أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - أخطاء الناصرية بوجوه جديدة .















المزيد.....

أخطاء الناصرية بوجوه جديدة .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7472 - 2022 / 12 / 24 - 14:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بعدأن طال عمرى لاعيش تحت حكم ملك و ستة رؤساء أرى أن نظام عبد الناصر .. كان يمكنه بقليل من الحظ العبور بمصر إلي براح المعاصرة .. لولا خطأين ..ربما ثلاثة.. تلازم دائما الأنظمة الديكتاتورية التي يرأسها العسكر .
أحد هذه الاخطاء كان الإرهاب بفتح المعتقلات .. و السجون .. و التعذيب داخلها للمعارضين .. من الشيوعين و الأخوان .. و المثقفين .. و بذلك حرم نظامه من حوار ..مع أقصي اليسار و أقصي اليمين .. و من تنوع إقترابات الثقافة المصرية التي نضجت فيما بعد 1919..و كانت تحمل بذور الأمل في النجاة من أثار 70 سنة إحتلال.
و الخطأ الثاني ..هو سوء إختيار قيادات القوات المسلحة مع تدليلهم حتي تصوروا أنهم أفضل من باقي المصريين و يستحقون (حتي مع فشلهم ) أن يتميزوا....فسقطوا ببلدهم ثلاث مرات 1956 .. و اليمن .. و 1967 .. وأضاعوا أسلحتهم مرتين .. بالإضافة إلي إجهاض تجربة الوحدة. و تعويق المؤسسات المدنية التي أداروها .
و الثالث .. هو تقوية توجهات التعليم الديني ..و توسيع إختصاصات الأزهر مع وأد نمو خطاب معاصر ..مثل الذى قادة الأفغاني و محمد عبده .. و خالد محمد خالد .. فكان من السهل ..بعد ذلك ..وقوع الأزهر برجاله في يد السلفية السعودية.
القسوة علي المثقفين و أصحاب الرأى و تجاهلهم.. و التدليل المبالغ فيه لكبار الضباط و رجال الدين ..بالإضافة إلي مركزية إتخاذ القرار و ما يصاحبه من إحاطة الرئيس بجماعات من المنتفعين الإنتهازيين و منهم نائبه السادات و رئيس مخابراته صلاح نصر ..و قائد جيوشة عبد الحكيم عامر .. قوضوا .. كل نجاحات الناصرية .
من الإنحياز للفقراء و المهمشين .. و بناء الصناعة الثقيلة ..و السد العالي لتأمين رى منتظم للأراضي المصرية يؤدى إلي الإكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية.. و إقامة الاف الوحدات الصحية في القرى و المستشفيات العامة في عواصم المحافظات .مع كهربة المدن و الريف . .. وإتساع مساحة دائرة المتعلمين...و ضبط الأسواق و تأميم قناة السويس ..وعدم الوقوع في إستهلاك القروض و تبعاتها ..و تكوين علاقات طيبة مع دول عدم الإنحياز و الأفارقة ..
بحيث لو لم نقع في شراك الحروب كان من الممكن أن تكرر مصر الصعود الذى صاحب الانظمة الشمولية .. كما جرى قبلها بعقدين أو ثلاثة في المانيا و الإتحاد السوفيتي و الصين.
و مع ذلك فالنظام الناصرى الشمولي كان سيؤدى أجلا أو عاجلا لنفس مصير كل الأنظمة الشمولية ..فالتغيير الذى يجرى من أعلي .. و حرق المراحل ..دون إحتياج وكفاح و أسباب موضوعية .. عادة ما ينتهي إلي كوارث
إنها طبيعة ذلك النوع من الحكم في أى زمان أو مكان.. يبدأ بأحلام الإنتصارات و ينتهي بالإنتكاسات و الهزائم .
كمثال ..سنرى هذا ..بوضوح لو أخذنا قضية مطالب المرأة المصرية. التي بدأت من 1919.. لقد منحها دستور 1956 بشكل علوى ما كانت تصارع من أجله لسنين طويلة
(( دستور 1956، أول دستور مصري ينصّ على المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، بما فيها الحقوق السياسية، كما نصّ على حق المرأة في التصويت والترشح في الانتخابات)) .
