أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - مدينة الاصلاح ليس فيها اصلاح














المزيد.....

مدينة الاصلاح ليس فيها اصلاح


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مدينة الاصلاح ليس فيها اصلاح!
قيل ان زعيم احدى الدول العربية طلب من الزعيم عبدالكريم قاسم في نهايات الخمسينات دعماً مالياً، باعتبار ان النظام تحول من الملكي الى الجمهوري وباعتبار ان اكثر الجمهوريات قومية، قام الرئيس عبد الكريم قاسم صاحب الشعور الوطني والنزعة اليسارية، باصطحاب الوفد المرسل من تلك الدولة العربية الى الاحياء الفقيرة في بغداد، على عكس ما يفعل اصحاب السلطة اليوم فانهم يتنكرون لأصلهم ومدنهم التي انجبتهم بعد ان يحصلوا على المناصب بأصوات الفقراء، الى حيث يسكن الالاف من الفقراء في مدن الصرائف التي جدرانها البردي وسقفها القصب، فخاطبهم قائلا متى ما وضعت سقوفا فوق رؤوس هؤلاء ابناء شعبي عندها سأكون قادراً على دعم قيادتكم، فمن غير المعقول ان شعبكم يعيش في منازل محترمة وشعبي يعيش في الاكواخ، فشرع زعيم الفقراء بمشروع كبير حول سكنة العشوائيات الى مدينة سميت (مدينة الثورة) تيمنا بثورة تموز 1958، بناها الجيش تحت شعار الجيش للحرب والاعمار، لكن يلومه بعض سكان بغداد القدماء والاغنياء بانه غير ملامح بغداد وحولها الى مدينة شبه ريفية، فاجتمعت عليه الدول القريبة والبعيدة المستعمرة والمستعمره واصحاب الشركات والاموال فقتلوه، لأنه ناصر الفقراء وكان التاريخ يعيد نفسه، من الامام علي عليه السلام الى ابي ذر من يقف مع الفقراء يقتل.
وفي نهاية السبعينات وفي عهد احمد حسن البكر، الذي اراد ازاحة هذه المدينة بحجة انها تعوم على بحر من النفط وابعادها عن مركز العاصمة افضل، لكنه اصبح اكثر ضعفاً خاصة بعد ان تولى الرئاسة الفعلية نائبه صدام حسين وفي فترة وجيزة صار هو الرئيس القائد، وفي فترة قيام الثورة الاسلامية في ايران، شرع صدام لكسب ود هذه المدينة فشرع بإكمال بعض المشاريع المخطط لها سابقا كالمجاري وتبليط الشوارع بتكليف سمير الشيخلي بذلك، خصوصاً وان فيها رصيد كبير من المقاتلين لرفد جبهات الحرب التي نشبت بين العراق وايران، وقد ضحت بالألاف من الشهداء في تلك الحرب التي دامت 8 سنوات، عمد لزيارتها صدام وامر بتغيير اسمها من الثورة الى (مدينة صدام)، لكنها وفي نهاية التسعينات اصبحت مصدر تهديد للنظام، ومعقل من معاقل المعارضة لحكمه ، حتى ان عدي صدام اراد قصفها بالمدفعية، وفي هذه الفترة انتشر مؤيدي المرجع الديني السيد محمد صادق الصدر(قدس) بكثرة حتى اقدموا على اقامة صلاة الجمعة في الشوارع العامة، ولكن بعد ان ذاع صيته وخطاباته الناقدة للنظام تم استهدافه هو ونجليه فاستشهدوا في نهاية التسعينات.
وبعد دخول الامريكان للعراق عام 2003استبشر الناس خيراً، بان الامور سوف تتحسن وان الامور سوف تؤول للمصلحين الذين نادوا كثيراً بالإصلاح والحكم العادل، وتيمناً بالسيد محمد صادق الصدر سمتها امانة بغداد باسم (مدينة الصدر)، تقلد قيادة التيارالصدري من محبي الصدر نجله السيد مقتدى الصدر، الذي امر بإنشاء قوة تحارب الامريكان سميت بجيش المهدي، ، الى ان صارت انتخابات وشاركت تلك المدينة بالانتخابات بقوة وفاز اتباع التيار الصدري بمقاعد في البرلمان كبيرة وكثيرة، وتسنم الاتباع مناصب في اجهزة الدولة المتعددة، من مدير قسم الى مدراء عاميين ووكلاء وزراء ودرجات خاصة، ولكنهم لم يلتفتوا لمدينتهم، فالمدارس هدمت، والعشوائيات انتشرت والمستشفيات صبغت جدرانها وبقت على حالها، وسرقت الاموال التي تخصص لإعمارها، وزاد التجاوز على الشوارع العامة والارصفة فتغيرت ملامح المدينة، فغاب القانون فيها وساد القوي على الضعيف، فشبكة الكهرباء تعاني من(التجطيل) الذي يجعل المحولات عاجزة عن التجهيز لكثرة التحميل، فصار الذي يمتنع عن التجاوز على شبكة الكهرباء حالة شاذة، فنحن ومنذ ثلاثة ايام الكهرباء مطفية بسبب عطب كيبل تحت الارض نتيجة التحميل الزائد، وموظفوا الكهرباء يطلبون المال من اجل التصليح فتم جمع من كل منزل 10 الاف دينار، والغريب فقط منزلين يسودها الظلام من بين عشرات المنازل المضاءة لان اصحابها (مجطلين) من الناحية الاخرى من القطاع، ان ما يثير شجوننا وضجرنا دعاة الاصلاح، الذين من اول دفعة من الاموال التي يحصلون عليها من المناصب والمقاولات ، يغادرون المدينة الى مناطق اخرى ويتركون مدينتهم تعاني، وهم لهم اليد الطولا فيها، وفي قادم الايام سوف تكون هناك انتخابات وسوف يتوددون للناس من اجل انتخابهم ، فهل تنتخبهم الناس مرة اخرى بحجة الاصلاح ومحاسبة الفاسدين؟! فالمدينة التي يدعي اصحاب الاصلاح ان فيها اصلاح وتعمير انهم كاذبون، فقد اختلط الماء الصافي بماء المجاري، واتفق ابو المولد مع ابو الوطنية والمقاول والمسؤول على سرقة المواطن، الذي رزقه الله باع وانتقل الى مناطق اخرى، ومن لم يمتلك المال ظل ينتظر الاصلاح المفقود .



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدل صندوق للاجيال ديون على الاطفال
- امخطط الولايات المتحدة الابراهيمية
- حملة ترامب بدات من ولايات خليجية
- الكذب والمشاريع الوهمية وراثة بعثية
- ماكرون والسيادة العراقية
- طلاب الأمس وطلاب اليوم
- حلة مشكلة الكهرباء بفتح ملفات الفساد
- نريد دولة قانون لا دولة اشخاص
- المفاوضات بين الاسراع والتاجيل
- الحكم بعقلية القائد بدل عقلية المعارضة
- معاجب الرعيان سارح
- بالزراعة واعادة معامل جميلة الصناعية نجتاز الازمة الاقتصادية
- تتوالى الازمات ونحن نعيش التكليف والاعتذار
- كورونا والانقلاب العسكري الامريكي
- الانانية والحرب العالمية
- لكم في السابقين عبرة
- امريكا ملاك ام شيطان
- لو العب لو اخرب الدولة
- بدلنا عادل بعلاوي ونفس الزور ونفس الواوي
- علموا اولادكم اللغة الصينية


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - مدينة الاصلاح ليس فيها اصلاح