطتْ سهوا،في غفلة آعترتْها، على الأرض المُصمتة والمساحات المُعَفّرَة بفُتاتات ريح الصباح والمساء في بيات يبتدئ لا ينتهي.تَرْنُو إلى الأعلى حيثُ شُجيرتها مستقرةٌ لا تزالُ أنساغُها تؤمنُ بدَوَام حياة في الحياة،لكنها الآن تتَعرّى على مهل في كمد.تتذكر نهارات الصيف المديدات المترعة بذُرَا الصبابة الصاخبة المثقلة بما نَضُجَ وينضج ولَمْ ينضجْ من القطوف اليانعة العامرة بزوار الزواحف والطيور والهوام...
الشجرة ينْتَأ عمرُها يبرز هيكلُها الشبحُ المُتخَشِبُ المُتشنِجُ الشّاحبُ كعظام شاردة فارغة نخرة لا شأْوَ لها لا حيلةَ لأشلائها في شَنآن الشِّتاءِ...
تسرح الوُرَيْقَةُ هائمةً تالفةً.تهفُو إلى سماء تتلبد بغيوم رذاذ ترسلُ نسمات تتحول رياحا صاخبة تلعب بما تبقى من مصائرها الهشة لتلفيَ نفسها في عتو آحتضار لا يلين فُوَيْقَ بلاط إسفلت صوان بارد لا إحساسَ له،إزَاءَ بالوعة واد حار آسن بعيدا عن أمَيْمَتِهَا الحادبة، تَعلكها أرجلُ عافسة يطويها زمنُ عاثرُ...

●مَوْتُ مظلة :

ظــاء:
ظِمَاءً جِئْنَ يَرْفُلْنَ آلْمُكَاءَ،
يُبَشِّرْنَ آلـرِّيَاضَا
وَيَضْرِبْنَ آلظِّلاَلَ بالظِّلاَلِ
عَزيمَتُهُنّ إقْلاَعُ النُّجُومِ
مِنَ آلْمَـآقِـي مِنَ آلْعُيُونِ...
سَحاباتٌ يُنَشِّـرْنَ آلمَنَاوِحَ وآلْعَـزَاءَ...
...وَتَنْهَمِـرُ...

تــاء:
فَـأُتْـرِعَتِ آلْيَنَاعَةُ بِآلسّواقِـي،
وأمْـــوَاهٌ يَصِلُّ بها لَظَاهَا،
تَــخِــرُّ بالْفَحِيحِِ
وَآلْجَليدِ عَلَى آلْمَرَاقِـي...
فَتَكْنُسُهَا شمالا،
وتَعْرِكُهَا وَبَــالا...
...وَتَنْغَمِـــرُ...

لام:
وَدُونَ كَللْ،
تُلَمْلِمُهَا يَــدٌ رَعْنَاءُ تَطْفُــو،
على مَرْأَى نُجَيْمَاتٍ
رَبَضْنَ هناك في آلغَسَقِ...
يَــدٌ رَمْــلاَءُ تَنْحَسِــرُ...

ميــم:
يُــعَــرِّيهَا تَــبَــارٌ،
يُـؤَرِّقُـهَـا هَـزيمٌ رَاحَ يَـلْـعَـكُهَا،
وفي آلطرقاتِ يَنْحَرُهَا،
عَلَى مَـرْأى
منَ الضّياءِ
في السّماءِ
في العَــرَاءِ...
...تَـنْـتَـشِــرُ...

احتضار:
كَــمَضْمَضَةٍ تُــلاكُ،
كَــوَسْـوَسـةٍ تُـحَـاكُ،
كَــحَشْرَجَةٍ تُــسِـرُّ هَــوًى أخيرا..
مِنَ آلْجَمَـرَاتِ تَرْشُفُ آخِــرَ آلْعَــبَــرَات
...تَـحْـتَـضِـرُ...
وَ...تَـنْـدَثِـــرُ...