ماذا حدث لهذه الحرية .. كانت إنتكاستها أفظع .. بعدما رحل المانح. رأينا السيدات تهرول للجلوس في منازلها لا تعمل ..وطوابير منهن تقف امام لجان التصويت يدلين بأصواتهن لقاء منحة مالية أو عينية ..ثم ترتدي أغلبهن ما يمليه عليهن أقصي رجال اليمين تشددا..حتي لو كن وزيرات أو مديرات أو أستاذات .
كذلك ..مؤسسات القطاع العام التي بنيت بإرادة علوية و تولي تشغيلها غير المؤهلين والفاسدين من أهل الثقة .. فتحولت في زمن تالي لخرابة تباع في مزادات الخردة بسبب الإهمال و سوء الإدارة .

اليوم بعد 70 سنة يكرر كبار الضباط نفس سيناريو الأخطاء.. و إن كان بدرجات أوسع.. تتسم بالمبالغة .. متصورين أن القسوة و التدليل .. ستضبط ريتم حركة المجتمع.
عسكر ما بعد الناصرية.. عكسوا أغلب توجهات نظام عبد الناصر.. فمنذ تولي السادات .. أصبحت سياسة الحكم الإنحياز لجانب المليارديرات و المليونيرات علي حساب المعذبين من الفقراء و المتوسطين الذين لم ترق لعذاباتهم القلوب المتحجرة مهما بدت وحشية المعاناة التي يتكبدونها من تكاليف الحياة بعد أن أرتفعت الأسعار بمتوالية هندسية ..فوق متناول ميزانيات أسرهم .
النظام الذى رساه السادات و حافظ عليه مبارك ..حفل بسطوة عصابات الإنتهازين تالفي العقول .. و قوادى صندوق النقد غلاظ القلوب ..و إنحاز لنمط حياة الأغنياء .
التعليم أصبح لهم في المدارس و الجامعات الخاصة و السناتر بتكلفة مرتفعة مع إزدحام مدارس الحكومة و عدم جدواها ..
و العلاج في المستشفيات الخمس نجوم الخليجية المكلفة مع إهمال العمومية و تدني مستوى الخدمة بها .
و المنتجات الصناعية و الزراعية مستوردة و متوفرة لهم حتي أكل الكلاب و القطط في سوبر ماركات فاخرة متعددة الأغراض مبالغ في أسعارها
و الكافيهات و المطاعم و الغرز لأبناء الأغنياء في كل مكان حتي تحت الكبارى ..و الإسكان المليونيرى القيمة و الكمباوندات لعزلهم عن الرعاع .
مشاريع و( إنجازات) ما بعد 2014 أوقعتنا في شرك القروض بحيث أصبحنا ثاني دول العالم في حجم المديونية لصندوق النقد بعد الإرجنتين ..
وتدهورت قيمة الجنيه ثلاث أو أربع مرات في سنين معدودة .. و عم الغلاء ..و أصبح مصير نهرالنيل و قناة السويس مجهولا ..من الوارد أن يتحكم فيهما الغرباء إذا إستمر الوضع علي ما هو عليه و أصبح لصندوق الدين الكلمة العليا .
هل كنا غير موفقين في إختيار الحكام و نواب البرلمان فعملوا علي إفقارنا و إذلالنا و إضاعة الأمل في باكر و تدمير كل وسيلة لتحسين حياة الناس.
أم أننا نواجه نوعا جديدا من الإستعمار .. لا تستخدم فيه جنود العدو بقدر ما يتم بالوكالة بواسطة تأثير الأموال علي عناصر كومبرادورية محلية .
في الغالب ..أن ما يحدث اليوم ليس وليد اللحظة .بل هو الحلقة الأخيرة من خطة نسجت علي مهل بواسطة خبراء في ستينيات القرن الماضي .. كعقاب.. لنجاحات النظام الناصرى في جعل الحياة ميسرة للفقراء بعد 1954. و الإستغناء عن السوق الرأسمالي مما أدى في النهاية لقلق أصحاب البنوك والكرتيلات العالمية..من ضياع كنز إستهلاكي واعد من بين براثنهم ..
