أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - الحزب الشيوعي السوداني والنزاع المسلح الراهن















المزيد.....

الحزب الشيوعي السوداني والنزاع المسلح الراهن


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7590 - 2023 / 4 / 23 - 17:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يحتفل الشعب السوداني هذا العام بعيد الفطر السعيد، بل على العكس تماما لم يكن عيدا سعيدا بالنسبة للشعب السوداني ( ولنا أيضا) حيث إنتشرت جثث الضحايا الأبرياء في الشوارع ولم يكن بالإمكان دفنها فورا، كما لم يتمكن بعض الجرحى من الوصول الى المراكز الطبية لتلقي العلاج ونزف البعض منهم حتى الموت، فيما صعب على المواطنين سحبهم من ساحات الوغى ومن حاول فعل ذلك ربما تلقى رصاصة أردته قتيلا.
وفد يظن البعض، أن ما يحدث في السودان ما هو إلا "سحابة صيف" ستنجلي قريبا وستعود الأمور الى مجاريها السابقة ومع الاحترام لهؤلاء الأشخاص فان ذلك مجرد أوهام وذرّ للرماد في العيون.
فطرفي النزاع هم من العسكر، الذين وصلوا الى سدّة الحكم بحسم عسكري وأجروا فيما بينهم محاصصة فسمي أتباع البرهان بـ "الجيش الرسمي الشرعي" وسمي أتباع حميدتي بـ "قوة الردع السريع" وهي تشكيلات عسكرية شبه رسمية متفق عليها. إذا فالصراع والنزاع المسلح ليس ثورة على الظلم والطغيان قام بها الشعب السوداني إذ أن الظروف لم تنضج بعد لذلك وليست مواتية، وإنما صراعات عسكرية بين قطبين عسكريين رسميين لمصالح ضيقة ليست أكثر، ولا ينتهي هذا الصراع حتى ولو حسم أحد اطرافه المعركة لصالحه.
ليس خفيا على أحد أن السودان يمر الان بمنعطف خطير تتعقد فيه الأمور ويختلط " الحابل بالنابل" ويبقى أساس وجوهر هذه الأحداث مرتبط من قريب وليس من بعيد ليس فقط بالصراع السياسي بين المتصارعين وإنما أيضا ولو بطريقة غير ظاهرة فإن ما يحدث هو إفراز أيضا لصراع طبقي لكن هذه المرة طبقة واحد ( أو بالأحرى شريحة من طبقة) تتصارع فيما بينها، وفي حقيقة الأمر، فإن القوى التي تعتبر نفسها طليعية في السودان الشقيق ( ونحن نعتبرها كذلك) قد أخفقت – حتى الان - في بلورة موقف يشكل بوصلة لنا ونحن نجري تحليلاتنا "السطحية" لما يجري في السودان الشقيق فنحن الأبعد جغرافيا وسياسيا عن الشأن السياسي.
في التاسع عشر من نيسان (ابريل) لعام 2023 أصدر الحزب الشيوعي السوداني بيانا توضيحيا هو عبارة لشديد الأسف عن "تصفيط كلام" ونظريات لا تخدم ولا " تسمن أو تغني من جوع" إذ أن الشعب السوداني في هذه الفترة العصيبة يحتاج الى موقف واضح يتبعه تحرك واضح وليس كلمات منمقة ونظريات حيث جاء في البيان أن " اتخاذ الموقف الماركسي الصحيح يعتمد على فهم موقف الحزب الثوري ودور قاعدة وقيادة الحزب في التأثير على الاحداث على أساس اتباع التكتيكات الصحيحة مبنية على تجارب الحزب الثوري والقراءة الصحيحة للواقع وهكذا يتقدم الحزب الثوري لطرح رؤيته امام الجماهير وتعبئتها وتنظيمها بهدف الدخول بجسارة واقدام لمواجهة اعداء الثورة وهزيمة مخططاتهم"، فما الذي فهمناه بالله عليكم من "تصفيط الكلام" هذا وعن أية ثورة يتحدث البيان؟ وهل المرحلة الراهنة في السودان هي مرحلة نظريات ومنظرين؟
