تصوّرات عن حروب متواصلة

خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)

الحوار المتمدن-العدد: 7560 - 2023 / 3 / 24 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا نبالغ في القول أن نيران الحرب العالمية الأولى ، التي انطلقت شرارتها كما هو معروف في سنة 1914 من اوروبا ، لم تخمد بعد في البلاد السورية و العراق ، حيث تحولت الى " حروب متواصلة " بل قد يرتأي بعض المؤرخين نعتها بالمكملة للحروب التي سبقتها في هذه المنطقة .مهما يكن فما نحن بصدده في هدا البحث هواستعراض أفكارعالقة في الذهن عن أربعة حروب مستعرة في الراهن أو أن جذوتها ما تزال كامنة تحت الرماد .
أ - الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 :
من نافلة القول أن دول المعسكر الغربي كانت داعمة في هذه الحرب للجانب العراقي بطرائق مباشرة و غير مباشرة ، اشتمل ذلك فيما اشتمل عليه اتخاذ غالبية الدول العربية لا سيما الخليجية منها ،إذا استثنينا سورية و الجزائر ، موقفا مماثلا . يحسن التذكير هنا ،بالسياق الذي اندلعت فيه حيث يمكننا أن نختصره على عجالة :
1- ردة فعل الولايات المتحدة الأميركية على المتبدلات في إيران التي تمثلت بسقوط نظام الشاه تحت قصف " مدافع آية الله " كما كتب الصحافي المصري محمد حسنين هيكل
2ـ "الثورة الإسلامية " بما هي شعار أيديولوجي ، رفضته بعض نظم الحكم " العربية " بمبادرة ذاتية ، أو بتحريض من المراجع المرتبطة بها في المعسكر الغربي ، على خلفية مذهبية دينية
3 ـ أفول الأمبراطورية السوفياتية و تلاشيها . و ظهور حوكمة معولمة تحت قيادة القطب الأوحد.
4 ـ ميل نظم الحكم العربية الوطنية ، بعد هزيمتها النهائية ، في حربي حزيران 1967 و تشرين / اوكتوبر 1973 ، إلى طلب الحماية لنفسها من الولايات المتحدة الأميركية .
لا بد من الأشارة أيضا إلى أنه من المعلوم أن تكاليف هذه الحرب كانت عالية جدا ، إنسانيا و ماديا و ثقافيا ، حيث تجسدت بحصيلة من الانهيارات الكارثية ، في ايران و العراق ، و على المستوى الإقليمي أيضا ، سيكون من الصعب على الأرجح تجاوزها .
ب ـ حروب المعسكر الغربي على العراق و على ليبيا 1990 ـ 2003 ـ 2011 :
لا بد في هذا الصدد من الإشارة إلى أن هذين البلدين كانا بحسب وثيقة أميركية كشف عنها في 2004 ، على لائحة تضم 7 دول هي العراق ،سورية ، لبنان ، ليبيا ، الصومال ، السودان و إيران ، كانت الولايات المتحدة االأميركية تريد تدميرها و إعادة هيكلتها . يمكننا القول الآن ،أن هذا الهدف تحقق في الواقع في العراق و ليبيا ، بنسبة كبيرة .فأغلب الظن أن المطلوب في نهاية الأمر هو تقسيم هذه البلدان وإحلال عدة دول مكان الدولة الوطنية الجامعة ، على نسق نموذج تجزئة يوغوسلافيا .
ج ـ الحرب على سورية 2011 :
من البديهي أنه لم تكن أهداف الحرب على سورية مختلفة عما جرى في العراق و ليبيا ، فما ظهر منها دليل واضح على ما تتضمنه الخطة المبيّتة ، حيث تحتل تركيا جزءا من شمال سورية ، بينما تموضعت الولايات المتحدة الأميركية في الجزيرة السورية ، في شمال شرقي البلاد ،مانعة السوريين من زراعة الأرض والإرتواء من مياه الفرات و استخراج النفط من الآبار الموجودة في المنطقة . و لا شك في أنه لولا التدخل العسكري الروسي و إنقاذ ما أمكن إنقاذه من الدولة السورية لتواصلت سيرورة التفكيك حتى نهاياتها المقررة . نجم عنه أن التقسيم الفعلي لم يتحقق في سورية ، حيث أستطاعت الدولة و حلفائها من إيقاف هذه السيرورة في مرحلة الإحتلالات الأجنبية التمهيدية . تجدر الملاحظة هنا بأن الحركة الصهيونية طالبت الإنتداب الفرنسي في سنوات 1930 بفتح منطقة الجزيرة السورية أمام المستوطنين اليهود من أوروبا الشرقية .
دـ الحرب الأوكرانية 2022 :
ما يهمنا في حدود هذا البحث هي دلالات هذه الحرب ، التي يمكننا تلخيصها بانها تجسد صراعا بين المعسكر الغربي ، تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية ، الطامح إلى الهيمنة المطلقة على العالم من جهة و بين معسكر تتقدمه روسيا ، دفاعا عن وجوده و سلامته وحريته من جهة أخرى . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن هذه الحرب تثبت أن اقتناء السلاح النووي يفتح المجال واسعا أمام الرأسمالية الإستعمارية الجديدة كعامل اساسي في تفجير الحروب بالوكالة و في أزدهار سوق جيوش المرتزقة .

#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل