أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - التعليم الالكتروني وسيلة للتعليم ام للتجهيل














المزيد.....

التعليم الالكتروني وسيلة للتعليم ام للتجهيل


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 6796 - 2021 / 1 / 23 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعليم الالكتروني نظام حديث للتعليم، باستخدام وسائل الاتصال الحديثة وشبكة الانترنيت والوسائط المتعددة، فهو يستطيع ايصال المعلومة بأقصر وقت واقل جهد واكبر فائدة واكثر عدد من المتعلمين، وهناك نوعين من التعليم متزامن وغير متزامن، المتزامن الذي يتطلب وجود الاستاذ والطالب في نفس الوقت والغير متزامن لا يتطلب وجودهما في نفس الوقت، وهذا التعليم موجود في الدول المتقدمة وحتى في بعض الدول العربية لكن بعد توفر البنية التحتية المناسبة لذلك.
شهدت السنة الدراسية الماضية انقطاعاً في الدوام بسبب التظاهرات الطلابية بحيث اضرب الطلاب عن الدوام بفعل اشتراك الكثير من الطلبة في التظاهرات ، حيث وصل الامر الى اغلاق الجامعات والمدارس من قبل الطلبة انفسهم، وما لحقه من حجر منزلي بسبب انتشار وباء كورونا، ونتيجة لعدم خبرة المدارس والجامعات بهذا التعليم وعدم معرفة الطلاب لهذا الاسلوب من التعليم حدثت بعض العقبات والمشاكل ، منها عدم وجود بنية تحتية من حيث توفر اجهزة الحاسوب، وعدم توفر السرعة العالية للاتصال بالأنترنيت لان الشبكات ضعيفة جداً في ايصال الاتصال وانقطاع التيار الكهربائي المستمر، وفقدان الطالب للرغبة في التعلم مقارنة بالوسائل والالعاب التي تجذب الطالب بعيداً عن دراسته في نفس جهاز الموبايل الذي يستخدمه، وصعوبة تقييم الطالب من قبل المعلم لانعدام الحوار والمناقشة وقلة الحضور فينخفض مستوى الابداع والابتكار والفهم.
ان ما تعانيه العوائل في العراق هي حرب بكل ما تعني الكلمة، فانت تضع في يد ابنك او ابنتك القاصر وهو لا يميز بين الصالح والطالح وبين الخير والشر جهاز يجلب كل شيء، ولا توجد رقابة على وسائل التواصل لا حكومية التي كل هم وزرائها جمع المال وافقار الشعب واذلاله ، ولا عائلية التي تقضي اغلب وقتها في توفير لقمة العيش ، وبعيدا عن نظرية المؤامرة التي يسخفها بعض المثقفين، لكننا راينا المؤامرات التي تم التخطيط لها في الخمسينات و كيف يتم تنفيذها وتطبيقها في منطقتنا حرفياً، وكما خلقت وسائل الاتصال التي انتشرت مع دخول الديمقراطية الينا والتي فهمها البعض على انها حرية في كل شيء فسادت الفوضى ، والبرامج وانواع الالعاب التي شغلت الطفل والشاب بحيث تحول ليلهم الى نهار، فصار الشاب المراهق مختلفاً عن تفكير امه وابيه، بل يتمرد على كل اعرافهم وتقاليدهم، وحتى على معتقدهم الديني، فانت تشتري (موبايل) بثمن تستقطعه من مصروف العائلة الشهري والذي يؤثر في جوانب اخرى من حاجات العائلة الضرورية من اجل التعليم الإلكتروني لابنك، ولكي ينجح الابن ويحصل على اعلى الدرجات، لكنك تتفاجأ وفي ساعة متأخرة من الليل وبعد استيقاظك من النوم بصورة مفاجئة تجد ابنك قد امتطى صهوة التحشيش الذي ينشر كل انواع الفاظ الرذيلة والانحراف، او انه يراسل اصدقاء السوء في الساعة الثانية او الثالثة بعد منتصف الليل، او يطالع المواقع الاباحية ، او يدمن على العاب البو بجي وغيرها الكثير، وعندما يتم إيقاظه صباحاً لا يستطيع النهوض الا بعد الثانية بعد الظهر، وعندما تطالبه بإكمال واجباته المدرسية يتحين الفرص ويخلق الاعذار بانه ليس هناك اي واجبات او فروض تم ارسالها من المدرسة، وتمر الايام واذا بالمدرسة ترسل لولي الامر استدعاء لان ابنه او ابنته قد فشل في اغلب الاختبارات وانه غالباً ناعساً وشارد الذهن ، اضافة لضعف النظر وفقدان التركيز وحب الدراسة والتعلم.
