أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - الحتمية التاريخية















المزيد.....

الحتمية التاريخية


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7508 - 2023 / 1 / 31 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يظن البعض أن الأمور ستزداد ترديا مع وصول اليمين الصهيوني المتطرف قبة البرلمان ( الكنيست). لكنه، في حقيقة الأمر، وبغض النظر عن الفكر الذي يتبناه هذا الحزب الإسرائيلي أو ذاك، يساريا كان أم يمينيا، معتدلا أم متطرفا، فإن كافة الاحزاب في كيان لاحتلال تعمل لذات الأهداف والتي تتجسد في تحقيق الحلم التوراتي ببسط السيادة الصهيونية التلمودية من " النيل الى الفرات".
ولو تتبعنا على الأقل ما بعد حرب حزيران عام 1967 والتي أسفرت عن إحتلال الكيان الصهيوني لباقي فلسطين أو ما يعرف بالضفة الغربية ( بما فيها القدس) وقطاع غزّة، لوجدنا أن لاحتلال برر إحتلاله آنذاك بالقول أن حربه كانت "دفاعية" وليس "هجومية" ليس أكثر وأنه سوف يدير دفة الأراضي المحتلة ملتزما بالقانون الدولي وبشكل خاص باتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب وأنظمة لاهاي لعام 1907. بل وأمعن بإصدار اوامر عسكرية تؤكد سمو هذه الوثائق على قراراته، وأعلن أنه جاهز للتوصل الى تسوية يتم من خلالها إنهاء الاحتلال مقابل اعتراف متبادل وفق لقرارات الشرعية الدولية.
وفي الثلاثين سنة الأخيرة من القرن الماضي تنافس على مقاعد الكنيست الصهيوني بشكل رئيسي حزب الليكود وحزب العمل، وتعاقبت حكومات إسرائيلية من كلا الحزبين، وكان البعض يتنفس الصعداء عند فوز حزب العمل وخسارة حزب الليكود، لأنهم يعتقدون - لسذاجتهم - أن حزب العمل أفضل من حزب الليكود. لكن المتتبع لمجريات التاريخ كان شاهدا على أن حزب العمل كان ليكوديا أكثر من حزب الليكود. ومن منا ينسى سياسة القبضة الحديدية التي أعلن عنها حزب العمل مطلع ثمانيات القرن المنصرم ومارس خلالها شتى أساليب القمع والعقاب الجماعي والهدم والإبعاد والإعتقال الإداري وتوجها إبان الإنتفاضة الأولى المجيدة بسياسة تكسير العظام حيث شاهدنا جميعا تصويرا لقيام جنود الإحتلال بتكسير عظام مجموعة من شبان قرية سالم / قضاء نابلس باستخدام قطعا صخرية، ومن منا ينسى تقرير لجنة "لانداو" التي أجازت لجهاز الشاباك الصهيوني "إستخدام الضغط الجسدي والنفسي " بغية إنتزاع إعترافات من المعتقلين الفلسطينيين.
أما عن الاحزاب التي كانت تسمي نفسها يسارية وتؤيد حل " الدولتين" فقد كانت محدودة التأثير بل وهامشية وإستمرت على هذا النحو الى يومنا هذا وتراجعت مكانتها وأكثر ما كان يصدمنا في مواقفها إلتزامها الصمت وقت " الميمعة"، فقلما نسمع تنديدا منها للعدوان الوحشي على أهلنا في قطاع غزة وقت العدوان وهذا أضعف الإيمان، بل نسمع تنديدا خجولا بعد إنتهاء العدوان لا يغني ولا يسمن من جوع كما يقولون.
ومع تراكم إنتهاكات الاحتلال على مدار السنوات، بات المواطن في دولة الإحتلال يعيش مرعوبا على مدار الساعة ويده "على الزناد" بل وحاصر نفسه داخل جدار للفصل العنصري فهو يعلم تمام العلم أن أفعاله هي التي قادته الى هذا المصير، وأنه لا مجال للتراجع، فأمعن في طغيانه وجبروته وأزداد تطرفه وهو في داخله على قناعة أن كل ما يفعله لن يثني الفلسطيني والعربي عن مواصله نضاله لتحرير الأرض والانسان وأن زوال كيانه جراء محصىلة أفعاله التراكمية مسألة حتمية حتى لو حظي باسناد عالمي من قوى الظلم والطغيان ومن في ركبهم.
أختلف مع الشاعر المرحوم محمود درويش عندما قال أن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" لأنني مقتنع تمام القناعة أن على هذه الأرض كل الحياة. إننا نراها في كل فعل فلسطيني وعربي مقاوم مهما صغر ولو " بشق تمرة".
هناك في مدينة طولكرم الفلسطينية الشاعر عبد الناصر صالح، وقد كتب قصديته " المجد ينحني أمامكم" عندما كان معتقلا اداريا في سجن أنصار 3 – في صحراء النقب خلال عام 1988 يقول فيها:-
المَجدُ للحَجَرْ.. ألمَجدُ للسَّواعدِ التّي تُقاتِلْ
ألمَجدُ للمُخَيماتِ والقُرى المُحَرَّرَه
وللمدائنِ التّي غَدَتْ بُيوتُها مَعاقِلْ
ألمَجْدُ للمُلَثّمِ الذّي يَسْتَوْقِفُ المُجَنْزَرَهْ
وللعُيونِ، رَغْمَ عُنْفِ القَصْفِ والرَّصاصِ
تَبْقى ساهِرَهْ
ألمَجْدُ للمِقْلاعِ .. للمِتْراسِ
للكوفِيَّةِ السَّمْراءِ
للشَّوارِعِ المُسْتَعِرَه
ألمَجْدُ للأَطْفالِ والشَّبابِ والنِّساءِ
والجُدْرانِ والمنَازِلْ
وللذينَ يَحْرُثونَ في الصَّباحِ أَرْضَهُمْ
ويَزْرَعونَها فَتَزْدَهي سَنابِلْ
ألمَجْدُ للأَسْرى الذّينَ قاوَموا سَجَّانَهُمْ
وأَعْلَنوا عِصْيانَهُمْ وحَطَّموا السَّلاسِلْ
ألمَجْدُ للشَّهيدِ،
يَبْزُغُ النَّهارُ من شِرْيانِهِ
ومن عَيْنَيْهِ يَطْلُعُ القَمَرْ
وتَبْدأُ الحياةُ من يَدَيْهِ
تَصْهلُ الخُيولُ من أَهْدابِهِ
ويَخْرُجُ المُلثَّمونَ من دِمائِهِ
ويورِقُ الشَّجَرْ
مُلَثَّمٌ يُوّزع البَيانْ
وآخَرٌ يَكْتُبُ بالحِبْرِ على الجُدرانْ
وثالِثٌ يراقبُ المكَانْ
ورابعٌ يُلْقي على الرِّفاقِ شارةَ الأَمانْ
وخامِسٌ يُزَيّنُ الأسْطحَ بالرّاياتِ
يُعْلِنُ العِصْيانْ
وسادِسٌ يَنْهَضُ في بَسالَةٍ لِيُشْعِلَ النّيرانْ
وسابعٌ يَصيحُ: قد أَتَوْا
فَلْيَخْرج الفُرْسانُ للمَيْدانْ
وثامِنٌ يَشُدُّ من عَزيمَةِ الرِّفاقِ يُطْلقُ العَنانْ
وتاسِعٌ يَهْتِفُ أَنْ تَقَدَّموا
لا خائِفٌ مِنّا ولا جَبانْ
وعاشِرٌ يَسْقُطُ في دمائِهِ مُضَرَّجاً
يَسْتَنْطِقُ الزَّمانْ.
ألمَجْدُ للذَّينَ يَحْملونَ روحَهُمْ على أكُفِّهِمْ،
ويُطْلِقونَ أُغنياتِ النَّصْرِ
يَقْذِفونَ جُنْدَ اللّيْلِ بالحِجارهْ
ألمَجْدُ للذّينَ حَوَّلوا أَحْزانَنا لِفَرْحَةٍ
وعَصْرَنا لِثَوْرَةٍ
وأَنْقَذوا من الرَّدى تاريخَنا
وغَيَّروا مَسارَهْ
يا أَيُّها المُلَثَّمونْ
يا مَنْ بِرَغْمِ عَنْجَهيَّةِ الجَلاّدِ تَصْمُدونْ
يا أَيُّها الّذينَ عَنْ دَوْلِتنا تُدافِعونْ
وتَصْنعونَ من دِمائكُمْ مَنارَهْ
ألمَجْدُ يَنْحَني أَمامَكُمْ
وتُشرِقُ العِبارَهْ.

