أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - متين دولار بس يابخيل !!















المزيد.....

متين دولار بس يابخيل !!


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7495 - 2023 / 1 / 18 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن ما كان الغني في بلدنا يتخفي خجلا .. فمعني إمتلاكه للأموال أنها قد جاءت بطرق غير مشروعة و أنه إما سارق أو مرتشي أو متحايل علي الحكومة كي لا يدفع ضرائب .. ثم إنقلب الحال .. فأصبح الفقير .. يدارى إحتياجه و يدعي أنها مستورة و خير ربنا كتير .. بعد أن أصبح الفقر يدل علي نقص في القدرة علي الكسب و تفتيح المخ .. و انعدام الكفاءة في الضلال .
هذا التغير في المفاهيم لم يستغرق أكثر من سنوات تعد علي اصابع الكف الواحد ..
لقد إنقلب الحال فجأة و بدون مقدمات .. و أصبح .. هناك من يشترى شقة أو فيلا لسكنه بعشرة أو عشرين مليون جنيه .. ولا يسألونه..من أين لك هذا ؟
الغريب اننا لا نعيش في مجتمع رأسمالي .( يقوم على الملكية الخاصة لوسائل إنتاج السلع والخدمات لأجل الربح وتراكم رأس المال .. و تحكم إتزانه الديموقراطية ومؤسسات المجتمع المدني و الشفافية ..و النقابات فيه قوية قادرة علي حماية أبناء العمل المأجور ،والأسواق تنافسية تمنع الإحتكار و رفع الأسعارالمبالغ فيه ..و الإعلام حر يفضح الفساد . و القضاء غير مسيس مستقل ) .
و لا في مجتمع ليبرالي (يرى أن سعي الناس نحو مصلحتهم الخاصة يحقق تلقائيا المصلحة العامة للمجتمع...فدعه يعمل دعه يمر .. ولا تتدخل الحكومة في الإقتصاد ..و تحض علي مشاركة المواطنين في إدارة الحياة العامة من خلال مؤسسات منتخبة، ودستور يعكس هذه الليبرالية و قوانين تقيد من سلطة الحكام.)
و لا في مجتمع رأسمالية الدولة ( فيه ديكتاتور متفرد بالسلطة .. حوله جماعة ( أو حزب ) يعملون علي تنمية الدولة من خلال تحقيق التقدم العلمي و تأثيره علي تنمية الزراعة و الصناعة و توسع من مساحة المجال الحيوى بواسطة جيش قادر علي تحقيق إنتصارات عسكرية )
و لا في مجتمع إشتراكي ( يهتم بتلبية إحتياجات الأفراد و ينظم إستهلاكهم عن طريق التخطيط و التنمية المستدامة لعوامل الإنتاج و يعتمد في مسيرته على حكم الشعب و قدرات حزب.إشتراكي جماهيرى قوى )-
إنما نعيش في نظام غير مستقر.. تتغير توجهاته و قوانينه كل عقد أو عقدين .. ومجتمع هلامي يأخذ من كل النظم السابقة ، ما يفيده وما لا يفيده .. فقير يعاني من العوز المالي و تدهور الأحوال الاقتصادية .. والتسول من الأغنياء أو الإستدانة بسبب إنخفاض معدلات الإنتاج القومي.. و سيطرة الأمن .. و الجيش .علي كل أمور الحياة الإقتصادية و الفنية .. و الإعلامية .. و حتي كرة القدم لا تنجو من تدخلاتهم .
و لدينا إقتصاد مفتت بين عدة توجهات متصارعة .. قطاع عام و حكومي جارى محاربة و تصفية وحداته الإنتاجية .. بناء علي أوامر صندوق الدين .. و هو لا زال مؤثرا و متحكما في رقاب الخلق بواسطة جهاز بيروقراطي متضخم .. كسول معوق .. خصوصا فيما يتصل بإدارة المرافق العامة و الحكم المحلي و وحدات الجباية و التأمين .. قادر علي تسويد حياة الناس .. بعدم كفاءته ..و نهبه للأموال و فسادة من أعلي لاسفل .
و سوق مفتوح لشركات مساهمة .. و خاصة.. ومهنية فردية مثقل بالضرائب و الدمغات و الأتاوات والتعويق البيروقراطي والفساد و قوانين تخرج من الدرج في المناسبات ..يتدهور الصغير و المتوسط من حدة منافستة بواسطة شركات الجيش و الأمن و المخابرات .. و لا نعرف كيف تستطيع السلاسل الكبيرة الصمود .. أمامها .. إلا إذا كان هناك شخص ( أو أكثر ) نافذ مشاركا لها .
و سوق أخر في المناطق الحرة تدخل له مهمات الإنتاج .. و تخرج مصنعاته دون المرور علي الجمارك أو الضرائب .. مختف .. غير معروف أو محسوس إلا من إشاعات بعض من العاملين فيه من المحليين .
وسوق مواز شعبي متخفي و متهرب عن عيون الحكومة حجمه لا يقل عن حجم السوق الرسمي ..و لكنه متهرب من رقابة الدولة .. و قبضتها المميته ... مكون من البياعين السريحة .. و الشركات التي تعمل في السر .. بعضها يغش العلامات التجارية حتي للأدوية .
-
ونشاط إقتصادى لفئات خاصة .. (القوات المسلحة و الشرطة و المخابرات) يعمل دون قيود أو ضرائب وبفردة الصدر و القاء الرعب في قلوب المنافسين لا يندرج نشاطه تحت بنود الموازنه العامة للدولة و لا أرباحة تستفيد منها الحكومة ..
