أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - البرلمانيون العرب














المزيد.....

البرلمانيون العرب


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما يظهر بعض النواب في البرلمانات العربية وهم يحملون ورقة عبارة عن وثيقة يستندون إليها في مساءلة وزير أو مجلس وزراء، وكثيرا ما نشاهد على شاشات الفضائيات هذا النائب أو ذاك يصرخ ويحتد وقد يصل الأمر الى عراك بالأيدي بين النواب.
وقد يقول قائل أن هذه المشاهد تتكرر في معظم برلمانات العالم ولا تقتصر هذه الظاهرة على البرلمانات العربية ونحن من دون أدنى شك نتفق مع هذه المقولات.
لكننا لو تتبعنا تاريخ برلماناتنا منذ الاستقلال الشكلي للدول العربية والى الان، لوجدنا أن من يصبح برلمانيا يأتي في العادة إما من خلال البعد العشائري أو الفصائلي وفي معظم الأحيان حتى هذه الافرازت تستند الى كل المعايير إلا الكفاءة والصلاحية لكي يشغل هذا الشخص موقعه في البرلمان.
لذلك، وبغض النظر عن شكل النظام الحاكم في البلاد ، جمهوريا كان أم ملكيا، تحولت السلطة التشريعية الى متطلب تجميلي للنظام الحاكم ... ليس إلا ... وفي أحسن الأحوال تمخض عنها قوانين وتشريعات لا تصب في مصلحة الشعوب بقدر ما تحفظ الإطار الناظم للطبقات العليا من المجتمع ومصالحها.
ومن منا يثق بأن البرلماني سينفذ ما وعد به في دعايته الانتخابية، ومن منا أيضا على قناعة بأن هذا البرلماني سيقدم استقالته إذا ما شعر بأن وجوده في البرلمان لا يحقق ما طرحه في دعايته الانتخابية؟
لذا، ومن دون التعميم، أصبحت عضوية البرلمان لا تعدو كونها مركزا اجتماعيا و"برستيجا" للعضو وراتبا مغريا وحصانة ومجموعة من الامتيازات وتوظيف للاقارب والمعارف وراتبا تقاعديا يؤمن للبرلماني شيخوخة ذات رخاء.
ذلك أن السبب الحقيقي وراء ذلك كله هو عدم وجود تشريع يحاسب عضو البرلمان على أدائه بالبرلمان قياسا بالوعود التي قطعها على نفسه أمام ناخبيه، فما أن تنتهي عضويته في البرلمان .. تطوى صفحته حتى أننا كثيرا لا نجد أن لدى الغالبية من البرلمانيين الرغبة حتى في الترشح لدورة برلمانية ثانية وإن وجدت هذه الرغبة فتكون بغية تحقيق مزيد من الانجازات على المستوى الشخصي الضيق أخفق هذا البرلماني في تحقيقها في الدورة البرلمانية المنتهية.
البرلمانيون الذين يسميهم فصيلهم السياسي ويصلون الى البرلمان لا يعملون بموجب مرجعية من فصيلهم ويتصرفون على أهوائهم، فيسجل الفصيل لنفسه أنه حصل على مقاعد في البرلمان يتباهى بها بحجمه في البلد ولا يحاسب الفصيل مندوبه على أدائه البرلماني ولا يتقدم من خلاله بأية مقترحات تسهم في مأسسة البلد وإعلاء شأن سيادة القانون والتطبيق الخلاق لمبدأ فصل السلطات وإحترام السلطة الرابعة. وكثيرا ما تستخدم الفصائل ( وخاصة الحزب الحاكم) ممثليها في البرلمان لتمرير وتنفيذ وتجذير مصالحها وبسط نفوذها وسيطرتها فيتحول البرلمان الى أداة طيعة لذلك الفصيل.
قليلا ما نرى برلماني يتحرك ومن خلفه طواقم متخصصة في المجالات الحياتية تسنده بالمرجعيات العلمية، أو فريق لديه يستقبل شكاوى الجمهور أو حتى منصة تواصل اجتماعي تبقيه على تماس مع المواطنين.
فان تم تغييب ذلك كله، فما بالكم بدور البرلماني العربي في السياسات الخارجية لبلده، ليس على الصعيد التنفيذي وإنما على الصعيد التشريعي، حيث لا تأبه السلطة التنفيذية والحكومات بردود فعل برلماناتها وتعتبرها "سحابة صيف" او "زوبعة بفنجان" والأمثلة تطول في هذا المجال وتحديدا فيما يخص الموقف من الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الصهيوني الغاصب.
ذلك كله، لا يعني العزوف عن الدخول في البرلمان، بل ضرورة العمل حتى في البرلمانات الأشد رجعية ... ضرورة مأسسة الدول في إطار السعي لاحترام مبدأ سيادة القانون والقضاء وفصل السلطات وتعزيز المساءلة والمحاسبة بما فيهم أعضاء البرلمان حتى بعد انتهاء عضويتهم والعمل الدؤوب الذي لا هوادة فيه لتحقيق الاستقلال الحقيقي لدولنا العربية.
نحن بحاجة الى بلورة ثقافة برلمانية جديدة في زمن تحدث فيه متغيرات عالمية تحتم علينا رؤيتها في سياقها التاريخي ومعادلاتها الدولية المتناقضة في حالة تشكل وحدة وصراعا للأضداد.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحطم المروحية
- النزول عن الشجرة
- كامل الأوصاف
- الكرسي
- استمرار الحرب الروسية الاوكرانية .... ذر للرماد في العيون
- مونديال ... فلسطين
- هل انتهى زيلينسكي؟
- صاروخ بولندا
- خيرسون
- لا مناخ في مؤتمر المناخ
- ما الذي تريده الشعوب العربية؟
- ما الذي يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة؟
- ما الذي يريده الروس؟
- النووي
- هل وصلت الرسالة؟
- نعم قد نموت .. ولكننا ... سنقتلع الموت من أرضنا
- عندما مرّغ الإحتلال وجه عادل بالتراب
- معالي الوزيرة مي بنت محمد ال خليفة
- فرار رئيس سيريلانكا
- -كوكب- اليابان يعود مجددا الى الأرض


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - البرلمانيون العرب