أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - اعادة ترتيب الاوراق














المزيد.....

اعادة ترتيب الاوراق


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7525 - 2023 / 2 / 17 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة حاجة هذه الايام الى اعادة ترتيب أوراقنا بعد سبات عميق غرقت فيه القوى التي تسمي نفسها بالـ "الطليعية" في كافة دول هذه المعمورة.
أولى هذه الاوراق هي ورقة الصراع الطبقي، إذ يكفينا التغني بالأقوال من قبل فصائل العمل الوطني في هذا البلد أو ذاك بأن هويتها الطبقية هي الانحياز للطبقة العاملة والفلاحين وجموع الكادحين والتغني بالمقولات الماركسية اللينينية دون تطبيقها ودون النظر الى جملة المتغيرات الكبيرة التي إستجدت في علاقات الانتاج بفعل التطور التكنولوجي والتقدم الصناعي. إذ لم تعد الطبقة العاملة والفلاحين طبقات محلية في هذا البلد أو ذاك بل وافدة قادمة من بلدان أخرى أقل حظا اقتصاديا واجتماعيا على نحو تحولت معه الطبقة العاملة خليجية الأصل مثلا الى طبقة برجوازية وسطى أو حتى عليا فيما حلّ محلها طبقة عاملة هجينة قادمة من عدة بلدان، وتحول العامل الخليجي الى صاحب عمل يقوم بدوره بالبحث على الكسب العالي والسريع بأقل انفاق مع "سلب" الطبقة العاملة الوافدة حقوقها مستظلا بقوانين البلد التي لا تعطي لهؤلاء المسحوقين حقوقهم. لذا على القوى التي تصف نفسها بأنها " طليعية" أن تبلور برامجها في كل بلد وفقا لهذه المتغيرات وتسعى بكل ما أوتيت من جهد الى الدفاع ليس فقط عن المواطن بل أيضا الاجنبي الوافد لنيل حقوقه. مع الانتباه الى حقيقة واقعة أن هذه القوى إذا ما قامت بالتشبيك الحقيقي بينها فإن هذا العامل بالتأكيد سينضم الى القوى الرديفة في بلده المتحالفة مع القوى التي وقفت الى جانبه في غربته، ومن هنا يصبح تأثير القوى " الطليعية" أمميا متشابكا مكملا بعضه لبعض. ويجب أن ننتبه الى حقيقة أنه طالما بقيت البشرية على هذه البسيطة فان الصراع الطبقي سوف يبقى شانه شأن الصراع بين الخير والشر.
ثاني ورقة ينبغي ترتيبها من قبل القوى التي تسمي نفسها " طليعية" تتعلق بتصنيفات البرجوازية المتعددة ومدى تأثيرها في المجتمع وتغلغلها، فمن المعروف أن الامبريالية أعلى مرحلة من مراحل الرأسمالية، ومن المعروف أيضا أن هناك أباطرة الامبريالية الذي يسيطرون على كرتيلات المخدرات وتجارة السلاح وبالطبع الأدوية، وكل هؤلاء فان علاقتهم بالجماهير معدومة فعلاقتهم بالأساس من الآنظمة والحكومات. أما الشريحة من بين شرائح البرجوازية الاكثر تماسا بالمواطنين في هذا البلد او ذاك، فهي شريحة "المسوقين أو المستوردين " أي " الكمبرادور" الذين لجشعهم وطمعهم يغرقون بلادهم بكل " ما هبّ ودبّ" من السلع الاستهلاكية على حساب سلعهم ومنتوجهم الوطني، لدرجة أن أصحاب المصانع الانتاجية الوطنية في كل بلد بات أرخص لهم وأكثر ربحا وقف الانتاج واستيراد ذات البضاعة التي كانوا ينتجونها بانفسهم نظرا لقدرة هذه السلع المستوردة على المنافسة نوعا وسعرا. وطالما أن هذا "الانفتاح الاقتصادي" قد فتحت ابوابه على مصراعيها فمن المتوقع أن تسعى القوى التي تصف نفسها بـ " الطليعية" في كل بلد أن تتصدى له كخطوة أولى للحد من توسعه وكخطوة ثانية لاعادة الحياة الى عجلة الانتاج الوطني قدما على طريق التقليل من ثقافة الاستهلاك