إعادة تموضع وترتيب أوراق

خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7584 - 2023 / 4 / 17 - 20:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كثيرة هي الأحداث التي تحصل بوتيرة متسارعة في منطقتنا. تقارب سعودي/ إيراني، شبه عوده لنظام الأسد وتقبل له في الساحة الدولية والعربية، إنكفاء تركي على الذات في أعقاب الزلزال المدمر وما تبعه من هزات إرتدادية، صفقة تبادل أسرى كبيرة بين طرفي النزاع في اليمن شملت أسرى عرب لدى الحوثيين، سماح لقيادة "حماس" بآداء مناسك العمرة مع إستقبال الرئيس الفلسطيني في السعودية وترجيح عقد لقاء ثنائي بين الفصيلين الفلسطينيين برعاية سعودية، إشتعال فتيل الحرب في السودان بين طغمتين عسكريتين، وغيرها الكثير الكثير من الأحداث المتسارعة، وأهمها إنحسار التغطية الإعلامية إزاء الحرب الروسية الأوكرانية.
يظن البعض أن هناك إعادة ترتيب لموازين القوى في العالم وإختلاف التوازنات وجميعها – كما يعتقدون – تعادي الغرب وأمريكا، كما لو أن أمريكا والغرب سيتركون الأمور " على حل شعرها" كما تقول الأمثال العربية وستسمح أمريكا – رغما عنها- لتوسع النفوذ الروسي والإيراني والصيني والتركي والسعودي والفيتنامي والكوري على حساب أمريكا وأوروبا.
لكن الخط الأحمر الأساسي في ذلك كله، أن يبتعد الجميع عن " التحرش" بالكيان الصهيوني، بل على العكس إذ تردنا الأنباء ( ويا للمهزلة) عن جهود وساطة إسرائيلية بين المتصارعين في السودان ( الله أكبر) وتستمر الغطرسة الصهيونية في الأرض الفلسطينية المحتلة والتوسع الإستيطاني والقمع والتنكيل وإنتهاك حرمة المقدسات والأماكن الدينية والمس بمكانة القدس وإستهداف البشر والشجر والحجر.
إن ما يجري هو بالضبط كما لعبة الورق ( الشدة) خلط للأوراق بغية أعادة توزيعها على اللاعبين الأساسيين وترتيبها بحيث يبقى مع أمريكا كرت " الجوكر" أو كرت " الطرنيب" وكل ذلك على طاولة لعب الحركة الصهيونية والـ " المحافظين الجدد" وكذلك ماكنة عائلة روتشيلد الإعلامية.
لا جديد في المنطقة، ولا يوجد في الأفق ما يشير الى إنهيار نظام القطب الواحد وتشكل أقطاب ومحاور جديدة، وكل ما يجري من أحداث هي مناوشات و "خرمشاط قطط " ليس أكثر، جهات وأفراد يحاولون أن يقولوا " نحن هنا".
إعادة تموضع، إعادة خلط وترتيب الأوراق وتوزيعها ليس أكثر ... وكما قال الشاعر مظفر النواب مخاطبا "صانعي القرار" .... تتحرك دكة غسل الموتى .... أما أنتم .... فلا تهتز لكم قصبة.

#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل