أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - أن يأتي متأخرا















المزيد.....

أن يأتي متأخرا


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7533 - 2023 / 2 / 25 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المثل الشعبي " مجنون يحكي وعاقل يسمع"، وحيث ان الكتابة جنون، فأتمنى على العقلاء من بينكم أن يسمعوا ويقرأوا مقالتي هذه ويبلوروا عليها من أفكارهم ما يجعل الصورة أكثر وضوحا.
وفي ذات السياق، فإن المثل القائل بالانكليزية "Better Late than Never" أي " أن يأتي متأخرا خير من أن لا يأتي أبدا" هو ليس بالضرورة بالمطلق صحيح. وعلى هدي ذلك ينطبق المثل القائل " حكى بدري وشرح لي صدري" .
وكي نكسر ألفاظنا عن لبّ الفكرة، فإن المقصود خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ألقاه في الجمعية الفيدرالية، أمام النخبة السياسية في البلاد وعدد من العسكريين الذين يحاربون في أوكرانيا ثلاثة أيام قبل الذكرى السنوية الأولى للحرب الآوكرانية.
في الخطاب المذكور شن بوتين هجوما على ما أسماه " الغرب" الذي بدأ الصراع بالقول "أن الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تسعى إلى إلحاق الهزيمة ببلاده"، وقد شكل ذلك إستهلالا نتفق معه فيه، لكن السؤال الكبير الذي يفرض نفسه هو "لماذا سمحت روسيا للدول الغربية وعلى امتداد السنوات السابقة بالسعي الحثيث لالحاق الهزيمة بروسيا"؟
ثم أردف بوتين قائلا " إن تدفقات المال الغربية لتزكية الحرب لم تنحسر"، وأن الدول الغربية قد "أخرجت المارد من القمقم"، مضيفا أن الغرب "هم من بدأوا الحرب وفعلنا كل شيء لمنعها". وهنا أيضا يتبادر الى الذهن سؤال يقول طالما أن روسيا كان تعلم تمام العلم بكل هذه التدفقات المالية بغية إشعال فتيل الأزمة وبالتالي الحرب فلماذا إلتزمت الصمت؟ ومن هو المارد الذي يتحدث عنه ولماذا كان طيلة الوقت حبيسا في قمقمه؟ لماذا لم يتحرك الدب الروسي طيلة هذه السنوات؟
وواصل الرئيس بوتين هجومه على الدول الغربية ( وكأنه يعتبر نفسه ليس من بينها) مشددا على أن "الغرب سعى لتحويل الصراع المحلي إلى صراع عالمي"، فهل يعقل أن روسيا نفسها مقتنعة بما ذهب إليه الرئيس بوتين ولا تدرك تمام الإدراك أن الغرب دوما يوظف النزاعات الداخلية والمحلية والصراعات بين هذا الكيان وذاك الى صراع دولي تحكمه المصالح الدولية والتجاذبات؟ ألم تكن روسيا أيضا لاعبا أساسيا في الصراعات الداخلية وبين الدول هنا وهناك وكذلك لاعبا دوليا في الصراعات الدولية؟
ثم إعتبر بوتين أن "بلاده تواجه خطراً وجودياً، وأنه من المستحيل هزيمتها".
إذا هذه هي المعادلة أيها الأفاضل، إنحسار جوهر التصدي الروسي للمخططات الغربية الإمبريالية فقط وفقط عندما هدد ذلك كله وجود روسيا، وليس دفاعا عن شعوب العالم والبشرية. فقد صمتت روسيا طيلة الوقت منذ إنهيار الاتحاد السوفياتي بترتيب من الغرب ومن خلال أداته ميخائيل غورباتشيوف ( خرباتشيوف ) حتى الان على كل تهديد لوجود الكيانات في العالم بل وتواطأت مع ذلك وتعاطت معه ، بمعنى أن " الطوشة في الحارة الأخرى" لكن عندما وصلت " الطوشة الى حارتنا" تحركت روسيا.
وزاد الطين بلة كما يقولون في خطاب بوتين عندما اتهم الغرب بالسعي" إلى تفكيك النظام العالمي الذي تم التوصل إليه بعد الحرب العالمية الثانية"، الله أكبر .... عن أي نظام عالمي يتحدث تم التوصل إليه بعد الحرب العالمية الثانية وإندحار النازية؟ ألا تتعلم روسيا من التاريخ؟ ألم يسع الغرب فورا بعد إندحار النازية الى تقويض الاتحاد السوفياتي ودول المنظومة الإشتراكية ونظام القطبين، وظلّ يعمل بطول نفس الى أن تمكن من إحداث إختراق في الاتحاد السوفباتي بفعل أداته آخر رئيس للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشيوف الذي تغنى بالإصلاح " البيرسترويكا" والشفافية " الغلاسنوست" وغيرها من مصطلحات الـ (NGO’s) وإنهار الإتحاد السوفياتي بسكوت مدقع من بوتين نفسه الذي كان يحتل منصبا رفيعا في المخابرات السوفياتية لأكثر من 15 عاما. ومن هنا يا سادة يا كرام ما فائدة أن يأتي الرئيس بوتين بهذا الاستنتاج متأخرا وقد إنهار نظام القطبين وإنهار المعسكر الشرقي وإنهار الاتحاد السوفياتي وكل ذلك بصمت مدقع من جهابذة المخابرات الروسية آنذاك الذي أصبح من بينهم قادة في هذا الترتيب العالمي الجديد، بل ومن منا ينسى كيف تندر العالم على الزعيم خورباتشيوف الذي "خربش العالم" وهو يسجل دعاية "للبيتزا" وبعدها إنهار الاتحاد السوفياتي. إم أغلبكم أيها القادة الروس الان، قد شهد هذا الانهيار بل وإلتزم الصمت، أما الآن فقد إمتشقتم " سيف أبو زيد الهلالي".
