أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - الاحزاب صنعت سراق ولم تصنع قادة














المزيد.....

الاحزاب صنعت سراق ولم تصنع قادة


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 7014 - 2021 / 9 / 9 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل 2003 لم نعرف غير حزب البعث، ولم نشاهد غير صدام وعائلته واقاربه، يتقاسمون البلد وكانه مقاطعة توارثوها، شيدوا قصورا ومزارع وبساتين، تنافسوا على المناصب والأموال، فضعفت سلطتهم واخذ يقتل بعضهم البعض، إلى أن ذهبت قصورهم ومزارعهم وخلفوها لاخرين وهذه سنة الله في الطغاة والظالمين.
اليوم وبعد 18 سنة تصدت للسلطة احزاب تسمي نفسها بالاسلامية والوطنية، فهي لم تصدق النية في اصلاح المجتمع، وهي طبقت شعار تأسيس الاحزاب للوصول إلى السلطة لخدمة المجتمع ، حسب تعريف العلوم السياسية، لكنهم استبدلوا خدمة الناس لخدمة أنفسهم، والدليل أننا مقبلون على انتخابات ونبحث عن مرشح نثق به فلم نجد، كل المرشحين ادوات لاحزاب وكل همهم الوصول إلى السلطة، وغايتهم الحصول على المال والالتحاق باهل القصور، وانعدام الثقة بين المرشح والناخب سببه خذلان الاحزاب لمواطنيها، فهي مع الأسف زجت اذرعها في مفاصل الدولة لجلب الأموال للحزب، وتركت الناس تعاني العوز والفقر والجهل، فكل مؤسسات الدولة صارت مرتع للسارقين والمرتشين، ومن اراد الاصلاح يطرد وينبذ، حتى المؤسسة الدينية لم تقم بدورها بصناعة قادة لديهم ثوابت، ففي الجانب الديني والاسلامي، يتم صنع القادة بالعلم والورع والتقوى، فمثلا الأمام السجاد عليه السلام، كان يشتري العبيد باعداد كبيرة، فيربيهم على الأخلاق الإسلامية المحمدية الصحيحة، وبعد أن يطمئن من ايمانهم وتشرب ومخالطة تلك التعاليم لحمهم ودمهم، يعتقهم لوجه الله، فيصبحون دعاة وقادة، ويذكر أن الأمام محمد الباقر عليه السلام كان جل اصحابه من هؤلاء المخلصين.
مع الأسف يعاد التاريخ، فكما كان الأمام علي عليه السلام واصحابه، محاربين من قبل طلاب الدنيا، فينفى ابو ذر الغفاري، ويضيق على الآخرين، فقال لهم امامهم لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكية، فتغري الكثير الأموال والمناصب، فيخلطون بين الحلال والحرام، فالتجاوز صار سمه، على كل الممتلكات العامة، من شبكة الكهرباء والماء والمجاري والطرق، ومن لم يتجاوز لا يجيد الحصول على حقوقه وينعت بالعاجز، وسوف يحرم هو وعاىلته من الكهرباء ( الجطل) فيتقلبون في حر الصيف خوفا من الحرام، فيضحك منه الجيران، فيقولون له قادة البلد سرقوا مالنا وتجاوزوا على الكهرباء والماء والطرق وانت حارم نفسك من (واير) ما يشغل فقط المراوح والمصابيح؟!