أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - السودان














المزيد.....

السودان


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7583 - 2023 / 4 / 16 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يجري في السودان الشقيق مسألة لا تخص الشعب السوداني وحده، بل تخصنا جميعا. ولأولئك الذين يظنون أن " الطوشة في الحارة الأخرى" وليست في "حارتهم" فهم واهمون، كما النعامة تدفن رأسها في الأرض بينما يظهر جسدها بالكامل لمن يستهدفها. إن أية حالة عدم إستقرار أو إقتتال داخلي في أي بلد عربي تمسنا جميعا، ولا تنفع مقولة " فخار يكسر بعضه" وخاصة عندما نرى أن طرفي الخلاف والنزاع المسلح في السودان هم من العسكر.
إن ما يحدث في السودان اليوم من نزاع عسكري بين الجيش الرسمي الذي يسيطر قادته على سدّة الحكم في السودان وبين ما يسمى بقوة الردع السريع، التي هي أيضا قوات عسكرية تشكلت بمعرفة الجيش يعيدنا الى خمسينات وستينات والى حد ما سبعينات القرن المنصرم عندما كان ولا زال "العسكر" يتحكم بمقاليد الحكم في الكثير من البلدان العربية وغير العربية، وكانت السمة الغالبة لأي إنقلاب عسكري هي السيطرة على القصر الرئاسي والإذاعة والتلفزيون الرسمي والمطار، وشن حرب إعلامية بين طرفي النزاع تنشر أخبار مفبركة حول إنتصارات وهمية لهذا الطرف أو ذاك بل وتبث مقاطع من أسر جنود من قبل كل طرف وإعلانات تأييد لأحد الأطراف لقادة من العسكريين أو قادة أحزاب وفصائل.
إن مرجعيتنا الأساسية في إبداء أي موقف بخصوص ما يحصل في السودان الشقيق هي أهل السودان من القوى الطليعية الحريصة على الكل السوداني لا الخاص الضيق المتعلق بموازين قوى بين العسكر وغير العسكر.
إن موقف القوى الوطنية الحقيقية في السودان يتجسد في أولا عدم تأييد طرف على حساب طرف آخر في النزاع المسلح الدائر بين طرفي العسكر، بل على العكس فإن هذه القوة تعتبر أن ما يجري هو صراع شخصي لا يتعلق بالحرص على السودان والسودانيين بل هو صراع على سلطة أصلا هي مغتصبة من العسكر بعد تقديم أكثر من وعد بإجراء إنتخابات عامة لم تحصل حتى الان. كما وأن القوى الوطنية السودانية قد دعت وتدعو الى تجنيب المدنيين ويلات هذا الصراع الشخصي من سقوط مدنيين أبرياء وجرحى وعملية تهجير قسري من منازل بعض المواطنين ونحن في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، وتطالب بتوفير الملجأ الآمن لمن تهجروا جراء هذا الصراع العسكري المسلح.
لقد أجج الغرب وبعض الدول العربية المجاورة وغير المجاورة للسودان في إشعال فتيل ونيران النزاع المسلح بين طغمتين عسكريتين تحاول كل منها حسم الأمور وموازين القوى لصالحها، وكان واضحا في الأسبوع الاخير أن نزاعا مسلحا قد أصبح وشيكا إلى أن إشتعل قبل يومين ومن الواضح أنه سيستمر لفترة من الزمن دون أن يحسم أي طرف النزاع لصالحه مع ما يرافق ذلك كله من خسائر في الأرواح والممتلكات وفي النهاية سيجلس الطرفان على طاولة المفاوضات برعاية غربية ورجعية عربية لإقتسام " الكعكة" وتتم عملية تهدئة لكن طبولها ستبقى جاهزة لأن تقرع مجددا بين لحظة وضحاها فطرفي النزاع لن يغفرا كل للآخر وسيبقى كل منهما ينتظر الفرصة لسحق الطرف الآخر ( على هدي المثل الشعبي قلّو لاطيلك ... قلّو صاحيلك ) وستدخل السودان – لا قدر الله - في دوامة طباخة أزمات وإقتتال داخلي على نار هادئة بشكل متواصل وسنبتعد أكثر فأكثر عن مسألة إجراء إنتخابات عامة، وستفرح الدوائر الغربية لذلك كله، وسيشعر الكيان الصهيوني براحه أكبر لإستمرار حرب " داحس والغبراء " بحلتها الجديدة وستستمر إثيوبيا في ملء خزانات سدة النهضة الإثيوبي ضاربة بعرض الحائط بالأمن القومي السوداني والمصري.
وصراحة، لا يوجد أية آفاق لتحرك القوى الوطنية السودانية وحسم الأمر، لأنه عندما يتناحر العسكر يتقلص دور هذه القوى ولا تستطيع تحت قعقعة السلاح وفوهات البنادق أن تحقق مطالبها الداعية الى تعميق حياة المجتمع المدني وإحترام سيادة القانون وإستقلال القضاء ورفع مكانة حقوق الانسان، حيث أنه من المعروف أنه عند تحرك العسكر يتم تعليق كافة مظاهر المجتمع المدني وتسود أحكام حالة الطوارىء.
خلاصة القول، وإن كنا نتمنى أن لا يحصل ذلك كله، وأن تتوقف فورا حالة الصراع العسكري في السودان، فإن المؤشرات الأولية تفيد أن السودان سيدخل في حالة من التردي والتشتت والتمزق لفترة من الزمن تمتاز بين صعود حدة التوتر تارة وإنحسارها تارة أخرى وستتحول المدن والمواقع السكانية السودانية الى ثكنات عسكرية وسيطغى حكم العسكر المتشرذم وسيسرع كل طرف عسكري سوداني من الأطراف المتصارعة الى تقديم آيات الطاعة والولاء للغرب وللرجعيات العربية في المنطقة وكل ذلك سيعيد السودان الى الوراء سنوات وسنوات و "كأنك يا أبو زيد ما غزيت".
حمى الله الشعب السوداني.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رددي أيتها الدنيا .... نشيدي
- الروايات البوليسية
- روسيا اليوم
- عن رغد وسيف الاسلام وجمال
- ليس كل ما يلمع ... ذهبا.
- إنقلاب عسكري في دولة الإحتلال؟
- هل تراجع النفوذ الامريكي في العالم؟
- التقارب الايراني السعودي
- الحنفيات
- ما بعد زلزال تركيا
- الى متى؟ ... والى أين؟ ... وماذا بعد؟
- أن يأتي متأخرا
- المبادرة الصينية للسلام في أوكرانيا
- شذرات حول حراك الدب الروسي
- اعادة ترتيب الاوراق
- هل وضعت الحرب الروسية الأوكرانية أوزارها؟
- صراع الأضداد
- دبور في في منو ..... عسل
- وجعلنا من الماء كل شيء حي
- هل زلزال تركيا وسوريا ... بفعل فاعل


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - السودان