فارادوا ألا يتكرر من المصريين مقاومتهم وقرروا إسقاط مصر من الداخل بالحروب .. ثم بواسطة نفس الذين تسببوا في فشل الناصرية من كبار الراسماليين بعد أن جعلوا منهم مليارديرات ... ترتبط مصالحهم بمصالح أصحاب رؤوس الأموال العالمية .
الخطة نفذت بذكاء و معرفة بفنون الموجه الخامسة و السادسة من الحروب .. فإنتصروا .. علي الغافلين ..لنحتاس في مصيبتنا ..
بين تدهور مستوى الحياة .و التعليم و العلاج .والديون المتلتلة..و إنخفاض القيمة الشرائية للجنية التي لن تتوقف قبل أن تصبح عملتنا مثل عملة السودان و لبنان.. وموجات الغلاء المتصاعدة .. و أضرار محتملة لنهر النيل قد تؤدى لتخفيض الوارد من مياهه.. و تغلغل أصحاب الأموال الخلايجة و القطريين في السوق يشترون الوحدات الإقتصادية و يشاركون شركات القوات المسلحة ..
ومع رفع قيمة الخدمات و الوقود لمستوى أوروبا ..وإتساع موجات الفقر المتزايدة .. المصاحبة بتطمينات رجال الدين و البرلمان و الدولة الذين إستقروا في سفينة نوح للنجاة من الطوفان. .. توقفنا عن الصراع
و ها نحن نجلس في هدوء منتظرين التسونامي أن يهب في أى لحظة ..مستسلمين لالاعيب الغزاة .. نتابع دورى كرة قدم تديرة حثالة مأجورة تجعل لا هم لنا إلا الشكوى من فساد أحكامهم و مؤامراتهم.
بكلمات أخرى.. لا أنفي عن 23 يوليو أنها كانت إنقلابا عسكريا و إنحرفا عن مسيرة التحديث و الديموقراطية ..
و لكن كل نظم الحكم التالية في مصر جاءت في الغالب كإنقلابات .. سواء كانت واضحة .. أو متخفية في بردة الثورة التصحيحية مثل( 15 مايو )..و حتي عندما حانت لحظة ديموقراطية خاطفة أتت بالإخوان و السلفيين ليتلفوها
و لكنني أتكلم عن النتائج الناجمة عن هذه الإنقلابات ..( التي لا أؤيدها بأى شكل من الأشكال ).. فنجد أن إنقلاب مارس 1954 كان الوحيد الذى إنحاز للشعب .. و حاول أن يقوم بتنمية حقيقية .. في حين أن باقي الإنقلابات أخذت جانب المليونيرات ..و النهب و التربح و الإستسلام لقوى الخارج .
بمعني أنه إذا كان من حظنا العاثر أن يحكمنا الضباط .. فالبكباشية في 1954.. كانوا أفضل من مليونيرات 2011.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصنديق السرية في مصر
- عودة التابوهات الثلاثة و الإبداع
- تدهور معطيات العقول الشرقية
- سوف تلهو بنا الحياة
- النازية لم تهلك بعد
- صفحة لمن هم فوق السبعين
- كفاية يادولة رئيس الوزراء
- شارع الرويعي و محمد سيف
- العيشة بقت مرة
- تحرير العقل في الزمن السلفي .
- هذا الكون الذى نعيش فيه
- عندما يصبح شهبندر التجار من الضباط
- الطريق إلي قفل حرض
- حفرية مثقف من بداية القرن العشرين
- عندما أصبحت غير معاصر
- كل حلفائك خانوك يا ريتشارد
- عندما خسرنا معركة الدولار
- مصر المديونة ترحب بكم في شرم الشيخ
- الخروج للشوارع بصدر مكشوف
- وثيقة أولية لمطالب المصريين .


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - أخطاء الناصرية بوجوه جديدة .