●موتُ زفرة:
مُجْهَدًا من التفكير غير المجدي، جعلتُ أشهق أزفرُ أنثرُ رذاذ المُويهات في أجواء العراء أشَكِّلُ أطياف آلملائكة هشةً بأبهى جناح مَثنى ثُلاثَ وعُشَرَ تغيب بالسرعة التي تعن بها.أرشُّ على رأسي على مُحَيَّايَ أحاربُ سديمَ آلجفاف أخضبُ الأطراف هائما صادحا هاااا يُنَّدّي جسميَ آلبَلَلُ ...

●موت شهقة :
غرقتُ يا ألمًا يقتات من ألمي غرقت شاهقا أسكر نشوانَ فيما تبقى من رذاذ في حُلمي

●مَوْتُ لا أحد:
إلى آلصَّاحِينَ باكرًا لا رسائلَ لهم من أحد، رُذَيْذَاتُ نيسانَ تُحَيِّيكُمْ وتهمسُ في حَنايا قلوبكم..صباح آلخير يابراعمَ آلربيع..

●موت ومضة :
كل ذرة هنا داخلي في مسامي تتكلم لغة آلجبال الشامخات آليانعات كل آلهمهمات آلهادرات كل الخمائل الصامتات كل ومضة عين في خيال نافر كل خفقة قلب أخضر في شغاف متيم حائر كل وشوشة طير في عَنان بلا بداية أو نهاية كل آرتعاشة رذاذ في كبد آلمطر ...

●موت آلموت:
سَأقْفِزُ فوقَ آلممّرات وآلمَسافاتِ آلسخيفةِ أتسلَّلُ عبر الحواجز.سأجعلُ آلجَسَدَ يختلطُ بظل الأحلام أغطسُ وإياهُ هناك خلف كل هذا آلوبال من آلمتاريس آلقميئة وآلأسلاك آلشائكة تطوق رتابتُها حَياتَنا التي بلا حياة .. سأمْرُقُ كالسهم كالشرارةِ لا أبالي أحُومُ على آلشموس وآلكواكب وآلنجوم وآلمجرات لا يطالني آلمَصيرُ ولا عَته آلأقدار.أركض أنطّ أغطسُ في آلعُباب في آلزُّلال أنتشي أرقصُ أصرخُ أمارسُ آلجنون أهْذي كزُورْبَا يُعانقُ العـَراءَ سَنْتُورُهُ الحَنُونُ ... الحُمَّى في القلب سَتَسْتَعِرُ، سأشتعلُ بها ولها.. ستنتشرُ أفْنَانُها آلوارفاتُ كمشاعلَ باردةٍ مَحمومة موشومة بحُبِّ آلقَصْفِ والعيونِ آلحَوَرِ .. كثلوج الأقطاب أنْصَهرُ حيث البطاريقُ تَرْتَعُ في آلمساحات آلبيضاء بلا سَنَدِ.. سأحترقُ كَفنيقٍ ينهكه آلصمتُ يدومُ منتفضا لا يهون .. سأسْكبُ لونيَ آلهبابَ في آلألوانِ كلها أدمج الأوقات ببعضها أسيخُ مُستحضرا غيْبَ الغد في الحاضر الذي لا سرَّ له .. لا سرَّ لي لا عُمْقَ لا قرارَ لا غموضَ .. لكنني مُـصِرٌ دائما سأظل صاعدا كالعواء كالرُّواء كالعطاء مُسْتَنْطِقا عُنْفوانيَ آلجارفَ أدفعُهُ حارقاً مُحترِقًا في تشابك الغياهبِ الخرساءِ الساكنة غورَ الدماء .. لا دماء لدَيَّ إلا جؤاري آلصاخب هذا أسْكبُهُ في عقم الأيام المُحْمِقَاتِ عَلَّها تُعَانِقُ ظلالاً من جنوني وغيب ظنوني .. عَلَني أُمْسِك حبلَ آلحيوات آلخاليات والقادمات آلمُنْسَلِتَ أقودُه في الزحامِ وصلف آلأنام .. وفي منعطفٍ واحدِ نلتقي .. هل نلتقي ..؟؟.. سنلتقي نضُمُّ الصوتَ للصوت نُكَسِّر آلسَّوْطَ نُحَطِّم آلمحدود من الأزمنة نطيرُ كالعناديلِ كالحَساسينِ لا تأْبَهُ بالخريفِ ولا بفصول الفواجعِ .. سنمْرُقُ نُمَزِّقُ الأكفانَ عن الأفواه نحرقُ متاريسَ الحناجر نخترق الصُّفُوفَ كَيْ لا يبقى في حَنَايانا امْـتِقَاعُ تَرَبُّصِ آلمنون ولا في الوجوهِ غُضُون الشجون .. سنقفزُ كلُّنا فوق القَبْلِ والبَعْد والتّو وعيش اللحظة نتخطى أعمار المسافاتِ الخائبةِ .. فوق سراط الصَّمْت العَقُور نطيرُ كالسهم نطيشُ كالشرارِ كالشعاعِ كأطياف المَنارِ سننسلتُ .. نصيرُ رُواءًَ كقَعْقَعَاتِ الصُّقُورِ صريرِ طيورِ الباز وصفيرِ الحَدآت ..و.. لتشهدْ يا هوووهُ هاتِ الطرقات آلمُحَلَّاتِ بالقار البَوارِ .. سأضربُ آلمُطْلَقَ بآلمُطْلَق أزلزلُ تاريخ آلحدود أسَفِّهُ أخْفافَ آلخوفِ والعار والزمنِ العصيبِ .. ستَتكَسَّرُ آلنِّصَالُ على النّصالِ أسْخرُ من الأدْرانِ وحُكْمِ الأقنانِ .. سأجعلُ اللواعجَ تَتَضَوَّرُ من كَمَدٍ وتشربُ من سُؤْرِ اليعاسيبِ .. سأرْسُمُ صورةَ الكَراسي المجَوَّفَةِ للقِرَدَةِ وبناتِ عِرْسَان وأصحاب الأعتاب آلشريفة أُمَنَاءِ الأسرار .. سأرْكُضُ أضربُ أعناقَ آلرؤوسِ المُنَكَّسَةِ أزْلامَ الحِصار .. وإذا أصابَ العُيونَ الحَوَصُ أفْقَؤُها بِيَدِي أُزيحُ الْقَََرنِيةََ بيدي أُلْقِي بها بعيدا كَيْ تَرى أكثرَ من مداها وتراكم وتراهم وتراني ثُمَّ مستنفرا أحفرُ لَحْدي بيدي أنبش الأتربة أزيحُ آلخشاش دقيق آلحصوات أعَمِّقُ آلحَفْرَ أرشُّهُ بماءِ الزهْرِ والحِنَّاءِ وعِطْرَ حَباب رذاذ أتربة قرى آلنمل أترقَّبُ مُرورَ السَّيلِِ العَرمِ ونيتي في كَبدي .. عازمٌ مُصَمّمٌ أْكْسِرُ َبيْضَةَ آلبُومِ المشؤومة المتناسلة في زمن آلخصاء، بيضةَ العَقْر التي باضَها تارخُنَا المُحْتَضِرُ .. وأسكر أوووه بعدها بكُسوفي القادم وأعيش...