وأمعن البيان الصادر في "حقننا بإبرة المخدر" بالقول أنه يذكّرنا بـ " بيان اللجنة المركزية بتاريخ 15 ابريل ونداء المكتب السياسي بتاريخ 17 ابريل الى الواقع المزري الذي تعيشه الجماهير من جراء الحرب العبثية التي شنها الجنرالات فيما بينهم، ان السبب الرئيسي لاندلاع المواجهات العسكرية هو تنزيل مشروع الهبوط الناعم على الارض والخلاف بين الجنرالات والمتحالفين معهم، ليس في الموقف من مشروع الهبوط الناعم لكن في التفاصيل والثانويات والمحاصصة في السيطرة على السلطة والثروة والاختلاف الاخر حول التحالفات الخارجية ومصالح هذه القوى وانعكاساتها ، للتوضيح يجب القول ان خلاف الجنرالات ليس حول مشروع الهبوط الناعم الذي يطرحه الاتفاق الاطاري او السياسي انما حول بعض التفاصيل في نتائج الورش الخمسة التي نمت والتي كانت محاولة لتنزيل المشروع الى ارض الواقع"، فإن كان أي منكم يا سادة يا كرام قد فهم شيئا من هذا الكلام الناعم المنعم فليتفضل ويتكرم علينا بتنويرنا؟ وأعجب هنا كيف أن القتال المسلح يدور في الشوارع ويجلس أحدهم في منزله مع الاحترام لشخصه ليكتب لنا مثل هذه العبارات التي تصدر عن حزب يصف نفسه بالحزب الطليعي ونحن نعتبره كذلك ونعتبر ما يصدر عنه مرجعا لنا كي بلورة مواقفنا.
ويكسر لنا الحزب الشيوعي السوداني " قشرة الفاظه عن لبّ الفكرة " بالقول أن " الخلاف حول الدمج والاصلاح والذي ينعكس في عدد السنوات من سنتين الى عشر سنوات ، هل هذا الخلاف يرقى الى مستوى الحرب العبثية؟ !! من الواضح ان الخلاف اعمق وهو يتعلق كما ورد في بيان اللجنة المركزية ونداء المكتب السياسي هو حول السلطة والثروة ولكل طرف من الجنرالات حلفاءه من المدنيين فموقعي الاتفاق الاطاري بشكل عام هم من حلفاء جنرالات الدعم السريع وفى اعتصام الموز والمشاركين في اجتماعات المخابرات المصرية بالقاهرة ومن ثم اعضاء الكتلة الديمقراطية هم حلفاء جنرالات اللجنة الامنية".
ونحاول هنا أن نستنبط ما الذي يريد الوصول إليه هذا الذي كتب البيان ناسبا إياه للحزب الشيوعي السوداني. فهل الخلاف فعلا بين العسكريين في السودان حول ما يسمى بخطة "الدمج والإصلاح" ومقدار ذلك كحقبة زمنية ( عامين أو عشرة أعوام) وهل فعلا أنصار الطغمتين العسكريتين المتصارعتين هم من المدنيين أم أنهم من أقارب الفريقين المتنازعين ومن لفّ لفهم، بمعنى أن جزء من الشعب السوداني ينقسم وفقا لاعتبارات شخصية خاصة الى مؤيد للبرهان والجزء الآخر مؤيد لحميدتي وهل يقوم حزب عريق كالحزب الشيوعي السوداني بتسطيح الأمور على هذه الشاكلة؟ وعن أي إتفاق إطاري تتحدثون وأين موقفكم من هذا الاتفاق ولماذا تدخلون من يقرأ بيانكم في "الغاز المغامرون الخمسة" بالحديث عن إتفاق للموز واجتماعات القاهرة والكتلة الديمقراطية واللجنة الأمنية، كما لو أنكم تنتقون " من كل بستان زهرة".