، إنه امتحان صعب ومع الأسف فشل الكثير منا فيه، فمن يسمون نفسهم بالقادة لا يعرفون الناس ولا يلتقون بهم إلا أيام الإنتخابات، ودائما يبعدون الشريف والنزيه والكفوء، ويبرزون المنافق والكذاب والمتملق والسارق ليتصدى للمسؤولية، فهم لا يختلفون كثيراً عن معاوية ويزيد الذين يلعنونهم كل يوم، أيضاً كانوا يدعون الاسلام لكنهم يعملون بسنة الملوك والحكام الظلمة، فقادة اليوم كان أغلبهم من المعارضين للنظام السابق، وكانوا من دعاة الديمقراطية والعدالة الإجتماعية ونبذ العنف، والبعض منهم خرق القانون في أيام الجهاد ضد النظام الدكتاتوري، وبرر ذلك باسقاط النظام الظالم، لكن عندما انتقلت السلطة اليهم، استمروا بخرق القانون وسرقة الدولة التي يحكمونها، وفي كل انتخابات يرشحون سراق جدد ويعيدون تدوير مجربين سابقين، ومع الأسف يخدع المواطن مرة أخرى بالكلام المعسول والوعود الكاذبة ليعيد اختيارهم وهو من ينتقدهم ليلا ونهارا!!، إضافة لعابدي الاصنام الذين يعلمون إنها لا تقدم ولا تاخر ومع ذلك يعبدونها.
يقول أبو العتاهية:
دع الدنيا وزينتها لوغد وحاذرها إذا كنت الرشيدا
اترجو الخير من دنيا تركت حسين السبط واتبعت يزيدا
وفي مكان اخر
عش ما بدالك فارها في ظل شاهق القصور
يؤتى اليك بما اشتهيت لدى الرواح والفطور
وإذا النفوس تغرغرت بزفير حشرجة الصدور
فهنالك تعلم أن لست إلا في غرور
ويقول الدكتور الوائلي رحمه الله شعرا:
بغداد يومك لا يزال كامسه صورا على طرفي نقيض تجمع
يطغى النعيم بجانب وبجانب يطغى الشقي فمرفه ومضيع
في القصر اغنية على نغمة الهوى والكوخ دمع بالمحاجر يلذع
ومن الطوى جنب البيادر صرع وجنب أبي نؤاس صرع
ويد تكبل وهي مما يفتدى ويد تقبل وهي مما تقطع
واخيرا نقول كل نفس بما كسبت رهينة، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة بغداد وحلول المشاكل العالقة
- بقاء القوات الامريكية وانسحاب الاحزاب السياسية!!
- اخراج المتحزبين من مؤسسات الدولة ينهي الحرائق
- افتعال الحرائق واخفاء الحقائق من سمات السارق
- هل نقضي على الفساد ام يقضي علينا؟
- كيف ومن يستطيع اعادة الاموال المنهوبة؟!
- خدمة الاحزاب السياسية كالزرع في الارض المالحة
- حكم العوائل من البعث إلى المحاصصة
- الجميع ينادي بالعقد الاجتماعي والسياسي الجديد
- الحوار الوطني وامكانية اتمامه
- اختبار صدق القوى السياسية تمرير الموازنة الاتحادية
- الجنوب يترس ويبدي والاقليم ياخذ ماينطي
- فساد قادة البلاد السبب في قتل العباد
- التعليم الالكتروني وسيلة للتعليم ام للتجهيل
- حكم العوائل من القمة الى القاعدة
- العبرة بالتطبيق وليس بالتشريع
- يحرق ويسرق المال والاقتراض يصلح الحال؟!
- مدينة الاصلاح ليس فيها اصلاح
- بدل صندوق للاجيال ديون على الاطفال
- امخطط الولايات المتحدة الابراهيمية


المزيد.....




- -الموت أحلى من العسل-.. متظاهرة إيرانية في طهران توجه رسالة ...
- ماذا حدث بين سفيري إسرائيل وإيران بمجلس الأمن؟
- مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في ...
- بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في ...
- قصف صاروخي إيراني يشعل حرائق ويتسبب بأضرار في بئر السبع
- حرب إسرائيلية إيرانية.. هل تتدخل أميركا؟
- الملاكم ناوروتسكي.. لماذا تخشى أوروبا الرئيس البولندي الجديد ...
- محادثات إيرانية أوروبية بجنيف وعراقجي: لا حوار مع واشنطن
- 5 مدمرات أميركية في المنطقة لحماية إسرائيل و-نيميتز- تصل خلا ...
- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - الاحزاب صنعت سراق ولم تصنع قادة