أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان جواد - جنة اليوم والله كريم على جهنم باجر














المزيد.....

جنة اليوم والله كريم على جهنم باجر


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 7332 - 2022 / 8 / 6 - 14:46
المحور: كتابات ساخرة
    


جنة اليوم والله كريم لجهنم باجر...

حقيقة انا عشتها ، وهي حياة اغلب المواطنين الذين يعيشون في هذه الحياة بتوفير قوت يومهم فقط، كانت لدينا مبردة هواء مصنوعة من معدن الالمنيوم، كنا قد حصلنا عليها من خلال قرعة في الاسواق المركزية، كانت صناعة عراقية ، على ما اتذكر شركة الهلال للصناعات الخفيفة، كانت خفيفة الوزن لكنها متينة، حين كنا نشرب الماء من الحنفية، لا نعرف (RO) ، ولا نعرف الفلاتر التي لا يخلو منها اليوم اي بيت، وبعد ان حدث الحصار كانت هي سيدة التبريد في المنزل، وما عداها تحوير، بحيث تم قلب السقف الى حوض، وانتهت تلك الفترة القاسية، بكل ما فيها من احزان وماسي، الى ان اتى الامريكان واحتلوا العراق، واسقطوا النظام، فصار الفرهود، بعض الناس هجمت على المصارف، والبعض على مشاجب السلاح، والبعض على عجلات الدولة والياتها الضخمة والخفيفة، والبعض فرهد اجهزة التبريد التي كانت في دوائر الدولة، لكن بعد فتوى المرجعية بحرمة الاستحواذ على ممتلكات الدولة، وانها ملك عام، البعض باع ما حصل عليه، والبعض اعاده لبعض المساجد التي ادعى اصحابها بانهم سيعدونها لدوائر الدولة ومؤسساتها، والبعض بقى متحيراً وانا منهم بين الخوف والحرام، فلم نشارك في الفرهود ، ماعدا شراء قطعة سلاح ب(10) عشرة الاف، وقد عثر عليها الجيش اثناء التفتيش وتم مصادرتها، هذا ليس موضوعنا، نرجع للمبردة، كل ما ياتي الصيف نبدل ليف المبردة وننظف الواتر بم والماطور( ونضع دهن للبوش) وكل تلك الاغراض موجودة لدى ابو الانشائية، ورغم دخول المبردات الايرانية والصينية والهندية والباكستانية، لكنها لم تستمر اكثر من سنة اوسنتين وتستهلك نتيجة الاملاح في المياه، بينما مبردتنا ورغم مضي اكثرمن (20 )سنة لازالت تعمل بعد تبديل ما طورها ، والناس اخذت تشتري اجهزة التبريد الحديثة السبالت والاركندشن، فهي تحيل صيف البيت الى شتاءً، وبعد ضغط المصرف عملنا جمعية، فاشترينا سبلت ابو الطنين، وتم وضعه في الطابق الثاني في احدى الغرفتين التي اسكن انا وعائلتي فيها والتي مساحتها (3- 4)، ظهرت مشكلة اخرى وهي الربط الكهربائي، كيف اربطها على (الميزانية) مقياس الكهرباء، لو (جطل) على الوطنية مباشر، كالكيزر والسبلت، وهذا ما متبع عند اغلب الناس بل استطيع القول جميعهم، صار جدال بيني وبين بعض الجيران والاقارب عن الحلال والحرام ، والقانون، فكان رد اغلب من كان موجود انت وين عايش، هي القادة مالتك متجاوزه وسارقة الدولة، وحصتنا وحصتك ببطونهم وانت خائف من واير كهرباء، قلتلهم شيخلصنا من نار جهنم غداً ، المهم وجدت المبررات وربطت، وانا نايم بالغرفة التي فيها السبلت ، ورغم فترة مجيء الكهرباء لساعتين متقطعة لكنها اصبحت باردة جداً حتى اني تغطيت ببطانية، وعندما نهضت لأغادر الغرفة لقضاء حاجة، فتحت الباب واذا بنار السموم وهواء الممر يلفح وجهي، عندها عرفت الفرق بين الجنة والنار وكما قال تعالى(( ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله قالوا ان الله حرمها على الكافرين)) سورة الاعراف، وتذكرت اصحاب الكراسي وكيف يبررون لنفسهم العيش الرغيد والرواتب الضخمة، والرفاهية والقصور الفارهة، وانها ليس حرام انما القانون منحها لهم وانهم كانوا من المجاهدين، وكيف يمنعون الصناعة الوطنية لأنها سوف تفشل تجارتهم، فاذا السلعة العراقية تبقى (20) سنة والمستوردة سنة او سنتين ، هذا يجعل ارباحهم صفراً، وانا ايضاً خيرت نفسي بين اقطع الواير (الجطل) واربطه على الميزانية والراتب ما يكفي، او ابقيه على حالة واعيش بجنة اليوم على برودة هذه الساعة يحاسبني رب العالمين والله كريم لجهنم باجر فالله غفور رحيم، وعندها عرفت معنى مقولة كيفما تكونوا يولى عليكم.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوداني ما بين الاطار والتيار وخلطة العطار
- لماذا يختارون الضعيف بدل القوي الامين؟
- خطاب السيد جعفر الصدر بين الواقع والطموح
- ازمة تقاسم الكعكة وأزمة توفير الخبزة
- من الذي يقود الراي العام ام السياسة؟
- البيوتات السياسية وفوبيا المعارضة البرلمانية
- اما توافق او اغلبية او حل البرلمان والمستقلون بيضة القبان
- الاحزاب الإسلامية والفشل في الحكم
- حكومة الأغلبية مجرد لعبة سياسية
- الحكومة بين الاغلبية والتوافق
- شعبية التيار الصدري تستحق رئاسة الوزراء
- الانتخابات والمرشحون قبلها خدام وبعدها ظلام
- الاحزاب صنعت سراق ولم تصنع قادة
- قمة بغداد وحلول المشاكل العالقة
- بقاء القوات الامريكية وانسحاب الاحزاب السياسية!!
- اخراج المتحزبين من مؤسسات الدولة ينهي الحرائق
- افتعال الحرائق واخفاء الحقائق من سمات السارق
- هل نقضي على الفساد ام يقضي علينا؟
- كيف ومن يستطيع اعادة الاموال المنهوبة؟!
- خدمة الاحزاب السياسية كالزرع في الارض المالحة


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عدنان جواد - جنة اليوم والله كريم على جهنم باجر