أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - الاحزاب السياسية وضريبة البقاء في القمة














المزيد.....

الاحزاب السياسية وضريبة البقاء في القمة


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 7592 - 2023 / 4 / 25 - 16:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الكاتب المصري الكبير محمـد حسنين هيكل في كتابه زيارة جديدة للتاريخ، بخصوص البقاء في القمة طويلاً مكلف للحزب والدولة والشعب، وضرب مثلاً ما حدث في الاتحاد السوفيتي ، فقسم اجيال الحكم فيه بأربعة اجيال، الجيل الاول سماهم جيل المثقفين وهؤلاء هم الذين قادوا الثورة البلشفية وعلى راسهم "لينين" و "دتروتسكي"، ثم تلاهم جيل الفلاحين والعمال وابرز قادته" ستالين" و "خروشوف"، ثم جاء جيل الفنين من ابناء مدارس الحزب " بريجنيف" و "كوسيجين" و"بادجورني" وهذا الجيل وحسب قول الكاتب قد تجمد في مكانه وتصلبت شرايينه وهو في ريعان شبابه، وبقى الدم غير متجدد وخاصة في مركز التحكم وهو الدماغ، وبطرق ودواعي متعددة، بداعي سيطرة الحزب، او سيطرة لجنته المركزية، وباسم اللجنة المركزية، وسيطرة المكتب السياسي، وبالتالي سيطرة رجل واحد او مجموعة قليلة من الرجال على مقدرات الامور في الكرملين، وتحت شعار ديمقراطية الحزب استطاعت قيادته المخضرمة وهي من تختار مرشحي الحزب ابتداء من اللجان العامة في اقاصي سيبيريا الى اللجنة المركزية في عاصمة السلطة والحكم، وتلك القمة تريد البقاء في القمة، وليس هناك سبيل في تغيير تلك القمة الا بالموت او المؤامرة.
وكما حصل فعلاً ، فقد ابعد الموت بعد المرض "لينين" و "ستالين" وابعدت المؤامرة "خورشوف"، وبعد سيطرة "بريجنيف" ظل على القمة سنوات طويلة وهو شبه ميت، وطوال تلك السنوات لم يستطع احد القيام بمؤامرة ولم يكن احد جاهز للتقاعد خرج الخدمة، نتيجة لطبيعة البشر بحب الذات والرفاهية ومزايا المنصب، وسكرتارية خاصة وعامة ، وخدم وحشم وسيارات ، وطائرة خاصة وطعام فاخر، ومكان للسياحة والاصطياف والسفر، يقول حتى بركة صيد الاسماك السمك فيها هو من يعلق بسنارة الصياد (ضيف رئيس الحزب)، ففي فترة حكم "بريجنيف" تعاقب على رئاسة الولايات المتحدة الامريكية (5) رؤساء وهم كل من : "جونسن" و "ونيكسون" و "فورد" و "كارتر" و " وريگان"، وكل حكومة تأتي بكادر جديد ودماء جديدة تقترح المشاريع والمخططات الاقتصادية والسياسية، وطبعاً مع الاحتفاظ بكبار المستشارين امثال "هنري كيسنجر" وغيره في ارفع المناصب في الدولة، وهذا الامر الذي اسقط الاتحاد السوفيتي كدولة عظمى، والحزب الشيوعي كحزب حاكم حكم بالقوة فترة ليست قصيرة، فظل الصراع على السلطة وزعامة الحزب ، ولم ينتبهوا لمصلحة الامة وتطوير وسائل الانتاج وخدم الشعب.
وهذا درس في التاريخ الحديث للأحزاب السياسية في العراق، والتي اصبح البعض منها مجرد مقرات واثاث وديكورات، وبقاء زعيم الحزب على راس حزبه، وبقاء المكتب السياسي للحزب بدون تغيير، وكل هم زعيم الحزب البقاء في المنصب والسلطة من دون تقديم اي خدمة للناس، وهذا الامر في منطق تبادل المنفعة على الاقل لا يمكن ان يتحقق، ان تاخذ من دون ان تعطي، فالقمة حتى في رئاسة العشيرة تحتاج تضحية واقدام ، فيقول الحكيم في العشيرة لابنه ( اذا ردت تكبر في عشيرتك اصغر الهم)، والتساؤل الذي يجب ان تساله الاحزاب نفسها ؟ لماذا تقاطع الناس الانتخابات ؟، ولماذا الشعب غير راضي عن الاحزاب السياسية في العراق، ولماذا يزداد عدد الفقراء ويقابلها زيادة في عدد اصحاب الاموال الذين يغسلون الاموال ويشرون العقار وتضارب في الاسعار، ولماذا تبقى الفوضى ولا يقوى القانون وتعجز الجهة التنفيذية في تطبيقه، ويتأخر انجاز المشاريع، فبقى عدد المستشفيات والمدارس والمصانع على حاله، والقفزات الفضائية للبعض، فيتحول احدهم من ركوب( البايسكل الى الجكسارة)، ومن خرابة الى دبل فاليوم، وعندما تبحث عن سبب هذا الرخاء والغنى الفاحش، تجد ان السبب الرئيسي هو الاحزاب السياسية وخاصة بعد فقد الامانة والاخلاق والضمير والحلال والحرام، وتحول العمل السياسي الى نصب واحتيال وشمل كل جوانب الحياة الاخرى، والفساد المعقد والمتشعب تقوده الاحزاب من امثال ما حدث في الانبار في بيع الارض، وقبلها سرقة الاموال الضريبية، لذلك فاذا لم تراجع الاحزاب السياسية نفسها وتسمح بتجدد دمائها، وتعمل عمل الاحزاب في الدول المحترمة تتنافس لخدمة ناسها، فسيكون مصيرها مثل الاتحاد السوفيتي تفقد السلطة وتتفتت الدولة.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتلال ام تحرير وغزو ام تغيير؟!
- من يعطل المشاريع في العراق؟!
- لماذا لانبيع نفطنا بالدينار بدل الدولار؟
- السوداني والطبقة السياسية ودولتها الرخوة
- السوداني بين حاجات الناس ورغبات الكتل السياسية
- بلاسخارت بالوجه مراية وبالظهر سلاية للاحزاب السياسية!!
- جنة اليوم والله كريم على جهنم باجر
- السوداني ما بين الاطار والتيار وخلطة العطار
- لماذا يختارون الضعيف بدل القوي الامين؟
- خطاب السيد جعفر الصدر بين الواقع والطموح
- ازمة تقاسم الكعكة وأزمة توفير الخبزة
- من الذي يقود الراي العام ام السياسة؟
- البيوتات السياسية وفوبيا المعارضة البرلمانية
- اما توافق او اغلبية او حل البرلمان والمستقلون بيضة القبان
- الاحزاب الإسلامية والفشل في الحكم
- حكومة الأغلبية مجرد لعبة سياسية
- الحكومة بين الاغلبية والتوافق
- شعبية التيار الصدري تستحق رئاسة الوزراء
- الانتخابات والمرشحون قبلها خدام وبعدها ظلام
- الاحزاب صنعت سراق ولم تصنع قادة


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - الاحزاب السياسية وضريبة البقاء في القمة