●مجرد حُلْم يقظة في قيلولة حياة جاحدة رأيتُنِي ...

●(ربما تجمعنا أقدارنا
ذات يوم بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته
لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء)

_إبراهيم ناجي



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلْحُوذِيُّ وَآلْحِصَانُ
- ذُهَان
- تَادَوْلَى(العودة)
- عَطَبُ آلْوُجُودِ في قصيدة بَكيتُ عَلَى أَحِبّةٍ بَكوا عَلَي ...
- سلااااام
- ديستوبيا الحاضر
- قَلَانِسُ نِيسَانَ
- وَجَدْتُهَا
- رَحِيقُ آلْجِبَالِ
- تِيفْسَا
- قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ
- حُرَّةٌ هِيَ أمِّي هُناكَ
- يا رُوحَهَا
- مَرَاقِي آلْمَمَاتِ
- بِيبِي عِيشَا مَاتَتْ
- تَبْقَى عَلَى خِيرْ يَا صَاحْبِي
- نَزْعٌ أَخِير
- وَهْمُ آلأَشْكَالِ في قصيدة (من وحي واقعة المخازن) لأحمد الم ...
- عَيْنَا فَا
- تْنِيمَارْ نْبُويَبْلَانْ


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - رَذاذُ نِيسَانَ