أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - عندما أصبحت غير معاصر















المزيد.....

عندما أصبحت غير معاصر


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7431 - 2022 / 11 / 13 - 06:35
المحور: سيرة ذاتية
    


لم يعد لي مكانا بين الأغنياء أو الفقراء ..أعيش في مساحة هلامية ..تفصلهما ..لست في إحتياج .. و في نفس الوقت غير قادر علي إنفاق الأثرياء .. لا أخرج من منزلي ..و لا أثق في الناس .. و أشك في نواياهم ..حتي أنني لا أرد تحية الغرباء .. و أذا الح الشخص .. أشخط فية (( .. عايز إيه ))
أصبح كل ما يحدث في المجتمع يدهشني ..سواء أخبار الأغنياء و أماكن سكناهم و أعمالهم و حفلاتهم .. وعلاقاتهم ..و فضائحهم ..و إنفاقهم .. و مدارسهم و مستشفياتهم .. ورواتبهم و ملابسهم .. و طعامهم .. و سفرياتهم .. و حتي لغتهم .. و إهتماماتهم . ( أغنياء اليوم غير أغنياء زمان .. تحس إنهم محدثي نعمة أو نصابين إمتلكوا الفلوس بسهولة و يستهلكونها بسهولة ).
أو أخبار الفقراء و بؤسهم و إحتياجهم .. و جهلهم .. و دروشتهم ..وخبثهم و فهلوتهم ..وفنهم الهابط و أغانيهم البدائية و إسلوبهم في الحياة ..و خوفهم .. و إنقيادهم .. و إهمالهم .. و جرائمهم ..و إهتماماتهم. المتدنية . و عملهم بدون حماس ..و لهجتهم المنكسرة عند الحديث ..( فقراء اليوم غير فقراء زمان اللي كانوا معتزين بكرامتهم و بأنفسهم رغم فقرهم )
أو أخبار الحكومة .. و إنفاقها ..و بذخها.. و تقتيرها .. و ديونها ..و قوانينها سيئة السمعة .. و سياستها .... و تفريطها .. و كثرة مؤسساتها و موظفيها.. و فسادهم ..و تضاعف سجونها و معتقلاتها.. مع أزمة مدارسها و مستشفياتها..و مواكب حركة قادتها ( التشريفة )و تسخيرهم للحراس لعشرات الساعات يقفون في البرد أو الحر .. دون طعام أو شراب أو عناية ..
و أحاديث ناسها و تعاليهم بدون سبب علي المتعاملين معهم ..و تعنتها في إستخدام اللوائح و التعليمات في هدم المنازل و المنشئات التي تعوق مشاريعها .. بما في ذلك المدافن بحيث إن الواحد مبقاش أمن مع (الوزيرى وزبانيته ) حتي في قبره .. لعله يرحل قبلي علشان ميهدش مدفني .. ( حكومة مستعجلة لا تدرس أى قرار تصدره ..كما لو كانت في سباق .. بتلحق تلبس الناس المصيبة اللي بتعملها ..قبل م يفوقوا )
أو أخبار الفن و مدى سطحيته و تدهوره و سوقيته .. و العلم و ضحالته و تدني إهتماماته .. و العداله و بطئها و إنحراف مقاصدها و تكلفتها الزائدة .. و الرياضة .. و تحولها إلي بزينيس و تقاتل علي المنفعة تصل إلي تزوير عقود اللاعبين و رشوة حكام المباريات ..
الشوارع الواسعه و الكبارى الكتير و الأحياء الجديدة التي أصبحنا نتوه في سراديبها .... متناقضة مع الشوارع الداخلية شديدة القذارة التي بها أكوام قمامة متراكمة و أرصفة عالية مكسرة ..
و محلات الأكل و الترفيه و المولات التي تتزايد بمتوالية هندسية حتي تحت الكبارى و في الحدائق و الميريلاند .. تعرض بضائع مرتفعة الثمن ليس عليها إقبال و مع ذلك مستمرة في التواجد.. و فتاوى رجال الدين شديدة التحقظ في مواقف أوالتي تعكس وجهة نظر الحكومة في مواقف أخرى .
أصبح كل شيء في هذا الوطن يدهشنى.. لقد تغيرت بعد تمكين المليارديرات من مراكز إتخاذ القرار .. لقد أصبحت غير معاصر (Out of date ) ..حتي في هيئتي و ملابسي .. كما لو كنت أضع علي راسي طربوشا و في إيدى منشة من بتوع القرن الماضي.
