أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين يونس - شارع الرويعي و محمد سيف














المزيد.....

شارع الرويعي و محمد سيف


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 06:32
المحور: الادب والفن
    


((مارة المواكب ع الطريق.. والخلق هى الخلق..ان مات محمد يتولد محمود.. نفس الملامح والشبه والعود.. نفس السكوت المنطوى الجبروت ..على قوله اقوى من دراع الموت )).
بعد عودتنا من الأسر .. قررت القوات المسلحة أن تختطفنا من همومنا ..و تخطط لبرنامج سياحي نزور فيه أماكن هامة .. لترد لنا الثقة في جمال و قدرات بلدنا.
من ضمن هذه الجولة السياحية كانت زيارة لأسوان ..و كان فندق الإقامة كتراكت القديم .. الذى كان لا يزال يحمل روائح فخامة زمن إسماعيل باشا ..
حجرات واسعة بأسقف عالية مزينة برسوم زيتية لازالت طازجة .. و سراير نحاس ضخمة تحيطها ناموسية بيضاء نظيفة .. و دورة مياة باريسية الطابع من زمن لويس الرابع عشر ..
و بلكون سورها حديد مزخرف بطريقة ( أرت نوفو ).. و مطعم واسع يخدم فيه سفرجية نوبيين شديدى الرقي يعتزون بوظيفتهم .بزيهم التقليدى واضح النظافة . و السرفيس فاخر أطباق(سيفر ) مطبوع عليها أسم الفندق تقدم ساخنة حتي لا تمتص حرارة الطعام.
في هذا الجو الساحر ..تعرفت علي ضابط شاب ( ملازم أول ) من المدرعات كان زميل لنا في الأسر و لم الحظه هناك ..
كان مثقفا لدرجة كبيرة تلفت النظر .. و شاعر .. كتب قصائد عدة أثناء أسرنا .
بعد غروب الشمس كنا نجلس في بلكونة حجرتي المطلة علي النيل .. نرقب إنعكاس أضواء البدر التي يتلالأ بها سطح النيل .. و نسمع خرير المياة .. و قصائد عبد الرحمن محسن المتقنة الجميلة .. و كلما إنتهت واحدة طلبت المزيد .. حتي منتصف الليل .
هذه السهرة لا أنساها أبدا .. كل شيء كان جميلا و مضادا لزمن الأسر الشاق
.. بعد ذلك أصبح عبد الرحمن صديقي المفضل خصوصا أن سكنه بالصدفة كان مجاورا لسكني .
في زيارة لمنزله و جدت لدية صف ضابط شاب من رجال كتيبته..و كانا يتعاملان كصديقين مع رفع التكلف التى بين ضابط و صف ضابط .. لقد كان الضيف معتزا بنفسه لدرجة أدهشتني ..
تلي عبد الرحمن قصيدة جديدة ..قابلها الضيف بتحية مفتعلة..ثم بدأ في تلاوة قصيدة له ..
خلال إلقاؤة الأكثر من متميز .. بدأت أعجب به .. ثم أفهم أسباب علاقته بعبد الرحمن .. لقد كان شاعرا رائعا .. يتقن كتابة القصيدة ..و يحسن إلقاؤها .. بشجاعة و قوة .. و تواضع ..
و كان يعرف أنه شديد التميز .. يمتلك الموهبة .. و الحساسية .. و الإبتكار .. و صياغة المعني .. فتمنحه ثقة ..و قوة ..
بعد الإنتهاء من قصيدته .. فهم أنه قد إمتلك قلبينا .. فرد بخجل الواثق علي مدحي .. بإبتسامة .. جعلت بيننا صداقة .. طويلة المدى .. لم تنفصم إلا بعد أن سافر لفرنسا لعلاج إبنة .. و إستوطن لفترة هناك ..
محمد سيف الذى عرفت أمس أنه في القاهرة .. و ليس لدية باسبورت .. بمعني مقيم لفترة طويلة .. كان من الشعراء الذين يشار لهم في السبعينيات و لكن للاسف لم يعد معروفا لابناء اليوم ..لذلك ساقدمه لكم من خلال قصيدة أحببتها عنوانها (( شارع الرويعي )) التي كان يبدأ بتلاوتها في اول الشارع فلا ينتهي منها إلا أمام باب منزلهم .

(على البيبان سكون ..على العيون دبل .. ياهلترى ده الموت بنفسه .. ولا دروخة الحبل)
متلكعة الخطوة..
وكازة فوق تلول العمر
متلكعة النظرة بترمق في كسل
آهين على الحلم اللي كان بيشد ضلع الضهر
آهين على الضحكه اللي كات طعم العسل
طويل يا شارع الرويعي
طويل وتاريخك طويل
راقده عليه العناكب رقدة المساطيل
لاطالتها ايد كناس في مرة.... ولا حسام فارس
طويل يا شارع الرويعي
متلكعة الخطوة وكازة فوق تلول العمر
متسكعة النظره بترمق فى كسل
ماشى انا فى دروبك
ماشى فى سكه ليلك الراتع
فى عتبة الجامع
قاعدين فلول الشحاتين
بيرتلوا القران وبيكشفوا الطالع
فى مدة الشارع
لفافات ورق مرمية
متكومة فى اكوام
اكوام ما تقدر حتى على بخة نسيم وعفية
وعلى الطريق المرمى
مرمية اجسام العرايا م السكن
متحولة لودان
ودان بترقب دبة اقدام الدرك
كل اما تعلا دبة الاقدام
بتختفى الاجسام
يفضل مكانها ع الطريق علامات عرق
ماشى انا فى دروبك الشمس هلت ؟
والله ما هلت
وانا لسه ماشى فى سكك بحواشى
بارقب طراوة الفجر فى ابوابك
بارقب فلول العابرين بجوارى
المطر وشين من فتحة احناك الحوارى
البنايين والبياعين والخبازين
بارقب مواكب مواكب
كلماتها طالعه ضنينه
بتكز لكن فى مناها تواكب
يارويعى يا جمال
مارة الحواديت فى الخيال
مارة المواكب ع الطريق
والخلق هى الخلق
ان مات محمد يتولد محمود
نفس الملامح والشبه والعود
نفس السكوت المنطوى الجبروت
على قوله اقوى من دراع الموت
آه يارويعى آه
آه لو بتنطق مره جدرانك
تحصر عديد الأمهات
على الزمان العظيم
اللى فى سخونة القضا
يتخيلوه زمان مضى
يتخيلوه معدوم فى حلقات الساحات
يارويعى
يا خليل الزمان القاعد
اللى فات
هذه القصيدة .. مثل كاتراكت القديم فاخرة أصيلة .. و لازالت طازجة



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيشة بقت مرة
- تحرير العقل في الزمن السلفي .
- هذا الكون الذى نعيش فيه
- عندما يصبح شهبندر التجار من الضباط
- الطريق إلي قفل حرض
- حفرية مثقف من بداية القرن العشرين
- عندما أصبحت غير معاصر
- كل حلفائك خانوك يا ريتشارد
- عندما خسرنا معركة الدولار
- مصر المديونة ترحب بكم في شرم الشيخ
- الخروج للشوارع بصدر مكشوف
- وثيقة أولية لمطالب المصريين .
- السقوط في خية البنك الدولي(2)
- السقوط في خية البنك الدولي
- لا نحارب و لا نثوركيف سنتغير
- ضباب ..ما بعد سن الثمانين
- عندما ذاق العسكريون رحيق التمييز
- صدمات التفكير المنطقي
- أخر المناضلات المحترمات
- كوابيس الشيخوخة والوطن


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين يونس - شارع الرويعي و محمد سيف