أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - الاقطار العربية














المزيد.....

الاقطار العربية


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7505 - 2023 / 1 / 28 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعونا أيها ألأحبة نرتب أوراقنا قليلا. وكي نتمكن من ذلك، علينا أن نراجع قليلا تاريخ الأقطار العربية المعاصر، لنصل الى قناعة مدعمة بالحقائق أن كافة البلدان العربية والتي قيل أنها نالت "إستقلالها" وتمثل ذلك في جلاء المستعمر عن الأرض، إلا أن هذه الدول لم تستقل فعلا، إذ خرج الإستعمار من شكله القديم المتمثل في السيطرة والتواجد على الأرض، الى شكله الجديد والمتمثل في سيطرته وتحكمه بمقاليد البلاد العربية من خلال زعامة عربية تقليدية تابعة تحيط بها ما سمي بالـ " البطانة الصالحة" التي تدافع عن مصالحها وكل ذلك يستند الى أجهزة أمنية قمعية تمارس سطوتها على أبناء الشعب وتمارس شتى ضروب التعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة الانسانية لدرجة القتل في غياهب السجون.
كما ولا بد لنا أيضا أن نرى الشق الثاني من المعادلة المتمثل في الإلحاق الإقتصادي للأقطار العربية وتنمية قطاع الخدمات ( من بنوك ولوجستيات) على حساب قطاع الإنتاج، والركون الى عملية الإستيراد غير المضبوط لكل ما هبّ ودبّ من الخارج وإعلاء شأن شريحة المستوردين " الكمبرادور" جنبا الى جنب مع نهب مقدرات البلاد، على نحو جرى من خلاله إختزال أحلام المواطن العربي من الحلم العام الأكبر المتعلق بالمجموع الى الحلم الفردي والعائلي المتمثل في تأمين قوت العائلة يوميا وسداد المديونية للبنوك ولقطاع الخدمات، بحيث أصبح السواد الأعظم من المواطنين لا يفكر في قضايا الهم العام.
أما الشق الثالث من المعادلة، فقد تمثل في تدجين المعارضة وزجها في الحياة السياسية لكل بلد من خلال "قبة البرلمان" وفتح المجال لها من خلال أفرادها الى إنشاء المنظمات غير الحكومية التي تنادي بالشفافية والنزاهة وحقوق الانسان وحقوق الفئات المهمشة وغيرها من المصطلحات الموسيقية التي تطرب لها الأذن البشرية على نحو تكونت من خلاله شريحة من شرائح البرجوازية الصغيرة والمتوسطة هي شريحة أباطرة المنظمات غير الحكومية أو ما يعرف بالانجليزية الـ (NGO’s).
وراكم على ذلك كله توظيف "الإسلام السياسي" خدمة للطغم الحاكمة في البلاد التي تدعو بشكل خاطىء لتطبيق مسألة إطاعة أولي الأمر دون تقويم الإعوجاج أو إستيراد الفكر الظلامي كما حصل في حالة تنظيم "داعش" الذي كان إفرازا لمرحلة إنتهى دوره بإنتهائها.
كما وجاءت فكرة الوحدة العربية والسعي لتحقيق مقولة " أمة عربية واحدة .... ذات رسالة خالدة " تمثلت في الفكر القومي وأبرز تجلياته الفكر الناصري في مصر والفكر البعثي في العراق وسوريا، إضافة الى الفكر اليساري الذي تمثل في تبني النظرية الماركسية اللينينية وأيضا أفكار الزعيم الصيني "ماو تسي تونغ" وكل ذلك تراجع عقب إنهيار منظومة الدول الإشتراكية، فتشتت كل من القوميين واليساريين بدرجات متفاوتة.
بعد ترتيب كل هذه الأوراق وغيرها الكثير الكثير وتجميعها في
" مضبطة واحدة " ما السبيل لتحقيق إستقلال الأقطار العربية؟ وهل الفرصة مواتية لذلك كله؟
لنبدأ بالجواب على السؤال الثاني بالقول أن الظروف لم تنضج بعد لقلب المعادلة العالمية لصالح الأقطار العربية وشعوب العالم قاطبة. لكن ذلك لا يعني الإستكانة وعدم البدء ولو بوتائر بطيئة كما مسير السلحفاة لتحقيق الاستقلال الحقيقي للأقطار العربية وبعدها قد تتحقق الوحدة العربية.
أما عن السبيل للبدء بانجاز الاستقلال الحقيقي فيجب أن ينطلق أولا من وجود إرادة سياسية لإحداث هذا الاستقلال ليس فقط على الصعيد الرسمي وانما أيضا على الصعيد الشعبي.
ولنبدأ بتوفر الإرادة الشعبية، وكما يقول المثل أنه بإمكانك أن تحضر الفرس الى النهر، لكن ليس بامكانك أن ترغمه على الشرب. فلو بدأ المواطن العربي باتباع نمط حياة يحد من تهافته على البضائع المستوردة والاعتماد على الانتاج المحلي، ولو بدأ المواطن العربي بمقاطعة منتجات تلك الدول التي تعادي بلده، وبدأ يعمل على تقليل مديونيته للبنوك ولقطاع الخدمات فان ذلك كله يصب في إتجاه انجاز الاستقلال الحقيقي، فلا تسطيع حكومة بلده التابعة للاستعمار أن ترغمه على شراء السلع المستوردة.
وبمبادرات شبابية عبر منصات التواصل الاجتماعي بالإمكان إحداث نقلة حقيقية لصالح الشعوب العربية، فيكفي مثلا من خلال محرك "غوغول" أو منصة "الفيس بوك" أن تشن حملة مقاطعة لسلعة ما بسبب مواقف الجهة التي أنتجتها تجاه القضية الفلسطينية مثلا بأن تعيد هذه الجهة حساباتها خوفا من خسائرها المالية. ومن منا ينسى مقاطعة المنتجات الدنماركية عندما قام رسام الكاريكاتير كورت فيسترجارد بنشر رسومات مسيئة للنبي محمد صلوات الله عليه وسلم.
ما ببقى في الوادي ... إلا حجاره، وما بحرث الأرض إلا عجولها، وطاقات الشباب العرب قادرة على إحداث التغيير ولو ببطء ... لكن من الضروري وضع اللبنات الأولى.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمانيون العرب
- تحطم المروحية
- النزول عن الشجرة
- كامل الأوصاف
- الكرسي
- استمرار الحرب الروسية الاوكرانية .... ذر للرماد في العيون
- مونديال ... فلسطين
- هل انتهى زيلينسكي؟
- صاروخ بولندا
- خيرسون
- لا مناخ في مؤتمر المناخ
- ما الذي تريده الشعوب العربية؟
- ما الذي يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة؟
- ما الذي يريده الروس؟
- النووي
- هل وصلت الرسالة؟
- نعم قد نموت .. ولكننا ... سنقتلع الموت من أرضنا
- عندما مرّغ الإحتلال وجه عادل بالتراب
- معالي الوزيرة مي بنت محمد ال خليفة
- فرار رئيس سيريلانكا


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - الاقطار العربية