أشعر بغربة شديدة و كأنني أرى ناس هذا المكان لاول مرة رغم أنني لم أغادره منذ 83 سنة.. فقضاياهم بصراحة أصبحت لا تهمني .. و فلسفتي لا تهمهم .. و أندهش من سخف إهتماماتهم .. و من تدني القيمة الشرائية للجنيهات القليلة التي بقت بعد المعركة .. و من تغير قيم وأخلاق الخلق.. خلال سنوات محدودة لم تكمل اصابع الكفين
أكره أصحاب المليارديرات و سلوكياتهم لانني واثق أنهم كلهم لصوص ولأنهم سبب البلاوى .. وفي نفس الوقت .. لا أتعاطف مع المطرود من محل الكشرى الذى يتكسب بعاهته ..و لا أثور لان حكم فاسد مرتشي الغي جون صحيح للأهلي .. أو أن سائق تاكسي تجاهل العداد وبالغ في الأجرة .. إنها طبيعة المرحلة .. الغرابة و الفساد
يتهيء لي .. كفاية كدة ... مللت و ضعفت .. و يأست .. وأعيش حياة ماسخة .. ملهاش طعم .. مجرد أيام تمضي دون هدف ..إلا توقي مصائب الغد.. و مراقبة سرعة السقوط ..و إنتظار كلمة النهاية .
في الأيام القادمة سأحاول أن أخفض عمدا من إحتكاكي مع الناس.. أو في إستخدام أى وسيلة من وسائل الإتصال بما في ذلك مشاهدة ماتشات كرة القدم القادمة من قطر .. فيما عدا محطة تلفزيون مخصصة لقضايا التاريخ H2 أستمتع و أنا أراقب من خلالها ما حدث في الكون و يحدث من فناء و تواجد .. حتي بين النجوم و المجرات ..و أتعلم منها ما إفتقدته في صباى .. و أعجب لتنوع و تعدد صور الحياة وتطورها علي الأرض
وأتأمل مدى تفاهة وجودنا .. علي مستوى المكان و علي مستوى الزمان مقارنة ب14 مليار سنة مرت منذ الإنفجار الكبير ( بيج بانج ) قبل تمدد الكون و ملايين المليارات من النجوم و الكواكب . أو 4 مليارات سنة عندما تكون كوكبنا و دار حول شمسه ... و ملايين السنين التي تطورت فيها الحياة
الغريب أنني أصبحت مقتنعا الأن بأن هناك كائنات أخرى في الفضاء تعيش علي كواكب بعيدة أكثر منا ذكاء و معرفة ..و قدرة .. زارتنا بالأمس و علمت الأجداد بعض من سحرها .. و ترقبنا الان كما نراقب نحن جبلاية قرود نعجب بنشاط أو ذكاء فرد منها و لكن لا نقارنه بأنفسنا .
هذه الكائنات قد ترى ( وهذا وارد ) أن السبعة مليارات بشرى .. أكثر من أن تستوعبهم إمكانيات الأرض ..فتخفف من الإزدحام .. بوباء أو فيضان أو إصطدام كويكب .. أو حرب ضروس بيبن القوى العظمي ...أو بتدخل مباشر بأسلحة طاقة لا قبل لنا بها .. إذا حدث هذا فارجو أن تبدأ بمنطقتنا الاكثر تصديرا للتلوث الفكرى و نشر قيم ديكتاتورياتها المنحطة
حسابي علي الفيس بوك أو الحوار المتمدن لن أكتب فيه يوميا كما هي العادة ..ولن أقلب في أخباره و (بوسطاته) .. فقد زادني ما يعرضه الناس ..غربة علي غربة .
و لكن سأحافظ عليه مفتوحا ..فقط .. بهدف إعلان خبر وفاتي .. عندما تحدث .. حتي لا يحتار الدكتور أنورنصير كثيرا .. أعرف معزتي عنده و أنه محضر نعي لي ... فأرجو أن يصل للناس في الوقت المناسب .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل حلفائك خانوك يا ريتشارد
- عندما خسرنا معركة الدولار
- مصر المديونة ترحب بكم في شرم الشيخ
- الخروج للشوارع بصدر مكشوف
- وثيقة أولية لمطالب المصريين .
- السقوط في خية البنك الدولي(2)
- السقوط في خية البنك الدولي
- لا نحارب و لا نثوركيف سنتغير
- ضباب ..ما بعد سن الثمانين
- عندما ذاق العسكريون رحيق التمييز
- صدمات التفكير المنطقي
- أخر المناضلات المحترمات
- كوابيس الشيخوخة والوطن
- شيلو الرف أبو ذمة كاوتش
- مدن الطغيان الشرقي
- السيطرة علي عقول الأغلبية
- محطة كهرباء نووية في مصر
- الحصاد المر لإنقلاب 23 يوليو
- لم يعد للكلام المكتوب معني
- تيار الفساد أصبح تسونامي .


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - عندما أصبحت غير معاصر