هذا الكلام عايشته مع احد اطفالي الذي يدمن على الالعاب، والذي اصبح لا يفارق الموبايل ليلا ونهاراً، وعندما تحاول اخذه منه يبكي بكاءاً شديداً وكانه قد فقد عزيزاً، مستواه الدراسي هبط الى مستوى ضعيف لأنه اصبح كل همه اللعب ، فالتساؤل المشروع هل تمت مناقشة عواقب التعليم الالكتروني وهل هو للتعليم ام للتجهيل وتدمير المجتمع بأفكار دخيله عليه ، ومن هذا الباب دخل الاعداء لعقول الشباب بعد ان اصبحت ارض خصبة لاستقبال ما يزرع فيها من افكار منحرفة ومتطرفة، والدليل جرائم العنف والانتحار وارتفاع نسبة الطلاق ، وجرائم القتل ، وتعاطي المخدرات ، وعدم احترام الابناء للقيم والاعراف المجتمعية، وتجنيدهم من قبل المنظمات الارهابية ، ومنظمات الجريمة المنظمة، وكل هذا بسبب الجهل وفقدان التعليم لرصانته وتأثيره في المجتمع، فاصبح صاحب الشهادة لا يملك معلومات باختصاصه وانما منح تلك الورقة التي تحوي درجات حصل عليها في الدور الثالث وبعد ان حصل 5 درجات من هنا و10 من هناك اضافة للغش والتحايل ، وخوف الهيئات التدريسية من الطلاب انفسهم، لانهم ربما ينتمون لأحزاب او جهات تستطيع فعل كل شيء ولا يوجد من يحميهم فالقانون مجرد حبر على ورق و يطبق فقط على الفقراء والناس البسطاء، فينبغي على الحكومة والكتل السياسية الناهبة الانتباه لهذا الامر والشروع بمراقبة وسائل التواصل وما يبث فيها من افكار وسموم تدمر المجتمع وتفككه وتنهي التعليم بكل اشكاله، وعلى العوائل مراقبة ابنائهم وتحديد اوقات معينة للدراسة ، بحيث لا يتعدى مداها الساعة الحادية عشر ليلاً وبعدها يسحب جهاز الموبايل او الحاسوب من يد الطفل او الصبي او الشاب المراهق، وترك العواطف جانباً فنحن امام غزو وحرب من جميع الجهات واخطرها الحرب الالكترونية، وما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم العوائل من القمة الى القاعدة
- العبرة بالتطبيق وليس بالتشريع
- يحرق ويسرق المال والاقتراض يصلح الحال؟!
- مدينة الاصلاح ليس فيها اصلاح
- بدل صندوق للاجيال ديون على الاطفال
- امخطط الولايات المتحدة الابراهيمية
- حملة ترامب بدات من ولايات خليجية
- الكذب والمشاريع الوهمية وراثة بعثية
- ماكرون والسيادة العراقية
- طلاب الأمس وطلاب اليوم
- حلة مشكلة الكهرباء بفتح ملفات الفساد
- نريد دولة قانون لا دولة اشخاص
- المفاوضات بين الاسراع والتاجيل
- الحكم بعقلية القائد بدل عقلية المعارضة
- معاجب الرعيان سارح
- بالزراعة واعادة معامل جميلة الصناعية نجتاز الازمة الاقتصادية
- تتوالى الازمات ونحن نعيش التكليف والاعتذار
- كورونا والانقلاب العسكري الامريكي
- الانانية والحرب العالمية
- لكم في السابقين عبرة


المزيد.....




- قتلى وجرحى بخيرسون.. كييف تواصل الإرهاب
- هل إسرائيل في مأزق إستراتيجي؟ محللون يجيبون
- دوجاريك: وضع غزة مفزع وإدخال المساعدات يجب ألا يخضع لأي شروط ...
- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - التعليم الالكتروني وسيلة للتعليم ام للتجهيل