ثم عرّج بوتين في خطابه على التسلح النووي معتبرا أن طلب الناتو الإشراف على قوات الردع النووية لبلاده " هو العبث بعينه" ملوحا بالقول " لو نفذت الولايات المتحدة تجارب نووية فسنفعل المثل"، مؤكدا أن روسيا قد علقت مشاركتها في "معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية". وهذا تأكيد على ما سبق وأن ما ذكرناه في مقالات سابقة بأن السلاح النووي ما هو إلا وسيلة ردع وتهديد أكثر من كونها وسيلة قتالية هجومية، تهدد كل دولة بها الدول الأخرى على هدي القرآن الكريم " إن عدتم عدنا".
وأكد بوتين إستمرار روسيا " في قتالها على الأراضي الأوكرانية" مشددا الى أنهم فعلوا كل ما في وسعهم وكل " ما هو ممكن لحل مشكلة دونباس سلمياً، لكن الغرب أعد سيناريو مختلفاً". وربما مرّ البعض مرور الكرام على هذه المقولة دون الإنتباه الى تأكيد بوتين على أن القتال يدور في الأراضي الآوكرانية بمعنى أنه ضمنا ينكر على روسيا قيامها بضم ما ضمته من أراض في أعقاب توغلها في الأراضي الآوكرانية وتنفيذها لإستفتاء شعبي تحب " قعقعة السلاح" وتحت " أعواد المشانق".
ثم تحدث بوتين حول لبّ الصراع وفيما يخص اقتصاد بلاده، حيث أكد بأن الغرب يسعي الى " تدمير الاقتصاد الروسي عن طريق حزمة غير مسبوقة من العقوبات، وأن تريليونات الدولارات على المحك بالنسبة للغرب" وأنه يتحدى الغرب في أن يتمكن من ذلك بالقول أن "تدفقات الدخل الروسي لم تنضب".
فإذا كانت روسيا تعلم ذلك كله ومنذ عقود من الزمن، فلماذا إلتزمت الصمت؟ لماذا سمحت للغرب أن يفرض نظام القطب الواحد؟ لماذا سمحت للغرب أن يسيطر على الدول؟ لماذا سمحت للغرب أن يشعل الحروب والاضرابات الداخلية في هذا البلد وذلك؟ لماذا سمحت للغرب وتواطأت معه إزاء تشريد الشعب العربي الفلسطيني وإنشاء كيان الاحتلال الصهيوني؟ وما فائدة أن تأتي هذه الصحوة متأخرة، بل متأخرة كثيرا دون أن تترجم الى فعل على الأرض ليس فقط عندما وصلت الغطرسة الغربية الحدود الروسية بل قبل ذلك بسنوات وسنوات؟ وهل ستقوم روسيا بتصويب مسارها؟
وكما قال الشاعر طرفة بن العبد ذات يوم:-
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبادرة الصينية للسلام في أوكرانيا
- شذرات حول حراك الدب الروسي
- اعادة ترتيب الاوراق
- هل وضعت الحرب الروسية الأوكرانية أوزارها؟
- صراع الأضداد
- دبور في في منو ..... عسل
- وجعلنا من الماء كل شيء حي
- هل زلزال تركيا وسوريا ... بفعل فاعل
- هل عدو عدوي ... صديقي ؟
- وتلك الايام نداولها بين الناس
- الحتمية التاريخية
- الاقطار العربية
- البرلمانيون العرب
- تحطم المروحية
- النزول عن الشجرة
- كامل الأوصاف
- الكرسي
- استمرار الحرب الروسية الاوكرانية .... ذر للرماد في العيون
- مونديال ... فلسطين
- هل انتهى زيلينسكي؟


المزيد.....




- أين تقع ثالث أقدم بحيرة في العالم.. وما الذي يميّزها؟
- أصغر طالب طيران في العالم.. كم يبلغ من العمر؟
- كاتس مهاجما خامنئي: خذوا وكلاءكم واتركوا لبنان!
- الحرب في يومها الـ365: غارات إسرائيلية مكثفة على لبنان وغزة ...
- بايدن يعارض هجوما إسرائيليا على -النفط الإيراني- وترامب يؤيد ...
- مناورة جريئة لمقاتلة روسية تخيف -إف – 16- الأمريكية وتبعدها ...
- عراقجي من دمشق: هناك مبادرات بشأن وقف إطلاق النار وأجريت مشا ...
- هجوم بمسيرة جوية أوكرانية على حافلة ركاب في غورلوفكا يسفر عن ...
- ستولتنبرغ: زيلينسكي اختبأ في ملجأ محصن بعد بدء العملية العسك ...
- استطلاع للرأي يظهر تأثير انسحاب بايدن على السباق الرئاسي


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - أن يأتي متأخرا