أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - إعتقام السياسة الوطنية














المزيد.....

إعتقام السياسة الوطنية


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7538 - 2023 / 3 / 2 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكننا أن نأتي بعشرات الأدلة على أن الناس فقدوا في معظم البلدان القدرة على التأثير في عمل السلطة الحاكمة و في سلوك النهج الذي تختاره هذه الأخيرة . هذا الأمر باد ليس فقط في ظل شبه الدولة القائمة في البلاد المستعمرة سابقا و حسب و إنما أيضا في الدولة الغربية المستقلة العريقة " المتحضرة " ذات النظام " الديمقراطي " ، و لكن من المعروف أن هذه الأخيرة استعمرت غالبا بلدانا آخرى حيث مارست القمع و منعت الحريات ، هذا يذكرنا " بان الشعب الذي يقوم بقمع شعب آخر لا يكون شعبا حراً " بحسب ماركس . ينبني عليه أن الشعوب الأوروبية و الغربية عموما ، ليست شعوبا حرة في بلدانها ، يمكننا بالتالي ، إذا صح منطوق الكلام الماركسي ، إرجاع إنزلاق العالم تدريجيا ، إلى ما يشبه الغابة و سيادة شريعة الغاب ، لاشكالية الحرية . أو بتعبير آخر كان محتما أن تقود الذهنية الاستعمارية إلى إستعمار الشعب في بلاد المستعمر نفسها بعد أن استعمرت الشعوب الأخرى . فمن نافلة القول أن الإستعمار حيث يكون ، يعقّم السياسة و النضال الديمقراطي .
لا يتسع المجال هنا للإسهاب تبيانا لهذا العقم ، تكفي الإشارة إلى التظاهرات التي خرجت في دول غربية عديدة ضد الحرب في العراق على سبيل المثال ، أضف إلى تلك التي أنطلقت احتجاجا ضد شروط العيش الصعبة و عدم عدالة توزيع الثروة الوطنية ، دون أن يلتفت إليها أهل السلطة بل اكتفوا بالإيعاز لو سائل الإعلام بتشويه طالبها ، لا سيما أن غالبيتها تكاد أن تكون ممولة من كبار الرأسماليين أو مملوكة منهم . يحسن التذكير في هذا الصدد ، بأن غالبية الفئات الشعبية الفاعلة تقاطع الإنتخابات ، إعترافا بان لا جدوى منها ، نا هيك من الإختلاف الكبير بين الخطاب الإنتخابي من جهة و ممارسة الحكم من جهة ثانية . و ما يزيد المشهد ضبابية هو إقتصار المنافسة على السلطة في الدول الغربية على طرفين تقريبا ، متعارضين ، شكليا ، يتناوبان غالبا على "الفوز" الإنتخابي بفضل عوامل مصادفة ، مثل الفضائح المالية و الإنحراف المسلكي
مجمل القول أننا لا نستطيع المقارنة بين المجتمع في البلاد المستعمرة سابقا ، في ظل شبه دولة و طنية و بين المجتمع في دولة وطنية ، فكما أشرنا اعلاه إلى أن الإستعمار جعل المستعمرة تشبه الغابة فافشل في أكثر الأحيان محاولات سكانها في بناء مجتمع وطني ، حيث أنهم كانوا كلما قطعوا خطوة أو أكثر نحو هذا الهدف ، تدخل بطرائق مختلفة و أعادهم إلى نقطة الصفر . و لكن الجديد الآن هو تمدد السيرورة الإستعمارية إلى عرين المستعمرين أنفسهم أو بتعبير أدق هي شمولية هذه السيرورة للبلدان جميعا ، دون استثناء ، أو بحسب المصطلح الذي بدأ تداوله بعد انهيار الا تحاد السوفياتي ، عولمة الإستعمار . يتمثل ذلك باستعمار جميع الشعوب على درجات متباينة و لكنها متصاعدة .
فلو أردنا أن ننعت المجتمع في الدولة الوطنية ، لنعنتناه بأنه منقسم وطنا ، بحيث أنه لا يمثل إجتماعيا اتحادا قائما على توافق على قواعد للعيش المشترك في مقابل جماعة السلطة و راس المال ، و هي الأقوى على سحق عامة الناس .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى صديقة في بيروت
- المميزون في الأرض
- ذهنية الهجرة
- مقاربات في القضية الفلسطينية ـ4ـ
- مقاربات في القضية الفلسطينية 3
- مقاربات في القضية الفلسطينية 2
- مقاربات في القضية الفلسطينية ـ1ـ
- نهاية الدولة أم أستحالة قيام الدولة العربية 3
- نهاية الدولة أم استحالة قيام الدولة العربية 2
- نهاية الدولة أم استحالة قيام دولة عربية ؟
- حرب فلسطين 3
- ملاعب الحرب 2
- حرب الأغنياء و الأقوياء و حرب الفقراء و الضعفاء
- الأصولية ـ 4 ـ
- الأصولية ـ 3 ـ
- الأصولية 2
- الأصولية
- ماذا أنتم فاعلون ؟
- محادثة
- بين الترسيم و التطبيع


المزيد.....




- -تساقطت أبنية أثناء سيرنا-.. سيدة تروي لـCNN مشاهد في تل أبي ...
- الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مقرات قيادة لـ-فيلق القدس- والجيش ...
- فيديوهات متداولة: منظومات الدفاع الإسرائيلية تقصف نفسها!
- شركات تطالب الاتحاد الأوروبي بسياسة مناخية مستدامة وأكثر وضو ...
- انخفاض الرصاص يحسن ضغط الدم وعمل عضلة القلب
- ‌‏هيئة -أمبري- البريطانية: إيران هاجمت البنية التحتية لميناء ...
- Ynet: أحد الصواريخ سقط قرب مكتب السفارة الأمريكية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات جوية على مقرات لفيلق القدس في ...
- البيت الأبيض: ترامب سيلتقي زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السب ...
- بزشكيان: الولايات المتحدة تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - إعتقام السياسة الوطنية