علموا أيها ألأحبة أطفالكم هذه القصيدة ورددوها في أرجاء الوطن العربي كي ..... تشرق العبارة.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقطار العربية
- البرلمانيون العرب
- تحطم المروحية
- النزول عن الشجرة
- كامل الأوصاف
- الكرسي
- استمرار الحرب الروسية الاوكرانية .... ذر للرماد في العيون
- مونديال ... فلسطين
- هل انتهى زيلينسكي؟
- صاروخ بولندا
- خيرسون
- لا مناخ في مؤتمر المناخ
- ما الذي تريده الشعوب العربية؟
- ما الذي يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة؟
- ما الذي يريده الروس؟
- النووي
- هل وصلت الرسالة؟
- نعم قد نموت .. ولكننا ... سنقتلع الموت من أرضنا
- عندما مرّغ الإحتلال وجه عادل بالتراب
- معالي الوزيرة مي بنت محمد ال خليفة


المزيد.....




- بالصور.. مسيرة -+LGBTQ- في تحد لحظر السلطات في المجر
- أكثر من 17 مطعماً حصلت على نجمة ميشلان في هذه المدينة الأمري ...
- سمعا زقزقته من داخل فتحة صرف صحي.. شاهد ما فعله رجلان لإنقاذ ...
- زفاف بيزوس وسانشيز.. شخصيات بلقطات باذخة سرقت الأضواء بأزيائ ...
- -أوبيتيري-: حين تصبح الصحفية قاتلة متسلسلة من حيث لا تدري
- وكالة الطاقة الذرية ترجح عودة إيران للتخصيب -خلال أشهر-
- كيف قرأ الإيرانيون خطابات خامنئي قبل وبعد الحرب؟
- 71 قتيلا في هجوم إسرائيل على سجن إيفين الإيراني حيث يقبع موا ...
- ترامب يدعو مجدداً لوقف محاكمة نتنياهو ويهدّد بقطع المساعدات ...
- في ظل الخروقات الأمنية.. هل يُمكن لإيران تصنيع قنبلة نووية ف ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - الحتمية التاريخية