أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد بطراوي - ما بعد زلزال تركيا














المزيد.....

ما بعد زلزال تركيا


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7539 - 2023 / 3 / 3 - 22:57
المحور: حقوق الانسان
    


قبل الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وتأثرت به دول الجوار، كنا نتحدث نظريا عن الزلازل وكنا نستعرض تاريخ الزلازل في منطقتنا، كما وكنا نستمع الى الأصوات القليلة المنادية بضرورة الاحتياط والعمل للتخفيف من أضرار الزلازل وكنا – وما زلنا للأسف – نضرب بهذه الدعوات بعرض الحائط بل وذهب البعض منا للمغالاة والطمأنة الكاذبة للنفس بأن أرضنا هي أرض طاهرة لا يضربها زلزال مدّمر.
وبعد أن ضرب الزلزال المدمر تركيا، وما تبعه من هزات ارتدادية في تركيا ودول الجوار وبعد الوقوف على حجم الدمار وعدد الضحايا والجرحى والمعاقين والذكريات الأليمة وكما يقول المثل الشعبي " راحت السكرة ... وإجت الفكرة" ليس لقناعة علمية بأهمية التقليل من مخاطر الزلازل وإنما بسبب الخوف منها وما تبعتها لدرجة القلق الشديد عند البعض الذي تحول لدى عدد كبير من بيننا الى " فوبيا الزلازل".
وبعد الزلزال أيضا، إنتعش " سوق" الأخصائيين في علوم الأرض وهندسة الزلازل في عالمنا ومحيطنا، أولئك الذين " إنبح صوتهم" على مدار سنوات وسنوات محذرين من مخاطر الزلازل ومطالبين ببذل كل جهد مستطاع لدرء أخطار الزلازل، فبتنا نرى الجميع يطلب منهم المشاركة في هذه الندوة أو تلك، أو هذه المحاضرة أو ذلك اللقاء عبر الفضائيات، وكل ذلك يدخل في إطار " الفزعة" ولا يؤسس فعلا لدرء أخطار الزلازل، فما زلنا – ولشديد الأسف – نحلق في النظريات العلمية وكما ذكرت آنفا، ليس لقناعتنا بأهمية العلم والتعلم المستمر وإستخلاص العبر والنتائج وإنما خوفا من الزلازل القادمة.
حتى تاريخه، لا يوجد أي فعل على الأرض، والمقصود هنا إتباع الإجراءات الصارمة لما قبل حدوث الزلزال القادم. نحن الان، في مرحلة ما بعد زلزال تركيا وسوريا وما يتوجب فعله "بعد حدوث الزلزال"، وفي ذات الوقت نحن أيضا في مرحلة "ما قبل حدوث الزلزال" القادم.
وماذا يعني ذلك؟
ذلك يعني أنه ليس فقط في الدول التي ضربها الزلزال أو القريبة منها، بينما في سائر دول المعمورة وبدرجات مختلفة، علينا أن نجري تقييما شاملا كاملا لحالة المباني والانشاءات والبنية التحتية والسدود وغيرهم وإتخاذ التدابير الفورية لمعالجة أي خطأ إنشائي أو تصدع نجم عن سلوك المبنى أو البنية التحتية على إمتداد سنوات الإشغال و/او الاستخدام بما يعرف بـ "الهندسة السلوكية" (Behavioral Engineering)، فعلى سبيل المثال، في كل بناء وكل شقة وعلى إمتداد سنوات إستخدامها، أحدث السكان فيها مجموعة من المتغيرات كالحفر في العناصر الحاملة لتثبيت بعض أثاث المنزل، أو إزالة جدران حاملة أو قص أجزاء منها أو غير ذلك، ما يستوجب فحصا إنشائيا لأن أي تأثير سلبي على الشقة لن يؤثر عليها وحدها فقط وإنما على المبنى برمته وسلامته الانشائية.
وفي ذات الوقت، وعندما نتحدث عما هو قائم وتأثيرات الزلازل عليه وحالته الإنشائية وما يتوجب الشروع الفوري في عمله، يجب علينا أيضا أن لا نسمح لأية عملية إعمار أن لا تكون مطوّعة لتحمل تأثيرات الزلازل. كما ويجب أن لا نستهين بتأثيرات الزلازل المرعبة إذا ما حصل تشققات أو تصدعات أو إنهيارات في السدود التي تحجز خلفها كميات مهولة من المياه وكذلك المنشآت النووية سواء أكانت لأغراض سلمية أو أمنية.
وتزداد أهمية الشروع الفوري في كل ذلك بشكل خاص في تلك الدول – ودولنا العربية من بينها – التي ما زال فيها الركون الى العلم والى الأطر القانونية الناظمة متدنيا حيث تعّم حالة عدم إحترام مبدأ سيادة القانون وتطبيق مفهوم " حارة كل مين إيدوا ... إلو".
خلاصة القول .... دعونا من النظريات والندوات والمحاضرات واللقاءات عبر الفضائيات .... وليخرج الفرسان للميدان.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى متى؟ ... والى أين؟ ... وماذا بعد؟
- أن يأتي متأخرا
- المبادرة الصينية للسلام في أوكرانيا
- شذرات حول حراك الدب الروسي
- اعادة ترتيب الاوراق
- هل وضعت الحرب الروسية الأوكرانية أوزارها؟
- صراع الأضداد
- دبور في في منو ..... عسل
- وجعلنا من الماء كل شيء حي
- هل زلزال تركيا وسوريا ... بفعل فاعل
- هل عدو عدوي ... صديقي ؟
- وتلك الايام نداولها بين الناس
- الحتمية التاريخية
- الاقطار العربية
- البرلمانيون العرب
- تحطم المروحية
- النزول عن الشجرة
- كامل الأوصاف
- الكرسي
- استمرار الحرب الروسية الاوكرانية .... ذر للرماد في العيون


المزيد.....




- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل للأسرى
- الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بالإفراج عن الأسرى ورحيل ...
- فيديو: أطلقوا العنان لصرخات متواصلة.. طلاب يتظاهرون ليلاً أم ...
- حملة سياسية وإعلامية.. ميقاتي يرد على مزاعم وجود -رشوة أوروب ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل فورية وإسقاط ...
- -لا أستطيع التنفس!-.. فيديو يظهر لحظة اعتقال رجل من ذوي البش ...
- لبنان يرفض تهمة تلقيه رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين على أرضه ...
- تظاهرة تونسية تطالب بإجلاء المهاجرين الأفارقة
- كيف تصدرت موريتانيا ترتيب حرية الصحافة عربيا وأفريقيا؟
- احتجاجات وسط تونس تطالب بـ-الإجلاء السريع- لآلاف المهاجرين ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد بطراوي - ما بعد زلزال تركيا