وأردف بيان الحزب الشيوعي في السودان مضيفا "قنبلة الموسم" بالقول " .. خارجيا واضح ان الخارجية الامريكية والاتحاد الاوروبي ومصر تقف بشكل او اخر خلف اللجنة الامنية ، فيما تقف روسيا فاغنر والامارات خلف جنرالات الدعم السريع... " ليصل الى إستنتاج فذّ يقول " ... اذا وبناءا على هذه القراءة طرحت اللجنة المركزية رؤيتها التي طورها نداء المكتب السياسي بإضافة المزيد من التفاصيل حول مسؤولية القوى - كل القوى - التي تسعى الى تنفيذ مشروع الهبوط الناعم في تفجير الواقع الحالي والوصول الى الكارثة العبثية التي تعيشها جماهير شعبنا المسالمة، وبالتالي المسؤول الاول والاخير فيما نعيشه الان هم الذين يوافقون ويحاولون تنفيذ الهبوط الناعم ، اي محاولة لطمس هذه الحقائق هي محاولة لتغبيش الوعي والهروب الى الامام، الذي يعني في النهاية العودة الى قحت ومشروع الهبوط الناعم".
ومن هنا، فإن الحزب الشيوعي في السودان يعلن صراحة أن قوات الدعم السريع تحظى بالدعم الروسي الفاغنري بينما تحظى قوات البرهان بالدعم الأمريكي الأوروبي الرجعي العربي، وهو بذلك وبشكل مبطن يقول لنا أن الصراع الروسي الأمريكي الأوروبي قد إنتقل للأرض السودانية وتكون من الكوارث إذا مال الحزب الى جانب قوات الدعم السريع ... كيف لا ... فإن بعض الأحزاب الشيوعية ما زالت مقتنعة بمقولة " إن أمطرت في موسكو ... فلنرفع الشماسي في بلادنا". وأرجو أن أكون مخطئا في ذلك، فانا أحترم تاريخ الحزب الشيوعي السوداني ونضالاته، لكنني صراحة أصبت بالصدمة من " موقف اللاموقف هذا".
ونعود الى كاتب بيان الحزب الشيوعي السوداني الذي ذيله بالقول أن البيان صادر عن "مكتب الاعلام المركزي " حيث أردف قائلا " يطرح الحزب الشيوعي السوداني مشروع الجبهة في اطار الفهم الثوري الوارد في ورقة استرداد الثورة اي تحالف التغيير الجذري هو الجبهة الجماهيرية العريضة واعلاناتها هي ادبيات التحالف العريض الذي يدعو اليه الحزب ويقدمه الى جماهير شعبنا بغض النظر عن انتمائاتهم الحزبية ، فالحزب لا يدعو الى جبهة وطنية عريضة ولا قحت موسعة ولا قيادات قحت ، لانه ببساطة لا يمكن بل من المستحيل تكرار تجارب ما قبل انسحاب الحزب من قحت في نوفمبر 2021م ".
خلاصة القول، مع كل الاحترام والتقدير لنضالات الحزب الشيوعي السوداني وتاريخه العريق، إلا أن موقف الحزب مما يدور من ويلات في السودان الان، هو موقف ... اللاموقف ... موقف مبهم للغاية، لا يرتقي الى مكانة الحزب ودوره ونضالاته وتاريخه، ولا عجب أن تصل الأمور في السودان الى ما وصلت إليه هذه الأيام، طالما أن الساحة متروكة طوعا من قبل من نعتبرهم طليعيين لغير الطلعيين في البلاد.
أتمنى أن أكون مخطئا، وأن يرد عليّ أي كان بمقالة موضوعيه تزودني بحقائق غير التي قرأتها على موقع الحزب الشيوعي السوداني الفيس بوكي على نحو تجعلني أراجع موقفي وأقدم إعتذاري لحزب تعلمت منه الكثير الكثير.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة تموضع وترتيب أوراق
- السودان
- رددي أيتها الدنيا .... نشيدي
- الروايات البوليسية
- روسيا اليوم
- عن رغد وسيف الاسلام وجمال
- ليس كل ما يلمع ... ذهبا.
- إنقلاب عسكري في دولة الإحتلال؟
- هل تراجع النفوذ الامريكي في العالم؟
- التقارب الايراني السعودي
- الحنفيات
- ما بعد زلزال تركيا
- الى متى؟ ... والى أين؟ ... وماذا بعد؟
- أن يأتي متأخرا
- المبادرة الصينية للسلام في أوكرانيا
- شذرات حول حراك الدب الروسي
- اعادة ترتيب الاوراق
- هل وضعت الحرب الروسية الأوكرانية أوزارها؟
- صراع الأضداد
- دبور في في منو ..... عسل


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - الحزب الشيوعي السوداني والنزاع المسلح الراهن