|
دبور في في منو ..... عسل
خالد بطراوي
الحوار المتمدن-العدد: 7522 - 2023 / 2 / 14 - 16:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما لا ندركه جميعا، أننا يوميا ندخل في سفر التاريخ. وكما نقول حاليا أنه في العام الفلاني حصل زلزال بلغت درجته كذا درجة وحصد كذا روحا وخلّف دمارا في كذا مبنى، فإن الأجيال القادمة بعدنا ستقول أنه في شباط 2023 وقع زلزال مدمر في تركيا وإمتد الى الدول المجاورة بلغت قوته كذا درجة وحصد اكثر من 22 الف قتيلا ودمّر كذا مبنى، وهكذا دواليك مع تداول الأيام بين الناس. بمعنى أن كل يوم يمر في حياتنا نسجل فيه صفحة من صفحات التاريخ مع إحتمال أن تكون صفحة ناصعة للبشرية أو صفحة سوداء في تاريخ البشرية. الحقيقة الثانية أن الأحداث تتوالى، فحدث جديد يغبّ ما قبله، وينشغل العالم بالحدث الجديد الى أن يأتي ما هو أحدث منه فتنسى البشرية الحدث الذي أصبح قديما ويلتهون بالحدث الجديد وهكذا دواليك، ويسجل التاريخ ذلك كله صفحة تلو الصفحة. وما أوضح مثالا مؤكدا بهذه الحقيقة سوى أننا إنشغلنا بالحرب الروسية الأوكرانية التي ما زالت تدور رحاها ومع ذلك زال أو خفّ هذا الاهتمام بهذه الحرب عند الأنشغال بالحدث الاكبر الذي طغى والمتمثل في الزلزال التركي على نحو أصبحت معه هذه الحرب وضحاياها وويلاتها لا تقاس قياسا بضحايا وكوارث الزلزال التركي. والحقيقة الثالثة الصادمة وهي التي تتعلق بالبعض منا الباكي المتباكي دوما والمردد لعبارات عفا عنها الدهر وشرب وكأنه في قرارة نفسه لديه حسن الظن بالغرب والامبريالية فنراه يكتب ويردد وينتقد سياسة " الكيل بمكيالين" ويتعجب ويتنافخ شرفا لأن الإغاثة لتركيا المنكوبة أعطيت الأولوية على إغاثة أهلنا في سوريا، والتعجب من تصرفات الغرب وزبانية الغرب من العرب وغيرهم لهكذا مواقف لا إنسانية وكأنه كان يأمل في يوم من الأيام أن ينتصر الغرب والامبريالية والرجعية ولو لحدث واحد أو ليوم واحد للشعوب التواقة للعدل في العالم والتوزيع العادل لمقدرات الكون. ذات يوم، على مساحة صغيرة من سور القدس كتب فلسطيني " حزيرة/ دبور ما في منو عسل؟ " ثم كتب " سر نحو باب العمود لتعرف الجواب" وبالفعل سار كل من قرأ هذه الحزيرة نحو "باب العمود" أو " بوابة دمشق" أحد المداخل في البلدة القديمة في القدس حيث المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة، وعلى يمين باب العمود كان الجواب وبخط أحمر كبير " الأمريكان". لماذا تكثر المقالات والتحليلات حول الموقف والتصرف العالمي إزاء الزلزال في تركيا وسوريا؟ لماذا يبقى "الأمل المزيف" في وعينا وموروثنا بإمكانية أن يخرج من " الدبور" ذات يوم العسل، وحتى من النمس، فالمثل يقول " يا طالب الدبس ... من قفا النمس" فهل نتوقع دبسا (وهو خلاصة العنب الحلو) من "قفا" الغرب والامبريالية؟ دعونا نكف عن كل هذه الأوهام، فالنضال ضد الإمبريالية وضد حلفائها وأذنابها وتابعيها وتابعي تابعيها هو نضال طبقي بإمتياز وينبع من تعارض وتضارب المصالح، فمصحلة الإمبريالية هي السيطرة على كل مقدرات الكون لدى حفنة من البشر الذين هم ليسوا بشرا، وفي السيطرة والالحاق والتبعية ومصلحة شعوب العالم تتجسد في السعي والنضال الذي لا هوادة فيه بغية تحقيق التوزيع العادل للثروات وفي التحرر والاستقلال وحق تقرير المصير. لذلك، كي ندخل جميعا في سفر التاريخ بصفحة ناصعة بيضاء وكي لا نقوم " بشخصنة" الأمور وحوصلة أنفسنا في إطار " الأنا" على حساب المجموع "أي الـ نحن" علينا أن نجسد مقولة الكاتب الفذ نيقولاي استروفسكي في روايته الرائعة "كيف سقينا الفولاذ" حيث قال أن " الحياة اعز شىء بالنسبة الى الإنسان. إنها توهب له مرّة واحدة، يجب أن يعيشها عيشة لا يشعر معها بندم معذب على السنين التي عاشها، ولا يلسعه العار على ماض رذل تافه، وليستطع ان يقول وهو يحتضر: كانت كلّ حياتي، كلّ قواي موهوبة لأروع شيء في العالم، ألا وهو النضال في سبيل تحرير الإنسانية».. كرسوا حياتكم للنضال في سبيل تحرير الانسانية ... ولا تحصروا انفسكم في اطار الفكر القومي الضيق ... اجعلوه جزءا من الفكر الاممي لاجل تحرير الانسانية.... فالارض لنا جميعا ... لشعوب العالم وليس لاباطرة كرتيلات السلاح والادوية والمخدرات.
#خالد_بطراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وجعلنا من الماء كل شيء حي
-
هل زلزال تركيا وسوريا ... بفعل فاعل
-
هل عدو عدوي ... صديقي ؟
-
وتلك الايام نداولها بين الناس
-
الحتمية التاريخية
-
الاقطار العربية
-
البرلمانيون العرب
-
تحطم المروحية
-
النزول عن الشجرة
-
كامل الأوصاف
-
الكرسي
-
استمرار الحرب الروسية الاوكرانية .... ذر للرماد في العيون
-
مونديال ... فلسطين
-
هل انتهى زيلينسكي؟
-
صاروخ بولندا
-
خيرسون
-
لا مناخ في مؤتمر المناخ
-
ما الذي تريده الشعوب العربية؟
-
ما الذي يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة؟
-
ما الذي يريده الروس؟
المزيد.....
-
وزير الخارجية الإسرائيلي يهاجم أردوغان
-
مراسلة RT في لبنان: غارتان إسرائيليتان على مركز الدفاع المدن
...
-
لماذا فشلت أمريكا في التوسط لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط
...
-
إعلان حالة الطوارىء في بريانسك غربي روسيا.. والجيش الأوكراني
...
-
بايدن يهاتف نتنياهو.. وغالانت يتوعد إيران بهجوم -مدمر-
-
كيف سترد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني؟
-
مشاهد من داخل طائرة أمريكية أثناء عبورها إعصار -ميلتون-
-
الولايات المتحدة محبطة من عدم مشاركة إسرائيل للبيت الأبيض بخ
...
-
جنرال إسرائيلي يحذر من تداعيات مدمرة على إسرائيل حال قصفها م
...
-
روسيا تسلم نتائج تحقيقها في استخدام أوكرانيا للأسلحة الكيميا
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|