أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - صراع الأضداد














المزيد.....

صراع الأضداد


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7523 - 2023 / 2 / 15 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحد أهم سمات التفكير العلمي تكمن في أنه " لا يمكن إثبات الشيء ونقيضه معا"، فلا يمكن مثلا إثبات أنني موجود ومقيم في الأراضي الفلسطينية المحتلة في هذه اللحظة وفي ذاتها أنني متواجد في أي بلد آخر.
لكن لشديد الأسف، فإن هذه المقولة في كثير من الأنظمة وقت الإنتخابات حصلت بأن إنتخب الشخص الذي إنتقل الى رحمة الله، وكثير من الجدل البيزنطي يعمل بمقولة " عنزة ولو طارت" وفي ذلك إنكار لإعمال العقل والتفكير وفكر التنوير بغية توطيد ونشر فكر الظلام والتبعية والإنقياد.
لا يمكن أيها الاحبة بأي حال من الأحوال أن يقتنع المرء أن الإمبريالية تعمل لمصلحة الشعوب، لأنها إذا فعلت ذلك فإنها تتنكر لمصالحها هي، فكيف لها أن تهتم بمصلحة الشعوب طالما أن ذلك سيكون على حساب مصالحها الضيقة.
إن الصراع مع الإمبريالية والرجعية والصهيونية وكل رموز طبقة البرجوازية على تعدد شرائحها هو صراع طبقي بالدرجة الأولى وتجلياته الصراع الإقتصادي الذي تعتبر السياسة تعبيرا مكثفا عنه.
إن أهم سمة من سمات الأمبريالية وبشكل خاص أمريكا والغرب أنها تدرك أن رموزها في المنطقة التي تخضع لسيطرتها ونفوذها من رجعيات عربية وأنظمة حاكمة وزعماء هم جميعا "رجال ونساء مرحلة" وما أسهل من أن "تتركهم على أول كوربة" وتستبدلهم بوصفهم من الحرس القديم بحرس جديد وهكذا دواليك.
إن من سمات الإمبريالية أيضا وهي تدرك تمام الإدراك أن " الضغط يولد الإنفجار" فتقوم بـ " تنفيس هذا الضغط" من خلال بعض التسهيلات والإجراءات والمساعدات والمعونات من خلال " وكالات التنمية" الأمريكية والأوروبية ومن لفّ لفهما. فتقوم تحت مسمى " العمل الأهلي" بدعم مشاريع ثانوية تتعلق بالبنية التحتية وتتغنى بإهتمامها بـ " الفئات المهمشة" وترديدها لمصطلحات رنانة براقة كالديمقراطية وحقوق الانسان والشفافية والنزاهة واستقلال القضاء وسيادة القانون وغيرها من المصطلحات الرائجة هذه الأيام.
وقد تجلى ذلك كله في الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وتأثرت به هي بشكل أساسي مع جارتها سوريا، حيث شاهدنا بأم أعيننا ويلات الإمبريالية وتصرفها وحجم عمليات الإغاثة الدولية المحدودة التي لا ترتقي مطلقا الى مستوى الكارثة ولا حتى نصف هذا المستوى في تركيا والى مستوى شبه معدوم في سوريا.
كما وشاهدنا بأمهات أعيننا تصرف الدول التابعة التي تحاول أن تحدث ثقلا إقليميا كما تركيا حين بلغ الأمر الى خطر غرقها جراء المياه المحتجزة خلف سدودها، قامت بفتح طاقات بعض السدود لتجري المياه في نهر الفرات نحو شط العرب لأول مرة منذ عقود، وشاهدنا كيف إرتعدت فرائص إثيوبيا وهي تخشى من زلزال مماثل قد يهدد سد النهضة ويهددها وهي تستعد للملء الرابع لخزاناتها، وكل ذلك عملا بالمثل القائل " يا روح ما بعدك روح" فلم يكن يهم تركيا مثلا إن غرقت بعض القرى والمدن العراقية مثلا جراء هذا الإندفاع الهادر للمياه بعد فتح طاقات سد أتاتورك التركي. وإستمعنا الى تصريحات الرئيس الأوكراني التي يحظر فيها من تفجير السد في مدينة خيرسون حيث أفاد بأن حوالي 80 قرية ومدينة سوف تغرق، ومن المفارقات أن قوة مشتركة روسية أوكرانية ( الإخوة الأعداء) تحرس مفاعل تشرنوبل النووي منذ بداية الحرب.
إذا ما إقتنعت الشعوب العربية وخاصة الطبقات المتوسطة والبرجوازية الصغيرة وشريحة "المثقفين / الإنتلجنسيا" بأن الإمبريالية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تناصر الشعوب، وإذا ما بادرت هذه الجماهير الى إتخاذ إجراءات تشكل عقوبات إقتصادية بمقاطعة منتجات هذه الدول، وتخفيف حدة التهافت على السلع الإستهلاكية ومحاربة شريحة المستوردين " الكمبرادور" في كل بلد، وتشجيع الانتاج المحلي الذي يجب أن يرتقي نوعا وجودة وسعرا كي ينافس، وتمت مقاطعة كل منتج تتعامل الشركة التي أنتجته من الكيانات الغاصبة كالكيان الصهيوني، وحصل وعي ثقافي متنامي لأهمية مواصلة الصراع الطبقي وجرى تقليص الإعتماد على قطاع الخدمات كالبنوك وقطاع الاتصالات، وسعى المواطن الى الحد من رهن كل حياته وعمله للبنوك من خلال وقف نزيف الفوائد التي يدفعها للبنوك جراء منحه قرضا للانفاق على سلع إستهلاكية وإرتقت القوى السياسية في كل بلد لتعزيز نضالها الطبقي فإن ذلك كله سيشكل قاعدة لتراجع الإمبريالية التي لن تستسلم بسهولة وستبحث دوما عن البدائل لإضطهاد الشعوب وتكريس التبعية والالحاق.
زلزال تركيا ... تجربة قاسية للبشرية جمعاء، ناقوس ينذر الشعوب بأن الامبريالية لا يهمها مطلقا إن حصدت الكوارث الطبيعية والكوارث التي تفتعلها الاف مؤلفة من الضحايا ، فالمعادلة لديها بسيطة، بل بسيطة جدا " كلما قلّ تعداد الشعوب في العالم.. كلما زادت أرباحها".
وكما قال الشاعر إبراهيم اليازجي ذات يوم
تَـنَـبَهـوا وَاسـتَـفـيـقـوا أَيُّها العَرَب فَـقَـد طَـمـى الخَـطـبُ حَتّى غاصَتِ الرُّكَبُ



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبور في في منو ..... عسل
- وجعلنا من الماء كل شيء حي
- هل زلزال تركيا وسوريا ... بفعل فاعل
- هل عدو عدوي ... صديقي ؟
- وتلك الايام نداولها بين الناس
- الحتمية التاريخية
- الاقطار العربية
- البرلمانيون العرب
- تحطم المروحية
- النزول عن الشجرة
- كامل الأوصاف
- الكرسي
- استمرار الحرب الروسية الاوكرانية .... ذر للرماد في العيون
- مونديال ... فلسطين
- هل انتهى زيلينسكي؟
- صاروخ بولندا
- خيرسون
- لا مناخ في مؤتمر المناخ
- ما الذي تريده الشعوب العربية؟
- ما الذي يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة؟


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - صراع الأضداد