و إقتصاد الصناديق الخاصة الجديد غير المعروف نشاطها أو ميزانياتها أو أهدافها .. مثل ( تحيا مصر ..و السيادى .. و قناة السويس ....إلخ ) ..
بالإضافة إلي 10 مليون مغترب يعملون في الخارج .. و يرسلون لاهلهم بالداخل بعض مما يكسبون .
في هذا المجتمع فاقد الشكل و الهوية ( سمك لبن تمر هندى ) .. تولدت طبقتين واضحتين .. فقراء و معدمين .. يصارعون من أجل تأمين عشاء للأطفال يمثلون أغلب المصريين .
و أخرى شديدى الثراء الفلوس لحست مخهم و غيرت سلوكياتهم .. تتكون من هؤلاء الذين إستطاعوا أن يعوموا.. فوق ألإضطرابات الإقتصادية و يبقوا علي السطح بسبب قربهم من السلطة .. حوالي من 2-5%
وبينهما شرائح رفيعة متتالية من المتوسطين..أغلبهم من الموظفين و الحرفيين و المهنيين .. و أصحاب المعاشات الذين لا يأمنون من السقوط الطبقي كلما إنهارت قيمة الجنية .. و زادت الأسعار . .
الأغنياء الجدد .. لا تعرف كيف كونوا ثرواتهم .. بعضها عليه علامات إستفهام ( بيع أثار ، مخدرات ، رشاوى ، عمولات ، تجارة في العملة أو الأراضي أو المساكن )..
ناس أصابتهم أطماعهم و تأمراتهم بالبلادة .. و قلة الإحساس وعدم الإهتمام بمصالح الوطن و أهل بلدهم .. مادامت مصالحهم مصونة .
أغلبهم ظهر خلال السبع سنين الماضية عندما خلقت طبقة من الأغنياء الذين لهم علاقات بالهيئة الهندسية .. و أوكلت لهم أعمال المقاولات و التوريدات .. ذات الربحية العالية ..
هؤلاء ( من يطلق عليهم شبع بعد جوع ) أصابهم تشوهات لا يمكن إغفالها .. سفه في الإنفاق الترفي .. إستهلاك مرتفع .. تهريب الأموال للخارج ..التكالب علي شراء شهادات البنوك ذات العائد العالي .. أو العقارات من اللي بيتجاوز ثمنها الملايين .. المضاربة علي سعر الدولار .. و المواد الغذائية .
أغنياء الأزمات لهم دائما .. ملامح خاصة .. تختلف عن هؤلاء الذين كونوا ثرواتهم .. من طرق شرعية .. فيما عدا .. هؤلاء الذين ذهبوا إلي دول النفط أو هاجروا إلي بلاد الواق الواق و أصبحوا يقبضون رواتبهم بالدولارات ..
فعند الحديث معهم .. تلحظ نبرة السعادة من ما يحدث في بلدنا .. خصوصا عندما يدور الكلام حول الوضع الإقتصادى في مصر .. لقد راكموا مدخراتهم بالأخضر ..و (بعدما فقد الجنية 90% من قيمته خلال 10 شهور ) تضاعفت ثرواتهم .
أغلب هؤلاء لم يفقدوا فقط الإهتمام بمصالح الوطن .. بل فقدوا أيضا المنطق العقلي أمام مصالحهم الشخصية ..والإحساس بالرحمة و التعاطف مع مظاليم بلدهم الذين يتزايدون بمتوالية هندسية كلما تقدم النظام في تطبيق تعليمات صندوق ( الدين ).. فيما يسمونه بالإصلاح الإقتصادى .
أخر مسرحيات هؤلاء القوم تأييدا للنظام و الدفاع عنه (بالروح و الدم) .. هو ما يقترحه البعض بالتبرع ب200 دولار لكل فرد منهم .. مضروب في 10 مليون مغترب .. بمعني مليارين دولار هدية ..من أجل أن تدفعهم الدولة لتسديد جزء من فوائد مستحقة للديون المتلتلة ..
فالح منك له .. دة اللي طلع من ذمتك يا بخيل يا قيحة .. حيعملوا إيه إلإتنين مليار بتوعك دول ..حنأثث بيهم القصور .. و لا حنشغل بيهم طائرة الرئاسة ..
قول كدة .. كل واحد يتبرع له بكام باكو أخضر تبقي هدية عليها القيمة .. تخلي العاصمة الإدارية الجديدة تخلص في ميعادها .. و نشغل الترام السريع و القطار الأسرع و المونوريل الطاير .. أما تسديد الديون فدى مش شغلتك و لا شغلتنا .. دى حيدفعها الورثة ... لو حتي لقينا كنوز الأرض لن نسدد منها ..الديون .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما فقدنا الإحساس بالجمال
- وسرقوا تعبنا .. وجهدنا
- الأسباب و الحلول في أزمة أم الدنيا
- كانوا ألهه أم ريبوتات
- عندما يصبح الدولار بثلاثين جنيها
- ينايريات مصرية
- سعادة اللواء إختشي ..عيب
- الشدة السيساوية
- فإستحققت لعنة المواطنة
- في إنتظار صندوق الدين
- أخطاء الناصرية بوجوه جديدة .
- الصنديق السرية في مصر
- عودة التابوهات الثلاثة و الإبداع
- تدهور معطيات العقول الشرقية
- سوف تلهو بنا الحياة
- النازية لم تهلك بعد
- صفحة لمن هم فوق السبعين
- كفاية يادولة رئيس الوزراء
- شارع الرويعي و محمد سيف
- العيشة بقت مرة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - متين دولار بس يابخيل !!