لدى مواطني كل دولة. والأجدر بهذه القوى " الطليعية" أن تبدأ أول ما تبدأ بحملات واسعة النطاق وعبر كل منصات التواصل الاجتماعي ومن خلال التنفيذ الفعلي على الأرض بمقاطعة تلك البضائع المستوردة القادمة من تلك الدول التي تعادي الشعوب ومن بينها – على سبيل المثال لا الحصر – أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكيان العدو الصهيوني. فطالما أن حكومات دولنا لا تقوم بتقييد الاستيراد وتغرق الاسواق بالسلع المستوردة فان الرد البديل هو مقاطعة هذه السلع على رفوف المحلات فالمثل يقول " بامكانك أن تجلب الحصان الى النهر، لكن ليس بامكانك أن ترغمه على الشرب" ونحن كشعوب لا يستطيع احد أن يرغمنا على شراء سلعة ما.
إذا بدأنا بترتيب هاتين الورقتين المذكورتين أعلاه، فانه وبالتناوب ( كما يقولون في لغة المحامين) ننتقل الى ترتيب الورقة الثالثة المتعلقة بالتركيبة السياسية في البلد، من خلال أولا أكبر تحالف واسع للقوى التي تصف نفسها بـ " الطليعية" للاتفاق على برنامج وطني موحد يضمن التفاف الجماهير حوله ويضمن الغلبة البرلمانية التي ستساعد في ارساء الأرضية الشرعية والغطاء القانوني الناظم من خلال سن قوانين وانظمة تضمن البدء بعملية تحول اقتصادي للاعتماد على الذات والحد من الاستيراد واعطاء الاولوية للانتاج المحلي واطلاق طاقات وابداعات جيل الشباب، والتحرر من القيود الاقتصادية العالمية والبنك الدولي وغيرها من الأجسام الدولية المسيطرة.
ثمة ورقة رابعة هامة بل وهامة جدا تتعلق بقطاع الخدمات وبشكل خاص قطاع الاتصالات وقطاع البنوك. فمن الملاحظ في التقارير السنوية التي تقدمها شركات الاتصالات والبنوك أنها تجني أرباحا طائلة بل مهولة رغم أنها تجنيها لاباطرة العمل فيها وليس لمصلحة البلد. فان أحد أهم الورقات التي ينبغي ترتيبها من قبل القوى التي تسمي نفسها " الطليعية" هي البدء بنضال دؤوب لتخفيف تكلفة خدمات الاتصالات وفوائد القروض على المواطن. وأستغرب هنا كيف لا تلاحظ قيادة هذه الفصائل التي تصف نفسها " بالطليعية" أن المواطن لم يعد يبتسم، إذ انه ينهض صباحا حاملا هما واحدا وهو كيفية دفع فواتيره وتسديد أقساط البنوك. أن قطاع الخدمات، أيها الاحبة، قد تحول الى " دولة داخل دولة" ما يتوجب العمل على " قصقصة جنحانه" تدريجيا طالما أن قيادة البلد لا تريد ذلك وتطلق له المزيد من العنان ما يستوجب ضغطا شعبيا لتصويب الوضع.
ثمة أوراق خامسة وسادسة وسابعة بل وأكثر من ذلك، لكن لو جرت المباشرة بهذه الآوراق الأربعة فانها ستشكل مقدمة لباقي الاوراق، في وقت نرى بامهات أعيننا تغول الامبريالية وحماتها في كل بقاع العالم.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وضعت الحرب الروسية الأوكرانية أوزارها؟
- صراع الأضداد
- دبور في في منو ..... عسل
- وجعلنا من الماء كل شيء حي
- هل زلزال تركيا وسوريا ... بفعل فاعل
- هل عدو عدوي ... صديقي ؟
- وتلك الايام نداولها بين الناس
- الحتمية التاريخية
- الاقطار العربية
- البرلمانيون العرب
- تحطم المروحية
- النزول عن الشجرة
- كامل الأوصاف
- الكرسي
- استمرار الحرب الروسية الاوكرانية .... ذر للرماد في العيون
- مونديال ... فلسطين
- هل انتهى زيلينسكي؟
- صاروخ بولندا
- خيرسون
- لا مناخ في مؤتمر المناخ


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - اعادة ترتيب الاوراق